مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #111617
    ساهر 707
    مشارك

    كتبتِ لي يا غاليه..
    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
    عن عقبة بن نافعٍ
    يزرع شتلَ نخلةٍ..
    في قلبِ كلِّ رابيه..
    سألتِ عن أميةٍ..
    سألتِ عن أميرها معاويه..
    عن السرايا الزاهيه
    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
    حضارةً وعافيه..
    لم يبقَ في إسبانيه
    منّا، ومن عصورنا الثمانيه
    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
    بجوف الآنيه..
    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
    لم يبقَ من قرطبةٍ
    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
    لم يبقَ من غرناطةٍ
    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
    وغيرُ لا غالبَ إلا الله
    تلقاك في كلِّ زاويه..
    لم يبقَ إلا قصرُهم
    كامرأةٍ من الرخام عاريه..
    تعيشُ –لا زالت- على
    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
    مضت قرونٌ خمسةٌ
    مذ رحلَ الخليفةُ الصغيرُ عن إسبانيه
    ولم تزل أحقادنا الصغيره..
    كما هي..
    ولم تزل عقليةُ العشيره
    في دمنا كما هي
    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
    مَضت قرونٌ خمسةٌ
    ولا تزال لفظةُ العروبه..
    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..

    منقول …..عن نزار قباني

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد