هل صحيح أن العمانيين لا يقرءون؟

هذا السؤال وجهه لي صديق . و لما سألته عما دعاه لطرح مثل هذا السؤال كان جوابه:

يقول بأنه و بعد أن قرأ في الصحف عن قرار وزارة العمل بتعمين جميع وظائف اليد العاملة في المكتبات أدرك بأن الكثير من المكتبات العاملة في البلاد و التي تدار بشكل مباشر من قبل الآسيويين و المملوكة من الباطن لهم على طريقة التجارة المستترة و التي ليس فيها من نشاط المكتبات سوى بعض الكتب القديمة و الدوريات و المعروض فيها كل شيء بداية من القرطاسية و انتهاء بالأدوية مرورا بالأدوات الرياضية و لعب الأطفال و حلويات الأطفال و الكثير من المواد التي لا تمت للمكتبات بصلة. يقول بأنه فكر في أن ينشئ مكتبة خالصة للكتب أسوة بالمكتبات المنتشرة في مدن العالم المتحضر، و لأجل ذلك قام يدور على مكتبات العاصمة لدراسة الجدوى و إليكم بعض النتائج و الملاحظات التي توصل إليها:
1.     جميع المكتبات عدا قلة قليلة جدا تعد على أصابع اليد الواحدة  تضع القرطاسية في مقدمة معروضاتها و اهتماماتها. (أعتقد بأن على وزارة التجارة الفصل بين محلات القرطاسية و المكتبات في تصنيفاتها للنشاطات التجارية)
2.     بعضها يضع الدوريات أيضا كالمجلات و الجرائد اليومية رغم أنه أصبح من الشائع توفرها في جميع محلات البقالة في البلاد و كأنها خس أو خيار. (لابد من تدخل وزارة الإعلام لكبح هذه الظاهرة)
3.     جميع هذه المكتبات يعمل بها آسيويون لا يجيدون اللغة العربية (بعضهم يتحدث بها بالطريقة المكسرة) لذا فهم بطبيعة الحال لا إلمام لهم بالكتاب العربي و لما كانوا هم الممولون لهذا المشروع فلا يهمهم تواجد الكتب من بين معروضات المكتبة لأن فائدتهم الرئيسة هو من غيرها من المواد، و إذا سألت أحدهم عن أي كتاب جديد قالوا بكل بساطة مافي و إذا ألححت بالسؤال لماذا لا تستوردون كتبا جديدة قالوا هازا عماني ما في يقرا فإذا كنت أكثر إلحاحا و سألت لماذا؟ قال عماني يريد يشوف تي في، سوي شيشا في مقهى، يلعب بتا، كلش عماني هاذا نمونه و أعتقد أن القراء فهموا ما نقلته حرفيا من لقلقة!!!!!
4.     المكتبات التي يغلب على معروضاتها الكتاب هي المكتبات المتخصصة بالكتاب الأجنبي أو الكتاب الديني أما الكتب الأخرى فهي قديمة جدا و لما سألت أحد البائعين العرب في تلك المكتبات لماذا لا يستوردون الإصدارات الجديدة من الكتب العربية قال لي بأنه مع الأسف أن الشباب العماني لا يقرأ لأنه مشغول إما بعمله أو بالتلفزيون و الرياضة و المثقفون منهم شغلهم الكمبيوتر إما الطلبة في جميع المراحل بما فيهم الجامعيون لا يقرءون سوى كتبهم المدرسية. أما التجار فهم مشغولون بتجارتهم و لا وقت لديهم للقراءة.

فهل صحيح أن العمانيين لا يقرءون ؟

أكدت لصديقي بأن هذا الاستنتاج غير صحيح و أن القراءة لا يمكن أن تنقرض و أن قلة القراء ربما سببها قلة المعروض من الكتب الحديثة الغنية بالفكر و الرواية و الشعر و العلوم ، و لكنه لا زال محبطا و لا يدري هل يبدأ بالمشروع أم يصرف النظر عنه؟؟

و عدته بأن أرجو زملاء السبلة بالمشاركة في استفتاء لشحذ همته في البدأ في هذا ا لمشروع و خصوصا هو قارئ مدمن و أحد الأعلام في مجال الكتاب العربي، فهل يا ترى سيشاركني في هذا الاستفتاء الجميع لمحو هذه الفرية عن الشعب العماني ؟

أرجو ذلك ………..