الملك الكندي تغير عبر الزمن فقد جاء شخص من الاثير ليحسن صورته..

الملك الكندي الحالي..

انه انسان نقي الضحكة , صادق البسمة , يشعر بالرضى عن نفسه , و عن الحياة , و يؤمن بان كل انسان له نصيبه من العمر و الصحة و الرزق, لذلك هو يواجه العالم بضحكة , ويغسل آلآمه بالابتسام, و الشكوى لغير الله مذلة .يشعر بأنه فقد كثيرا من حرارة النبض الانساني .. و تسيطرت عليه رغبة في الهروب قليلا من برودة البقاء وحيداً فوق القمة لكن عليك ان تعرف ايها الملك بأن ” كلما ازددت إرتفاعاً كلما شعرت ببرودة الجو”

تتغير الدنيا و تختلط الامور و لكنه يبدو صامداً محتفظاً بقوة هائلة و رصيد لا ينفد من صفاء الروح و نقاء النفس ..كأنه لا يتأثر بما يحدث في هذا العالم ..عجيب أن يوجد في هذه الايام إنسان بهذا القدر من الصفاء و الاخلاص في عصر أصبحت فيه هذه الصفات كالعملات النادرة عظيمة الثمينة و لكنها غير متداولة ..

تباً انه الهاتف مرة اخرى ..بقدر ما يزعجني رنينه بقدر ما يريحني ..ثواني و أعود..

عندما عدت بدت الغرفة غارقة في الضوء ..ضايقني هذا ..شعرت بأن الضوء يستفزني كما استفزني التليفون منذ لحظات ..ظللت و التردد يسكن انفاسي ..هأنـــا اعود..

الترتيب و النظام علامتان هامتان في شخصية هذا الانسان..رغم حبه لإدعاء انه من عاشقي الفوضى..

جميل ان يكون للانسان مقاييس خاصة حتى و ان اختلفت مع المقاييس العامة ..انها تصنع للانسان عالمه الخاص ذاك العالم الذي يستريح بداخله مهما كانت مصاعب الحياة ..عالم خاص يكون على قدر كبير من الوضوح و التحديد..و هذا العالم يعيشه بسلام قدر الامكان يحاول ان يبعد نفسه عن المؤثرات الخارجية التي قد تؤذيه نفسياً..هذا دليل كبير على الشفافية و الحساسية..إنه ممزق من الداخل لكنه يبدو متماسكاً..

ان الكتابة و الرسم و الموسيقى ليست تسجيلا للواقع المعاش او محاكاة للطبيعة ..بل ان هذه الفنون في جوهرها وسائل للارتقاء بالحس و الفكر الانساني و اطلاق الخيال البشري ليتجاوز اللحظة و يسمو فوق حاجز المكان وفوق الحاجة المادية و يلقي نظرة شمولية تستوعب الكون و يحاول الانسان من خلالها ان يستشرف حكمة الخلق وسر الوجود في اطار نوراني يتلقى فيه الانسان إلهام الفطرة ..وهذا نوع من العبادة يؤديه الفنان بصدق فيدخل باب الايمان الواسع و يعطي النوع البشري اضافة جديدة تثري عطائه الحضاري و تميزه اكثر و اكثر عن كل المخلوقات و تحقق حكمة الله من الخلق ..وهذه المسؤولية تبدأ من فنان كاتباً ام رساما او موسيقيا و تنتهي و قد لا تنتهي عن القارئ و المشاهد و المستمع .و لكن يكون فنانا بحق لابد ان يكون لديه شئ يقال و الكندي لديه الكثير..

وفي قول الشاعر المجهول ..” غزلت غزلا رقيقا فلما لم اجد لغزلي نسيجاً كسرت مغزلي” وهذا اكثر ما يحطم نفسيته..عدم تقدير الاخرين له..

وظيفة الفن هي ان يغير وجه الحياة ..الفن الحقيقي هو رفض الواقع و السعي لتغييره و ليس مجرد اكتساب المال..
وهذا الانسان داخله هذه الحقيقة ..

أظل عن رأيّ و تظلون عند رأيكم..

أتمنى أن أكون قد أصبت في تحليل الكندي بأقرب صورة ممكنة من خلال كتاباته المبدعة و أتمنى أن أعرف رأيه بنفسه.. هذا اذا لم ابالغ في مطلبي..أشكر جميع من قرأوا الموضوع مقدماً و من يمرون من هنا هم أكيد من محبي الكندي..

احتراماتي لمن شكل خطراً على الحياة..

أنـــــا