الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان ( النَّقرُ المُزدَوَج )

مشاهدة 14 مشاركة - 1 إلى 14 (من مجموع 14)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #112964
    hedaya
    مشارك

    ( النَّقرُ المُزدَوَج )

    – أنتِ جَاهِزة للذّهاب؟!
    – لَحظة.. سأصلّيهمَا (الظهر والعصر) سَرِيعًا وَنَمضِي ..

    وَرَفعت يَديهَا للسّماء.. مُكبّرةً.. لَتمِضي إلى لقاءٍ ربَانِي ..
    صُعودٌ وَهبوطٌ.. نَقرٌ مزدَوجٌ عَلى السّجاد.. حركاتٌ رياضية ..
    شَهِيقٌ وزَفير.. وَكأنّ صَاحِبتي قَد أثقِلت بأعمَالٍ شَاقّة ..
    وَمِن ثمّ سلامٌ عليكم على يَمِين وثَانِية على شِمالها ..

    وَانتَهت الصّلاة ..

    الله!!

    الصّلاة.. الصّلاة ..
    وَصيّة الرسُول الكريم عِند وَفاتِهِ وَصعودِه إلى السّماء ..

    الصّلاة الصّلاة .. اللّقاءُ السّامِي بين العبد والرب …
    الوِثاقُ المباشِر بين الإنسان الفانِي و القُوة الباقِية ..
    الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي لا يغيض ..

    الصّلاة الصّلاة.. سِمةُ المتّقِين الأولَى ..
    السّمو الشعوري للأروَاحِ التّائِبة بِرحَابِ الله ..
    الوِحدةُ المتَكاملَة.. التِي تَمتازُ بِها العَقيدةُ الإسلامِية ..
    وَحقَّ لهَذهِ العقِيدة أن تَتَفَرّد بأقدسِ الفَرائِض ..

    صِلةُ المَخلوقِ بِخالِقه فَلا حوَاجِز فِي الاتّصَال بين أروَاحِ العِبادِ وَالقوةِ الكبرَى
    التّي صَدروا عنها.. وَصدَر عنهَا الوجود ..

    التّرفُع عن عِبادةِ العِباد والأشياء ..
    وَ التّوجّهُ إلى القّوة المطلقةِ بِغيرِ حدُود ..
    حَانِين الجـِباه لله.. لا لِسواه

    الصّلاة الصّلاة.. مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض ..
    الانطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير ..

    نَهرٌ يستمد منه القلب قوة وَيطهِر به المرء ذنوبه وتحسّ فيه الروح صلة
    وتجد فيها النفس زاداً أنفس مِن أغراضِ الحياةِ الدنيا ..

    الصّلاة الصّلاة.. ندى وَظِلال في حرّ ٍ وهجـِير ..
    الهمسةُ الحانية للفُؤادِ المتعبِ المكدود ..

    الصّلاة الصّلاة.. العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة وتيسر الأمر
    وتشرق بالنور.. وتفيضُ بالعزاءِ والسلوى والراحةِ والاطمئنانِ ..

    فَكيف بــِربّك تفرِّطُ بِها ؟!..
    وقد كان الرسول صلواتُ ربي وسلامه عليه إذا حَزَبه أمرٌ فزع إلى الصلاة
    وهو الوثيق الصلة بربه الموصول الروح بالوحي والإلهام ..

    أين نحنُ مِن أرِحنا بِها يا بلال .. ؟!!

    يقول السيد قطب رحمه الله:

    والقلبُ الذي يسجد لله حقًّا ويتّصل به على مدار الليل والنهار يستشعر أنه موصول السبب بواجب الوجود ويجد لحياته غاية أعلى من أن يستغرق في الأرض وحاجاتِ الأرض ويحس أنه أقوى المخاليق لأنه موصول بخالق المخاليق وهذا كله مصدر قوة للضمير كما أنه مصدر تحرج وتقوى وعامل هام من عوامل تربية الشخصية وجعلها ربانية التصور ربانية الشعور ربانية السلوك

    كم لقاءً لك ارتحت فيه مع صديقٍ لك وَأحببت الجلوس
    بل وشعرت باكتئاب لمّا انتهى لقاؤكما ؟!

    كم ساعةً تُمضيها على النت تتكلم مع أحبابـِك
    سعيداً بذلك مغتبطاً ..؟!

    فمَا بَالك مُقصِّرا بِحقّ خالِقك ؟!..
    لمَ تشِحُّ على ذاتِك بدقائِق رحماتِ ؟!!…
    أهانت نفسك عليك ؟..

    تخَيّل أن لك إناءً يملؤه الناس لك ..
    لتغسِل ما تدنّس من ثوبِك وجسدِك ..
    مَاذا لو كان هذا الإناءُ هو الصّلاة ..
    الصّلاة التي تأتيك برسائِل الله فتغسل ذنبك وتطهّر قلبك ..

    فكيف ستَستقبل الرسائِل بربّك
    وَدلوُ مائِك مكسورٌ وصِلتك بالودود مقطوعة ..!!

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أحب العمل إلى الله الصلاة على وقتها

    ينادِي الرحمنُ أن حيا على الصّلاة.. فلا تُجِيب إلاّ متأخّرًا ..
    بعد أن يتقاسَم أهل البِر الغنائِم وأنت نائِم ..

    دائِمًا تقُول أيا صلاةُ عندي عمل.. ويحك متَى تقولُ يا عمل عِندي صلاة ؟!!

    وَحِينما تٌجيب .. فنقرٌ ولهوٌ .. لَا خشوعَ ولاَ تَدبّر ولَا قنوت ..!!

    أَفالذّي يؤخّر الصّلاة كالذي هو قائِم بأول المحراب ..؟!
    أمّن خير، هذا الذي يقفُ خاشِعاً تائِباً منيباً يرجو الرحمة ويدعو بالغفران
    .. أم ذاك الذي ينِطُ ويقفز كأنه فقاعةُ ماء أو بالونة مفرغة !!..

    ويَقول السيد قطب أيضًا.. :

    إنه لابد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى يستمد بها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة حينما تواجهه قوى الشر الباطنة والظاهرة حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد أوشك المغيب ولم ينل شيئا وشمس العمر تميل للغروب حينما يجد الشر نافشا والخير ضاويا ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق

    ما يزال هذا الينبوع الدافق في متناول كل مؤمن
    يريد زاداً للطريق و ريًّاً في الهجير ..
    ومدداً حين ينقطع المدد ورصيداً حين ينفذ الرصيد ..

    فَاسجُد لِربّك واقترِب ..

    وَدمتم بِطاعة ..

    بقلم وريشة:
    هداية
    __________________

    #1300726
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوع قيم
    جزاك الله خيرا و جعله فى ميزان حسناتك
    تحسة طيبة

    #1300729
    callous
    مشارك

    الصلاة صلة بين العبد وربه ، تفتحٌ له فيها ابواب الروحانية كي يناجي ربه فيٌستجاب له ان كان قلبه متوجها بإذن الله.

    ارحنا بها يا بلال كانت تنظلق من رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يضيقٌ به امر ما ، فيأم بلال بالإقامة ليناجي ربه مناجاة العبد الفقير.

    الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم اخر ما كان ينطق به الرسول الحبيب وهي وصية وجب حملها على عاتق الجميع.

    اشكرك على الموضوع الرائع.

    #1300793
    مــوووودي
    مشارك

    شكرا علي الموضوع الرائع والقيم
    بارك الله فيك

    #1311476

    بارك الله فيك غاليت وجعله في موازين حسناتك..

    #1311609
    يتيم الحب
    مشارك

    احسنتي جزاك الله خيرا

    #1317261
    تحيا مصر
    مشارك

    الصّلاة الصّلاة.. سِمةُ المتّقِين الأولَى ..
    السّمو الشعوري للأروَاحِ التّائِبة بِرحَابِ الله ..
    الوِحدةُ المتَكاملَة.. التِي تَمتازُ بِها العَقيدةُ الإسلامِية ..
    وَحقَّ لهَذهِ العقِيدة أن تَتَفَرّد بأقدسِ الفَرائِض ..

    بارك الله فيكى اختى الغاليه وجعله الله فى ميزان حسناتك

    تقبلى مرورى

    #1317652
    كبرياء
    مشارك

    تشبيه بليغ..
    أحسنتِ أختي الكريمة في الطرح

    بارك الله فيكِ

    #1321359

    جزيتي خيراً أختي الفاضلة

    تحياتي لك

    #1321502

    موضوع قيم

    جزاكى الله خيرا

    #1323285

    جزاكي الله خيرا اختي hedaya وجعله في ميزانك حسنلت

    #1330004

    الصّلاة الصّلاة.. ندى وَظِلال في حرّ ٍ وهجـِير ..
    الهمسةُ الحانية للفُؤادِ المتعبِ المكدود ..

    الصّلاة الصّلاة.. العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة وتيسر الأمر
    وتشرق بالنور.. وتفيضُ بالعزاءِ والسلوى والراحةِ والاطمئنانِ ..

    يعطيك ربي العافيه عزيزتي

    وبارك الله فيك عالموضوع

    #1332804
    اختي هدايه
    جزاك الله كل خير
    وجعله في ميزان حسناتك
    مشكوره علي الموضوع الجميل

    #1334187

    بارك الله فيكم جميعا فان الصلاه لها تأسير عجيب فى دفع شرور الدنيا والآخره وسر ذلك ان الصلاه صله بين العبد وربه ومعراج الى المولى عز وجلوعلى قدر هذه الصله يفتح عليه من الخيرات ابوابها ويقطع عنه من الشرور اسبابهافقد قال الله تعالى(استعينو بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين) وقال تعالى( وامر أهلك بالصلاه واصطبر عليها لانسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) فان الصلاه تشرح القلب وتدفع الكرب بحول الله وقوته وتأييده ورخمته

مشاهدة 14 مشاركة - 1 إلى 14 (من مجموع 14)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد