الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › علي خطى الصحابة
- This topic has رديّن, 3 مشاركون, and was last updated قبل 14 سنة، 8 أشهر by ابراهيم الاردن.
-
الكاتبالمشاركات
-
13 نوفمبر، 2009 الساعة 4:16 م #118296تأملومشارك
من سار في درب الدعوة إلى الله فلا يحسبن أن طريقه سيكون سهلا.. إن الدعوة إلى
الله عز وجل طريق وعر وجبل صعب المرتقى لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العالية..
الذين يوفقهم الله تبارك وتعالى لحمل الرسالة وأداء الأمانة والنصح لله ولرسوله
وللمؤمنين.
في أول نزول الوحي، ذهبت خديجة الكبرى رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم
إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ، وكان امرءاً تنصر في
الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله
أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع من ابن
أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم
خبر ما رأى (أي نزول جبريل بالوحي في غار حراء) فقال له ورقة: هذا الناموس الذي
نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما
جئت به إلا عودي، وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
كلمات ورقة– رضي الله عنه– كلمات عالم خبير حاذق.. عرف أخبار الأمم الأولى
والرسل السابقين واستدل بها على ما سيكون في المستقبل من عداء وبغض يكنه
المشركون للرسول صلى الله عليه وسلم، ويتصرفون وفق هذا العداء فيكون منهم السب
والشتم والإيذاء، والوصول إلى حد تدبير الاغتيال له صلى الله عليه وسلم غير ذات
مرة.
وعبارة ورقة– رضي الله عنه– أوردها نكرة في سياق النفي: (لم يأت رجل ) فهي تفيد
العموم (بمثل ما جئت به إلا عودي).. فكل من دعا إلى الحق والهدى يكون نصيبه
المعاداة. وقد نال صلى الله عليه وسلم الحظ الأوفر في العداء.
لقد سخروا من وشتموه بأقبح الألفاظ ووصفوه بالجنون:
لقد امتد الإيذاء إلى جسده الشريف.. خنقا وإيذاءا بقذر رحم الشاة المذبوحة الذي
ألقي عليه وهو ساجد.
لقد ضربوا أصحابه بالسياط وألقوهم في رمضاء مكة ومات بعضهم تحت التعذيب.
لقد حصروه– ثلاث سنوات– في شعب أبي طالب ورفضوا أن يبيعوهم الطعام.. بل ولا
يكلموهم – حتى أكلوا ورق الشجر والجلود من شدة الجوع.
وعندما هاجر إلى المدينة صلى الله عليه وسلم لم يجد الطريق مفروشا بالورود
والرياحين.. ولكن كان هناك خطر المطاردة (مطلوب القبض عليهما حيين أو ميتين)
وجائزة مغرية لمن جاء بأي منهما: محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
وعند الوصول إلى المدينة.. رمت قريش والأعراب أهل الإيمان عن قوس واحدة فكانت
الحروب بدر.. أحد.. الأحزاب.. المريسيع.. تبوك وغيرها والقائمة تطول.
وفي المدينة أيضا أطل النفاق برأسه– ولم يكن في مكة موجودا وبان الخطر اليهودي
بكل مكره وخبثه ودسائسه.
أيها الدعاة: لا تحسبوا أن الطريق سيكون مفروشا بالورود والرياحين (فما جاء رجل
بمثل ما جاء به المرسلون إلا عودي) وصدق ورقة.
إن طريق المغني والراقص واللاهي والعابث والكاذب من السياسيين قد يكون مفروشا
بالورود والرياحين.. أما طريق أهل الصدق، فكلا وألف كلا.بقلم الاستاذ: كامل عمر البلال
13 نوفمبر، 2009 الساعة 6:58 م #1360534كبرياءمشاركجزاك الله الجنة أخي
بارك الله فيك14 نوفمبر، 2009 الساعة 7:23 ص #1360676ابراهيم الاردنمشاركبارك الله في خطواتك اخي كلام جميل شكرا
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.