الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان [ آيةٌ استوقفتني ]

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 16)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #114995
    hedaya
    مشارك

    [ آيةٌ استوقفتني ]

    ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

    فالقرآن هدى للمتقين ففيه إرشاد لهم، واهتداء لما فيه صلاحهم وفلاحهم في العاجل والآجل..
    وخصَّهم سبحانه بالهداية، وإنْ كان القرآن هدى للخلق أجمعين؛ تشريفًا لهم، وإجلالاً لهم، وكرامة لهم، وبيانًا لفضلهم؛ لأنهم آمنوا به، وصدّقوا بما فيه..
    لأنهم صاموا ابتغاء وجهه الكريم، واجتنبوا المحرمات فكانت التقوى شعاراً وهداية لهم في رمضان وفي غير رمضان..

    يقول سيد قطب رحمه الله: وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم.. إنها التقوى.. فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثاراً لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفاً وضيئاً يتجهون إليه عن طريق الصيام.. (لعلكم تتقون).

    سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل أُبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها؟
    فقال يا أمير المؤمنين: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال: بلى..
    قال: فما صنعت؟
    قال: شمّرتُ واجتهدت.. أي اجتهدتُ في توقّي الشوك والابتعاد عنه، قال أُبي: فذلك التقوى.

    لِذا كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله:
    (أما بعد… فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لا بد لك من لقائه، ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة).

    تلكم هي.. التقوى.. حساسيةٌ في الضمير، وشفافيةٌ في الشعور، صدقٌ في الروح وخشيةٌ مستمرة، وحذرٌ دائم،
    وتَوَقٍّ لأشواكِ طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائب والشهوات، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس، وأشواكُ الفتنِ والموبقات، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً..

    قال ابنُ حبان في روضة العقلاء: أولُ شُعبِ العقل لزوم تقوى الله،
    فإن مَنْ أصلَحَ جُـوّانِيّه أصلَحَ اللهُ بَرّانيَّـه، ومن فَسَـدَ جُوّانيّه أفسـد اللهُ بَرّانيّـه.

    وقال أبو محمد الأندلسي في نونيته:

    إن التّـقيَّ لـربِّـه مُتنـزِّهٌ *** عن صوتِ أوتارٍ وسمـعِ أغانِ
    وتلاوةُ القرآن من أهل التُّقى*** سيما بحُسن شجا وحُسنِ بيان
    أشهى وأوفى للنفوس حلاوةً *** مِن صوت مزمارٍ ونقـرِ مَثَانِ

    فمن هم المتقين؟!
    أنحن منهم؟!
    وكيف نحقق التقوى؟!

    (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

    إخوتي..
    إنها سفينة النجاة يوم القيامة..
    إنها التزام طاعة الله وطاعة رسوله،..
    إنها علم وعمل، والتزام بأداء ما فرض الله واجتناب ما حرّم الله سبحانه وتعالى فهذا هو طريق الفلاح والنجاح،

    فمن أراد أن يكون من أصحاب الجنة الذين قال الله فيهم:
    {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.

    فعليه بما قال سفيان الثوري:
    لا يصيب الرجل حقيقة التقوى حتى يحيل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه، فالمتقي يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس.

    وبما قاله أيضاً عبد الله بن عمر:
    لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حلك في الصدر.

    بقلم وريشة هداية

    #1328218
    mashhor
    مشارك

    سلام ..
    قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) [الرعد:11].

    فالذي يريدُ التغييرَ، ويريدُ إحداثَ التغيير عليه أن يغيرَ هو من داخلِه، عليه أن يغيرَ من نفسه حتى يغير اللهُ ما به.
    إن التغيير المطلوبَ في ذواتِ الأنفسِ هو انقلاب، انقلابُ يعيدُ بناء النفوسِ بالإيمان ليحدثَ هذا الإيمانُ أثرَه في التغيير.

    شكرا وبميزان حسناتك

    #1328562
    تجليآت
    مشارك

    شكرآآآ

    سلامي وحبي واجمل امنياتي

    #1330007
    hedaya
    مشارك

    حياكم الله
    فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثاراً لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية،

    نسآل الله تعالى ان ينفع بنا وبكم .. وجزاكم الله كل خير على المرور والتعليق .. بورك فيكم

    دمت في طاعه وخشوع وتذلل لله

    #1330213
    كبرياء
    مشارك
    سلمت يمينك ..

    جزاك الله الجنة

    شكراً لك

    #1334205

    بسم الله الرحمن الرحيم (الم ذلك الكتاب لاريب فيه هددى للمتقين)مااروعها ان القرآن شفاء القلوب يجلى صدأ القلب ويطمئن الفؤاد ويذهب الغم ويفرج الهموم وينزل علينا السكينه وتغشانا الرحمه وتحفنا الملائكه ويذكرنا الله فيمن عنده قال تعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب)وقال صلى الله عليه وسلم (مااجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينه وغشيتهم الرحمه وحفتهم الملائكه وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وجاء فى الحديث القدسى عن رب العزه جلا وعلا (أنا جليس من ذكرنى)

    #1334230
    سيلك رود
    مشارك

    بارك الله فيكم وجزاكم الجنة

    #1334538

    بارك الله فيك و جعله في موازين حسناتكـ..

    #1335400
    يتيم الحب
    مشارك

    بارك الله فيك

    تحياتي

    #1340775

    #1345494
    asaad50
    مشارك

    صدقتم جميعا وبارك الله فيكم ،

    #1349115

    سئل الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه عن التقوى فقال هى الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الاستعداد ليوم الرحيل فاللهم زود قلوبنابالتقوى والهدى واجعلنا نخشاك كانا نراك و جزاكم الله خيرا

    #1349202

    جزاك الله الجنة علي ماقدمتي
    تحياتي

    #1354286
    ALFARES1
    مشارك

    موضوع مفيد بارك الله فيك

    #1358735

    سلمت يمينك ..

    جزاك الله الجنة

    شكراً لك

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 16)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد