ما أشبه الليلة بالبارحة .. فبالأمس كان منتخبنا الوطني على موعد مع أمسية جديدة من أمسيات النصر التي احتضنها استاد السعادة فى افتتاحه غير الرسمى وفى اجواء خريفية رائعة اعادت بنا الذاكرة الى اجواء خليجى 19 التى توج منتخبنا بلقبها .. ولعل فصول هذا المشهد تكررت بعد ان شاءت الاقدار ان يواجه منتخبنا شقيقه السعودى فى لقاء البطل والوصيف فى تلك الامسية الجميلة والتى نجح منتخبنا فى اثبات ذاته وتأكيد تفوقه وتربعه على عرش الهرم الكروي الخليجي بخروجه فائزا 2/1 رغم ان الشوط الاول انتهى بالتعادل السلبي .. الا ان الشوط الثانى جاء النصر بقدم ورأسية الفنان حسن ربيع فيما جاء هدف السعودية من ركلة جزاء خيالية احتسبت فى الوقت المحتسب بدل الضائع سجل منها ناصر الشمراني هدف السعودية الوحيد والمهم ان منتخبنا حقق مغانم كثيرة من تلك المباراة التى تأتى تحضيرا لمباراتيه المرتقبتين امام استراليا فى التصفيات الاسيوية ضمن منافسات المجموعة الثانية التى يتصدرها منتخبنا برصيد 4 نقاط .

التشكيلة الأساسية
بدأ منتخبنا الوطني مباراته بتشكيلته الأساسية المكونة من علي الحبسي في حراسة المرمى ومحمد ربيع وخليفه عايل في متوسط الدفاع وحسن مظفر في مركز الظهير الأيسر ومحمد الشيبة في مركز الظهير الأيمن وفوزي بشير واسماعيل العجمي واحمد حديد واحمد كانو في خط الوسط وحسن ربيع وعماد الحوسني في خط الهجوم ، أما المنتخب السعودي فقد خاض المباراة بتشكيلة مكونة من وليد عبدالله في حراسة المرمى وعبدالله الشهيل واسامة هوساوي وحمد المنتشري وعبدالله الزوري وحسين عبدالغني وتيسير الجاسم واحمد عطيف وعبدالرحمن القحطاني وياسر القحطاني ونايف هزازي .

بداية سريعة

بداية المباراة كانت سريعة جدا وخاصة من جانب منتخبنا الذي اراد فرض أسلوبه على المباراة من البداية دون إعطاء المجال الكافي للاعبي المنتخب السعودي في التحكم بمجريات اللعب كيفما رسم خطته مدربهم البرتغالي بيسيرو ، لنرى تحركات أحمد حديد وفوزي بشير واحمد كانو وحسن ربيع ذات صلة وثيقة بالخطورة على مرمى وليد عبدالله في سيناريو مكرر لنهائي خليجي 19 بمسقط ولكن تمركز خط الدفاع السعودي كان كفيلا بإحباط كافة محاولات الأحمر في الدقائق الأولى للمباراة ، في حين لم تحدث كتيبة النجوم السعودية اي خطورة على مرمى علي الحبسي إلا من خلال رميتي التماس التي تكفل بهما حسين عبدالغني لتشكلا خطورة نظير الرمية الطويلة التي تشبه الركلة الركنية لكن خليفه عايل ومحمد الشيبة أفسدا خطورتها بشكل مثالي ، وتتحول المباراة إلى رتم الهدوء نوعا ما ، فيما كانت الكرة الذكية للمايسترو فوزي بشير التي لعبها في الدقيقة العاشرة بشكل إحترافي والتي مرت أعلى العارضة بسنتيمترات قليلة هي التي جعلت المدرجات تهتز لجمالية تنفيذها ولكنها بعيدة عن القوائم الثلاثة .
وفي الدقيقة (12) كاد خليفه عايل أن يساهم في خطورة حقيقية على مرمى منتخبنا بعد أن تباطأ في إبعاد الكرة الطويلة التي لعبها حسين عبدالغني لتجد ياسر القحطاني لكن حنكة محمد ربيع كادت كافية لإبعاد الخطورة في الوقت المناسب بعد أن إشترك بقوة مع ياسر القحطاني لتضيع الكرة إلى ركلة مرمى .

أفضلية … ولكن

ويواصل منتخبنا أفضليته المطلقة على مجريات المباراة ليحصل فوزي بشير على فرصة تسجيل هدف السبق في اللقاء بعد أن توغل في منطقة الجزاء السعودية لكنه أكثر في المراوغة غير المجدية بداخل الصندوق ليجد نفسه في وضع صعب للغاية ويسدد كرته بعشوائية تعتلي العارضة كثيرا رغم أفضلية التمرير في الدقيقة (13) ، ويحاول حسن ربيع الكشف عن نفسه بقوة بعد أن إصطاد كرته على حافة منطقة الجزاء السعودية متلاعبا بالمنتشري ويواجه وليد عبدالله ويسدد بقوة لكنها تصطدم بالمنتشري وتعود له مرة أخرى يلعبها برأسه سهله في يد وليد عبدالله بالدقيقة (14) من عمر الشوط الأول .
ومنتخبنا يواصل عطاءاته في المباراة بشكل ولا أروع ويتحرك احمد حديد وفوزي بشير وحسن مظفر والحوسني والعجمي بشكل مثالي في الثلث الهجومي لمنتخبنا ويجرب حسن مظفر حظه مسددا كرة قوية جدا يستخلصها اسامة هوساوي بفدائية الكبار قبل أن تشكل خطورة على وليد عبدالله ، ويحاول السعوديون الكشف عن مستواهم الحقيقي في هذه المباراة ليتحرك ياسر القحطاني ونايف هزازي في خط المقدمة ومن خلفهم تيسير الجاسم وعبدالرحمن القحطاني واحمد عطيف ليلعب عبدالرحمن القحطاني كرة ماكرة من داخل منطقة الجزاء العمانية بشكل مقوس لكن علي الحبسي يتمكن منها بثبات الكبار في الدقيقة (20) ، ويحصل منتخبنا على ركلة ثابته على حافة منطقة الجزاء السعودية نظير العرقلة التي تعرض لها أحمد حديد ينفذها حسن مظفر لكنها بيد وليد عبدالله في الدقيقة (21) الذي تطاول لكرته من أعلى نقطة ، ويتحرك ياسر القحطاني بإيجابية أكثر في خط المقدمة السعودية ليتحكم بكرته بشكل مثالي جدا في منطقة الجزاء العمانية ويراوغ خليفه عايل ومن بعده محمد الشيبة لكن تسديدته تصطدم بمحمد ربيع وتضيع الفرصة في الدقيقة (23) ، هذه الفرصة أعادت الحسابات لمنتخبنا من جديد ليعود إلى رتمه السريع الذي بدأ به المباراة ليخطف إسماعيل العجمي كرته من وسط الملعب ويندفع بها صوب مرمى وليد عبدالله ويمررها لحسن ربيع الذي أعادها بتمريرة لإسماعيل العجمي لكنها تطول لتجد عماد الحوسني الذي عالجها بيسراه قوية جدا لكن وليد عبدالله كان حاضرا كعادته ليتمكن من كرته في الدقيقة (27) .

إحساس بالخطر

بعد أن أيقن المنتخب السعودي بخطورة موقفه نظير إيجابية التحركات العمانية بدأ لملمة أوراقه تدريجيا وبصورة مميزة ، حيث أحكم سيطرته على منطقة الوسط بصورة واضحة نظير تراجع مستوى أحمد كانو بصورة خاصة وعدم قيامه بدوره في قطع الكرات بشكل إيجابي ، وهو الأمر الذي أعطى عبدالرحمن القحطاني وتيسير الجاسم فرصة لرسم خطة لعب أخرى في الوصول إلى مرمى علي الحبسي ، فيما كان الإنذار الأصفر هو نصيب حسن مظفر بعد مخاشنته لتيسير الجاسم في الدقيقة (32) ، ويحصل على فرصة تسجيل هدف التقدم في المباراة بعد إنطلاقة حسن ربيع لكن حمد المنتشري أعاقه بصورة واضحة قبل الوصول إلى المنطقة المحرمة ليحتسب الحكم الكويتي ناصر العنزي ركلة حرة مباشرة ينفذها أحمد حديد قصيرة إلى خليفه عايل يطلقها سهله في يد وليد عبدالله بالدقيقة (36) .
وعلى عكس سير المباراة كاد نايف هزازي أن يسجل الزيارة الأولى للشباك في المباراة بعد أن لعب حسين عبدالغني ركلة ركنية تطاول لها تيسير الجاسم برأسه لتسقط على رأس نايف هزازي يلعبها بحرفية تامة في الزاوية اليسرى البعيدة لعلي الحبسي لكن الحظ جانبها لتمر قريبة جدا من مرمى الأمين في الدقيقة (38) وأحمد حديد يؤخر كرته العرضية بعد أن تباطأ كثيرا في الكرة لتضيع بعيدا عن الخطورة بعد تسديدها بعشوائية غير معتادة من المايسترو أحمد حديد في الدقيقة (40) .
شهدت الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول تكافؤا في الاداء من الجانبين ، حيث إنحصر اللعب في وسط الملعب مع الإعتماد على الكرات الطويلة من جانب منتخبنا الساقطة خلف المدافعين وإستغلال سرعة حسن ربيع وعماد الحوسني اللذين تعرضا لرقابة لصيقة جدا من قبل مدافعي المنتخب السعودي ، فيما حاول المنتخب السعودي إيجاد ثغرات في خط دفاع منتخبنا من خلال التمرير السهل بين المدافعين مع الإعتماد على إنطلاقات ياسر القحطاني ونايف هزازي لكنها لم تأت بجديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين .

الشوط الثاني

الشوط الثاني بدأه كلود لوروا بتغيير في الجانب الهجومي بخروج عماد الحوسني ودخول قاسم سعيد سنجور نظرا للإصابة التي بدأت تعاود محبوب الجماهير في توقيت مبكر من الشوط الأول ، في حين لم تشفع البداية السريعة للمنتخب السعودي في تغيير الوضع الذي رسمه لاعبونا في مخيلتهم للشوط الثاني للقاء ، حيث إستلم أحمد حديد تمريرة إسماعيل العجمي من وسط الملعب بشكل مثالي جدا لينطلق بها كالسهم صوب مرمى المنتخب السعودي من الطرف الأيمن لوليد عبدالله ويتوغل بمنطقة الجزاء السعودية بثقة الكبار ليلعب كرة عرضية على طبق من ذهب للمتمركز حسن ربيع الذي عالجها ببطن قدمه هدفا أول في سقف الشباك السعودية بالدقيقة الأولى إشتعلت معه المدرجات فرحة مرتين ، الأولى بعودة حسن ربيع للتهديف مجددا والثانية بالهدف الأول في اللقاء والتقدم لمنتخبنا .

تفاعل جماهيري

الهدف أعطى المباراة جوا مغايرا عن سابقه لتبدأ الجماهير العمانية تفاعلا إيجابيا مع تحركات نجوم الأحمر ، لنشاهد فاصلا من المراوغة الإيجابية في داخل منطقة الجزاء السعودية من جانب البديل قاسم سعيد الذي سدد كرة قوية بيسراه يصطادها وليد عبدالله كتهديد أول من اللاعب الواعد في الدقيقة (5) ، وتظهر الخشونة من جانب المنتخب السعودي على السطح بدون مبرر ليتلقى احمد حديد ضربة خلفية من اللاعب حسين عبدالغني في وسط الملعب ليتلقى الأخير إنذارا أصفر ليكون هو الثاني في المباراة يقابله سريعا المدرب بيسيرو مدرب منتخب السعودية بتغيير سريع بإخراج حمد المنتشري متوسط الدفاع السعودي ودخول نايف القاضي من أجل إيقاف خطورة قاسم سنجور وحسن ربيع في خط المقدمة بحلول الدقيقة (8) ، فيما تواصلت الخشونة السعودية تجاه لاعبينا لتطال هذه المرة أحمد كانو بعد إشتراك عنيف من تيسير الجاسم في منتصف الملعب .

هدف ثان

أحس بيسيرو بخطورة الموقف ليجري تغييرا ثانيا بدخول محمد مسعد بديلا عن عبدالرحمن القحطاني لتنشيط خط الهجوم في الفريق الأخضر نظير النزعة الهجومية التي يتمتع بها مسعد مقارنة بالقحطاني في الدقيقة (15) ، إلا أن ذلك لم يثن نجوم منتخبنا عن مواصلة الزحف الهجومي على مرمى وليد عبدالله ليحصل الأحمر على ركلة ركنية ينفذها أحمد حديد يستخلصها أسامة هوساوي إلى ركنية أخرى قبل أن يتعامل معها قاسم سنجور بشكل افضل .
الضربة الركنية الثانية لم تكن كسابقتها بل أنها جاءت بطريقة مغايرة تماما لأنها سجلت الزيارة الثانية في الشباك السعودية عن طريق حسن ربيع بعد أن تطاول للركلة الركنية التي لعبها المايسترو أحمد حديد على رأس ( الصقر ) حسن ربيع الذي أراد أن يرد على السعوديين بطريقته الخاصة بعد أن لعب كرته في الزاوية البعيدة على يسار وليد عبدالله هدفا ثانيا للأحمر إشتعلت معه المدرجات العمانية بطريقة الأمواج البشرية بصورة تعودناها كثيرا في كأس الخليج التاسعة عشرة بالدقيقة (17) .

تغييرات … تغييرات

ويدفع كلود لوروا بحسين الحضري بديلا عن إسماعيل العجمي لتنشيط خط الوسط في الدقيقة (21) وهو الأمر الذي جعل قبضة منتخبنا على منطقة الوسط أكثر إحكاما بوجود الأريحية فيه ، وتكثر الخشونة من جانب السعوديين وتكثر معه تغييرات كثيرة للمنتخب السعودي حيث خرج حسين عبدالغني وياسر القحطاني واحمد عطيف ويدخل بديلا عنهم سعود كريري وناصر الشمراني ومناف أبوشقير وحسن معاذ بدل عن تيسير الجاسم خلال الدقائق 21 ، 28 بغية تجربة أكبر عدد ممكن من لاعبيه بالإضافة إلى تغيير نتيجة اللقاء ، من جانبه بحث كثيرا فوزي بشير عن إنذار أصفر في اللقاء باي وسيلة ( هداه الله ) ليأتي رد ناصر العنزي الحكم الكويتي في الموعد لينال فوزي إنذارا اصفر في الدقيقة (31) .
ونظرا لتحقيقه الهدف الذي أراد كلود لوروا لحسن ربيع أن يحصل عليه من هذه المباراة ، فقد قام بإخراجه ويدخل هاشم صالح بديلا عنه في الدقيقة (32) من أجل إضافة هدف ثالث أولا وإعادة هاشم صالح للتشكيلة الأساسية من جديد ، وكاد نايف هزازي أن يقلص الفارق بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع علي الحبسي ولكن فدائية خليفه عايل كانت حاضرة ليمنع هدف تقليص الفارق للسعودية بفدائية كبيرة بعد أن إصطدمت كرة هزازي به وتصل سهلة للحبسي في الدقيقة (34) ، ويهدأ رتم المباراة نوعا ما بعد أن إعتمد المنتخب السعودي على الضغط على اللاعب حامل الكرة وهو الأمر الذي لم يتح المجال للاعبي منتخبنا في التحكم بالكرة بصورة مثالية وتمريرها للزميل ، لتبدأ الامور تسير رويدا رويدا للمنتخب السعودي نظرا لقصر قامة لاعبينا في خط المقدمة ( هاشم وسنجور ) وعدم إنسجام الحضري مع لاعبي خط الوسط بصورة كبيرة ، وتأخر هاشم صالح كثيرا في كرته التي وصلته بداخل منطقة الجزاء السعودية بعد أن فضل المراوغة عن التسديد وهو في وضع مثالي جدا للتسديد لتضيع فرصة تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة (42) .

ضغط سعودي

ويناور نايف هزازي كثيرا أمام مرمى منتخبنا ، مرة بالتسديد المباشر ومرة بالمراوغة ومرات بالتمرير البيني للزميل لكن كل ذلك لم ينفع مع التعملق المميز لخط دفاع منتخبنا ومن خلفه الأمين علي الحبسي حال دون أي جديد في تغيير نتيجة اللقاء ، ليعطي الحكم الكويتي ناصر العنزي (5) دقائق وقت بدل ضائع شهدت الدقيقة الثانية منه هدف تقليص الفارق للمنتخب السعودي من خلال ركلة جزاء ( وهمية ) إحتسبها الحكم بعد إشتراك عادي جدا مع نايف هزازي من قبل محمد الشيبة الذي حصل على إنذار أصفر من خلال هذه اللعبة ، ليسدد ناصر الشمراني ركلة الجزاء في الشباك العمانية هدفا أول للسعودية على يسار علي الحبسي ليتواصل الأداء الرجولي من السعوديين والذي مال إلى الخشونة أكثر عن ذي قبل ليحصل حسن معاذ على أول حالة طرد في المباراة بعد أن إعترض على حكم اللقاء لإحتسابه ركلة حرة لمنتخبنا على حافة منطقة الجزاء تكفل بتسديدها أحمد كانو لكنها إلى خارج القوائم الثلاثة ليطلق الحكم صافرته معلنا فوز منتخبنا على المنتخب السعودي 2/1 في أمسية خريفية رائعة بمدينة صلالة .

هدايا تذكارية

قدّم رؤساء أندية محافظة ظفار وهي ( النصر وظفار والهلال ومرباط والإتحاد ) هدية تذكارية للسيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الإتحاد العماني لكرة القدم ، قام بتسليمها نيابة عنهم الشيخ عوض بن علي الصيعري مدير دائرة الشؤون الرياضية بمحافظة ظفار ، كما قامت جميعة المرأة العمانية بصلالة بتقديم هدية مماثلة للسيد خالد البوسعيدي عبر شابة صغيرة قدمتها له ، بعدها قام السيد خالد برفقة الشيخ عوض الصيعري ورؤساء أندية المحافظة بالطواف حول الملعب لتحية الجماهير الحاضرة التي بادلته التحية بأحسن منها في مشهد أخوي رائع ، وذلك بين شوطي المباراة .