بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تكلم الله عن بعض آياتة التي تدل على علمه وعظمته وحكمته ورحمتة وقوته جعل من هذه الايات آية الزواج فقال (( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواج لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لايات لقوم يتفكرون )) ولو رجعنا الى سورة الروم التي وردة فيها هذه الاية وقرانا الايه التي سبقت آية الزواج سنتعجب فقط ذكر الله آيه الزواج وذكر قبلها ايه ومعجزه عظيمه وبعد آية الزواج آيه ومعجزة عظيمه الايه التي سبقت آية الزواج هي قوله تعالى (( ومن آياته ان خلقكم من تراب )) يعني مسئلة الخلق من تراب مسئلة عظيمة يعني انا الان الذي اكتب اليكم وانتم الذين تقرؤن وتسمعون وتفكرون وتضحكون وتمشون وتنامون وتاكلون وتخترعون وكل من على هذة الارض بمن فيهم العلماء والرؤسا والمخترعين والفلاحيين الست مليار انسان الاطفال والنساء والرجال كلهم بلا استناء يرجع اصلهم الى تراب !!!! يعني الانسان الواحد الذي يحتوي على 200ترليون خلية الترليون 1000مليار والمليار الف مليون والخلية الواحدة تحتوي على النواة والنواة بها حمض الدي ان ايه الشريط الوراثي الذي به كل تفاصيل جسمك قال العلماء لو افرغ المعلومات من خلية واحده يعني المعلومات التي في الدي ان ايه نحتاج الى مكتبة لندن التي بها 2مليون مجلد فكيف ب200ترليون خلية من انسان واحد وكيف بخلايا 6مليار انسان في كل انسان 200ترليون خلية يعني شيء عجيب هذا الانسان الذي ما زال العلم رغم تطورة الرهيب لازال يجهل الكثير والكثير
يقول عز وجل في سورة الحاقة 69 – آيات 38-39 (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)، فهذا قسم من الله عز وجل، يقسم به بما نبصر وما لا نبصر، وقسم الله كما تعلمون عظيم، ومن الأمور التي يطلب منا عز وجل أن نتبصر بها ونمعن بها النظر (أنفسنا)، يقول عز وجل في سورة الذاريات 51 – آية 21 (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، وبمجرد أن ننظر إلى أنفسها ونمعن في أنفسنا التفكير يحار فكر الإنسان ولا يستطيع أن يدرك العظمة والأسرار التي ضمنها عز وجل في هذه الأجساد، ومع هذا فالقليل القليل الذي نستطيع أن نصل له ونكتشفه يجعلنا ندرك عظمته التي لا حدود لها، وقدرته التي لا مثيل لها، وعلمه الذي لا طائل له، فالحمد الله العليّ العظيم على هذه الخلقة البديعة والصنعة الرائعة، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً كثيراً ملء السماوات وملء الأرض، حمداً كثيراً بقدر قدرته عز وجل وبقدر ملكه سبحانه وتعالى، وبقدر علمه تبارك وعلا، حمداً كثيراً بقدر نعمه التي لا حصر ولا عد ولا حد لها، حمداً كثيراً زنة عرشه وعدد خلقه ومداد كلماته، حمداً كثيراً بعدد أسراره في الحياة والتي جعلها في السماوات وفي الأرض وفي أنفسنا وفيما نعلم وفيما لا نعلم، حمداً كثيرا بقدر ما شاء عز وجل، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وله الملك، الذي يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، ونصلي ونسلم ونبارك على سيدنا محمد، أشرف الخلق، المصطفى المختار، الذي اصطفاه الرحمن لإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا لسعة الآخرة، وعلى آله وصحبه وسلم.
يعد جسم الإنسان أعقد آلة وأعقد جهاز على سطح الأرض، فنحن ـ طوال حياتنا ـ نرى بهذا الجسم ونسمع ونتنفس ونمشي ونركض ونتذوق طعم اللذائذ. ويملك هذا الجسم ـ بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية ـ نظاماً وتخطيطاً دقيقاً، وكلما نزلنا إلى التفصيلات الدقيقة لهذا النظام ولهذا التخطيط قابلتنا حقائق مدهشة. وعلى الرغم من الاختلاف الذي يبدو للوهلة الأولى بين الأقسام والأجزاء المختلفة للجسم فإنها تتكون جميعها من اللبنة نفسها، ألا وهي الخلية.
فتعالوا معي قليلاً ننظر لبعض المعطيات والمعلومات التي جعلها عز وجل داخل أنفسنا، ولنقف قليلاً عند كل معلومة ونتفكر بها ونستبصر منها عظمة الخالق عز وجل:-

• إن خلايا جسم الإنسان تبلغ حوالي بين 100-200 تريليون خلية، وفي كل خلية توجد نواة واحدة، وفي كل نواة يوجد (46 كروموسوم) مرتبة على شكل أزواج (23) زوجاً، وفي كل كروموسوم واحد توجد ظفيرة (حلزون) الـ(dna) وفي كل جزء من هذه الظفيرة توجد عدة جينات.. والجين الواحد مؤلف من أربع من القواعد النتروجينية مرتبة بشكل متسلسل ومتقابل ومنسجم (أي أن هناك 3 بلايين قاعدة نتروجينية في الخلية الواحدة) كل ثلاث منها تكوّن حامضاً أمينياً.. والأحماض الأمينية هي التي يتكون منها البروتين الذي تتحدد به وعنه الوظائف الحياتية.
• على فرض أن عدد سكان العالم ستة ونصف مليار نسمة، فإن عدد خلايا جسم إنسان واحد تساوي 23 ألف ضعف من عدد سكان الأرض.
• يقارب حجم الخلية والتي يتكون كل شيء في جسم الإنسان منها، يقارب جزءاً من ألف جزء من المليمتر المكعب.
• أنك لو وضعت 200 ألف خليه بجانب بعضها البعض لما تجاوزت في حجمها حجم رأس الدبوس.
• أن الخلية الواحدة في نشاطها الحيوي تساوي التعقيد في حوالي (800) مصنع معقد مما يركبه الإنسان لمصالحه وإنتاج حاجاته.
• أن طول التعليمات التي تحتويها ظفيرة الـdna يصل إلى حوالي 2.4 متر، وكل جزيئة من هذا الحامض النووي الريبوزي تحتوي على عدد كبير من الجينات.
• أن أطوال أشرطة الـdna كاملة في أجسامنا يصل تقريباً إلى 144 مليار كيلومتر.
• وأن هذا الطول يزيد على قطر المجموعة الشمسية ب 12 ضعفاً.
• إن جزيئات الـdna الموجودة في خلايا جسم الإنسان كلها لو ربطت تعليماتها مع بعضها البعض لوصلت إلى سطح القمر ورجعت منه ثمانية آلاف مرة.
• إن غراماً واحداً من الـdna يختزن معلومات بقدر ما يختزنه ألف مليار قرص كومبيوتري.
• أن في جسم الإنسان ما يقرب من 720 غراماً من الحمض النووي الdna، أي ما تكفي 720 ألف مليار قرص كمبيوتري أو بصيغة أخرى لو أن كل شخص على وجه الأرض يملك 100 ألف كمبيوتر، فإن ما تستطيع أن تختزنه كل كمبيوترات العالم يستطيع إنسان واحد أن يختزنه.
• عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان 14 مليار خلية عصبية، منها 9 مليارات في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدماغ، وخلايا الجهاز العصبي لا تتكاثر ولا تتغير ولو تغيرت لاحتاج الإنسان لتعلم اللغة كُل 6 أشهر.
• يوجد في جسم الإنسان 25 ألف مليار كرية حمراء في دم الإنسان الواحد لو وضعت في خط لطوقت الأرض 6 – 7 مرات.
• ينبض قلب الإنسان ما معدله 70 نبضة في الدقيقة، أي 100 ألف مرة يومياً، أي 37 مليون مرة سنويا، أي 2.4 مليار مرة في متوسط العمر بدون توقف.
• يتضاعف حجم الجنين 3000 مليار مرة من بداية تكوينه وحتى ولادته.
• يضخ قلب الإنسان ما معدله 6500 لتر من الدم يومياً، أي ما معدله 150 مليون لتر في متوسط حياته.
• ينقي جسم الإنسان ما مقدار 5 لترات من الدم في كل دقيقة، أي ما معدله 7200 لتر من الدم في اليوم، أي ما معدله 170 مليون لتر من الدم خلال متوسط حياته.
• يمشي الإنسان في اليوم ما معدله 20 ألف خطوة، أي أنه يكون قد لف الأرض خلال حياته 6 مرات.
• يتنفس الإنسان في كل يوم 23 ألف مرة، أي 550 مليون مرة في متوسط حياته.
• يستنشق الإنسان 12 متراً مكعباً من الهواء يومياً.
• يتناول الإنسان في المعدل ما مقداره كيلو ونصف الكيلو من الطعام يومياً، أي ما معدله 35 طناً من الطعام في حياته.
• يشرب الإنسان في المعدل ما مقداره 2.5 لتر من السوائل يومياً، وبهذا يكون قد شرب في حياته 60 طناً من الماء.
• يخزن الإنسان في ذاكرته ما معدله نصف مليون صورة.
• يفرز الإنسان في اليوم ما معدله لتر ونصف من اللعاب يومياً، وبهذا يكون قد أفرز في حياته 35 طناً من اللعاب.
• يفرز الإنسان ما معدله لتراً من العرق يومياً أي ما معدله 24 طناً من العرق في حياته.
• عندما يضحك الإنسان فإنه يحرك 17 عضلة من عضلات وجهه، وعندما يكشر فإنه يحرك 43 عضلة.
• تبلغ طول الأمعاء الغليظة في جسم الإنسان متر ونصف، في حين تصل طول الأمعاء الدقيقة ستة أمتار.
بعد كل ما ذكرناه، نذكر أن دماغ الإنسان، يتحكم بكل هذه الخلايا وكل هذه الأعضاء، وأن هذا الدماغ، يستطيع أن يرى جميع الخلايا ال 200 ترليون، وأن يحدد أي منها بحاجة للأكسجين أو الماء أو الغذاء، وأي منها بحاجة أن يصرف فضلاته، وبالتالي فإنه يسير جيش كبير من كريات الدم الحمراء التي تجوب هذا الجسد وتخدمه بما يحتاجه، وعلاوة على كل هذا فإن الدماغ لا يستطيع فقط التعامل مع العالم الداخلي لجسم الإنسان، إنما ويتعامل أيضا من خلال حواسه المختلفة مع العالم الخارجي، فهو يرى ويسمع ويستنشق ويحس ويتكلم ويتحرك ويتفاعل مع كل ما حوله في نفس اللحظة.

والسؤال المهم، الذي نود أن نطرحه، إذا كان دماغ واحد قادر أن يتعامل مع كل هذا الكم الهائل من الخلايا في نفس اللحظة، أفلا يستطيع الله عز وجل أن يرى الناس جميعاً، ويتعامل معهم بنفس اللحظة وهو الخالق البارئ المصور العظيم المتعالى، تعالى عما يشركون، فسبحان الله.

عن هذا المخلوق الذي خلقه الله من تراب وبعد آية الزواج ذكر الله تعالى آية عظيمه هي قوله تعالى

((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) ان هذه الارض التي نحن عليها لاتساوي ذرة في هذا الكون الشاسع المترامي الاطراف والذي لم يكتشف منه الا القليل وإذا رجعنا الى موضوعنا وهو لماذا ذكر الله