الرئيسية › منتديات › مجلس القصص والروايات › السرايا ( قصة قصيرة)
- This topic has رديّن, 3 مشاركون, and was last updated قبل 15 سنة، شهر by شطبي.
-
الكاتبالمشاركات
-
26 يوليو، 2009 الساعة 2:40 م #113632قاسم عبد الصادقمشارك
في الناحية البحرية من قريتنا توجد السرايا ، وهي بناء اصفر كالح من طابقين
يحيط بهما سياج عالي من نبات متسلق يخفي السرايا عن عيون الناس، فلا يبين منها سوىبرجين بالطابق الثاني، وبهما شباكان مغلقان لم ارهما ابدا مفتوحين ،اما باب
السرايا فهو باب من الحديد الصدأ به سلسلة من الحديد وقفل كبير مغلق، والنبات
المتسلق يغطي الباب تماما ، ولا يبدو للناظر إلى السرايا إلا قمة البرجين ونخلة
عجوز شمطاء تشكو طول الدهر ، ولا يقترب احد من السرايا ليس خوفا من حارس او
خلافه وانما لما يحكى عنها من حكايات عن انها مسكونة بالجن والعفاريت وان اصوات
الموسيقى تنبعث منها ليلا وتنتشر رائحة الشواء،وكنت اسأل جدي عن السراي ومن
كان صاحبه وكيف كان، فكان يقول لى ان السرايا بما يحيط بها من الارض كانت ملك
لرجل باشا يسمى عبد الله باشا السرجي ولذلك سميت العزبة بعزبة السرجي
قبل ان يستولى عليها الإصلاح الزراعي ويسميها بعزبة الاصلاح الزراعي ويحكي
جدي عن القادمين من مصر رجال ونساء يرتدون ابهى الثياب ويضعون اذكى العطور
كانوا يأتون في ليالي الصيف فيقضون احلى الأوقات تعزف الموسيقى وتنتشر في الجو
رائحة الشواء، وتتعالى الضحكات فتمتلأ اجواء القرية بالموسيقى والروائح
الذكية،وتنتقل عدوى المرح حتى الى الفلاحين الغلابة فيتحلقون حول اسوار السرايا
يسمرون ويمرحون، وكنت اسأله ياجدي اكنت تحب تلك الأيام الخوالي؟ فكان يرد قائلا
ومن لايحب ايام صباه وشبابه ،وعافيته هي اجمل ايام حياتي، فأسأل وياجدي
ماكتب التاريخ عنها من انها ايام سخرة واستعباد، فيرد قائلا ياولدي التاريخ
لمن كتبوه ولايعبر كاتب التاريخ الا عن وجهة نظره وتتعدد اوجه التاريخ بتعدد
كتابه فلا تعبأ بما كتبوا سيأتي اليوم ويكتب غيرهم عكس ما قالوه اليوم
وساعتها ستكتمل امام عينك الحقيقة كاملة.
كنت احوم حول السرايا فلا اجد منفذ ادخلها منه فالنبات المتسلق صار كقوقعة
حولها احكمت اغلاقها فلا مدخل ، وفي يوم من ايام الصيف القائظ شب حريق ضخم
اضرم في السور المحيط بالسرايا ولم تنطفأ النار إلا بعد ان قضت النار على كامل
السور ولم تمس النار السرايا بسوء ، وفقط احترقت ذؤبة النخلة الشمطاء، ولأول
مرة في حياتي ادخل السرايا وكلي لهفة لأعرف مابها واراها ،فوجدت بالطابق الأول
بيانو مكسور يعلوه التراب ، فإقتربت منه واخذت اعبث في مفاتيحه المكسورة
فيصدر حشرجة واهنة وكأنها صوت محتضر،ورأيت اعلى البيانو صورة لإمرأة ربما
تبدو جميلة ولكن اثار الزمن والاتربة المتكومة على الصورة لم تجعلني اراها
بوضوح،وعلى الأرض تليفون قديم ملقى فى زاوية جانب جدار والتليفون بلا اسلاك
وتقدمت لأصعد درجات السلم الى الدور الثاني، وفجاءة سمعت اصوات الموسيقى
وانتشرت في الجو رائحة الشواء، ففزعت وخرجت من السرايا مذعورا ولم استطع بعد
ذلك ان ادخل السرايا مرة اخرى، فقد نما النبات المتسلق من جديد واحاط
بالسرايا، واحاط بها كقوقعة فأخفى السرايا عن العيون
14 أغسطس، 2009 الساعة 11:44 ص #1317004يتيم الحبمشاركشكرا اخي على القصة تحياتي
15 أغسطس، 2009 الساعة 3:45 ص #1317336شطبيمشاركسلمت يداك اخي الكريم
قصة رائعه
شكرا -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.