- This topic has 4 ردود, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 4 أشهر by
.
-
المشاركات
-
على حافة الصمت .. أجلس وحيدا .. بل مأوى .. بلا وطن .. بلا سكن ..
أشعر وكأني غريب في هذا الكون .. كأني أرى الوجود لأول مرة ..
من أنا ؟؟ وأين أنا ؟؟ هل أنا حي أم ميت ؟؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني ..
ولكن لا إجابة عنها …
أخيرا مر رجل من أمامي ..دار بيننا الحوار التالي :ـ
ـ هل تسمح لي أن أ سألك ؟؟
ـ لا وقت لدي .
ـ فقط خمس دقائق .
ـ إنني أنجز أعمالا كثيرة في خمس دقائق ..
ثم مضى مشيحا بوجهه عني … فقلت في نفسي : ما هذا الإنسات الغريب الطباع ؟؟
وهل هو فعلا حريص على الوقت لهذه الدرجة ؟؟
مشيت قليلا والأفكار تتقاذفني .. شعرت بالجوع فمشيت أسأل عن مطعم … فما لبثت كثيرا حتى وجدت
أحد المطاعم .. فدخلت وسألت البائع عن المأكولات التي معه … فنظر إلي وكله دهشة واستغراب
وقال : مأكولات ؟! هل جننت ؟! هنا لا يوجد إلا أقراص … فسألته : وأين أجد مطعما به مأكولات ؟؟
فنظر إلي بغضب وقال : لا يوجد فب هذه الأرض مطعم به مأكولات .. الجميع يأكل هذه الأقراص .. لأن بها
جميع المواد التي يحتاجها الجسم .. ثم إن أكلها لا يستغرق وقتا … إذا كنت لا تريد فانصرف ولا تضيع
وقتي .. فخرجت من عنده وأنا أتساءل في نفسي عن تفسير لما أراه ….
يتبع ،،،،،
ثم شعرت ببعض الإرهاق والتعب .. فقلت لا بد أن ارتاح قليلا في أحد الفنادق … فسألت أحد المارين :
ـ هل يوجد فندق قريب من هنا ؟؟
ـ فندق ؟! وما حاجتك إليه ؟؟
ـ أحس بالتعب وأريد أن أرتاح قليلا .
ـ ترتاح ؟! نحن خلقنا للعمل لا للراحة والكسل .
ـ ولكن ألا تتعبون ؟؟
ـ إن من يتعب يأخذ حقنة منشطة يعود بعدها إلى نشاطه .
ثم انصرف وكله غيض وغضب …
يتبع ،،،
فبدأت أفكر فيما حصل لي فشعرت بصداع شديد ..فذهبت
أسأل عن مستشفى قريب … فقابلت أحد المارين ودار
بيننا الحوار التالي :
ـ ألا يوجدمستشفى قريب من هنا ؟؟
ـ مستشفى ؟! وما حاجتنا إليه ؟
ـ وأين تعالجون مرضاكم ؟
ـ المريض يعطى إبرة .. فإن شفي وإلا قتل.. لا مكان
للمرضى هنا!!
ـ والنساء أين ينجبن ؟؟
ـ ما هذه الأسئلة الغريبة ؟؟ النساء لا ينجبن هنا ..
لا وقت لديهن للحمل والإنجاب !!
ـ ولكن كيف تحافظون على بقائكم ؟؟
ـ كل ما نفعله أن الرجال يتبرعون بالحيوانات
المنوية والنساء يتبرعن بالبويضات .. فيتم التلقيح
الصناعي … ثم عندما يكبر الأطفال تقوم مؤسسات
خاصةبتربيتهم باسلوب عصري .. وعندما يصلون إلى سن
الخامسة عشر يبدأون بالعمل … ثم انصرف وهو ينظر
إلي متعجبا ..
فقلت في نفسي : ياإلهي !! أي حياة هذه ؟! وفي أي
عصر أنا ؟! هل هؤلاء بشر أم آلات ؟!
مشيت قليلا وأنا أفكر .. فشاهدت لوحة كتي عليها
مكتبة ) ففرحت كثيرا لأنني أحب القراءة وأستمتع بها …عندما دخلت سألت المسؤول عن المكتبة :ـ
ـ هل يوجد عندكم دواوين شعر ؟؟
ـ لا
ـ كتب في التاريخ والحضارات ؟؟
ـ نظر إلي بغضب وقال :
ـ ما حاجتنا إلى الشعر والقصص والتاريخ ؟؟
ـ إن من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل ..
أيها المتخلف .. أنسيت أننا في القرن الخامس والعشرين ؟؟ هل تريدنا أن نرجع إلى التخلف ؟؟
ثم أشاح بوجهه عني وكله نظرات استحقار وغضب ..
خرجت من المكتبة وأنا لا أكاد أصدق … هل فعلا نحن في القرن الخامس والعسرين ؟؟ هل أماتني الله في
القرن العشرين لأرى كيف أصبح حال الناس ؟؟ !! أين الطفولة ؟؟ أين البراءة ؟؟!! أين الراحة ؟؟!! بل أين
الحياة ؟؟؟!!! ماهذه الحياة التعيسة الكئيبة ؟؟!
إن نهاية العالم باتت قبيبة … أما أنا فإن الموت أفضل لي من هذه الحياة !!!
تحياتي الليل المنير
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.