الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات هل عدنا الى عصر الجاهلية ؟؟؟رسالة الامام القرضاوي لمصر والجزائر..

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #118581

    نداء إلى الإخوة في مصر والجزائر
    أطفئوا النار التي أوقدها الشيطان قبل أن تحرق الجميع
    إخوتي الأحبة في مصر والجزائر
    أكتب إليكم هذه الكلمات، وقلبي يتفطّر أسى، وكبدي يتمزّق حسرة.
    لقد كنت في الأيام الماضية في رحلة إلى الصين، وكنت منقطعاً عن أحداث العالم العربي، فلا أشاهد قناة عربية، ولا أقرأ صحيفة عربية، ولمّا عدت اليوم وجدت آثار الحريق الذي حدث من أجل نتيجة المباراة بين الإخوة في البلدين الشقيقين مصر والجزائر، ومن تصعيد الإعلام للقضية تصعيداً غير منطقي ولا موضوعي، دخل فيه التهويل واستباحة الكذب، وهو لا يصبّ في مصلحة قومية ولا إسلامية، وإنما مهمّته أن يُشعل النار، وأن يضرم الفتنة، وأن يحيي العصبية الجاهلية، التي محتها عقيدة الإسلام وأخوة الإسلام، حتى قيل لي: إن المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم، وأمست الشركات تجمّد أعمالها، وتعيد موظفيها إلى مصر.
    وإني لأستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يعير لعبة الكرة أي اهتمام.
    ولا ندري ماذا يحدث غدا (اليوم) في الخرطوم إذا استمرت هذه الريح السموم المشبعة بالعداوة والبغضاء، والعصبية العمياء؟ هل عدنا إلى العصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أو فرس، كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء؟ والتي كان يقول فيها القائل:

    وأحيانا على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا

    يا إخوتنا في مصر وفي الجزائر!
    أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟ أين الروح العربية التي تجعل العربي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل يقدم أخاه على نفسه. كان الموقف الصحيح إذا انتصرت في المباراة الجزائر أو مصر: أن يقول الطرف المغلوب: الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.
    إن العربي قديما قال وقد قتل قومه أخاه:
    قومي همو قتلوا أميم أخي فإذا رميت يصيبني سهمي
    فلئن عفوت لأعفونْ جللا ولئن سطوت لأُوهننْ عظمي !
    ويقول الآخر:
    إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
    ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس كبير القوم من يحمل الحقدا

    فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. المصري أخو الجزائري، والجزائري أخو المصري، ربطهم الإيمان، وجمعهم القرآن، وألّف بينهم الإسلام. كما قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران :103].
    إن الذي يخوض المباراة معك ليس شارون ولا باراك، بل هو أخ لك يتّجه معك إلى القبلة، ويؤمن معك بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً.
    إن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وقد قال الرسول الكريم ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية.
    ولو تركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلّم الرياضي الحق أن يصافح غريمه غالبا كان أو مغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة. من غلب اليوم يمكن أن يغلب غداً. ولا بدّ من الكفاح أبداً.
    إني آسف على قومي أن يضخّموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية!! وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون: هاهم العرب الموحَّدون. ويقول أحدهم: انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغّلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلونهم إلى الملاعب! وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل.
    ومما يؤسفني أشدّ الأسف: أن بعض المسؤولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير، فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وإلي أعمال لا يجوز أن تصدر. وأصبحنا نعيش حالة التهييج. كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ. وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي إنما هو إسرائيل، التي تتفرج علينا، وتقول: ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا.
    وإني أنادي الرجل الذي اعتز بصداقته، الرئيس الشجاع، والقائد المصلح عبد العزيز بوتفليقة أن يبادر فيتدارك الأمر بحكمته، ويعمل على إطفاء هذه الفتنة، التي أوقدها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين.
    يا إخوتي في مصر وفي الجزائر: إنها ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.
    إنها مباراة توصل إلى بداية السُّلَّم في كأس العالم، وهيهات أن نصل إلى نهايته، أو إلى القرب من نهايته، كما شاهدنا خلال الدورات والسنين الطويلة.
    وهب أنّنا وصلنا إلى كأس العالم، وحصلنا عليه فعلا، هل سيُدخلنا ذلك الجنَّة؟ ويُزحزحنا عن النَّار؟
    والله لو كانت هذه نتيجة المباراة، ما جاز لنا في سبيلها أن نتخاصم وأن نتقاتل.
    بل هل الحصول على كأس العالم، يحقّق أهداف البلد الغالب، ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ لا والله.
    إنَّها تهاويل صُنعت لشغل الناس بعضهم ببعض.
    يا إخوتي في الجزائر ومصر!
    إن بينكم تاريخاً مشتركًا وقفتم فيه صفًّا واحدًا، ضد عدوّ مشترك، يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم بكل ما يستطيعون: عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا.
    ويوم أرادت الجزائر أن تكمل استقلالها بتعريب التعليم، كان المصريون هم جيش التعريب في الجزائر.
    وهل ينسى الجزائريون دور الشيوخ المصريين، الذين كان لهم دور في التحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر، مثل: الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي؟
    يا إخوتي في مصر والجزائر: إن لعبة الكرة ليست من الضروريَّات، ولا من الحاجات التي تقوم بها الأمم، إنما هي من التحسينات والتكميلات، وحسبنا أن اسمها (لعبة)، وأنها تقام في (ملعب)، فإذا ترتّب عليها أن تضيّع الضرورات، وتُهدم الوحدة القومية، وتُحطَّم الأُخُوَّة الإسلامية، وتُستباح بسببها المحرّمات، فأغلقوا أندية الكرة، وابقوا إخوانًا متّحدين.
    ثم أين أنتم يا حكماء الأمة، ويا علماء الإسلام؟ هل توافقون على هذه المأساة أو هذه المهزلة؟ كما فعل بعضهم! يا للخزي والعار، ويا للحماقة والغباء: أن يسير العلماء وراء العوام، ويشاركوا في الفتنة، وكان علماؤنا يقولون: اللهم قنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
    يا إخوتي في البلدين الشقيقين: إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون، إلهكم الله وحده، الذي أمركم أن تعبدوه، فلا تجعلوا الكرة وثنا يعبد من دون الله. وابقوا على أخوتكم وعلى أنفسكم، واذكروا قول ربكم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:18].
    ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد
    يوسف القرضاوي

    #1362745
    حسام بعية
    مشارك

    فى النهايه هذا يسمى لعب

    جزاك الله خيرا أخى على الموضوع

    #1362793

    نعم ولكن للاسف كاد اللعب ان يحول العلاقات بين البلدين الى شتم وسب وحرب اعلامية

    #1362804
    تحيا مصر
    مشارك

    وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا

    امتنا امه واحده يجمعها كتاب الله وسنة رسوله

    وعدونا واحد ويريد الفرقه بيننا

    مش كرة ختفرقنا ده هدف اعداء الاسلام والعرب عايزين يوصلوا لتفرقنا

    وتشر الفتنه بطرقهم الخبيثة

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    لك جزيل الشكر

    #1362858
    كاره
    مشارك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شاكرا لك طرح هذا الموضوع والذي كنت اتمنى ان أراه
    أخي الكريم
    كل ما في الموضوع أن مباراة في كرة القدم تم استغلالها سياسيا ومن مبدأ جني الفوائد الشخصية من كلا الجانبين وأأكد من كلا الجانبين حتى لا استثني طرف أفيعقل أن تتمنى اسرائيل مباراة بين حماس وفتح مثل مباراة بين الجزائر ومصر وأن يتشفى في العرب اليهود لعنة الله عليهم.
    واسمح لي اخي أن ابدي رايي بالموضوع ولعذرني اخوتي من مصر والجزائر.
    أولا الجانب الجزائري:
    مجاولة استغلال نتائج منتخب كرة القدم من اجل اطفاء لهيب الإضرابات العمالية وآخرها اضراب الاساتذة والذي هو مستمر لحد كتابة هذه الاسطر.
    استغلال المباراة في الانتخابات الخاصة بتجديد المقاعد البرلمانية
    الجرائد استفادت من عدد النسخ المسحوبة حيث بضرف وجيز صارت بالملايين ومواقعها صارت مصدر للأخبار. وكذا مواقع الانترنت… إلخ
    ثانيا الجانب المصري:
    استغلال المباراة في حملة انتخابية.
    القنوات التلفزيونة من أجل جلب أكبر عدد من المشاهدين والجرائد ومواقع الانترنت… إلخ
    ثالثا: أعداء الامة
    وخير دليل على هذا فرحة من يكن الضغينة للأمة العربية في كل خبر او حادث يأدي إلى الشقاق.
    الحال متشابه والمستفيدين معروفين والخاسر الجماهير التي تنوم بطريقة جد غريبة وهو ما يحسب ضد الفكر المعتدل الذي كان من الواجب تحركه منذ فترة طويلة.
    رابعا الجماهير:
    حدثني قبل 14 من الشهر الجاري أخ لي مصري فقال: الناس هون حالفين لو كسبو لعيبة الجزائر المتش يروحو بتوابيت.
    وحدثني صديق جزائري قبل يوم 18 من الشهر نفسه حروح للسودان للثأر من المصريين.
    بالفعل لا ألوم من لديه ولو ثقافة بسيطة أن يشعر بالأسى والحزن لهذه الكلمات حيث أنه يعرف ما معنى الاخوة في الله والاسلام ومعنى كلمة مصري وجزائري
    ويعرف أن المصري كان يقول سأذهب لجزائر لأمد العون للمجاهدين ضد الاستعمار وان مت فأنا شهيد والجزائري يقول سأذهب لأقف مع اخواني المصريين ضد اليهود.
    العلم المصري الذي تحرقه يا اخي الجزائري أيائك كانو يحاربون تحت رايته جنبا إلى جنب المصريين والعلم الجزائري الذي تحرقه يا اخي المصري أجدادك قدمو الكثير من اجله.
    وهنا أقول كلمة اخيرة لا للمصري أو الجزائري بل لأعداء الأمة وزارعي الفتن لا خوف على من ألف الله بين قلوبهم فليست مباراة ولا مصالح أفراد ما تجعلهم يتفرقون.
    اللهم لا تجعلنا ممن يزرعون الفتن للتفرقة بين أمة محمد
    اللهم أنر عقول عبادك من أمة محمد فنحن بأمس الحاجة للتوحد لا لفرقة.

    #1362867

    شكرا اخي الحبيب على ردك الجميل
    نعم المصريين هم من ساعدو الجزائر على الاستقلال والجزائريين ساعدو المصريين في حروبها ولكن لعن الله حب المصالح الشخصية على حساب الوطن

    #1362953
    BakrBador
    مشارك

    مايحدث من تحت هذه اللعبه أمر مدبر مسبقا والسودان مصطضيف لعلبه ليس حربنا
    تشكر

    #1363038

    ما نراه حاليًّا من حالة الاستنفار العام في المجتمع المصري أو الجزائري، هو في الحقيقة حالة مرضية ناتجة عن العجز عن إحداث إنجاز في أي من مجالات الحياة الحقيقية، فيلجأ الإنسان إلى حيلة دفاعية وهي توجيه جهده إلى مجال لا يحتاج إلى الجهد ويكون فيه الإنجاز سريعًا أو لا يقيم بالإنجازات الحقيقية.

    وهو عكس الحالة الدفاعية الناضجة من التسامي، حيث يحول الإنسان الألم النفسي إلى حالة أرقى من الإنجاز والنجاح.

    فنحن في مجتمعاتنا العاجزة الضعيفة، التي تكاد مشكلتها تصل إلى حالة الاستحالة في الحل نتيجة للتقاعس الجمعي، سواء من الحكومات أو الشعوب نرى أن الحل هو أن نهرب إلى الأمام بدلاً من مواجهة مشكلتنا الحقيقية، نخلق معارك وهمية لنحقق فيها انتصارات وهمية، حالة تشبه أحلام اليقظة، التي يلجا إليها الفاشلون والعاجزون لتحقيق إنجازات في عالم الأحلام بدلاً من عالم الواقع، وعندما يستيقظون من الحلم يا ليتهم يجدون أمورهم لم تتغير، بل يجدوا أنفسهم وقد أضاعوا مزيدًا من الوقت ومزيدًا من الجهد فأصبحوا أكثر تأخرًا عن زملائهم، وعن أقرانهم، وهذا عين ما يحدث الآن في المجتمع المصري والجزائري الذي لن يفيق إلا على حقيقة مريرة، وهي أن أحوالهم قد ساءت وأنه قد أثار سخرية كل مجتمعات العقلاء، الذين يرون أن مباراة في كرة القدم لا تستحق كل هذا الاستنفار وكل هذا الجهد.

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد