ولد الربط

اخي الكريم

التقليد الاعمى للغرب والانفتاح المزعوم للبلاد العربيه هذه نواتجه ,

شكرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخي الفاضل / ولد الربط

أحب أولاً أن أرحب بك في مجالسنا وأتمنى لك قضاء وقت ممتع وطيب ..

ربما ملاحظاتك التي ذكرتها أعتبرها إجابة تعبيرية لمحتوى الصورة ..

هناك قصة أود ان أقصها لكم ولكن قبل ذلك سوف أعقب على ملاحظاتك … وهي :

* يظهر من الصورة إن الزوجين المسلمين لم يعيشا بما فيه الكفاية في بيئة غربية أو بمعنى آخر بأنهم لم يسافرا إلى دول غربية ، ولو إنهم من الأزواج الذين زاروا تلك الدول لوجدنا تعجبهم ونظراتهم إختلفت تماماً عن ما رأيناه في الصورة .

* والعكس صحيح ، يظهر من الزوجان الغربيان أن لهم ثقافة بسيطة جداً عن البيئة الإسلامية ، فلو كانا على علم ولو بشكل بسيط بالتقاليد الإسلامية العربية ، لوجدتهم ملتزمين بشكل أكبر في تصرفاتهم …

* الصورة أجدها تخفي شئ من الحقيقة ، وتساؤلي حول الصورة هو : ما هي المدة الزمنية التي إسترق فيها الزوجان المسلمان لأنظارهم إتجاه الغربيان ؟ هل هي ثانية أم أكثر ، فلو كانت لثانية أو ثانيتين فقط ، يمكن القول بأن تلك النظرات كانت عفوية ولا يمكن أن نطلق على تلك النظرات بأنها نظرات تطفل وتعطش، أما لو كانت الأنظار متجهه إلى الغربيان بشكل متواصل ولفترة طويلة حتى ينتهي المشهد الحميمي ، فيمكن أن يكون القصد من تلك النظرات كما ذكرت في ملاحظاتك .

قصة خارجة عن الموضوع :

عندما شاهدت هذه الصورة ، تذكرت قصة أحد صديقي الذي كان يدرس معي في أستراليا وقد مضى على قدومه أيام قليلة فقط حيث كان صديقي أول مره في حياته يخرج من بيئتنا الإسلامية المتحفظه إلى بيئة غربية متفتحة ، وكنا أنا وهو في القطار متجهين إلى الجامعة، وكان القطار مكتض بالناس بحيث لا يمكن الإنتقال إلى مقاعد أخرى ، وصادف أن جلسنا أنا وهو مقابل زوجين أو صديقين كانا في حالة حميمية قوية حيث إمتدت إلى أكثر من القبلات .

طبعاً صديقي كان في حالة صدمة شديدة ، وكان ينظر بكل تعجب مصحوب بالغضب إلى الغربيان وهو يستغفر الله بصورة متواصلة ، وما هي إلا ثواني حتى يقف صديقي أمام الغربيان ويقول لهم بكل جراءة ، ما الذي تفعلونه ؟ إليس لديكم مكان أخر غير هذا المكان .. إلا أن ردت فعل الغربيان كانت قاسية لصديقي حيث قالوا له إذا كررت ورفعت صوتك علينا مره أخرى سوف نستدعي الشرطة ونبلغهم بأنك تحاول التحرش عليهم !!

حينها أمسكت بيد صديقي وقلت له ، أرجوا أن تدعهم وشانهم ، فسوف تعتاد على هذا المنظر كل يوم في هذا القطار ولا يمكنك ان تغيير من تصرفاتهم فهي مشروعة لديهم حتى أمام القانون ، وكان في حالة إندهاش للموقف الذي رأه لأول مره في حياته.

المهم ، مرت الأيام ومرت السنوات ، وجاء وقت العودة إلى بلدنا ، وقبل ذلك بقليل كنا أنا وصديقي في القطار ، وصادفنا حالة مشابهه كثيراً للحالة التي رأها اول مره ، ولكن هذه المرة كان تصرف صديقي مغاير 180 درجة عن المرة السابقة ، حيث لم يكترث بالنظر إطلاقاً على الغربيان ، وعندها ضحكت له وقلت له هل تذكر أول مره شاهدت فيه هذا المنظر ؟؟ إبتسم لي وقال : نعم أذكر .

ما أريد إيصاله ، هو إننا كلما تعرفنا على ثقافات البشر أكثر سواء كانت سيئة أو حسنة ، وهنا أركز على كلمة (تعرفنا) وليس (مارسنا) زاد لدينا الوعي الذي يؤهلنا للتمييز بين الصح وبين الخطأ ، بين الحسنة وبين السئية ، بين الخير وبين الشر … إلخ .

هنا يمكن تطبيق ذلك على أولادنا ، بحيث يجب ان يتطلعوا على ما يدور حولهم في عالمهم الداخلي والخارجي ، ولا يجب علينا أن نغلق أعينهم عن كل شئ ، وإنما يجب أن نعلمهم بأن هناك حرام وهناك حلال ويجب ان يعرفوا الفرق بينهم ، ولو حرمنا أطفالنا من معرفة الحرام ، سوف يأتي يوم وينصدموا بالواقع الحقيقي الذي قد يؤثر عليهم سلباً بحيث قد لا يستطيعوا التفرقة بينه وبين الذي حلل لهم .

أشكر طارح الموضوع لأنه فتح لي مجال للكتابة التي إفتقدتها من فترة ، وآسف على الإطالة