مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #11682
    umwasan
    مشارك

    يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جوٍ نقي .. بعيداً عن صخب المدينة وهمومها ..

    سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..

    تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه

    فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل :آآآآه

    نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟

    فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟

    انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟

    ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟

    فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً ” أنت جبان” فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد ” أنت جبان ” …

    أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .

    قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..

    تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :

    ” إني أحترمك ”

    كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار ” إني أحترمك ” ..

    عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:

    ” كم أنت رائع ”

    فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية ” كم أنت رائع ”

    ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه

    التجربة الفيزيائية ….

    علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة

    ” أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) .. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..

    الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
    إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..
    وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..
    إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
    وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
    إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
    وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..
    لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .

    أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت…
    منقول

    umwasan

    ——————————————————————————–

    #378587

    أختي ام وسن …

    شكرا لك على هذه المساهمة وتعليقي عليها هو أن من قالها ليس إنسان عادي إنه حكيم خبرالدنيا وجربها وعرف ما يجب أن يقال عنها وما لا يجب ولم تخرج هذه الكلمات من فمه إلا وهو على علم ويقين أن لكل كلمة معنى ومدلول وهذا ما نراه في دنيان فالدنيا تعطي من أعطاها ولكن الشاذ والغريب أن نرى الدنيا تحرم من أعطاها ويبقى السؤال لماذا تغيرت وظيفة الدنيا لماذا أصبحت قاسية هكذا ما السبيل الى إعادتها ومن كان في الاساس سبب تغيرها ؟؟؟ أسئلة كثيره لا جواب إلا الصمت ….

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد