مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #116682
    محمد باعو
    مشارك

    العاشق مسترق النبض

    أنا لم أسترق السمع سيدتي …
    ولم أنصت يوماً لترياق الخلود …
    فالنوم فارقني بشروق عيناك …
    و المساء أضحى لموتي سعيد …
    قد تركتيني أنزف الدموع …
    و أودع أمزان الخريف فكفى عيناك …
    وتسير خطاي فهناك الموت التليد …
    وأعانق آثار العشق عسى الزمن الجميل يعود …
    وأمشي حافي القدمين و الرشد يعود …
    قد كانت هنا …
    هكذا نطق البحر الغضوب …
    وأستوي نور الضياع بأجنة الوداع لعوب …
    و العزم لقياك …
    وأذناي تأبى سوى الإنصات لقلبك النابض …
    قد كان هنا …
    فأسترقت السمع سيدتي …
    ونور الضياء أخبرني عن خصرك المزيد …
    وأثنت شمس القوافي عيناك النبض الوديع …
    وذهل القمر لهذا القوام المنور بأسلاف الخلود …
    و توهد البحر ثرى لقياك عيد …
    قال إنني المنبوذ يوما وقد عدت لعناقك سعيد …
    إنني المكبوت أبدا لحسه العتيق …
    الموصول بالفراق كربط لقلب عنيد …
    الموهوم بالعشق من سيدة لعوب …
    المشتت إحساسه بصحراء الموت واحات نضوب …
    المذكور روعة ثم خاب عن مجد الملوك …
    هكذا قال البحر سيدتي …
    وأطفأ بقلبي النور الأبدي السعيد …
    واظلم القلب …
    ليل بالحرمان مزيد …
    مسودة عادت للنور يراع الخصوب …
    أبيض لم يسمع بعد عن بياضه المسود لغوب …
    مشتت وجدي سيدتي …
    و أنت للفراق صحوب …
    و الريح تهزئ أنت مازلت تستمع الوهم العربيد …
    تنصت للعشق الواهم خلف القلوب …
    أنت لست نوراً …
    أنت لست ضياء …
    أنت لم تذكر في دفاتر سيدتك سوى لهو لعوب …
    مسكين أنت أيها الحادي …
    المسكون بأوهام القلوب …
    فسيدتك لم تعشق فيك الهوى …
    وما قبلت شفتيها البضتين بإسم الحب كذوب …
    ولا عانقت فيها سعد الخوالي الطيب العتيق …
    ولا لامست كفاك أناملها النواعم خلود …
    مجنون أنت …
    فلا تستمع للوهم أن هذا لحن الخلود …
    هذا المجد …
    بل هو الفراق الأبدي مصير …
    لا تنصت لأشجان الربيع الراحل هروب …
    ولا تغني أغنيات الدفء بالشتاء العصيب …
    ولا تترنم بأمجاد الخريف هطول الأمزان الخضوب …
    أنت وهم …
    أنت شبح …
    أنت ما أنت سوي خيال بعيد …
    فلا تنصت للواهمين و باعة الهوى الجايلين …
    ولا تكتوي بذكر ى هي ابعد عن الخلود …
    هكذا هم قالوا سيدتي …
    فهل صحيح أنني أنصت الضياع لا الربيع …

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد