الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الأنظمة الهشة والتدخلات الخارجية وأنصاف الحلول!

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #118191
    mostafa85
    مشارك
    الأنظمة الهشة والتدخلات الخارجية وأنصاف الحلول!
    بقلم/ مصطفى شحاته
    الأربعاء 11/11/2009

    العناصر الثلاثة الواردة في العنوان لم تتطرق إلى ذهني مرة واحدة بل جاءت متتابعة على فترات وعندما ربطت بينها وجدتها تعطي دلالات أكثر عمقاً من عرضها منفردة، وهي نتاج مشكلات وأزمات العالم العربي. أقصد بالأنظمة الهشة أنظمة الحكم الضعيفة التي لا تستند على شرعية وجماهيرية وحب شعبي، والتدخلات الخارجية أقصد بها تدخلات الغرب في الشئون العربية والإسلامية وهذه التدخلات أسهمت في إضعاف الأنظمة، وأنصاف الحلول أعني بها أن مشكلات الدول العربية وأزماتها لن تجد حلولاً عاجلة أو جذرية في ظل أوضاع لا تبعث في النفوس تفاؤلاً، بقدر ما تثيره من تطاير وتشاؤم لدى الكثيرين، لذا أصبحنا نسعى وراء أنصاف الحلول وربما نكون في حاجة ماسه الآن لهذا السعي لأننا لو انتظرنا أكثر من ذلك سنبحث بعدها عن أرباع وأثمان الحلول.

    لا تسعى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى استقرار الأوضاع في الدول العربية والإسلامية والدول المحكومة بأنظمة معادية لها كما يروجون، بل تسعى إلى إحداث التوتر وخلق المشكلات لتحقيق مصالحها؛ ففي عام 2005 أعلن المدير الإقليمي لمكتب مبادرة الشرق الأوسط للإصلاح في السفارة الأمريكية في تونس بيتر مولدين أن واشنطن خصصت 300 مليون دولار لدعم الإصلاح في 13 دولة عربية، وخُصصت لأفراد ولشركات وجمعيات أهلية وبدأت واشنطن تقديم الأموال منذ عام 2003، وفي هذا الشأن مارست الإدارة الأمريكية السابقة ضغوطاً على الدول العربية بحجة السعي لإحداث إصلاحاً سياسياً واحترام حقوق الإنسان والأقليات وحقوق المرأة في المجتمعات العربية، واستجابت العديد من الدول العربية لهذه الضغوط بتنفيذ بعض الإصلاحات الشكلية التي لم تُغير ما يحتاج إلى التغيير وهو كثير ونجحت هذه الدول وقتها في احتواء الضغوط الأمريكية الخارجية والمعارضة النخبوية الداخلية وأقول المعارضة النخبوية لأن المعارضة جاءت من النخبة المثقفة أما الشعوب فلم تكن مستعدة لعمل شيء في ظل الشك والريبة من معارضين يقال أنهم عملاء، والخوف من هراوات قوات الأمن وممارساتها السيئة، بالإضافة إلى السلبية التي اتسموا بها منذ عقود، فكانت الشعوب العربية صامته كالعادة أو غير مؤثرة إذا تحدثت، وبالتالي اجتازت الدول العربية موجة الضغوط الأمريكية المباشرة لإحداث الإصلاح، ولكن لا زالت هناك رواسب وبقايا لدى أبناء هذه الدول من الممكن أن تطفو على السطح ثانية في أي وقت، وخصوصاً بسبب حالة الملل واليأس من الوضع القائم وضعف آمال التغيير في ظل النخب الحاكمة في الوقت الراهن.
    فمعظم الأنظمة العربية المتماسكة حتى الآن أصبحت في اعتقادي هشة ليس لأنها ضعيفة ولكن لأنها لا تحتكم إلى الشعوب ولا ترصد أوجاعها لعلاجها، بل تنفرد بمجموعة سياسات تلقى قبول جماعات المصالح ولا تجد قبولاً جماهيرياً، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية في شئونها وممارسة الضغوط عليها، وللأسف تجد هذه الضغوط صدى كبير لدى الشعوب فيعتبرونها أملاً للتغيير، أسفي هنا ليس لاستجابة الشعوب لهذه الضغوط ولكن للعوامل التي دفعت الناس كي تتعلق بأمل التغيير القادم من الخارج، فلولا سياسات حكومية غير ناجحة لتولت الجماهير مهمة الدفاع عن حكوماتها، ولكان ذلك دعماً حقيقياً للعمل المؤسسي الذي يحتاج إلى تلاحم الشعوب والحكومات كمتطلب رئيسي لدولة تسعى إلى النجاح والتقدم.
    إن انفصال الحكومات عن الشعوب هو الذي يمهد الطريق لنجاح التدخلات والضغوط الخارجية لأن الجماهير لا تأسف كثيراً على من لا ترغب فيهم بل ربما تشمت وتجد هذه التدخلات أحد وسائل الخلاص من وضع سيء لم ينجحوا في تغييره لصالحهم.
    لقد جاء تماسك الكثير من الأنظمة العربية على حساب شعوبها لأن هذا التماسك لم يأت مطلقاً نتيجة رضا وقناعة شعبية بل نتيجة إجراءات استثنائية وهيمنة أمنية غلفت هذه الأنظمة ومنحتها من القوة التي تحول بينها وبين أبنائها، فحققت لهم استقراراً زائفاً لم ينعكس بالإيجاب على أوضاع العرب، ولست ضد التماسك والاستقرار إذا كان إيجابياً ينعكس على الأوضاع السيئة ويحمل على كاهله تطلعات إلى الدافعية والإنجاز والتقدم.
    الكلام الذي أطرحه هنا ليس كلاماً نظرياً بل تدعمه الكثير من الأمثلة التي توضح الأنظمة الهشة وعواقب انفصال الحكومات عن الشعوب وفقاً للرؤية التي نطرحها، فالعراق كانت ضحية لهذا الأمر لأن المجتمع كان خائفاً من السلطة الأمر الذي جعل بعض المضطهدين يستجيبون للإغراءات الغربية ويشاركون في إقصاء النظام العراقي الأسبق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، ولعل ما يجري في السودان بخصوص مشكلة إقليم دارفور ومحاولات الجنوب للانفصال هي أحد دلائل ما نتحدث عنه لأن تقصير الحكومة السودانية في واجبها إزاء دارفور والجنوب السوداني جعلهما يلجئون إلى الغرب ويعادون النظام الحاكم. ولو كانت هناك يقظة يمنية والتحام باليمنيين لما نتج تمرداً حوثياً يصل لدرجة الحرب في بلاد اليمن السعيد. ولا يعد هذا الطرح تبريراً بأي شكل من الأشكال لما يمكن أن نسميه خيانة من بعض جماعات وأفراد العراق والسودان واليمن. ولعل المثال الأكثر أهمية هو النموذج الإيراني الذي أخفق في التعامل مع المظاهرات التي اندلعت نتيجة التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أسفرت عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو الماضي، فدخلت البلاد في شكل من أشكال معاداة الشعب وأصبح الإيرانيين في الداخل ينتقدون مرشد ثورتهم بعد أن كان ذلك شيئاً محالاً… أعتقد أن كل هذه النماذج والعديد من النماذج الأخرى التي لم نتحدث عنها في الدول العربية خلقها نسيان الحكومات لشعوبها.
    أعتقد أن المرحلة الحالية هي أنسب المراحل لتحقيق الإصلاح وخصوصاً لأن الضغوط الغربية الداعية إلى الإصلاح تراجعت بشكل كبير ومن ثم أصبح الحرج مرفوعاً عن الدول العربية التي خشيت أنظمتها أن يُقال أنها استجابت للضغوط والتدخلات الغربية، كما تراجعت أيضاً الضغوط الداخلية وإن كانت تتصاعد في عدد قليل من الدول العربية التي تنتظر انتخابات تشريعية ورئاسية، وهذه الضغوط الداخلية رأتها بعض الدول سبة في جبينها فنفت علاقة ما قامت به من إصلاحات شكلية بضغوط الداخل ونسبته إلى رغبتها الحقيقية في الإصلاح وحكمتها في رؤية الأمور التي اقتضت إصلاحاً في هذا الوقت الفائت. الكلام عن أسباب ودوافع ومحركات ومؤشرات الإصلاح لن يجدي نفعاً وإنما الإصلاح ذاته هو المطلوب مهما كان من يقف وراءه ويُحركه ما دامت ستكون له آثار إيجابية، أما الدعوة إلى أن يكون الإصلاح تدريجياً والسير في خطوات ومراحل حتى يستوعبه المجتمع لن تقنع أحداً بعد الآن لأن الاكتفاء بما حدث ظل شعار الفترة الماضية حتى تبين لنا أن هذه الدعوة كان هدفها اجتياز مرحلة الحراك السياسي التي شهدتها المجتمعات العربية والالتفاف على موضوع الإصلاح.
    وإذا كانت واشنطن قد تراجعت عن ممارسة الضغوط المباشرة لإحداث إصلاحات سياسية نتيجة ما آل إليه الوضع في فلسطين عندما فازت حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2005، فإنها ستظل تمارس الضغوط الأخرى المعتادة على الدول العربية وستظل تتدخل في الشئون العربية لتحقيق مصالحها في شتى المجالات.

    فوضى أم تحول أم انهيار أم استقرار مُمل؟!
    أخشى أن تكون المرحلة القادمة هي مرحلة الفوضى والتحولات السلبية والانهيارات في ظل تصاعد العديد من التيارات والجماعات السياسية والمنظمات الممولة من الخارج، الفوضى والتحولات السلبية والانهيارات تجد سبيلها إلى المجتمعات حينما تعجز النخب الحاكمة عن تحقيق التطور المأمول، فهذا العجز والإخفاق هو سبب رئيسي للمشكلات التي تقع فيها المجتمعات حيث تنمو شائعات تدين الأنظمة الحاكمة وتثير البلبلة في المجتمع وتؤدي إلى انتشار القيم السلبية، فما ضمانات حماية الدول العربية من هذه الأمور؟ أعتقد أن السبيل الوحيد يقتضي مراجعة شاملة لسياسات الدول العربية وتحقيق قدر معقول وحقيقي من الإصلاح يسمح بهامش أكبر من الحرية، وحبذا لو يقود هذا الأمر جيلاً جديداً مستنيراً مثلما يحدث في مصر الآن من تصاعد جيل الشباب الأكثر حيوية ونشاطاً بغض النظر عما تثار حوله من أقاويل، لأن الجيل الذي تولى مقاليد الأمور منذ سنوات وعقود وجمد الحياة في الدول العربية أصبحت الثقة فيه ضعيفة إن لم تكن معدومة! نعم تسرب الشك إلى نفوس البشر من قدرة ووفاء الحكومات، وانظر حولك لترى ما أقول، وستجده حقيقة ماثلة للجميع لا ينكرها إلا النائمون والغافلون والكاذبون والمنافقون والمجتمعات تعج بهم للأسف.

    واشنطن لم تتغير كما نريد

    كان التفاؤل يعم العالم بعد فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، وكان المتشائمون راسخون على موقفهم بأن أمريكا لن تتغير فأوباما مثل من سبقوه وسيكون لاحقوه مثله أيضاً، وبين الاتجاهان كان أصحاب الاتجاه الوسطي الذي اتخذ من التفاؤل الحذر نهجاً له وأنا واحداً منهم، ذهب هذا الاتجاه إلى أن هناك تغييراً ما يحدث وسيستمر ليس بسبب صعود باراك أوباما إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة فقط، ولكن أيضاً للظروف الصعبة التي كانت أمريكا تمر بها ولا زالت، وقد اقتصر هذا التغيير على خطابات أمريكية إيجابية نحو الإسلام، وتأكيداً على رغبة أمريكا في إقامة الدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان في الضفة والقدس، وكنا نأمل أن يتم ترجمة ذلك إلى خطوات فعلية إلا أن واشنطن فشلت – ولا أريد أن أقول أفشلت هذا الأمر – حيث ذهبت زيارات جورج ميتشل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط أدراج الرياح ولم تسفر عن تليين الرؤوس الإسرائيلية الصخرية الصلبة.
    ليس هذا فقط بل أنها رفعت الراية البيضاء أمام العناد الإسرائيلي وأصبحت تتحدث عن وقف الاستيطان في الضفة الغربية واستثنت القدس، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما عرضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخراً على السلطة الفلسطينية أن تستأنف مفاوضاتها مع إسرائيل دون أن توقف الأخيرة الأنشطة الاستيطانية، وهو ما رفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطوة تُحسب له، وهذا يعد تراجعاً أمريكياً عن موقفها من الاستيطان بلا شك.
    والمفاوضات الأمريكية لا تزال جارية بشأن هذا الموضوع فوزيرة الخارجية الأمريكية انتهت من زيارة لمصر الأربعاء الماضي ناقشت فيها هذه القضية مع الرئيس المصري حسني مبارك وأكدت على تمسك بلادها بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وإنهاء كامل الأنشطة الاستيطانية الحالية والمستقبلية، ولكنها قالت أيضاً أن الجانب الإسرائيلي لم يستجب للمطالب الأمريكية. حقاً أفحمنا الكلام الأمريكي المعسول ولكنه لم يخلو من إشارات شديدة السلبية – تعودنا عليها – بشأن عدم استجابة إسرائيل للمطالب الأمريكية، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يكون الرفض الإسرائيلي والإخفاق الأمريكي على حساب الفلسطينيين، ألا تستطع أمريكا أن تضغط على إسرائيل مثلما تضغط على كوريا الشمالية وإيران والدول العربية للاستجابة لها، أما أنها أسد علينا وفي الحروب نعامة.. هل تغيرت واشنطن كما نريد..؟ لا لم يحدث بعد.

    جولدستون الإدانة أو البراءة

    دعونا ننتقل إلى أحد الملفات الساخنة الذي يتعلق تماماً بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الدول العربية، وهو ملف حرب غزة في الشتاء الماضي والتي ارتكبت فيها إسرائيل جرائم بشعة في الفترة من 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009، ولا ينبع هذا الوصف من عقولنا نحن الجالسون على مكاتبنا لأننا نعلم الممارسات الإسرائيلية تماماً ولا نستطيع استغلالها لصالحنا ولا يسمعنا أحداً من الأساس، فوصف البشاعة نبع هذه المرة من تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في حرب غزة الصادر في 15 سبتمبر 2009 والتي رأسها القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون اليهودي الديانة الذي كتب تقريره عن حرب غزة الأخيرة ووصف كل الجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين بغزة التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد وأكثر من 5400 مصاب آخرين نصفهم تقريبا من النساء والأطفال.
    وقد طلبت المجموعة العربية والإسلامية في مجلس حقوق الإنسان بطلب من السلطة الفلسطينية في الثاني من الشهر الماضي تأجيل اتخاذ أي خطوات بشأن تقرير جولدستون، فانطلقت المظاهرات في فلسطين تتهم السلطة الفلسطينية بالاستجابة لضغوط أمريكا وإسرائيل، وكان لذلك أثره السلبي على توقيع اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي أعدته القاهرة حيث رفضت حماس التوقيع بسبب تأجيل مناقشة التقرير في مجلس حقوق الإنسان..إلى أن تم عرض التقرير مرة أخرى على المجلس في منتصف الشهر الماضي فاعتمد المجلس التقرير بأغلبية 25 صوتاً ضد 6 أصوات رافضة، ورفعه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وكانت أمريكا التي تدعي التغيير أحد المعترضين عليه.
    ثم صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على التقرير بأغلبية 114 صوتاً ورفض 18 وامتناع 44 عن التصويت يوم الجمعة الماضي، وكانت الولايات المتحدة كالعادة على رأس المعارضين للتقرير في الجمعية العامة أيضاً ويطلب قرار الجمعية العامة من الأمين العام تسليم مجلس الأمن التقرير. وكان مجلس النواب الأمريكي قد صوّت علي قرار غير ملزم الجمعة الماضي طالب أوباما بمحاولة منع مناقشة التقرير في أي محفل، وهو ما كانت تستعد إليه واشنطن وإسرائيل بجدية تامة من خلال محاولة إفشال الجمعية العامة في الموافقة على التقرير. لا أعرف تماماً حيثيات القانون الدولي أو الثغرات التي من الممكن أن تستغلها إسرائيل وأمريكا لصالحهما ولكن نعلم جميعاً هو أن الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو لرفض التقرير في مجلس الأمن، وإذا نجح التقرير في رحلته سيكلف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسرعة تشكيل المحكمة الجنائية الدولية وتعيين طاقم قضاتها وتحديد مكان عملها لتبدأ على الفور في نظر كل ما جاء بالتقرير وتوجيه الاتهامات وتحديد المتورطين ومن ثم تصدر قرارات القبض والملاحقة الدولية بشأنهم.. إن الجهود التي تبذلها أمريكا للحيلولة دون محاكمة مجرمي حرب غزة تجعلنا نؤكد أنها لا زالت عصية على التغيير الحقيقي. كما أن أحاديث إسرائيل وأمريكا التي تقول فيها أن تمرير التقرير سيعوق جهود السلام يعد أمراً في غاية السلبية وصفه الأمين العام لجامعة الدول العربية في حوار له مع قناة الجزيرة بثته بالأمس بأننا وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها القانون الدولي متهماً ولا يأخذ مجراه ويوصف إقراراه بالسلبية.

    هذا المقال لا يستهدف بأي شكل من الأشكال الإساءة لأي نظام عربي أو إسلامي ولكن يستهدف التطوير والإصلاح الذي لا يختلف عليه أحد حتى الحكومات العربية نفسها، ولكن الاختلاف والخلاف يكمن في آليات ومراحل وحجم هذا الإصلاح، والتعاون في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجاد وليس الشكلي سيبدد هذا الخلاف وسيكون السبيل لتصحيح أوضاع الدول العربية والإسلامية للوقوف في وجه التحديات القادمة من الخارج والتوصل لحلول جذرية ونهائية لمشكلات سئمت من الحل وهو أمر بديهي يعلمه الجميع… وطالما لا يوجد خلاف جوهري فلنبدأ إذن ونناقش كافة الأمور، فلنبدأأأأأأأأأأأ.!

    #1359791
    callous
    مشارك


    دائما تترسخ في ذهني هذه العبارة اصلاح جاد = توافق . لا يمكن قبول شك احد ما من ان عملية الاصلاح ان تمت بشكل مخطط له بدقة ، بحيث تجري فيه الأمور حسب ما خطط له ، وبحيث يرى الشعب ذلك بأم عينيه وبحيث تتطور الأمور وتصل إلى منحى لا يمكن قبول اقاويل الكاذبين وغيرهم ، في ذلك الوقت يمكن القول بأن عملية الإسلاح وصلت إلى مبتغاها وهي الشعب والشعب وحده.

    فصل الشعب عن الحكم هو امر نراه في اغلب الأنظمة العربية بدون استثناء ، فهي جميعا لا تعرف كيف تٌشرك الشعب في الحكم ، ولا تعرف طرق وضع قرار الشعوب لصالحها ، ولا اعلم مما تتخوف. مع ان الشعب ان كان جزءا من الحكم ، فسيكون بمثابة رافعة للدولة ، وورقة ضغط قوية في وجه كل محاولة من قبل الدول الغربية او غيرها ان هي ارادت التدخل في شؤون الدولة ، وهذا ربما ما تفضلت به استاذي مصطفى.

    فوضى أم تحول أم انهيار أم استقرار مُمل؟!
    هي مرحلة ستمر بها الدول التي لا تعتبر الشعب جزءا منها ، وترى بأن الحكم يجب ان يتم بالصورة التي هي تريد. اننا نراه امام اعيننا واضحا جليا ويتجلى في عدة محافل عربية ، ابت ان تقوم بعملية الإسلاح اللازمة ، لتوفير الحياة الكريمة لشعبها، والنتيجة هي ضجر الشعب ، ولا احب ان انعته بالتمرد او غيره ، كون الأنظمه في المجال الخطأ وليس الشعب.

    واشنطن لم تتغير كما نريد
    شخصيا كنتٌ ممن قال بأن واشنطن لن تتغير بشخص اوباما ، ذلك ان ما يريده الرئيس الامريكي اوباما ينافي مصالح اللوبيات الضاغطة ، وهو يعلم ذلك ، لذا لن يكون من تحركه اثر كبير . ولو ربطنا ذلك بما نراه وما اسميه تلاعب امريكا بالرؤساء العرب ، لعلمنا جيدا بأن الأمر يخرج عن سيطرة اوباما وانه يتطلب جهدا من الدول العربية ، وليس من اوباما بالمقام الأول.

    امريكا تحدثت كثيرا عن رفضها لتقرير جولدستون ، وهو الأمر الذي يثبت جليا توجهاتها. فهي لا تريد للشرعية الدولية ان تحل ، ولا تعترف بالقوانيين الدولية بذلك الرفض الخاضع للأهواء الأسرائيلية.

    اخيرا… ولربما ان اقولها دائما…

    لن نجد الحل من امريكا ولا من اي دولة ، فهي في الأخير لن تراعي إلا مصالحها وما تريده ، ولكننا ان اردنا حلولا عملية وناضجة ، فهي ستتوافر ان بدأنا بتوفيرها بأنفسنا ، وان بدأنا بحل مشاكلنا بانفسنا ، ففي ذلك الوقت من الممكن ان نضمن للدول العربية ان تكون مستقلة اكثر فأكثر.

    استاذي مصطفى..
    اشكــــــــــــــــر لك ابداعك …

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد