الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات بذور الشر في العراق

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #117348
    [font:Times New Roman][size:5][color:Purple]

    بذور الشر في العراق

    د . عدنان جواد الطعمة

    بينما كنت أطبع صوري في أحد المحلات التجارية في مدينتنا ، تقدم نحوي رجل من أهالي مدينة ماربورغ و سلم علي و سألني عن كيفية قيامي بطباعة صوري المخزونة في الميموري ستيك لكامرتي كانون . فبدأت أشرح له الكيفية و تبادلنا الحديث عن الأزمة المالية العالمية و جشع الشركات الإحتكارية العظمي بالإستيلاء على مقدرات شعوب العالم كالمياه و الأغذية و البذور و المعادن والمياه الجوفية .

    قال لي أنه جاء من أستراليا لزيارة قصيرة لأهله في مدينة ماربورغ ، واقترح علي قراءة هذا الكتاب بعنوان : بذور الشرDie Saat des Boesen تأليف : Antonio Inacio Andrioli و نشر : Ricahrd Fuchs فإنك ستعرف كيف أن بضعة شركات عملاقة إحتكارية تسيطر على قوت البلدان و الشعوب في العالم .

    سبق أن سمعت من أحد البيولوجيين الذي كان يعمل في حديقة النباتات القديمة في مدينتنا بأن الشركة السويسرية للمواد الكيمياوية قد قامت بتحسين و تطوير بذور الذرة بالهندسة الجينية الوراثية التي غيرت تركيب الذرة كليا ، أطلق عليها
    BT – Mais 176 ذرة ب ت 176 .

    أدخلت بذور الذرة الجينية هذه لأول مرة في ألمانيا . ، حيث وافقت الجهات المختصة على السماح بزرعها في المزارع باعتقادها أن ليست لها عوامل سلبية مضرة بصحة الحيوان و الإنسان والبيئة وفق الوثائق التي قدمتها الشركة لهذه الجهات الرسمية.

    ثم أخبرني الخبير البيولوجي بأنه يعرف مزارعا إسمه Gottfried Gloeckner الذي يسكن في مدينة Woelfersheim كان المزارع الأول الذي إشترى بذور الذرة ب ت 176 من الشركة السويسرية Syngenta حيث زرعها في مساحة نصف هكتار ، لكي يستعملها كعلف للأبقار التي كانت تنتج يوميا 1500 لترا من الحليب .

    و عندما خرجت من المحل التجاري ذهبت مباشرة إلى مكتبة بيع الكتب و طلبت شراء هذا الكتاب . و بعد يومين إستلمت الكتاب فوجدت فيه فصولا مذهلة و مرعبة تهز ضمير الإنسانية و تبين طمع و احتكار الشركات
    Monsanto, Dow, Pioneer, Novartis ( Syngenta) وغيرها التي تحاول السيطرة على كل بذور العالم ، بحيث أنها تجبر المزارعين على شراء بذورها الجينية التي تحتوي على مواد سامة مضرة بصحة الحيوان و الإنسان .

    أصابني الذعر والغضب و الألم عندما قرات مأساة المهندس الزراعي جوتفريد غلويكنر الذي فقد 125 بقرة حلوبة بعد إعطائهم علف الذرة ب ت 176 لمدة سنتين . سأكتب التفاصيل عنه في المقالة الثانية إن شاء الله .

    و عندما قرأت الفصل الخاص بالعراق في الصفحات 44 – 47 إنتابني الحزن العميق و الغضب و الألم على ما حدث و يحدث في العراق من جرائم ضد الإنسانية والبيئة التي ستصيب هذا الجيل و الإجيال القادمة من تسمم و أمراض ، إذا لم تتخذ الحكومة العراقية الحالية إجراءا حاسما لإلغاء كل العقود التي ابرمتها الشركة الأمريكية مونسانتوا مع المزارعين العراقيين ، حيث أجبرتهم على شراء بذورها المزروعة بهندسة الجينات الوراثية السامة .

    لم تكتف قوات الحلفاء بالدمار الشامل الذي قامت به ضد البيئة والمزارع و سايلوات حبوب الحنطة و الذرة و الشعير و قتل الآلاف من المواطنين عمدا دون تمييز و نهب القطع الفنية و الأثرية إبان إحتلال بغداد ونهب ثروات العراق من دون رقابة و حساب فحسب ، بل أنها أدخلت مواد و أوامر التي أصبحت قانونية و خاصة المادة أو الأمر رقم 81 بإجبار الفلاحين و المزارعين العراقيين على توقيع إتفاقيات مع شركة مونسانتو ا و غيرها على إستيراد فقط بذور القمح والذرة والشعير و غيرها المزروعة بالهندسة الجينية الوراثية .

    وان المزارعين إذا زرعوا بذورا طبيعية بيولوجية كما كان يزرعها الآباء والأجداد منذ آلاف السنين قبل الميلاد في بلاد وادي الرافدين ( العراق اليوم ) فإنهم سيتعرضون إلى أقسى العقوبات . كما أجبرت هذه المادة و غيرها الحكومات العراقية الحالية والقادمة بعدم إلغاء هذه الإتفاقيات ، وكأنها كتاب مقدس نازل من السماء .

    أحاول ترجمة أهم ما ورد في الفصل عن العراق في الصفحات 44 – 47 ، لكي تتطلع الحكومة العراقية وكافة المسؤولين الكرام و كذلك شعبنا العراقي الكريم والشعوب العربية الشقيقة على هذه الجريمة النكراء .

    ( قال هارولد بنتر Harold Pinter في خطابه أمام مؤسسة الحائزين على جائزة نوبل عام 2005 في مؤتمر عقد بمدينة ميونيخ : أن غزو العراق كان عملية لصوص وقطاع طرق , عملية دولة إرهابية مكشوفة، التي استهترت بالحقوق الدولية مبينة :

    نحن جلبنا للشعب العراق التعذيب والقنابل الإنشطارية و اليورانيوم المنضب و عمليات لا حصر لها بالقتل المتعمد المتعسف و الفقر و الإهانة و الموت
    وهذا يسمونه تطبيق وجلب الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط ) .

    إن بلاد ما بين النهرين المتدفقين الفرات و دجلة (هما أنهار الجنة )، أطلق عليه في السابق مابين النهرين ، هي مهد الزراعة والفلاحة . و يروى عنها في الكتاب المقدس الإنجيل بأن الله سبحانه و تعالى قد زرع جنة عدن في هذه المنطقة
    ( أي مابين نهري الفرات و دجلة ) . و قد استخدمت مياه النهرين في العصور القديمة لسقي البلاد و المزارع عبر حفر قنوات و جداول إصطناعية .

    وقد تم زراعة وتحسين أهم النباتات الغذائية هنا . و بهذه الطرق نشأت آلاف الأنواع المختلفة و الملائمة لأحوال التربة و المناخ أو كانت لهذه النباتات مناعة قوية ضد الحشرات الضارة و الأمراض .

    و حسب التقديرات و الدراسات اصبح عدد أنواع الحنطة أكثر من 200 ألف نوعا من القمح تعود إلى طرق زراعتها في بلاد ما بين النهرين .

    لم تكن هذه الإرث الثقافي للعراق فحسب ، بل للإنسانية جمعاء .

    إستفاد أيضا الفلاحون والمزارعون الأمريكيون و الأوروبيون منذ مئات السنين من التربية الزراعية لأول فلاح من بلاد ما بين النهرين .

    وكالسابق إزدهرت الزراعة في العراق بزراعة القمح والحنطة والشعير و الرز
    ( التمن ) و البقول و أنواع التمور و القطن وهي من أهم فروع الكسب والتجارة .

    كان المزارعون والفلاحون يتبادلون البذور فيما بينهم التي يحتفظون بجزء منها في موسم الحصاد من أجل زراعتها للعام القادم .

    وطريقة حفظ كمية قليلة من البذور من كل موسم حصاد لزراعتها في السنة القادمة هي متبعة ليس فقط في العراق فحسب ، بل و في العالم أجمع .

    إستخدم أكثر من مليار و أربعمائة مزراع في العالم ، ليس فقط في العالم الثالث فحسب ، بل في العالم أجمع للتبادل الحرللحبوب بين المزارعين من أجل العيش و الحياة .
    وبهذه الطريقة يمكن حفظ البذور البيولوجية الأصلية الطبيعية بهذه الطريقة .
    و حسب التقديرات لا زالت 75% من البذور الطبيعية في أيادي المزارعين في العالم . ومنذ سيطرة الشركات العملاقة الإحتكارية الدولية المختلفة على القطاع الزراعي تم سحب حقوق الفلاحين .

    و عندما يعلن جورج دبليو بوش : نحن في العراق ، لكي نزرع بذور الديموقراطية ، التي ستنتشر في في المنطقة كلها ، لكان عليه الأفضل أن يقول الحقيقة : نحن جئنا من أجل نشر وبيع بذور الشركات Monsanto
    و Dow و Pioneer .

    و وفقا لخطط الحكومة الأمريكية و الشركات الصناعية الزراعية أصبحت زراعة و تبادل بذور الحبوب بين المزارعين والفلاحين العراقيين في خبر كان .

    نتيجة لقصف المزارع و سايلوات الحبوب لعدة مرات بالقرب من أبو غريب و مناطق أخرى في وسط و جنوب العراق بالقنابل و المدفعية والصواريخ لم يبق من مخزون الحبوب شئ يذكر . وهذا جاء من مصلحة أمريكا .
    ومن خلال ذلك القصف المتعدد كانت ضحيته :

    سايلوات العلف الحيواني ، و حقول الدواجن ، و مخازن السماد الطبيعي ، و محطات الضخ الكهربائي و أنظمة سقي المزارع .
    تم إصدار قانونا من قبل قوات الإحتلال الذي وافق عليه البرلمان العراقي ، بحيث أصبح إستيراد البذور الجينية من الشركات الأمريكية .

    و عندما عين بول بريمر الثالث حاكما مدنيا لمجلس الحكم المؤقت في مايس عام 2003 و غادر العراق في نهاية حزيران عام 2004 ، خلف وراءه 100 أمرا جديدا للحكومة العراقية المؤقتة ، التي تحولت هذه الأوامر إلى قانون .
    و بذلك تحول الإقتصاد الحكومي العراقي إلى قطاع خاص ما عدا موارد النفط و المواد الجوفية .

    لم تحتاج الإستثمارات الأجنبية إلى موافقات الدوائر الرسمية العراقية في حين تقع الموافقة على الشريك العراقي. ولا تدفع الشركات الأجنبية ضريبة على أرباحها التي تسحبها إلى خارج العراق .

    ومن أحد الأوامر هو رقم 81 هو جزء لا يتجزأ من القانون ( فيما يخص للشركات Patents , Industrial Design, Undisclused Information,Intergrated Circuits and Plant Variety Law)
    التي أستبدلت بقانون برائة الإختراع العراقي لعام 1970 .
    لا يحق لأية حكومة عراقية منتخبة أن تغير قوانين الحكومة الأمريكية التي وضعتها .
    وهذه الأوامر حول براءة الإختراع و نوع الصناعة و معلومات أخرى لم تنشر إلا أنها روابط قانونية ملزمة .

    وقد عملت و وضعت شركة مونسانتو Monsanto Corporation المادة 81 للحكومة الأمريكية .
    وبذلك يمنع إعادة زراعة كمية من البذور الطبيعية المخزونة بعد موسم الحصاد وفق القانون الجديد للحكومة الأمريكية المحتلة . و على العكس ستنتشر بذور إختراع إتحاد الشركات العملاقة أمثال :

    Monsanto, Dow Chemical, DuPont, Bayer or Syngenta .

    لذا أرجو من السادة المسؤولين الكرام في العراق أن يلغوا هذه الفقرة أو المادة رقم 81 و يمنعوا إستيراد بذور الشر والوباء المعمولة بالهندسة الجينية والوراثية من هذه الشركات و غيرها ، حرصا على سلامة الأجيال القادمة و تربة و بيئة العراق من هذه المواد السامة . و أقول بكل أدب وأحترام إذا لم تفعلوا ذلك و تنقذوا شعبنا العراقي و الأجيال القادمة ، أخشى أن لعنة أمهات و آباء الأجيال القادمة ستلاحقكم إلى يوم القيامة ، و الله من وراء القصد .

    ألمانيا في 24 أكتوبر 2009

    [/color][/color][/font]

    #1351180
    BakrBador
    مشارك

    مشكور يا د. علي مقصدك في توعية الامه
    ‏ نحن في زمن الهوان تتكالب علي الأمم كما تتكالب الفرائس علي قصعتها
    والله إنه لحال تندي له الجبين وتقشعر له الجلود ولاكن ومع الاسف الشديد جبين وجلود روأسؤنا في ثلاجه كأن الامر لايعنيهم او انهم يحكمون حيوانات والله إنهم لمسأولون عن هذه الامه سوالا عظيم .

    #1382543

    شكرا لك يأخي د عدنان و بارك الله بك والله ينجينا من هذه المأساة انشاء الله

    #1382563

    تحياتي لك د. عدنان

    نسال الله ان تهدا الامور وترجع لسابق عهدها اخي .

    شكرا

    #1382607
    آسية
    مشارك

    السلام عليكم

    بارك الله فيك دكتور لكن السؤال هل ستمنع الحكومة هذه المهزلةام ؟؟؟

    ثم نهري دجله والفرات من الجنة باذن الله يقاومات كل السموم

    نحن المسلمون مستهدفون بهذه السموم ولكن المؤمن الذكي لن تؤثر فيه

    حسبنا ذكر اسم الله دائما وبايمان ولن يصيبنا سوء ان شاء الله

    ان الرسول صلى الله عليه مسلم امر اصحابه بالفرار من الجرب لكنه

    ايضا اكد على الاتكال على الله وانه كما سمعت من احد العلماء

    اكل مع اجرب في قصعة واحدة داعيا اصحابه للاعتماد على الله فهو اقوى

    من الحيطة والهروب

    #1382608
    khaledebnrshd
    مشارك

    شكرا لك د عدنان
    ونسأل الله العلى القدير الذى لايعجزه شيئ فى الارض ولا فى السماء ان يرفع
    هذا البلاء عن اخواننا المسلمين وان يولى علينا خيارنا وان يرزق الامه بخليفة ربانيا يحكم فينا كتاب الله ويعمل بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
    يعز به الاسلام واهله ويذل به الشرك واهله ويحرر الاقصى الاسير من ايدى اليهود المجرمين اللهم امين ………………..

    #1383368

    شكرا دكتور
    هذه هي اميركا وهذه هي سياساتها فلاتتوهموا بالديمقراطيه ايها الشعب العربي فثمنها غال جدا وسوف تدفع من ارواحنا
    وصدقني دكتور بان هذه الحبووب منتشره بالعالم العربي بل هي مزروعه اصلا في بعض الدول
    تحياتي للجميع

    #1472171
    الجرجري
    مشارك

    شكرآ دكتور عالنصائح للحكومة

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد