الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الأطماع الإيرانية والطموحات التركية!

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #111078
    mostafa85
    مشارك
    الأطماع الإيرانية والطموحات التركية!
    بقلم/ مصطفى شحاته
    الخميس/ 21/5/2009

    بعد أن جيَّشت الولايات المتحدة الجيوش لغزو العراق واحتلته عام 2003 بناء على مبررات كاذبة، صار الآن الانسحاب الأمريكي من العراق أمراً قريباً بناء على تعهدات باراك أوباما الذي رأي فشلاً يصعب تداركه فقرر الانسحاب من البلد الذي ظنوا أنهم باحتلاله سيحرزون انتصاراً مربحاً ويحققون مصالح إسرائيلية، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقرار الانسحاب كان نتيجة طبيعية للإخفاق الأمريكي في بلاد الرافدين. وواشنطن في نفس الوقت لا ترغب أن تترك الساحة العراقية يصول فيها ويجول الإيرانيون الذين أسهموا في الإخفاق الأمريكي الكبير وانتصروا على الولايات المتحدة في العراق، ويقال أن لهم فيها أيادي طويلة تخشى الولايات المتحدة منها على مصالحها، لذا تسعى الإدارة الأمريكية لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة.

    وإذا كان العراق قد مر بست سنوات يابسات منذ سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأنجلو أمريكي في مارس 2003 والتي تجسدت في انتشار الفوضى والعنف في العراق وسقوط مئات الآلاف من الضحايا في معارك عراقية أمريكية وعراقية عراقية أزكاها الأمريكان، فإن الولايات المتحدة هي الأخرى قد نالت نصيبها من جفاف تلك السنوات، تجلى هذا في تعثر جيشها الأقوى في العالم أمام ميليشيات عراقية، وانعكس ذلك بالتالي على كبرياء الدولة الأقوى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في عالم اليوم. ونأمل أن تشهد المرحلة المقبلة – مرحلة ما بعد الانسحاب – استقراراً ينعكس على الأشقاء العراقيين، وهداية ربانية تصيب الأمريكان!
    فالعراق على ما يبدو صار أحد أكثر الدول إثارة للجدل في الفترة الأخيرة وأكثرها إغراءً للمحللين السياسيين للتكهن بالقضايا العراقية التي صعدت في أحيان كثيرة على المشكلة الفلسطينية مشكلة العرب الأولي بسبب تدفق الأحداث المهمة على الساحة العراقية والتي ترتبط بالعديد من الأطراف الدولية المؤثرة في الوقت نفسه.

    الحروب العقدية العراقية

    ومن أهم تلك الأحداث الحروب العراقية الأساسية، فالعقود الثلاثة الماضية لم تمر بدون حرب عراقية واحدة على الأقل… بداية بالحرب العراقية الإيرانية الطويلة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي التي أنهكت الطرفان اقتصادياً، مروراً بحرب تحرير الكويت في العقد الماضي التي أحدثت تداعياتها شرخاً عميقاً في العلاقات العربية العراقية، وصولاً إلى الحرب الأنجلو سكسونية عام 2003 على العراق والتي أود تسميتها بحرب المؤامرة الكبرى التي كانت سبيلاً لسفك دماء المدنيين وانتهاك حقوق العراقيين وسبباً في الفوضى وانعدام الأمن مما أضر بالعراق كثيراً، كما أحدثت تلك الحرب فجوة كبيرة بين الطوائف العراقية السنية والشيعية والكردية، وكانت سبباً كذلك في اهتزاز أركان العسكرية الأمريكية التي فشلت أمام المقاومة العراقية، وعاملا هاماً من عوامل تراجع الإمبراطورية الأمريكية التي كانت آخذة في التوسع على حساب الدول الإسلامية على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
    هذه الحروب والجدل الدائر حول العراق في العقود السابقة جعل الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام يُشبه ما حدث للعراق – في مقدمة كتابه الكارثة : العرب وأصول المسألة العراقية – في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين بما كان لألمانيا في السياسة الأوربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. ولكن أوجه الشبه ليست مطلقة لأن العراق جرى إثارتها لخوض الحروب لتحقيق مصالح غربية في حين أن ألمانيا كانت دولة قوية بالفعل تحاول التوسع والسيطرة على حساب الدول الغربية ولم يتم تحريضها لخوض الحروب التي كسرت أنوف الأوربيين في حالات عديدة وأثارت ذعرهم.
    عموماً جال بخاطر الولايات المتحدة شكل الأوضاع العراقية بعد الانسحاب المقرر في أغسطس 2010 مع الإبقاء على قوة بحجم 50 ألف عنصر حتى 2011، فانبثق حديث عن دور تركي في العراق بعد الانسحاب الأمريكي منها.
    وحتى لا يحدث أسوأ مما هو كائن وينعكس الانسحاب الأمريكي من العراق بالسلب عليها، فإن الأمر يتطلب نظرة أمريكية إيجابية إلى العراق وتلبية مصالحه وتحقيق شيئاً من أمن افتقده المواطن العراقي بعد الاحتلال. وهذا يتطلب إقصاء النظرة الذاتية الأمريكية التي اتُخذ على أساسها قرار الانسحاب جانباً، والعمل على تحقيق عدة أمور لعل أهمها هو تحقيق المصالحة بين الفصائل العراقية التي نراها أمراً لا بد منه في ظل تعدد الطوائف العراقية الغير متوافقة فكرياً ومذهبياً، بالإضافة إلى تأهيل الجيش والشرطة العراقية لتولي زمام الأمور في البلاد، والاتفاق بشكل نهائي على إعادة إعمار العراق التي دمر الاحتلال الكثير من منشآتها، وبدون النظر بشكل أكثر جدية والعمل على تحقيق هذه الأمور والبت فيها فإن الانسحاب لن يعالج مفاسد سيخلفها وراءه، وخصوصاً إذا عجزت الحكومة العراقية على معالجة هذه المسائل بنفسها.

    الانسحاب وتساؤلات الجيران

    وواشنطن تريد الآن التنسيق مع الأتراك بشأن الانسحاب لحاجة الولايات المتحدة إلى استخدام الأراضي التركية في نقل معدات الجيش الأمريكي من العراق، والتعرف على الموقف التركي والسياسات المقرر أن تتبعها أنقرة حيال إقليم شمال العراق الكردي بعد انسحاب قواتها من العراق، وهذا ما جاء في زيارة أوباما لتركيا الشهر الماضي. وإذا كانت واشنطن خصت أنقرة بزيارة مهمة فإن هدفها الأساسي كان الاتفاق على هذه النقاط المهمة بالنسبة لواشنطن أما حكاية الخطاب للعالم الإسلامي فيبدو أنه عبارة عن مفهوم صاغه الرئيس الأمريكي الألمعي وما وراءه من أهداف هو تحقيق مصالح أمريكية مع كل من أنقرة والقاهرة أولاً وما ظهر في أنقرة أثناء زيارة أوباما سيظهر في القاهرة من مباحثات حول الانسحاب الأمريكي الذي سيكون لمصر على ما يبدو دوراً فيه … فالهدف الأول من ذلك بالطبع هو الصالح الأمريكي وبعدها يأتي الخطاب الأمريكي في مرتبة تالية، أي أن الخطاب هو الحصان الذي يقوده أوباما للحصول على مآرب أمريكية.
    أريد أن أقول أن ما يثار بشأن خطاب للعالم الإسلامي عبارة عن ورقة يستغلها الرئيس الأمريكي الحصيف من ثلاث زوايا الأولي: التفاوض مع الأطراف الإسلامية المؤثرة الحليفة للولايات المتحدة لتحقيق مصالح أمريكية في المقام الأول في منطقة الشرق الوسط. والثانية: التفاوض بشأن القضايا العربية الأكثر إلحاحاً مثل القضية الفلسطينية. والثالثة: تحسين صورة الولايات المتحدة في الدول الإسلامية، ومبادلة أبناء العالم الإسلامي المشاعر الدافئة التي ساندت أوباما في الانتخابات الأمريكية وحلمت بفوزه كثيراً. ولا يعني هذا أن النوايا الأمريكية كلها سوداء لأنني لا زلت أعتقد أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية للتغيير الأمريكي تجاه قضايا المنطقة.
    وإذا كانت هناك نية أمريكية لكي تلعب تركيا دوراً في العراق بعد سحب قواتها، فإن ذلك يرجع إلى أسباب عديدة ويتصل بالكثير من النقاط باعتبار تركيا دولة ديموقراطية قوية حازت ثقة الأطراف العربية في ظل تولي رجال حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا منذ عام 2002 وهم الراغبون في الاقتراب من الدول العربية، حيث كانت لهم مواقف جيدة جعلتهم محل ثقة الشعوب العربية، وما تسعى إليه واشنطن في هذا الصدد هو الاقتراب من العرب والاستحواذ على ثقتهم المفقودة نتيجة سياسات سالفة جعلت العرب يديرون ظهورهم لأمريكا ويقتربون من الاتحاد الأوربي وروسيا والصين فتقلص تعاملهم سياسياً واقتصادياً مع القطب الأوحد وهو ما لا تريده أمريكا. بالإضافة إلى مجاورة تركيا لكل من سوريا وإيران وعلاقتها التجارية الجيدة بالأخيرة التي من الممكن أن تؤهلها للتفاهم مع طهران بشأن تدخلها في السياسات العراقية، بل أن مجرد اطلاع تركياً بدوراً فعالاً في العراق سيحد تلقائياً من تنامي النفوذ الإيراني هناك، وبالتالي يكون ذلك بمثابة نجاح أمريكي في إدارة الأمور من المقاعد الخلفية دون التدخل المباشر في الأحداث وهي سياسة أثبتت فشلها في عهد الإدارة الأمريكية السابقة.
    إن مجرد الحديث عن الانسحاب الأمريكي من العراق لن يستقيم بدون الإشارة لتركيا لاعتبارات الجيرة والتدخل العسكري التركي في إقليم شمال العراق، وعلاقتها بإسرائيل وإيران، وسياستها الرامية إلى استعادة وضعها كقوة إقليمية لها تاريخ كبير. والكلام عن الدور التركي المُنتظر في العراق في الفترة المقبلة، سيثير بلا شك العديد من التساؤلات بشأن تحسن الأوضاع هناك، ووضع إقليم شمال العراق بعد الانسحاب في ظل التواجد التركي في الإقليم منذ اجتياحه العام الماضي، ورد الفعل الإيراني من الدور التركي في حالة ظهوره بشكل أكثر بروزاً بعد الانسحاب وما يمكن أن ينشأ عنه من خلافات بين الدولتين قد تنعكس بالسلب على العلاقات الإيرانية التركية. وأعتقد أن هذا سيتوقف على حجم الدور الذي من الممكن أن تقوم به تركيا في الشأن العراقي، والتفاهمات التركية الإيرانية في هذا الأمر التي نراها غير لازمة في ظل التعامل مع دولة من المُفترض أنها ستكون كاملة السيادة على أراضيها ولا تملك طهران أو غيرها أمر الوصاية عليها، المفروض أيها السادة أن تمتلك العراق جميع مفاتيح القضية وخصوصاً بعد الانسحاب، ونأمل – وهو غير مطروح – أن تكون القيادة العراقية مدركة لهذا الأمر جيداً لتكون هي سيدة قرارها ولا تسمح لهذا وذاك أن يدير الأمور من نفسه وفقاً لأهوائه.

    دلالات تصريحات جول

    والمتأمل لتصريحات عبد الله جول الرئيس التركي الأسبوع الماضي والتي أدلى بها لغسان شربل رئيس تحرير جريدة الحياة، يستطيع أن يدرك أن تركيا تريد أن تلعب دوراً كبيراً في العراق وتلمح إلى وصايتها على الأكراد، فالرجل قال أن العراقيين هم الذين سيقررون النظام في العراق وشكله السياسي كما أن الأكراد كانوا يتمتعون بوضع خاص منذ أيام صدام حسين، المهم بالنسبة إلينا وحدة أراضي العراق وقراراته السياسية، أما نظامه السياسي فهذا شأن داخلي، ويجب ألا ننسى أن الأكراد في العراق هم الأقرب إلى تركيا بسبب موقعهم الجغرافي وصلات القربى التي تجمعهم بالشعب التركي
    وتصريحه الآخر يشير أيضاً إلى طموح تركي في دور مؤثر في العراق بعد الانسحاب الأمريكي، حيث قال جول من المهم أن يسعى العراق إلى توفير القوة الأمنية المحلية القادرة على ملء الفراغ الناتج عن الانسحاب الأمريكي من العراق، وتقع على عاتق دول الجوار مسئوليات كبيرة في هذا الإطار من أجل مد يد العون لمساعدة العراق
    هذه التصريحات حركت الأذهان صوب نقاط أراها مهمة تتعلق النقطة الأولى بوحدة أراضي العراق وقراراته السياسية ولا نعلم حتى الآن طبيعة الدور الذي ستقوم به تركيا أو ترغب في القيام به في هذا الشأن. والثانية هي الأكراد الذي يقول جول أنهم الأقرب إلى تركيا أي أنه يبرر من الآن ما يمكن أن تقوم به تركيا في سبيل السيطرة على معاقل الأكراد وما قاموا به العام الماضي في هذا السبيل. والثالثة ترتبط بالفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الأمريكي الذي يقول عنه جول أن دول الجوار – وتركيا بالطبع على رأس هذه الدول – يقع على عاتقها مسئوليات كبيرة في هذا الشأن أي أن تركيا لديها مسئوليات في هذا الإطار أيضا، تلك هي النقاط الثلاث التي ستتفاعل معها تركيا – ربما بشكل مغاير – بعد الانسحاب الأمريكي والتي تظهر من كلام عبد الله جول.

    استعادة الأمجاد العثمانية

    العديد من المؤشرات إذن تقول أن الأتراك – أحفاد العثمانيون – قادمون فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان فاعلاً في قضية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في يناير الماضي عندما انتقد بلهجة قاسية العدوان الإسرائيلي على غزة وأشار بشكل مباشر إلى فضل أجداده العثمانيون على اليهود، كما انسحب من أحد المؤتمرات بعد مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن العدوان على غزة. كذلك تؤدي تركيا دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا في المباحثات التي جرت منها جولات العام الماضي بناء على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وظهرت كذلك إشارات واضحة الدلالة من حديث الرئيس التركي لغسان شربل عكست تطلعات كبيرة إلى دور تركي فعال وبيَّنت سلوك تركيا نحو القضية الفلسطينية وعلاقتها بحماس، ودورها على الساحة اللبنانية أيضاً، فهناك أحاديث متواترة إذن من القادة الأتراك عن الوطن العربي سيتسع بالطبع في الفترة القادمة وخصوصاً لتولى مستشار أردوغان البروفيسور أحمد داوود أوغلو زعيم الدبلوماسيين التركيين حقيبة الخارجية التركية وقد علمتُ أنه ألَّف كتاباً يحمل عنوان العمق الاستراتيجي نشره في عام 2001 وضع من خلاله إستراتيجية جديدة لتحقيق رؤية سياسية مستقلة لتركيا وفقاً لمصالحها… وإيصال الدور التركي إلى أي مكان يتواجد فيه الأتراك حالياً أو مروا فيه سابقاً أو حكموه، ومن ثم جعل تركيا قوة إقليمية ودولية ورفعها إلى مصاف الدول العظمى، وضمن هذه الأفكار رسم أوغلو تصوراً سياسياً واستراتيجياً لمنطقة القوقاز والبلقان والشرق الأوسط، وضمن نظريته رفضت تركيا التعاون مع أمريكا لضرب نظام صدام في العراق، وترفض الآن أن تكون معبراً لطيران إسرائيل إذا أقدمت على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، وضمن هذه السياسة الجديدة تقوم تركيا أيضاً بتنمية العلاقة والتعاون مع سوريا والعراق وإيران وأرمينيا وغيرها، فالوزير الجديد على حد تعبير أحد الكتاب في مقال بجريدة الحياة عثماني جديد يحاول إعادة أمجاد تركيا الضائعة وإيصال الدور التركي إلى أي مكان يتواجد فيه الأتراك وهو لا ينكر ذلك، واللغة التي يتحدث بها أوغلو تعكس كثيراً من الذكاء والدهاء.
    إذا أضفنا هذه المؤشرات إلى حالة الملل التي تعيشها الشعوب العربية بسبب ضعف الدور العربي في مجابهة الدول الغربية، فصار التطلع إلى من يجمع الشمل العربي أو يساهم في تقوية الموقف العربي المتدهور في مواجهة المتربصين به أو من يساند – على الأقل – القضايا العربية يجد قبولاً عربياً واسعاً، لذا كان التعاطف العربي مع تركيا واضحاً في الفترة الماضية وهذا ما سوف يسهم في تصاعد الدور التركي في المنطقة خصوصاً بعد أن جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركيا أول الدول الإسلامية التي يزورها ليرسم حدود التعامل مع الدول الإسلامية في المرحلة المقبلة.

    الأطماع الإيرانية في سبيلها للتنفيذ

    الأطماع الإيرانية في العراق تمتد بجذورها إلى حرب الأعوام الثمانية الإيرانية العراقية، وكان آية الله الخميني قائد الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 قد طالب بضرورة الخلاص من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كشرط أساسي لوقف الحرب، ولكن الحرب توقفت دون تحقيق هذا الشرط،… وعملت طهران على نشر المذهب الشيعي في العراق وهو ما نجحت فيه بالفعل، لذا فإن التفاهم العراقي الإيراني لن يجد أي عقبات في ظل سيطرة الشيعة على المناصب القيادية في العراق، ومن ثم يكون تنفيذ الأجندة الإيرانية من خلال العراق أحد السيناريوهات المطروحة وبشدة وهو ما سيلقي بظلاله على العلاقات العراقية الإيرانية في المرحلة المقبلة، ولعل ذلك هو الذي يثير المخاوف الأمريكية من طهران، وجعلها تتردد كثيراً في شكل سحب قواتها من العراق وحجم هذا الانسحاب، بل سيجعلها تصوغ العديد من الأفكار والبدائل التي تحد من التقارب العراقي الإيراني لما له من نتائج سلبية عليها وعلى وإسرائيل، وله أيضاً نتائجه السلبية على الدول العربية تتمثل في اتخاذ العراق منصة إطلاق المذهب الشيعي في الدول العربية، والمخاوف التي تتعلق برغبة تركيا في استعادة الأمجاد الفارسية. وغياب الدور العربي في العراق هو الذي ييسر على إيران والغرب تنفيذ مخططات شريرة، ولذا لن يجدي الندم العربي على ما سيحدث فيما بعد، لأنهم لم يفعلوا شيئاً للعراق وللوحدة العربية.

    أين الجامعة العربية

    لعل التقارب بين تركيا والدول العربية يكون مكسباً كبيراًُ للطرفان إذا غابت الأطماع والدسائس عنها، ولكن موات الدور العربي هو ما سينعكس بالسلب على الوضع في العراق بصفة خاصة، ونأمل أن تكون هناك تنسيقات أمريكية عربية بشأن الانسحاب ما دامت واشنطن تدعو إلى الحوار والتشاور ليكون برهانا على التغيير الذي جاءت الإدارة الأمريكية من أجله، فإشراك الدول العربية يعد ضرورياً باعتبار بغداد شقيقة عربية من المفروض أن أمرها يخصهم وينبغي أن يكونوا أكثر المهتمين بالانسحاب وتحسين الأوضاع العراقية المتدهورة. ولكن الواقع يخالف ما يجب وما ينبغي والمفروض أن يكون، حيث يغيب الموقف العربي عن قضية الانسحاب الذي كان من المفروض مرة ثانية أن يأتي نتيجة ضغوط عربية سياسية على الأقل.
    وأعتقد أن عدم بروز الدور العربي وعدم إشراك العرب في المسألة العراقية حتى الآن يرجع لأسباب متعددة يتصل أولها بالعلاقات العربية العراقية الغير جيدة في ظل مساعدة دول عربية واشنطن في العراق، ولكن هذا الأمر لا يشكل حائلاً كبيراً أمام واشنطن لإشراك الدول العربية لأنني أظن أن صناع القرار في العراق لا يهتمون بهذا الأمر، لأنهم هم الذين دعوا من قبل إلى استمرار تواجد القوات الأمريكية في العراق.
    ويتعلق ثانيها بأن الولايات المتحدة تثق في دولة قوية ومحورية، بالإضافة إلى أنها عضو في حلف شمال الأطلنطي، والدور المنتظر أن تؤديه تركيا لم ترى الولايات المتحدة أن هناك طرفاً عربياً يستطيع القيام به في ظل التداخل التركي الواضح في القضية العراقية بحكم الجوار وقضية إقليم كردستان كما ذكرنا، بالإضافة إلى سوء علاقات الدول العربية الكبرى مع إيران أحد اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية والمطلوب ترويضها من خلال دوراً تركياً فعالاً.
    ويرتبط ثالثها ربما برغبة واشنطن في إقصاء أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تقارب وتفاهم بين الدول العربية قد ينعكس إيجابياً على الوضع العربي المرغوب في إضعافه بشكل دائم.
    ولا تعد هذه مبررات لابتعاد أو إبعاد العرب عن القضية، ولا يعني كذلك أن نترك العراق فريسة لأطماع إيرانية إذا كانت راغبة في السيطرة على العراق وتصدير ثورتها بشكل أوسع لبغداد، وطموحات تركية فيها شيئاً من الإيجابية، إلا أننا نأمل أن تكون هناك تنسيقات عربية تركية أمريكية في هذا الشأن ولا يُجرى إقصائنا بهذا الشكل السيئ الذي لا يراعي سوى المصالح الأمريكية الإسرائيلية. وإن كنت أرى أن الجامعة العربية ليست في حاجة ماسة إلى الاستئذان – بحكم اهتمامها المباشر بالقضايا العربية – لكي تمد يديها وأرجلها أيضاً لتساهم في إرساء الاستقرار والأمن في العراق والمساهمة في نزع فتيل الأزمة بين الفصائل العراقية المتناحرة. وإذا كانت الجامعة العربية معنية بهذا الشأن لما وقعت بغداد بين أنياب واشنطن وأضراس طهران وأسنان أنقرة.

    تركيا تطمح في استعادة الأمجاد العثمانية، وإيران تسعى لاستعادة الأمجاد الفارسية، وكلاهما له سوابق مع الدول العربية الواقعة في طريقهم والتي قد تتضرر من السعي التركي والإيراني، لذا يجب ألا تظل في مقاعد المتفرجين بل عليها أن تتفاعل مع هذا وذاك وتكون لاعباً قوياً وأساسياً على ساحة الأحداث التي ينبغي أن تمتلك كل مفاتيحها.

    #1281237
    شكله مخطط جديد لامريكا من خلاله تلفت انظار العرب وتشغلهم بقضية ايران وتركيا وتصرف انظارهم عن معشوقتها اسرائيل وماتقوم به في فلسطين والله حركة ذكية كيف عندهم القدره علي فعل ذلك … احس نفسي لما اقرا عن ايران وتركيا واسرائيل وامريكا والعراق وكاني في لعبة شطرنج …( ياترى مين اللى بيكش الملك فيهم)>>>> طبعا كلكم عارفينه احــم… امريكا مابتضرب ايران لانها جدا ذكية بس بتخلي غيرها اللى يقوم بالعمل (وهي بعيد متفرجه لحد ماتقع الفاس فالراس) وشكله والله واعلم انها تركيا والطعم العراق؟؟

    #1282649
    فهد العرب
    مشارك

    اختى اعمدة الحكمة
    ان كنتى فعلا كما تقولين
    تحبى النقاش بحرية
    وعرض الحقائق بدون اختلاف فى وجهات النظر
    احب ان اقدم لكى نصيحة
    وحاشى لله ان تكون تهكم والله يعلم
    حاولى الرجوع الى التاريخ لقرأته جيدا فمن الوضح انك تتحدثيين بناء عن قول شخص غير مستند لادله علمية ووقائع تاريخية
    فمن فضل قبل ان تخوضى فى اى نقاش لابد ان تكونى عالمة به
    والا فلتصمتى وتعلمى

    قال الامام على رضى الله عنة وارضاه قلعى العلم
    الناس ثلاثة
    رجل يعلم ويعلم انه يعلم ……. فهذا عالم فاتبعوة
    رجل لا يعلم ويعلم انه لا يعلم ……. فهذا طالب علم فأرشدوه
    رجل لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم ……. فهذا سفيه فأجتنبوه

    تقبلى مرورى

    نفعنا الله واياكم بخالص الاعمال

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد