طابا
ارض مصرية

هى اخر الاجزاء المحررة من ارض الوطن التى شملتها بنود اتفاقية كامب ديفيد للسلام التى اقامتها مصر مع اسرائيل بوساطة امريكية ، وقد نالت طابا حريتها فى عهد الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك فى مارس 1989 بعد صدور قرار هيئة التحكيم الدولية فى سبتمبر 1988 .

وقد استردت مصر طابا الغالية بعد ان احتجت للخرائط التاريخية التى تؤكد استقرار حدود مصر من خمسة الالف عام والتى اقرتها اتفاقية الدولة العثمانية وبريطانيا 1906 ، ولان المفاوض اليهودى لا يستسلم بسهولة فقد حاول استغلال رفض هيئة التحكيم اعتماد صورة الخريطة المرفقة باتفاقية ‏1906‏ وطلبها أصل الخريطة ‏,‏ لكن الدكتور يونان لبيب رزق المؤرخ التاريخى الكبير سافر الي لندن حيث اكتشف في دار الوثائق البريطانية خطابا يعود الي عام ‏1921‏ مرسلا من مدير مصلحة الحدود المصرية‏(‏ بريطاني الجنسية‏)‏ الي المندوب السامي البريطاني في القاهرة يذكر فيه أن الخريطة الأصلية كانت مودعة باسمه لدي البنك الأهلي في القاهرة لأن حكومة مصر لم تسأل عنها‏,‏ وسأل الدكتور يونان عن الخريطة في سفارة بريطانيا في القاهرة التي أفادت بأن الخريطة احترقت ضمن اوراق تم التخلص منها‏ لكن هيئة التحكيم اعتمدت خطاب الموظف الانجليزي كوثيقة رسمية خالية من الشبهات‏.

وقد كان هدف اسرائيل من إثارة النزاع حول طابا هو محاولة ابعاد مصر عن رأس خليج العقبة وذلك ضمن مخطط قديم يهدف الي تدويل الممرات المائية الاستراتيجية سعيا الى تعديل الحدود الدولية لمصر . وقد اعطت تجربة طابا نموذجا لاصرار المفاوض العربي علي التمسك بحقوقه حيث انسحبت اسرائيل الي خطوط الرابع من يونيو عام‏1967 لتعتبر هى التجربة الوحيدة التى يرضخ فيها المفاوض اليهودى للارادة العربية .

وقد قدمت اسرائيل عرضا غريبا عام‏1982‏ لتأجير طابا لمدة ‏99‏ عاما بغرض المماطلة واضاعة الحق مثلما تفعل حاليا مع فلسطين وقد رفض وزير الخارجية الراحل كمال حسن هذا الطلب الغريب،‏ واستخدمت مصر هذا الطلب ضمن مستنداتها الي هيئة التحكيم الدولية‏.‏

وتعد طابا ذات اهمية كبيرة حيث يوجد بها وداي ورأس طابا اللذان يمثلان موقعا استراتيجيا يتحكم في الممرات التي تربط سيناء بخليج العقبة والتى تعتبر أقرب موقع في هذه المنطقة الي السعودية من جهة الغرب‏ كما يتحكم في الطريق المؤدي الي قطاع غزة شمالا‏ ، ولكن الاحتلال الاسرائيلى لارض سيناء وطابا خاصة لفت نظر السلطات المصرية الى الاهمية السياحية لهذه المنطقة الرائعة التى تعتبر اية من ايات الله على ارضه فطابا المنطقة الحدودية تعد بمستقبل مشرق للسياحة فى مصر ، حيث تحتوى طابا على طبيعة خلابة من مياة رائقة جميلة ومناظر طبيعية خلابة مما يجعلها تنافس اجمل بقاع العالم.

وتمتد شواطئها الذهبية على طول أمام البحر الاحمر ويوجد الان العديد من الفنادق و المنتجعات الخمسة نجوم التى تفتح أبوابها لتقدم لزوار المنطقة أرقى مستوى من الخدمة و الرفاهية ، ويوجد بها خليج الفيورد و هو خليج من الخلجان الطبيعية يمتاز بمياهه الصافية المتلألئة ، كما تقع قلعة صلاح الدين المرممة حديثا على جزيرة فرعون و التى تعرف أيضا بجزيرة الشعب المرجانية بينما تتوسط الريفييرا المصرية -و هى من اكبر المشاريع السياحية تحت الإنشاء- المنطقة بين طابا و نويبع و سوف يقدم هذا المشروع لرواده فى المستقبل القريب إقامة فى غاية من الروعة و التفرد .

كما تحتوى طابا بالاضافة الى ذلك على عدد من المحميات الطبيعية منها محمية (نبق) التى تقع فى المنطقة المحصورة بين طابا وشرم الشيخ ووادى أم عدوى , وتتميز بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى , كما يوجد بها عدد من الحيوانات والطيور المهاجرة والمقيمة ، أما محمية (ابو جالوم) التى تقع على الطريق بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادى الرساسة فتتميز بطبوغرفية خاصة حيث أن الجبال تقترب من الشاطئ وتحتوى على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى والجبال التى تزخر بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها منطقة جذب سياحى ، واخيرا محمية طابا التى تقع فى المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا وتتميز بالتكوينات الجيولوجية والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى حوالى 5000 سنة , بالإضافة إلى الحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة و التراث التقليدى للبدو المقيمين . وتضم المحمية تراكيب جيولوجية وكهوف وممرات جبلية وشبكة من الوديان وبعض من العيون الطبيعية وعدد من الثديات و الطيور النادرة وأنواع من الزواحف والنباتات .

وتجدر الاشارة الى انه تم افتتاح مطار طابا مؤخرا تشجيعا للسياحة فى نوفمبر من عام 2000 ، وتسمح اتفاقية السلام بدخول السائحين بفيزا مدتها 14 يوما الى جنوب سيناء .