مازالت الامهات تحكي لأطفالهن حكايات عن الجن والعفاريت والغول وابو رجل مسلوخة وحكايتي مع الساقية هي احدى تلك الحكايات، حيث كانت امي تحذرني من الأقتراب من
الساقية او اللعب ناحيتها لأن بها جنية شريرة تخطف الأطفال الصغار، وتغوص بهم
في قاع الساقية ،ولا يخرجون منها ابدا،وكنت اخاف الأقتراب من تلك الساقية المهجورة
التي كانت تستخدم في الماضي لري الأرض ويشرب منها الفلاحين ويسقون حيواناتهم منها
اما الأن فماؤها راكد يعلوه لون اخضر هو لون الطحالب التي تغطيها.
وفي يوم ذهبت مع ابن عم لي يكبرني بحوالى ثلاث سنوات إلى قرية مجاورة، وكنا نركب
حمارا وابن عمي هذا يركب امامي،ولدى عودتنا تأخر بنا الوقت حتى اظلمت
الدنيا واقترب وقت العشاء وكنا لابد ان نمر على الساقية ،وابن عمي هذا لم
يكف حديثه عن الساقية والفتاة التي قتلها اخوتها والقوا بجثتها في الساقية
لأنها مارست الرذيلة،وحملت سفاحا، ومن يومها فإن عفريتة هذه القتيلة تخرج
كل ليلة وتضع امامها وعاء كبير وتطلب من اي شخص يمر بها ان يساعدها في حمل
هذا الوعاء، وظل ابن عمي هذا يحكي ويحكي حتى اذ اقتربنا من الساقية سكت
وتخشب جسده فقد كان شديد الجبن ، ثم توقف الحمار ورفع رأسه الى اعلى وتشمم
الهواء ثم نهق وسار في طريقه،ولما وصلنا الى البيت كان ابن عمي على حالته
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد