أخي العزيز / مشهور

أولاً أحب أن أرحب بعودتك الكريمة للكتابة بعد إنقطاع طويل … حيث إنك من ضمن أقدم 1000 عضو في الموقع … ويشرفنا أن نرى كتاباتك في مجالسنا مره أخرى … فأهلاً وسهلا بك بين اخوتك ..

موضوعك به الكثير من محاور النقاش .. وبصراحة أنا لدي وجهة نظر صغيرة … وسوف أسردها في السطور القادمة …

أولاً : خدمة المجتمع غالباً ما تقتصر على فئة معينة من الناس .. بمعنى آخر يمكن تسميتهم بالمتطوعين … أي إنهم وهبوا وقتهم للمساعدة بدون مقابل … وهنا مربط الفرس …

للأسف الشديد اليوم وفي حياتنا الحالية … نرى بأن كل شئ يحدث في هذه الدنيا بمقابل … والمقابل إما أن يكون مادي أو معنوي … نادر ما نرى ناس تتطوع إلى أعمال الخير لفترات طويلة … ربما هناك بعض الأزمات التي تحدث بين الحين والآخر والتي توقض صحوة الضمير عند البعض .. وفي تلك اللحظات فقط تجدهم يبادرون في خدمة الآخرين بدون مقابل مثل ما حدث في بلادنا العزيزة قبل عامين (الأنواء المناخية الإستثنائية) … هنا إكتشفنا بأن هناك فئة كبيرة من مجتمعنا مستعدة لخدمة وطنها بدون مقابل … وهذا أحد الأمثلة النادرة التي قلما نجدها في أماكن أخرى في العالم

لا ننسى أيضاً بأن الإنسان له غريزة إنتماء لوطنه ومجتمعه … فإذا ما كانت تلك الغريزة متينة وقوية .. فهذا يساعد كثيراً على تفعيل الجانب التطوعي لدى الفرد في تلك البيئة … والعكس صحيح .. كلما قل إنتماء الفرد لوطنه قلة نسبة إمكانية تفعيل الجانب التطوعي لديه ..

ثانياً : يمكن للإنسان أن يخدم مجتمعه بدون الحاجة إلى ان يتصل بمسؤولين أو بجهات حكومية أو رسمية وذلك عن فعل الخير بقدر المستطاع … فمثلا :

* إزاحة حجر من على الطريق تعتبر خدمة للمجتمع .. أو إلتقاط زجاجة مكسورة من الحديقة ورميها في سلة المهملات تعتبر خدمة للمجتمع .. فأنت تساهم في تنظيف المنطقة بدون مقابل ..

* بمجرد أن تقف بسيارتك لأحد الناس في الشارع ولنقل كبار السن ونقلهم إلى منزلهم يعتبر فعل خير وأنت بذلك تقوم بدور إنساني كبير وتساهم في خدمة المجتمع بطريقة غير مباشرة .

والكثير من أعمال الخير الذي يمكن أن نعتبرها تأدية خدمة للمجتمع … كل واحد حسب إمكانياته ومقدرته ..

أشكرك على الطرح المميز

أخوك
بدر الندابي