الرئيسية منتديات مجلـس الحـياة البريـة والبحريـة والطـيور بنظام اجتماعي مميز..دماغ النملة أكثر تطوراً من دماغ الفيل

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #120518

    توصل العلم الحديث الى نتائج مذهلة بالنسبة الى هذا المخلوق الصغير جدا، وهو النملة ووجد ان نظامها الدماغي هو ارقى بكثير من الانظمة الدماغية للعديد من الحيوانات الكبيرة أو الصغيرة، كالفيل مثلا.

    و يعيش النمل ضمن كتلة اجتماعية، هي عبارة عن مستعمرة يؤدي فيها جميع الافراد واجبات منتظمة ومتساوية، ولا توجد بينهم اي تمايزات او فروقات طبقية، وانما يوجد توزيع عادل للعمل والتخصص والخيرات الطبيعية، اي الغذاء.

    و اكثر ما يتميز به مجتمع النمل هو روح التكافل الاجتماعي بين افراد المستعمرة، والذي يصل الى حد التضحية.

    و لا تشمل هذه الظاهرة افرادا بعينهم، وانما هي ظاهرة سلوكية لدى جميع افراد المستعمرة، فمثلا، حينما يعطش البعض من افراد المستعمرة، يقوم البعض الآخر الذي استطاع الوصول الى مواضع الماء بإرواء عطشه اولا، ومن ثم بملأ فمه بكمية اضافية من الماء، وحملها الى المستعمرة لارواء العطشى، طريقة الارواء هذه تتم بالتصاق الافواه وكأنهم يتبادلون القبل.

    ولا يوجد في مجتمع النمل شيء اسمه الانانية أو المصلحة الذاتية كما هو الحال بين البشر، فكل نملة تقوم بواجباتها على احسن حال، حيث تعمل مع الجميع بروح المنظمة الجماعية، ولا يتوقف عملها ولو للحظة واحدة.

    و فرضت طبيعة عمل النملة بعض الفروقات البيولوجية بين اصنافها، فمثلا الصنف المعروف بـالنملة النساجة وظيفته الاعمار او البناء، اما الصنف المعروف بـقاطع الأوراق فمهمته قطع اجزاء من أوراق الشجر، وحملها الى اماكن التخزين، ولهذا الصنف مقص مسنن يشبه مقص الخياطة، يستخدمه في عملية القطع، وهو مكسو بمادة الزنك اما النمل النساج، فانه في العادة يعيش في حفر وثقوب الارض المختلفة، وله نظام اداري فائق الدقة والتنظيم، حيث يبني مملكته بنفسه، لكنه يحتاج الى مشاركة الجميع في عملية البناء.

    وهكذا يتم توزيع العمل بين الافراد، فمنهم من يجمع الاوراق والمواد الاولية في مكان واحد، ومن ثم تتصل النملات فيما بينها في تشابك متماسك يمتد على طول المسافة بين طرفي البناء، ثم يتم لصق خيوط او شرائط اجزاء الشجر المعد لبناء الحائط بمادة الصمغ الحريري الذي تفرزه بعض النملات الفتيات، اللاتي يتبرعن به على قلة كميته من اجل الاهداف الاكبر والاسمى التي يشترك فيها الجميع.

    ويتم بهذه الطريقة نسج الاوراق وبناء الجدران، وباشراف ومشاركة امهر المعماريين من افراد المستعمرة، الذين يساهمون مع الجميع في الاعمال الشاقة، ويتوزعون بين داخل المنشأة وخارجها، حتى يتم استكمال المشروع.

    و حاول العلماء متابعة طريقة البناء في المختبر، فوضعوا اكواما من حبات الرمل الملونة بألوان مختلفة لتسهيل عملية التمييز، ووجدوا ان كل نملة تقوم بنقل تلك الحبات بصورة تلقائية من دون الرجوع الى الآخرين، وفي نهاية المطاف يتكامل البناء بصورة منتظمة، وكأنه قد تم على يد معماري واحد وليس على يد جيش من المعماريين، فقد كانت كل نملة تعرف جيدا، كيف ستكون عليه صورة البناء النهائي، لذلك كانت تضع حبة الرمل في موضعها الصحيح والمخصص لها.

    و عندما ينشغل النمل في عمله، فإن موضع البناء ربما يكون في مكان آخر، قد يبعد أو يقترب من الأماكن التي توجد فيها المواد الأولية التي يحتاجها البناء، فضلا عن الحاجة الى فرق منظمة تستطيع إنجاز المشروع.

    و تتشكل من أفراد المستعمرة عدة فرق، فهنالك فرقة البحث عن الطرق المؤدية الى موضع البناء، والاخبار عن أقصرها، لتسهيل عملية وصول المواد الأولية، أو التنبيه الى طرق أخرى إضافية، لتخفيف كثافة النقل.

    و توجد فرقة النتالين الذين يقومون بنقل هذه المواد من مصادرها الى موقع البناء، وهناك أيضا فرقة منظفي ومرممي الطرقات التي تنتشر على طول الطرق المؤدية للبناء، وعندما يحصل ثمة عارض، كأن يسقط غصن على الطريق أو خشبة أو حجر، فإن الفرقة هذه تقوم بسحبه الى خارج الطريق وتنظيفه لكي يحافظ على حيوية التنقل عبره.

    و أغرب الحالات التي لاحظها العلماء في حياة النمل، هي حالة التضحية الشخصية التي يمكن ان نسميها بحالة الفدائيين، فعمل النمل في بعض الأحيان يحتاج الى بناء ومد جسور بين ضفاف السهول والمنحدرات لنقل المواد الغذائية او المواد الاولية للبناء.

    و تبرز روح التضحية، حيث يتبرع شبان المستعمرة بتحويل اجسادهم الى جسور تعبر عليها مجاميع العمال من ضفة الى اخرى، فتتشابك اياديهم واقدامهم على شكل شريط او سلسلة تمتد في اعالي السهل او المنحدر وتمسك بطرفيه او جانبيه، ومن ثم تبدأ اقدام المجموعة تطأ هذا الجسر، ذهابا ورجوعا، حتى تستكمل نقل جميع المواد المطلوبة.

    و تستلزم هذه المهمات الدقيقة والمنظمة والتلقائية، وجود نظام دماغي او شعوري متقدم، فهي لا تحدث بصورة تلقائية، او نتيجة تمارين خاصة، على عكس الحيوانات الاخرى التي تحتاج الى مثل هذه التمارين، مثل الفيل، الذي يتميز بضخامته وقوته، لكنه لم يستطيع ان ينسج اي نظام اجتماعي له، لان خلايا دماغه غير قادرة على الابداع الذهني، فمدربو الفيلة ربما يستغرقون وقتا طويلا جدا لتعليمها بعض الحركات، كرفع الساقين الاماميين او سحب جذوع الاشجار او الانحناء الى اسفل.

    ان دماغ النملة اكثر تطورا من دماغ الفيل، لان هذا المخلوق الصغير والذكي قد طور منظومته العصبية والعقلية من خلال العمل، الذي يصقل بناء الكائنات الحية البايولوجي، ففي الحقب التاريخية المختلفة كان الفيل يحصل على غذائه دون عناء، ولا يحتاج الى عمل مضن، على عكس النملة، التي ربما تقطع مسافات بعيدة جدا للبحث عن الغذاء، وهذا هو سر تطور الجملة العصبية عن النملة.

    #1374861
    تحيا مصر
    مشارك

    جزاك الله خيرا

    #1374901
    noor_888
    مشارك

    سبحان الله

    تسلم ابو النوور

    #1374975

    رب الكون سير اموره , جل في علاه

    شكرا

    #1409458
    moharram777
    مشارك

    اشهد الا اله الا الله
    واشهد ان محمد رسول الله

    اللهم اغفر لنا وارحمنا وارزقنا وعافنا واجبرنا واهدنا يارب العالمين

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد