الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › في مصر..خمس تجارب إنسانية
- This topic has 4 ردود, 5 مشاركون, and was last updated قبل 15 سنة by حسام بعية.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 أكتوبر، 2009 الساعة 3:18 م #116251الدولى122مشارك
في وسط أخبار الفساد ووفيات إنفلونزا الخنازير وأزمة القمح الفاسد وحوادث القتل على الطريق وغشاء البكارة الصيني، بحثت عن تجربة إيجابية واحدة وسط صفحات الجرائد والمجلات.. عن طاقة للنور تقول إن هناك نوعاً من المخلوقات اسمه الإنسان يُحوّل السلبيات التي يعيشها إلى طاقة إيجابية له ولمن حوله.. وأخيراً وجدتها، وخلال بحثي عثرت في (مجلة الشباب) على خمسة نماذج لتجارب من مصر تقول إنه لسه الأماني ممكنة.. ادخل وشوف.
البداية كانت مع قصة لأصغر عمدة في مصر عمره 27 عاماً فقط لديه تجربة إيجابية جداً تحدّث عنها فقال: اسمي محمود السيد محمد 27 سنة، حاصل على دبلوم فني صناعي، تقدّمت بأوراقي إلى مديرية إدارة الفيوم ضمن 3 آخرين تقدّموا معي، وتم اختياري وتعييني عمدة أبو دفية في مركز إطسا؛ لأصبح أصغر عمدة في الدفعة التي تم تعيينها مؤخرا يعني أصغر عمدة في مصر.
ويُتابع: فكرت في منصب العمدة أولاً؛ لأني كنت أريد تقديم شيء لقريتي من المطالبة برصف الطرق إلى الاهتمام بالفلاحين حيث تتيح لي العمودية لقاء المسئولين، ولكن لا تتصوروا أن صغر سني يُمثل أمامي مشكلة، فالأهم هو رجاحة العقل والتفكير، وهذا ما يجعل الكبير يحترمني قبل الصغير.
يعمل تحت يديه 17 خفيرا وأصغرهم سنا تعدى الأربعين عاماً والعلاقة بينهم علاقة خفير بعمدة، ولكن هذا بالاحترام والتعامل الآدمي وليس بالتعنت والتجبر.
يحكم قرابة 5 آلاف شخص، لا يوجد لديه مشاكل وكل شيء تمام، لا يسير وراءه شيخ الغفر كما يحدث في الأفلام.. فقط يضايقه أن الإعلام هزأ العمدة ودائما ما يُظهره مرتشياً أو بتاع نسوان أو تاجر مخدرات، لكن العمدة رجل له قيمة وله دور كبير في حل مشاكل قريته فهو في الأصل منهم وابن قريتهم ولذلك الناس تشعر بالأمان في وجوده.النموذج الثاني طبيب مشهور -طلب عدم ذكر اسمه لمحررة مجلة الشباب- لم يحتمل مُشاهدة الحوادث المتكررة أمام عيادته في منطقة كورنيش المعادي، فقرر شراء سيارة يستخدمها الناس في عبور الشارع مجاناً؛ لأنه رأى ببساطة أنه مسئول عن أرواح الناس، ولكن فكرة سيارة عبور المشاة لم تكن محاولته الأولى لحل حوادث هذه المنطقة فقد حاول جمع تبرعات لإنشاء كوبري، لكنه اكتشف أن الفكرة كانت مطروحة منذ سنوات، لكن الحي رفض، لكن وزارة الصحة حاولت التعامل مع كثرة الحوادث بتخصيص سيارة إسعاف مهمتها نقل المرضى الذين يتعرضون لحوادث إلى المستشفيات المجاورة، فقرر هو -بعد أن أصيبت أم لطفلة لديها 3 سنوات كانت خارجة لتوها من عند هذا الطبيب- شراء سيارة لنقل الركاب، وكتب لافتات كبيرة على الكورنيش وعلى السيارة نفسها كتب عليها أنها خدمة مجانية لعبور الطريق.
رغم أنها مجرد فكرة ظهرت فقط منذ خمسة شهور، إلا أنها نالت إقبالاً شديداً مما جعل الطبيب نفسه يشتري سيارة أخرى ويوفّر للسيارة الواحدة سائقين الأول يعمل من 7 صباحاً حتى 3 ظهراً والثاني من 3 ظهراً حتى 10 مساءً.. أي أن هذا المشروع وفر عملا لأربعة شباب بالإضافة إلى محافظته على أرواح المارة.
النموذج ده لطفلتين عمرهما 11 عاما كانتا متفوقتين دراسياً بحسب شهادات المدرسة، ورغم ذلك تعرضتا للضرب والإهانة من إحدى المدرّسات؛ فتكوّنت لديهما عُقدة من المدرسة وأصيبتا بما يُسمى الرهاب المدرسي، إلا أن والدتهما رغم المأساة التي عاشتها البنتان، إلا أنها أخذت من تدهور حالتهما النفسية الدافع لتجعل منهما عنصراً فاعلاً ومهماً في المجتمع، فاتفقت مع سيدة من محترفي الأشغال اليدوية وقامت بتعليمهما كل أسرار المهنة حتى أصبحت كل واحدة منهما محترفة في الأشغال اليدوية وتتقنها جيداً، وتمكنتا من صناعة الشنط والمَحَافظ وكروشيه وأحزمة وجميع أنواع الإكسسوارات، لدرجة أنهما خصصتا غرفة في منزلهما لتكون كورشة عمل مزوّدة بكل ما يلزمهما، لدرجة أنهما الآن من هذه الورشة صنعتا مركزاً صغيراً لإعطاء دورات في تعليم فن الأشغال اليدوية، وتُدرّسان ذلك للكبار بكل ثقة، والأكثر أنهما تعلّمتا من التدريس الصبر فهما لا تملان في حالة عدم فهم الدَّارسات لشيء بل تعيدان الدروس أكثر من مرة.
نادي التفاؤل مكان لمن يريد أن يمحو شعور التشاؤم من داخله وتكون على العكس متفائلاً ومبتسماً ومقبلاً على الحياة.. في تجربة تحتضنها قاعة النصيب في ساقية الصاوي يُشرف عليها بعض الخبراء النفسيين ويحضر فيها بالفعل عدد لا بأس به يتدربون على التفاؤل.
يعتمد في كل ما يقدمه من مهارات وتدريبات على كتاب تعلم التفاؤل -الذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، حيث يطرح فيها مؤلفه (عالم النفس الشهير مارتين سليجمان) طريقة عملية لكيفية مواجهة المشاكل والضغوط بابتسامة عريضة مهما تكن الظروف، من خلال إتقان مجموعة من المهارات عن كيفية الحديث مع الذات عند مواجهة أي هزيمة شخصية، أيضا كيف يعيش الإنسان بتفاؤل ويتفادى الاكتئاب عن طريق تحويل الأفكار السلبية إلى أخرى إيجابية، خاصة أن التشاؤم هما عادتان في التفكير، وبالتالي لو غيّرنا مثل هذه العادات فإن الحياة ستختلف، ومن هذه النقطة تحديداً يعمل نادي التفاؤل.
care with love أو الرعاية بالمحبة اسم مؤسسة خيرية فريدة من نوعها، تقع في إحدى العمارات العريقة المُطلة على شارع طلعت حرب بوسط البلد بالقاهرة، هدفها توصيل طلبات الرعاية للمنازل لخدمة كِبار السن أو المرضى كأول بديل عملي وإنساني لأزمة دور المسنين. صاحبة الفكرة هي الدكتورة ماجدة إسكندر وهي طبيبة مصرية دعت إلى احترام من هم في خريف العمر وحمايتهم من قسوة دور المسنين، فأنشأت الجمعية لإعداد وتأهيل مقدمي الرعاية بحيث ينتقلون لخدمة كبار السن وسط أسرهم في جو تسوده المحبة والابتسامة.
والمشروع بدأ فعلياً من أربعة أعوام تقريباً، والفكرة نفسها مبتكرة وجديدة والمجتمع في حاجة ماسة إليها خاصة مع قصور خدمات دور المسنين والظروف القاسية التي يواجهها كبار السن فيها، وحتى الآن وصل عدد مقدمي الرعاية إلى 135، وهناك على الأقل 4 آلاف حالة في انتظار تقديم المساعدة لها.
ولمن يريد الالتحاق بفريق الجمعية هذا العمل ليس فقط مجرد تضحية وإنما هناك مقابل مادي معقول..
كل النماذج اللي أنا قريتها وأكتر منها أكيد خلقت عندك طاقة إيجابية وبصيص ضوء أخضر على أن مصر بقدر ما تعيش حالة من الغليان وحالة من الغضب والخوف، وتشم أنوفنا أغلب الوقت رائحة الموت والفساد والعفن، إلا أن هناك بشراً يبحثون من بيننا عن بصمة إيجابية يخرجوا بها ومعها من هذا الجو الخانق.. يقولون لك إنه يمكن وسط طغيان أن يكون هناك ولو نقطة بيضاء واحدة على أمل أن تكون أنت في يوم من الأيام نقطة بيضاء مستقلة بذاتها.
2 أكتوبر، 2009 الساعة 8:38 م #1339681معتز عمانمشاركت س ل م
1 ديسمبر، 2009 الساعة 10:29 م #1366556موجـ البحارــةمشاركشكرا لك اخي علي النماذج الرائعة
تحياتي2 ديسمبر، 2009 الساعة 6:21 ص #1366586ابراهيم الاردنمشاركشكرا لك على الطرح الراقي
2 ديسمبر، 2009 الساعة 11:25 ص #1366666حسام بعيةمشاركشكرا أخى على الموضوع
جزاك الله خيرا
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.