الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان سبحان من بسط ميزان العدل للعادلين

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 15)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #112942
    تجليآت
    مشارك

    سبحان من بسط ميزان العدل للعادلين

    طلب الله من المكلَّفين أن يستغفروه بعد كل عمل صالح، فقال للرسول – صلى الله عليه وسلم – في آخر عمره: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)} [النصر]
    وقال – سبحانه وتعالى – للحجيج بعد أن قضوا مناسكهم وانتهوا من أعمال حجهم: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199)} [البقرة].
    فواجبك، أخي المسلم: أن تعود إلى الملك العلاَّم، وأن تختم هذه الساعات القريبة الوجيزة التي بقيت من عمرك بالاستغفار والتوبة، لعل الله أن يقبلك فيمن قبل، وأن يعفو عنك فيمن عفا عنه، وأن يردَّك – سبحانه وتعالى – إليه.
    فإن الأنبياء، – عليهم السلام -، سلفاً وخلفاً، استغفروا الله – عزَّ وجلَّ – على حسناتهم وبرّهم وعلى صلاحهم.
    قال نوح – عليه السلام – لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)} [نوح].
    وقال آدم وزوجه لما أذنبا: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف].
    وقال هود – عليه السلام – لقومه: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (3)} [هود] .
    وقال سليمان – عليه السلام -، وقد رأى ملكه، وجيشه: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي (35)} [ص].
    وقال إبراهيم – عليه السلام -، في آخر عمره: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} [الشعراء].
    والله – عزَّ وجلََّ – وعد المستغفرين، أن لا يأخذهم بنقمته في الدنيا إذا استغفروا الله، فقال: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} [الأنفال].
    ونادى الله الناس جميعاً فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} [الزمر].
    وقال مادحاً – سبحانه وتعالى – من استغفر يوم يذنب، ومن تاب يوم يسيء، ومن راجع حسابه من الحي القيوم فقال: {$وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (153) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (163)} [آل عمران].
    ومن صفات الله – عزَّ وجلَّ – الحسنى أنه { تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } [الحجرات: 12]، {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)} [الشورى].
    وقال لبني إسرائيل: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74)} [المائدة].
    وقال – سبحانه وتعالى – مخبراً أن من اجتنب الكبائر، غفر الله له الصغائر، فقال: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً (31)} [النساء].
    وقال جلَّ ذكره: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً (64)} [النساء].
    وقال – سبحانه وتعالى -: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً (110)} [النساء].

    فسبحان من بسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وسبحان من بسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.والله يقول في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم.

    متى يتوب من لا يتوب الآن؟ ومتى يعود إلى الرحمن من لا يعود الآن؟

    ومتى يراجع حسابه مع الواحد الديَّان من لا يراجع حسابه الآن؟ ينسلخ الشهر تلو الشهر، ولا يُنسى الذنب، ولا تسارع في فكاك رقبتك من النار.
    أليس من الحسرة والندامة أن يعفو الله عن مئات الألوف، ثم لا تكون منهم؟
    فسارع، أخي، بفكاك رقبتك من النار، واغتنم كثرة الصلاة على المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، وكثرة التوبة والاستغفار، وبادر بالحسنات.
    إذا عُلم ذلك، عباد الله، فأوصي نفسي، وإياكم بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار ورفع يد الضراعة إلى الحي القيوم، لعلَّ الله أن يغفر.
    فوالله، ليس لنا من الأعمال ما نتقدَّم به إلى الله، فكل أعمالنا خطيئة وذنب، وكلنا فقر ومسكنة، وكلنا عجز وتقصير.
    فنحن نخشى من أعمالنا أن يشوبها الرياء والسمعة فيبطلها الله.
    إن فعلنا من الحسنات فقد قابلها، – سبحانه وتعالى -، بنِعمٍ مدرارة غزيرة لا نقوم بشكرها أبداً.
    يظن بعضنا يوم يصلي ساعة، أو يقرأ ساعة، أو يذكر الله ساعة أنه فعل شيئاً عظيماً.
    فأين ساعات النعيم؟ وأين ساعات الأكل والشرب؟ وأين ساعات اللهو واللعب؟
    وأين ساعات الفرح، والمرح، والذهاب، والمجيء؟
    فيا من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيّاً.. الله، الله، في استغلال الأوقات بما ينفع عند علاّم الغيوب، لعل الله أن يختم لك بخير.
    فسبحان من بسط ميزان العدل للعادلين، وسبحان من نشر القبول للمقبولين، وسبحان من فتح باب التوبة للتائبين.
    فمن مُقبل ومُدبر، ومن سعيد وشقي، ومن تائب وخائب.
    فنسأل الذي بيده مفاتيح القلوب أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم، وأن يعتق رقابنا ورقابكم من النار، وأن ينقذنا من عذاب جهنم، وأن يجعلنا ممن قَبِل صلاته، وصيامه، وقيامه، وذكره، وتلاوته.
    ربَّنا وتقبَّل منَّا أحسن ما عملنا وتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
    والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    بقلم فضيلة الشيخ \ عايض القرني
    اللهم انا نستغفرك من كل ذنب يارب

    #1300150

    جزاكي الله في عملك ونقلك هذا ألف ألف خير وجعله في ميزانك حسنات

    تقبلي مروري

    #1300220

    بارك الله فيك

    #1301013
    تجليآت
    مشارك

    آمين وجزآك خيو جاسم

    سلامي الكـ

    #1301104
    تجليآت
    مشارك

    وبارك فيكي اختي القديره ساجده

    وفقك الله لما يحبه ويرضاه يارب

    سلامي لكـ

    #1301758
    تحيا مصر
    مشارك
    جزاكى الله خيرا شــــــــــوق وجعله الله فى ميزان حسناتك

    التوبة…باب الرجاء والأمل…فسبحان من فتح لنا باب الأمل……

    ((قل يا عبادي الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله …))


    اختــــــــــك رحيـــــــــق

    #1302240
    نوارة83
    مشارك
    أخــتي الــعزيــزة شــــــوق

    #1304103

    شــــــــــــوق
    تسلم ايدك حبيبتي وبارك الله فيكي
    لكي حبي وسلامي

    #1307667
    تجليآت
    مشارك

    اخواتي رحيق – نواره – موجه

    بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير

    سلامي لكم

    #1307775
    ندم الحب
    مشارك

    تسلمي اختي علي الموضوع الرائع..
    ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك…

    تحياتي…

    #1310668
    تجليآت
    مشارك

    الله يسلمك اخوي ايمن

    سلامي لكـ

    #1311657
    يتيم الحب
    مشارك

    جزاك الله خيراااااااااااا

    #1314064
    تجليآت
    مشارك

    وجزاك اخي يتيم

    #1314065

    طرح موفق شوق

    جزاك الله كل خير وبوركت يمينك

    تقبلي تحياتي

    #1314089
    تجليآت
    مشارك

    تسلمي خيتو سندريلا

    وجزاك يارب
    سلامي الكـ

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 15)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد