الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الإسلام السياسي.. وخوف الشرق والغرب!

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #113468
    mostafa85
    مشارك
    الإسلام السياسي.. وخوف الشرق والغرب!
    بقلم/ مصطفى شحاته
    الأحد، 19 تموز، 2009

    ترددت عند كتابة هذا المقال لأن البعض قد يُسيء تأويله ويعتبره دعماً لبعض الجماعات على حساب الأخرى، أو ترويجاً لفكر أو اتجاه سياسي معين، ولكن الحقيقة أني أردت مناقشة بعض الأمور بموضوعية بغض النظر عن الدعم الصريح لأفكار معينة قد تبدو متطرفة لدى البعض، وتتعلق هذه الأمور بالخوف من الإسلام الذي دفع الغرب للإساءة إليه، ومن ثم تشويه صورة المسلمين، ومعاداة النظم الإسلامية في ظل حرص غربي على الإطاحة بأي حكومة إسلامية أو إضعافها على الأقل وتجاهل لسماحة الإسلام، وهذا من خلال ما أثير مؤخراً عن قضية مروة الشربيني التي ساهمت في بروز قضية الخوف والتشويه والإساءة القديمة الجديدة.

    أيهما أصدق؟!

    تعلمنا عندما كنا في المدرسة أن الإسلام دين ودولة ودرسنا الدولة الإسلامية في عصر صدر الإسلام وما تلاه.. وما كانت عليه من اتحاد وقوة وتقدم في سائر مجالات العلم والمعرفة، وكنا نلاحظ ثناء المعلمين والزملاء على وضع الدولة الإسلامية في هذا الوقت، ولما مرت السنوات وتوسعت مداركنا وتنوعت مصادر المعرفة أمامنا ونمى اهتمامنا بالعلم والوضع السياسي في الدول الإسلامية وموقف الغرب منها، تغير الأمر تماماً فوجدنا سياسيون دائبين الحديث عن مخاطر إقحام الدين في السياسة باعتبار الدين هو شيء إلهي دائم ومستمر لا خطأ فيه، بينما السياسة عبارة عن أمور دنيوية تشوبها النقائص، وإذا تم الخلط بين الإثنين فسوف يضر ذلك بالدين ولكن هناك فئات أخرى تريد أن تطبق السياسة وفقاً لتعاليم الإسلام، فنشأ جدلاً في المجتمعات العربية بسبب نمو ما يطلقون عليه الإسلام السياسي.

    الإسلام السياسي

    ولا أعرف لماذا أطلق الكتاب على الجماعات الداعية إلى اتباع تعاليم الإسلام في إدارة أمور البلاد بجماعات أو حركات الإسلام السياسي، ولكن على أي حال يشار إلى الإسلام السياسي بأنه عبارة عن إدارة شئون الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي، أي قياس كافة الأمور بمقياس الحلال والحرام. ويشير خليل العناني في مقال نشره المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية ضمن سلسلة مفاهيم الشهرية بعنوان الإسلام السياسي الظاهرة والمفهوم إلى أن المصطلح استخدم سياسياً وإعلامياً بكثافة عقب أحداث 11 سبتمبر لوصف الحركات أو الجماعات التي تسعى إلى إحداث تغيير سياسي داخل دولة ما أو على الصعيد الدولي وتتخذ من الإسلام مرجعية وشعاراً لها، انطلاقاً من أن الإسلام ليس دين فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات الدولة وهي ذات الجماعات التي أصطلح على تسميتها بالإسلام الأصولي Islamic Fundamentalism ثم الإسلاميون المتطرفون خلال التسعينيات من القرن الماضي.
    ويثار حول هؤلاء مشكلات جمة بخصوص المآخذ التي يثيرها البعض حول أصحاب هذا الاتجاه وما يصاحبه من تهكم مؤلم عليهم وعلى دعوتهم، وهذا ما يتطلب شيئاً من الحكمة لأن الأمر لا يتعلق بجماعات تتحدث عن الدين فقط وإنما يرتبط أيضاً بالدين الإسلامي ذاته الذي ينبغي التحدث عنه بعقل راجح وحجة واضحة حتى لا نسيء للإسلام بقصد أو بدون علم.

    ويعترض صفوة المثقفين والليبراليين منهم على وجه الخصوص في العديد من البلدان العربية على الإسلام السياسي انطلاقاً من مواقف الإسلام من المرأة والفنون والقضايا الاقتصادية وخصوصاً البنوك المنحلة، وبعض الأحكام الإسلامية التي يزعم البعض أنها عبارة عن قيود تحد من الحرية، وتؤدى إلى هروب الاستثمارات وتثير الخلافات مع الأقليات المسيحية، كما يتخذون أفكارهم المتعلقة بالوحدة الإسلامية هزواً أحياناً عندما يقولون أنها دعوة للعودة إلى عصر الوالي والباب العالي والعمائم والطرابيش.
    ولكن كل هذه المبررات التي ساقها أصحاب مبدأ الفصل بين الدين والدولة لها ردود عند دعاة التطبيق السياسي للإسلام، حيث ترى تلك الجماعات أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصر الإسلام والأخذ بيد المجتمع وانتشاله من ظروف الظلم والاستبداد والتبعية للغرب هو غايتهم باعتبار أن المجتمعات العربية لم تتأخر إلا في الأوقات التي ابتعدت فيها عن الشريعة الإسلامية ولم تتقدم إلا في الأوقات التي تمسكت فيها بالشريعة واتخذت من العمل الجاد الوسيلة للتقدم والازدهار، ويتساءلون عن المكاسب التي تحققت في ظل الفصل بين الدين والسياسة التي ما هي إلا تخلف في كثير من المجالات وفساد وانحراف وتبعية غير معهودة للغرب.

    وما بين مؤيدون ومعارضون في الدول الإسلامية تقف الولايات المتحدة ومفكريها متربصة وداعمة لكل ما ومن يحقق لها مصالحها التي لا يمكن أن تستتب في ظل حكم إسلامي بأي حال من الأحوال وفقاً لرؤيتهم القاصرة وجهلهم المتعمد لحقيقة الإسلام وموقفه من الشعوب الأخرى والتسامح والسلام الذي يدعو إليه، ومن هؤلاء المفكرون يأتي فرانسيس فوكوياما صاحب نظرية نهاية التاريخ الشهيرة، ويعرض محمد إبراهيم مبروك في كتابه الإسلام والغرب الأمريكي بين حتمية الصدام وإمكانية الحوار أحد مقالات فوكوياما المنشورة بمجلة Newsweek الأمريكية (عدد25 ديسمبر 2001) يقول فوكوياما في حديثه عن الصراع بين الدول الإسلامية والغربية إن القوة لها شأن كبير، فالفاشية الألمانية لم تنهار بسبب التناقضات الأخلاقية الداخلية، بل ماتت لأن ألمانيا احتلت وتحولت إلى أنقاض بفعل قصف جيوش الحلفاء.. على المجتمع الإسلامي أن يقرر فيما إذا كان يريد أن يصل إلى وضع سلمي مع الحداثة خاصة فيما يتعلق بالمبدأ الأساسي حول الدولة العلمانية والتسامح الديني.. إن الصراع بين الديموقراطية الليبرالية الغربية والفاشية الإسلامية ليس صراعاً بين نظامين حضاريين يتمتعان بقابلية البقاء نفسها..
    يتضح من هذه الاقتباسات تشبيه فوكوياما للمرجعية الإسلامية بالفاشية، كما يدعي أن القابلية للبقاء تصب في صالح الديمقراطية الليبرالية الغربية، ويعتبر أن الحل للخلاص من أنظمة الحكم الإسلامية هو استخدام القوة، وتبدو هنا الأفكار الخاطئة والمقارنات الغير سوية بين الفاشية والإسلام فهو ينسى أو يتناسى وربما يجهل أن استخدام القوة ضد ألمانيا جعلها تتخلي عن فاشيتها دون رجعة ذلك لأنها مليئة بالتناقضات التي تجعل مجرد التفكير في العودة إليها غير مطروح، أما استخدام القوة ضد الدول الإسلامية ولو نجح بعض الوقت فلن ينجح كل الوقت ولن يجعل أبنائها يتخلوا عن أفكار راسخة في عقولهم عن اقتناع ليس إلا لأنها الحق المطلق، وهو ما يجعلهم حائرون في تشخيص أسباب غضب المسلمين العارم عند الإساءة لمقدساتهم، كما أن أي قمع لأفكار أو اتجاهات صحيحة ولو أدى إلى اختفائها وقتياً فستظهر وبقوة بعد ذلك وهو ما يفسره البعض من صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا وشعبيته الكبيرة هناك وخفوت صوت العلمانية بعد أن ظلت عقود في الحكم دون أن تلبي طموحات الأتراك في التقدم.

    أما صمويل هنتنجتون صاحب النظرية الشهيرة صدام الحضارات التي صاغها عام 1991، والذي اعتبر فيها أن المشكلة لا تتعلق بالأصوليين الإسلاميين وإنما بالإسلام ذاته، وتنبأ بحدوث صدام بين الحضارات. يعرض محمد إبراهيم مبروك في نفس الكتاب السالف ذكره مقال مهم لهنتنجتون بعنوان زمن حروب المسلمين والذي نشره في مجلة Newsweek أيضاً (عدد 25 ديسمبر2001) و يقول فيه أن زمن حروب المسلمين قد بلغ أمريكا بأحداث 11 سبتمبر.. ويعتبر هنتنجتون ردود الفعل الغربية بقيادة الولايات المتحدة على أحداث 11 سبتمبر دليلاً على نظريته السابقة صدام الحضارات، ويشير إلى أن أغلب الحروب القائمة إما بين المسلمين وغيرهم وإما بين بعضهم بعضاً.. ويضع رؤيته لنزع فتيل الصراع القائم في الدول الإسلامية فيقول إذا سيطرت دولة أو دولتان على العالم الإسلامي وهذا ما لم يحصل منذ نهاية السلطنة العثمانية ستخفف وتيرة العنف بين المسلمين وعلى الأرجح بين المسلمين وغير المسلمين..

    هذه الآراء التي تعد امتداداً لنظريات صاغها فوكوياما وهنتنجتون بعد زوال الخطر الشيوعي بانهيار الاتحاد السوفيتي ومرحلة البحث عن عدو جديد اعتبروه الإسلام والدول الإسلامية، هي التي بني على أساسها الحكام في الغرب مواقفهم من الدول الإسلامية فهم يعارضون أي دولة تحكم وفقاً لمرجعية إسلامية وهذا ما بدا واضحاً في حرصهم على إسقاط حكم طالبان في أفغانستان، ومعارضتهم المستميتة لإيران، وحركة حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، لأنهم على قناعة تامة بمدى خطورة قيام دول إسلامية تستند على الدين الإسلامي في حكمها وتكون نواة للم شمل الدول الإسلامية تحت مظلة دولة واحدة كبرى، وإن كان هناك من المسلمين من يعارض الوحدة الإسلامية فإن هذا يرجع إلى بعض السلبيات التي صاحبت الدولة العثمانية، ولكن تلك السلبيات لا ترتبط بالوحدة ولكنها ربما ارتبطت ببعض الأشخاص الذين أساؤوا إدارة الدولة في ذلك الوقت لذا لا ينبغي النظر إلى السلبيات أو القياس على الشواذ التي يعتمد عليه البعض في تفسيرهم لتبرير أفكار غير صحيحة، وهو ما يمكن إرجاعه إلى ثقافة خاطئة لديهم مبنية على مصالح فردية لا تتحقق إلا من خلال استمرار الوضع الحالي بكل ما عليه من سلبيات وما صاحبه من إخفاقات و ما له من إيجابيات وما شهده من نجاحات.

    ضرر العلم

    العلم دائماً ما يدفع إلى التقدم ولكن أي علم؟! إنه العلم القائم على الحق البعيد عن الأغراض السيئة، فإذا كانت السياسة الأمريكية قد وضعت في الحسبان نظريات علمائها الأفاضل فوكوياما وهنتنجتون وغيرهم عندما انطلقت للعمل ضد الإسلام والمسلمين وهو الأمر الأقرب إلى الصواب فإن مصطلح ‘‘العلم الضار’’ هنا هو أكثر المصطلحات تعبيراً عن الواقع الأمريكي الحالي الذي أصبحت فيه واشنطن تعاني مشكلات نالت من مكانتها كأقوى دولة في العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وعلى ما يبدو جاءت حروب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ضد أفغانستان والعراق وتضييق الخناق على الدول الإسلامية أحد توابع النظريات المريضة التي قادت إلى إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة عندما سعت إلى تطبيق بنودها بدقة باعتبار الإسلام العدو الأول لهم فسقط بهم العلم المغرض إلى الهاوية في واحدة من حِكم هذا الزمان، وإن كان العداء للإسلام ليس وليد نظريات فوكوياما وهنتنجتون.

    الخوف من الإسلام

    فيما يتصل بالإسلاموفوبيا والذي يعرفه الخبير في العلاقات الدولية د. سعيد اللاوندي في مقدمة كتابه ‘‘الإسلاموفوبيا: لماذا يخاف الغرب من الإسلام’’ بأنها ظاهرة جديدة أذكت نيرانها جملة الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في بدايات الألفية الثالثة من عمر الإنسانية ومعناها الخوف المرضي (وغير المبرر) من الدين الإسلامي فأي شخص يدين بهذا الدين سيكون بالضرورة وبحسب هذا المعني مجرماً وإرهابياً.. ومن ثم يتعين الحذر منه والابتعاد عنه.
    كما يشير المؤلف في كتابه أن أهم الأسباب التي أوغرت صدور الأوربيين تجاه الإسلام هو الأحداث الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة و11 مارس 2004 و25 يوليو 2005 في لندن. بالإضافة إلى كثرة الحديث في الآونة الأخيرة عن ‘‘أسلمة أوربا’’ استناداً إلى إحصاءات موثقة تؤكد أن نسبة 20% إلى 30% من الأوربيين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً ينحدرون من أصول عربية وإسلامية (أبناء الجيلين الثاني والثالث)، كما يشير إلى أن كلمة الشباب في دولة مثل فرنسا لم تعد تعني غير الشباب المسلم! والخطر الحقيقي – من وجهة النظر هذه – أنه في ضوء معدلات المواليد الحالية التي ترجح كفة مسلمي فرنسا، فإن أغلبية السكان سيكونون مسلمين بعد أقل من ربع قرن، بما يعني أن فرنسا العلمانية سوف تصبح دولة إسلامية.

    الإساءة للإسلام

    وفيما يتعلق بالإساءة للإسلام وصلتني رسالة من صديق على البريد الإليكتروني بعنوان ‘‘Les injustes الظلم’’ تحتوي على مجموعة صور توضح مدى الإساءة التي يتعرض لها المسلمون في فلسطين والعراق واضطهاد المحجبات في الغرب، وتدنيس المصحف الشريف بأشكال مزرية، والإساءة إلى رموز إسلامية عن طريق النحت أو التصوير وتركيب الصور، وتظهر جميعها مدى التخلف والعنصرية والجهل والحقد الدفين الذي يملأ صدور المسئولون عن تلك الإساءات.
    وإذا كانت هناك دولاً غربية بالإضافة إلى إسرائيل تسيء للإسلام فإن الدول العربية تسيء إليه هي الأخرى ربما دون أن تدري فالأفلام والمسلسلات العربية التي تتعرض للإرهاب أحياناً على سبيل المثال نجدها تصور الإرهابي على أنه شخص ملتحي، يرتدي جلباب أبيض قصير قليلاً، يتحدث اللغة العربية الفصحي، يستشهد في كلامه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يتحدث عن الجهاد في سبيل الله، أي أنهم أساءوا إلى اللحية وهي سنة عن الرسول (ص)، وأساءوا إلى أحد سمات الزي الإسلامي، وإلى العلم واللغة العربية، كما أساءوا إلى القرآن والسنة، وفريضة الجهاد في سبيل الله، فإذا كانت كل هذه الإساءات قد نبعت من أصحاب الديار فكيف تكون إساءات الغرباء؟!
    ترتبط الإساءة للإسلام إذن بالإسلاموفوبيا لأن الأولى غالباً ما تكون نتيجة للثانية، وكلاهما يرتبط ببعض الممارسات الإسلامية التي يتم تصويرها بشكل غير جيد في بعض الدول العربية على نحو ما أشرنا إليه، ويتم تصويرها بشكل أسوأ في الدول الغربية من خلال وسائل إعلام تعمل على كراهية العرب خصوصاً والمسلمين بوجه عام، فالدول العربية تتعامل مع أفراد بعض الجماعات الإسلامية بعنف فكيف سيتعامل الغربيون مع المسلمون سواء المنتمون للجماعات الإسلامية أو غير المنتمون في بلادهم.
    والسنوات الفائتة مليئة بأحداث الإساءة للإسلام فلا أحد ينسى أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي فجرتها صحيفة يولاندس بوسطن الدانمركية عام 2005، وتصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر التي ربطت بين الإسلام والعنف عام 2006، وتدنيس المصحف الشريف في معتقل جوانتانامو، ووصف جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق المسلمين بالفاشيين… الوقائع كثيرة وتلك أشهرها، أما أحدثها فهو الواقعة التي عُرفت على نطاق واسع باسم ‘‘شهيدة الحجاب’’ مروة الشربيني المصرية التي قتلها متطرف في محكمة ألمانية، وهو شخص سخر من حجابها فقامت بمقاضاته وكان الحكم لصالحها فأخرج سكيناً وطعنها في ساحة القضاء، وأثار الحادث مشاعر المسلمين لأنه لا يعد حادثاً فردياً مثلما ادعت الحكومة الألمانية لعدة أسباب أولها كون الحادث يتعلق بأحد الفرائض الإسلامية وهو الحجاب وهم يعلمون مدى حساسية هذا الأمر لدى المسلمين ويعرفون ما أثير حول الحجاب في فرنسا. والثاني أن الواقعة كانت في ساحة القضاء والمعروف أن هناك إجراءات أمنية على الحاضرين وإن لم تكن الشرطة الألمانية متعودة على تلك الإجراءات فإن خصوصية هذه القضية كانت تتطلب إجراءات أمنية، والسبب الثالث يتصل بحالة التعتيم الإعلامي التي فُرضت على القضية، التي نتمنى أن تكون نقطة انطلاق للمطالبة بحقوق الأقليات المصرية والإسلامية في الخارج والدفاع عن حقوقهم.

    بعد هذا الطرح الذي قد يبدو للبعض غير مترابطاً أود التأكيد على نقطة هامة وهي أنني لا أدعو إلى دولة دينية يكون على رأسها رجال دين لا يجيدون إدارتها، أو دولة مدنية يحكمها ضعاف النفوس وقليلي الحيلة ويكون فيها معارضون صغار العقول يتحدثون ولا يفعلون، أو دولة عسكرية يكون على رأسها من يأمر ولا يسمع ويُنفذ ولا يفهم، وإنما دولة متكاملة الأركان تتلاقى مصالحها مع الدول الإسلامية، لا تهمش الدين والعلم والعلماء، لحساب أمور أخرى، دولة لا يتخذ فيها البعض من الدين ذريعة للوصول إلى السلطة والبقاء على رأسها وكبت الحريات بما يتنافي أساساً مع تعاليم الأديان، دولة يجد فيها الرجال نصيبهم ويعاقب فيها المفسدون.

    #1307258
    alnadabi
    مدير عام

    السلام عليكم

    دائماً مبدع في مقالاتك … أشكرك على هذا الجهد الملحوظ

    أخوك
    بدر الندابي

    #1307299
    callous
    مشارك

    إقتباس الرد:”ubbcode-body”> ولكن كل هذه المبررات التي ساقها أصحاب مبدأ الفصل بين الدين والدولة لها ردود عند دعاة التطبيق السياسي للإسلام، حيث ترى تلك الجماعات أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصر الإسلام والأخذ بيد المجتمع وانتشاله من ظروف الظلم والاستبداد والتبعية للغرب هو غايتهم باعتبار أن المجتمعات العربية لم تتأخر إلا في الأوقات التي ابتعدت فيها عن الشريعة الإسلامية ولم تتقدم إلا في الأوقات التي تمسكت فيها بالشريعة واتخذت من العمل الجاد الوسيلة للتقدم والازدهار، ويتساءلون عن المكاسب التي تحققت في ظل الفصل بين الدين والسياسة التي ما هي إلا تخلف في كثير من المجالات وفساد وانحراف وتبعية غير معهودة للغرب.

    كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر

    اود فقط ان اشير إلى انه وبالفعل حينما تركنا خاصة الحكم بالدين الإسلامي ككل ومن ضمنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بدأت الدولة الإسلامية بالإضمحلال والرجوع وآلت إلى ما مآلات غير محمودة.

    كنت قد قرأت مقالة قبل فترة وجيزة عن نظرية صدام الحضارات لهنتنجتون ، وما خلصت له تلك المقالة هو شيء واحد ، ان الولايات المتحدة بنت حروبها على مقالات كتاب لديها وهنتنجتون كان كمثال ، فقامت تعادي وتحارب كل من يحاول ان يطبق او حتى يحاول وينوه إلى امكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في دولته، وذلك ليس إلا من باب الغرور في استخدام القوة ، اذ اننا رأينا بأن كل ما بنته امريكا على تلك النظريات قد سقط في زمن قصير.

    لا انسى اريد ان اشير فقط إلى ان للكتاب والإعلاميين دورا مهما احيانا في اعطاء الدولة ايماءات خاطئة قد تكلف الدولة الكثير والكثير. على سبيل المثال ، قبل الحرب على حزب الله من قبل اسرائيل كانت قد سبقت تلك الحرب مقالات في كثير من الصحف الإسرائيلية بضرورة اجتثاث حزب الله وضرورة التخلص منه و الكثير ، وتلك الصحف ذاتها عندما رأت كيف ان حزب الله كسر شوكة اسرائيل قامت بعد الحرب بإلقاء اللوم على الجيش والتخطيط و الكثير وما تلى ذلك من تقرير بلجراد.
    هذا مجرد مثال على تأثير الإعلام والكتاب.

    بالنسبة لإساءة الدول العربية والإسلامية للإسلام فهذا نراه واضحا في اعلامها بالذات. فأنت وقبل فترة كنت اتابع متابعة خاطفة مسلسلا كويتيا ، وقد صور ذلك المسلسل بأن الرجل صاحب اللحية والمتكلم بالإسلام والقرآن والملتزم هو رجل متزمت ومتشدد وغير سمح ولا يخضع للدولة ، وانه لا يحب إلا العنف وغيرها. فتساءلت لحظتها هل رجالات الدين كذلك فعلا ؟؟!!! بكل تاكيد لا.

    انه الإساءة التي تاتي من عقر الدار بكل أسف ، ويجب على الإعلام العربي والإسلامي ان يقوم بمنع مثل هذه المخالفات المؤسفة.

    من وجة نظري في الاخير..
    وجود رجالات من الدولة الإسلامية على سدة الحكم لا يعني بالضرورة وجود دولة معتدلة ، فلربما كان اولئك رجال الدين على دراية بالدين الإسلامي كله ولكنهم ليسوا بالضرورة على دراية بالحكم واسلوبه ، ولربما يكونون نقمة من حيث كونهم لا يطبقون إلا مايفهمون وما يعرفون ولربما لا تكون تلك المعرفة إلا خطأ في فهم الدين. لا انسى إلى ان اشير إلى ان العكس ربما يحصل.

    فهنا ، يتطلب الحكم بمبدأ الإسلام دراية تامة ومعرفة حقة بمبادئ الدين السمحة ، وسنة رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم.

    شكرا لطرحك الرائع استاذي العزيز.

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد