هناك عدة خيارات من الواقيات الشمسية في الأسواق، ومن المهم جداً مساعدة المريض في إيجاد الواقي الشمسي الأكثر ملاءمة لاحتياجاته ولطبيعة جلده مع التأكيد على ضرورة استعمال الواقيات الشمسية. والتشديد على أن استعمال هذه الواقيات لا يكفل وحده حماية من الأذية الضوئية ولا يبرر للمريض البقاء فترة طويلة معرضاً للشمس لدى استعماله للواقي.

إن الاستعمال اليومي للواقيات الشمسية هو عامل هام في إتمام الجهود التي تسعى للمحافظة على شباب وصحة الجلد، بعيداً عن تأثير الشمس التي يمكن أن تلحق الأذى الكبير في بعض الأحيان.

لعدة سنين خلت، كان أطباء الجلد ينصحون مرضاهم بتجنب التعرض لأشعة الشمس، ذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية هي المسبب الأول لسرطان الجلد، ومظاهر التقدم بالعمر خارجية المنشأ، التجاعيد، الكلف وفرط التصبغ.

أكثر من مليون حالة من سرطان الجلد اللاميلانيني ظهرت في الولايات المتحدة في عام 2002، وهناك 47700 حالة جديدة من الميلانوما. و7700 شخص آخر توفوا بسبب هذا المرض.

وبشكل عام، يمكن القول أنه من المفترض لكل شخص ذي قابلية للإصابة بالحرق الشمسي أن يلتزم باستخدام الواقيات الشمسية مع الانتباه إلى اختيار الواقي الملائم لنوع بشرته وطبيعة حياته.

من المعروف أن الخلايا الميلانينية Melanocytes هي التي تعطي الجلد لونه، وتكوّن صباغ الجلد من الفينيل ألانين بمساعدة إنزيم التيروزين بعملية معقدة. وتجدر الإشارة إلى أن شدة تلوين الجلد لا تعتمد على عدد هذه الخلايا في الجلد بل على نشاطها ومقدرتها على تكوين صباغ الميلانين.

الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet Radiation

يتكون طيف أشعة الشمس من أمواج تتراوح أطوالها بين 200 – 1800 نانومتر. وجزء من أمواجها القصيرة يسمى بالأشعة فوق البنفسجية (UV)، وتقسم إلى أشعة فوق بنفسجية قصيرة UVC (بين 200 إلى 290 نانومتر)، ومتوسطة UVB (بين 290 إلى 320 نانومتر)، وأشعة فوق بنفسجية طويلة UVA (تتراوح بين 320 و 400 نانومتر، وهي تقسم إلى: UVA1 (340 – 400 نانومتر) و UVA2 (320 – 340 نانومتر).

وبسبب أن الأشعة فوق البنفسجية ذات طاقة عالية جداً، فيمكن أن تسبب الضرر للجلد، بما فيه إحداث السرطان. تُمتص أشعة UVC بمعظمها من قبل طبقة الأوزون في طبقات الجو العليا، وتعد أشعة UVC أكثر الإشعاعات المولدة للسرطانات. أما الأشعة UVB و UVA فتصل إلى سطح الأرض.

تُعد الأشعة UVB الأكثر فاعلية في إحداث احمرار الجلد؛ ولهذا تسمى، بأشعة الحرق الشمسي (يستمر إشعاع UVB طيلة النهار)، وقد تم حديثاً التأكد من أن التعرض المستمر لأشعة الـ UVA ذو تأثير هام جداً في مفاقمة الأذى الناتج عن الـ UVB بالرغم من أن الـ UVB تعتبر الأخطر.

يعتمد ضرر شدة أشعة UV التي تصل إلى سطح الجلد على عدة عوامل. وهذه تتضمن التوقيت في اليوم، الفصل، المنطقة الجغرافية بالنسبة لخط الاستواء، الارتفاع عن سطح البحر، والظروف الجوية (مثل، ضبابي، دخاني، غيمي، رطب….).

الوقاية الفعالة من أذى الضوء

تتم الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية UV بطرق ثلاث، تجنب التعرض لأشعة الشمس، ارتداء الثياب الواقية المناسبة، واستعمال مستحضرات جلدية تمتص أو تحجب الأشعة الشمسية.

تُعد حاجبات الشمس الفيزيائية Physical Sunblock مستحضرات تركيبية ظليلة، وبسبب حجم جزيئاتها الكبير، فإنها تعكس أو تشتت الأشعة حتى 99% من طيف الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المرئية. وتشمل أكاسيد الحديد، أكسيد التوتياء، ثنائي أكسيد التيتانيوم، الفازلين، البنتونايت والتالك. وتستعمل عادة حاجبات الشمس بشكل موضعي، وتعتمد فعاليتها على ثخانة الطبقة المطبقة على الجلد. وبشكل عام، فإنه من غير المقبول تطبيق حاجبات الشمس على مناطق واسعة من الجلد، إذ أنها تسبب التهاب جريبات الشعر بسبب خواصها الكاتمة. وكذلك فإنها تلوّث الثياب بالبقع. أما حاجبات الأشعة الشمسية chemical sunscreen agents فهي مستحضرات تجميلية. وقد صنفتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من بين الأدوية الموجهة لوقاية بنية ووظيفة الجلد البشري ضد الضرر الضوئي. وهي توفر الحماية من الأشعة الشمسية حينما يكون تجنب التعرض لها غير ممكن. تُعد حاجبات الأشعة الشمسية Sunscreens الكيميائية أكثر شعبية من حاجبات الشمس Sunblock الفيزيائية في الوقاية من الضوء بسبب إنها أكثر قبولاً من وجهة نظر تجميلية. وكذلك تختلف آلية تأثيرها عن حاجبات الشمس. فحاجبات الأشعة الشمسية تمتص مختلف أطوال أمواج الضوء وتحتفظ بها وتمنعها من اختراق الجلد.

تقسم حاجبات الأشعة الشمسية الكيميائية إلى ثلاث مجموعات: تلك التي تمتص أشعة UVB بشكل رئيسي؛ وتلك التي تمتص UVA بشكل رئيسي؛ والمجموعة الثالثة تمتص UVA و UVB معاً وهي ذات طيف واسع، ويُستعمل فيها غالباً مزيج من مادتين حاجبتين للأشعة الشمسية أو أكثر لأجل توسيع مدى الوقاية لتشمل مجالاً واسعاً من أطوال أمواج UV. نذكر منها Octyl methoxycinnamate (UVB 308 nm)، Octyl salicylate (UVB 300 nm)،Octocrylène (UVB courts)، Butylméthoxydibenzoyl méthane (UVA).

يُعدُّ عامل الوقاية الشمسي (SPF) Sun Protection Factor المتوسط المعياري المعبر عن فعالية حاجب الأشعة الشمسية في الوقاية ضد أشعة UVB. ويُعرّف كما يلي:

الجرعة الصغرى من الأشعة التي تسبب احمرار في الجلد الموقى بعد 24 ساعة من التعرض للأشعة

SPF =

الجرعة الصغرى من الأشعة التي تسبب احمرار في الجلد غير الموقى بعد 24 ساعة من التعرض للأشعة

وإن قيمة 15 لعامل الوقاية الشمسي تعني أنه يستطيع الفرد أن يتعرض للأشعة UVB لمدة أطول بـ 15 مرة في حالة تطبيق حاجب الأشعة الشمسية منه في حالة عدم تطبيقه. وأن الذين يتعرضون لحرق شمسي بعد 30 دقيقة من التعرض للـشمس يمكن لهم تمديد هذه الفترة حتى ساعتين باستخدام واقي شمسي يملك SPF = 4. وبالتالي فان الواقي الشمسي الذي يملك درجة وقائية SPF = 30 عند نفس هؤلاء الأشخاص من المفروض أن يعطي فعالية لمدة 15 ساعة. الواقي الشمسي الذي يملك SPF = 15 قد يمتص حوالي %92 من أشعة الـ UVB المسلطة. يمتص حاجب الوقاية الشمسي 25 مقدار 96% من الإشعاعات الشمسية. وقد ثبت أن المستحضرات التي لها قيمة عامل وقاية شمسية أعلى من 30 أنها لا تغير كثيراً في الفائدة. فمثلاً، إن حاجب وقاية شمسية 40 يحجب مقدار 97.5% من الإشعاعات فوق البنفسجية، أي 0.8% فقط أكبر من الوقاية التي يوفرها حاجب أشعة شمسية آخر بقيمة عامل وقاية شمسية 30.

وقد اتخذت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موقفاً تجاه تسويق صيغ الواقيات الشمسية ذات الـ SPF العالي وبقيت مناصرة للـموقف القائل بأن الـ SPF يجب أن لا يزيد عن 30 إذ أن ذلك يؤدي إلى زيادة في سعر المنتج إضافة إلى الأخطار الناتجة عن زيادة تركيز المواد الفعالة. وقد أيدت شركة ميرك الفرنسية* هذا الرأي وتبنته عند طرح مستحضراتها في السوق العالمية (Exfoliac® Sunscreen fluid cream SPF 25).

(%) U.V. stopped

عامل وقاية من الشمس

الامتصاص المعياري لأشعة UV باستعمال درجات مختلفة من عامل الوقاية الشمسي.

هناك ستة أنماط من الجلد مبنية على أساس الاستجابات للأشعة الشمسية والمحددة وراثياً. وترتبط الحاجة للوقاية الضوئية بشكل مهم مع هذه التصنيفات.

قيم عامل الوقاية الشمسي (SPF) وأنماط الجلد.

لون الجلد

نمط الجلد

حساسية الجلد

للـحرق الشمسي

SPF المناسب لتجنب حرق الشمس

أشقر فاتح Very fair

I

غالباً، قابل للحرق بسهولة، لا يتصبَّغ الجلد.

30 ³ 20

أشقر Fair

II

غالباً، قابل للحرق بسهولة، يتصبَّغ بشكل خفيف.

20 ³ 12

فاتح اللـون Light

III

حروق شمسية معتدلة، يتصبَّغ الجلد بالتدريج

12 ³ 8

وسط Medium

IV

حروق شمسية خفيفة، وغالباً يتصبَّغ الجلد

8 ³ 4

عاتم اللـون Dark

V

حروق شمسية نادرة، يتصبَّغ الجلد بغزارة

4 ³ 2

أسود Black

VI

لا تحدث حروق شمسية، يتصبّغ بشدّة

—

الاستدامة وكيفية اختيار الواقي الشمسي

تُعرف قابلية حاجب الأشعة الشمسية للارتباط مع الجلد ومقاومة إزالته سواء بالجهد أو التعرق (Sweat Resistant) أو بفعل الاستحمام بالماء (Water Resistant) على أنها الاستدامة substantivity. فالاستدامة هي وظيفة لمتغيِّرَين، نوعية مادة حاجب الأشعة الشمسية والسواغ المستخدم في المنتج وقدرة نفوذيته عبر الأدمة وعن درجة امتصاصه من قبل الطبقة المتقرنة وعن مدى زوال الواقي الشمسي بفعل التعرق والاستحمام. هناك عامل آخر يزيد من الأذية نتيجة التعرض الطويل للـشمس وهو انخفاض فعالية الـ SPF المتعلق بالزمن (وهو لا يتعلق بزوال المستحضر نتيجة الفرك أو التعرق). وبالتالي: يجب اختيار الواقي الشمسي حسب رأي الطبيب أو الصيدلي مع مراعاة نوعية الجلد من حيث كون البشرة دهنية أو جافة, وأيضاً حسب الرغبة في درجة مقاومة الواقي للـماء.

الواقيات الشمسية والتجاعيد

أظهرت الدراسات أن الواقيات الشمسية يمكن لها أن تمنع التجاعيد المحرضة بالـ UV. وأن تؤمن حماية جيدة من الـ UVA، ويمكن أن تمنع الارتخاء والتجاعيد الناتجة عن الأمواج العالية من الـ UVA. وقد تبين أن الاستعمال اليومي للـواقيات الشمسية يخفف من خصائص الطبقة المرنة غير الطبيعية الموجودة في منطقة الجلد المتأذي إشعاعياً.