بعض الناس على التقاط الجوانب السلبية لدى الآخرين.

كيف يستطيع هؤلاء أن يسخروا قدراتهم ومعارفهم وإمكاناتهم،

لا من أجل أن يلتقطوا الإيجابيات، بل ليوغلوا في السلبية، ويغوصوا في الثغرات، ويتعمقوا في الأخطاء؟

وهذا نمط تربوي واقع في المجتمعات أو المدارس العلمية أو المحاضن التربوية

أو الشركات والمؤسسات وحتا المنتديات ،

أين هؤلاء من بيت الشعر الجميل:
لسانك لا تذكر به عورة امريء
فكلك عورات وللناس ألسن

يملك هؤلاء قدرة فائقة في التقاط زلات غيرهم.

وبعد أن يلتقطوها، يدمنوا الحديث عنها، ويواصلوا ترديدها والتغني بها، وكأنهم ظفروا بما يحبون،

وكأن الله سخرهم لتجميع الأخطاء، وحصد البلاء، والاستمتاع بالعثرات!

وكأن هؤلاء لم يسمعوا بحكمة الشاعر القديم:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

وكأن هؤلاء لم يسمعوا يوماً ما قاله الإمام الغزالي وهو أستاذ في علم

السلوك، في كتابه (إحياء علوم الدين)

بل إن الصبر على أذى أخيك خير من معاتبته والمعاتبة خير من القطيعة. بل إنه جعل من حقوق الأخوة، العفو عن الزلات.

فكيف ينتهك القوم الحقوق، بدعوى حفظ الحقوق؟!

إن من يعفو عن الزلل ويعفو عن الخلل يرتفع بنفسه، ويرتقي بذوقه، ويصبح في نفسه مع راحة،

فهو لا يرى إلا الجميل، ولا يقع إلا على الحسن،
ولا يعاقر إلا الإيجابيات.