السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة الاجرام والاسباب القابعه وراء إنتهاج السلوك الاجرامي الذي عادة ما تكون أسباب دنيوية بحتة .. كالاخلال بالاتفاقات المادية وإلحاق الضرر المتعمد .. والعنف الاجرامي..والتي تدفع ثمنها أرواح بريئة .. ومن المؤسف ان تلك اللحظات التي تتخلل عملية إرتكاب الجرم تكون غالبا إنفعالية .. فلو جميعا تصرفنا على هذا النحو .. لأرتكب الجميع جرائم
كل لحظات العنف تلك في حياة رب الاسرة/المجرم تنعكس على فلذات اكباده … فكيف لطفل ان يولد ولا قدوة له إلا أبيه… فهنا إما ان يسلك الطفل سلوك والده الاجرامي .. وإما أن يعيش تحت ضغوطات نفسية مزمنة على المدى البعيد….
ولكن كل عائلة تملك أحلام تبنيها سنين…ويأتي الأبن أو الأخ وغيره من أفراد الأسرة لكي يحطم تلك الأحلام في لحظة غاب عنه عقله وفقد السيطرة على نفسه وأرتكب جريمة ..وهنا انتهت حياته ليبدا فصل جديد من عمره…فصل لن ينساه ولن تنساه عائلته أبدا…
سأتحدث قليلا عن الشخص الذي يرتكب جريمة ما .. ويعاقب عليه القانون لينال جزاءه وبالنهاية يسجن..ليقبع في زنزاته وحيدا يقضي محكوميته …شهور..سنوات…لا يهم…ولكن الأهم ..أنه بالنهاية سيقضي مدة سجنه…ولكن ما ذنب عائلته من كل ذلك..؟؟؟
هذا الشخص الذي قام بجريمته..وأقلق المجتمع …أصبح الآن يسمى بالسجين…أصبحت له حياة مختلفة …تحكمه القوانين…واللوائح والأنظمة…وحريته محدودة جدا …بعد أن كان حرا طليقا في خارج أسوار السجن…ولكنه ترك أسرته تعاني من مرارة سجنه …مرارة فضيحة أن أبنهم مجرم …
عائلته من حافظت عليه صغيرا وكبر ليصبح شاب له الحرية الكاملة في حياته وإلى أي مصير يقود مستقبله وسمعة عائلته…قد تختلف التربية والبيئة والمجتمع…في تربيتنا لأبنائنا…ولكن من منا لا يتمنى أن يكون أبنه أفضل منه…وهذا ما تفعله كل عائلة عاشت محافظة على سمعتها وعلاقتها الطيبة مع الأهل والجيران…ولكن في لحظة واحدة تنقلب حياتهم من سعادة وأستقرار وحسن سمعة …إلى ما هو أسوأ…إلى الفضيحة…
نعم الفضيحة…حين يتناقل الناس قصة قبض أبنهم في جريمة ما ..فأنهم يبتدعون في حبك أكاذيب مغرضة أو فرضيات على ما تهواه أنفسهم…من سيسكت تلك الألسن لتصمت …لتدرك أن ما وقع لهذه العائلة قد يقع عليهم أيضا …وكل بني آدم خطاء…ولكن هيهات أن يسكت هؤلا الناس أويتوقفون عن تداول الأشاعات الكاذبة أو غيرها من الأقاويل التي لا أساس لها …
تبقى العائلة في هم وغم وكدر و فما كانوا يتوقعون ما حدث لهم…إنها مصيبة وقعت على رؤوسهم في ليلة وضحاها…أبنهم مجرم…سجين…وسيبقى هذا اللقب طوال حياته…سجين سابق…وستلحق بعائلته وصمة العار لكون أبنهم مجرم…وهم لا ناقة لهم ولا جمل مما حدث لهم…أو من المحتمل أن يكون لهم يد في أرتكاب أبنهم الجريمة دون قصد..وذلك يتجلى من خلال سوء التربية والأهمال …وغيره من الأسباب …ولكن بالنهاية أبنهم مجرم مسجون …
ما ذنب عائلتك البريئة الطيبة وذات السمعة الحسنة أن تنكس رؤوسهم للأرض وكله منك…ومن طيشك..وأصبحت الشيطان بذاته لترتكب جريمة ما ولا تخشى الله …وترمي بسمعة عائلتك على الحائط…هذا جزاء أباك الذي رباك لتكبر ولتتعلم ولكي يفرح بك وبأولادك ولتصبح من بعده كبير العائلة …لقد أذللته وصغرته أمام الناس..لقد جعلته يبكي دما بدل أن يبكي فرحا وهو يراك ناجحا …عريسا…لقد حطمت أحلامه الذي أنتظر كثيرا ليراك تكبر وتكبر أحلامه معك…ولكن هذا جزاء عطاه…العار…
ما جزاء والدتك التي ربتك بحنان وضمتك لصدرها في فرحك وحزنك وألمك …أصبحت الآن تضم ملابسك وتشم رائحتك وهي تبكي بكاء مريرا…ولا تعلم هل ستراك قبل أن تموت أم أن للقدر كلام آخر…هذا جزاءها أن تعيش في حزن وبكاء متواصل وسهر الليالي وهي تفكر بك…الا يكفي سهرها عليك حين كنت صغيرا إلى أن كبرت وكبر أعتزازها بك…والأن كبر همها وذلها وهذا ما خلفته لأمك دمعة ألم والذل والهوان…
ما ذنب أخوانك وأخواتك …هل من يرحمهم غير الله …لا لن يرحمهم الناس ولا الزمن …بعد أن كانوا يتعلقون بك فرحيين ومسرورين كلما دنوت منهم مقبلا فرحا…وها هم الآن يصمتون والدمع في أعينهم وأصبح همهم كيف يتحاشون الناس حتى لا يتعذبون من قهر الذل والعار الذي جلبته لهم بدل أن تجلب لهم السعادة والهناء….
لماذا أيها الشاب لم تقف مع نفسك وقفة الحق قبل أن تطيع الشيطان…لتسأل نفسك سؤال واحد…لا غير…هل ما أفعله يستحق أن أدمر نفسي وعائلتي التي لا ذنب لها ؟؟؟
هذا ما يحدث للعائلات التي يسجن أبنائها …وأكثر من هذا في كثير من القصص الواقعية .
ولكن
لماذا لا نتعلم دروسا من مما نسمعه عن تلك القصص لشباب راحوا ضحية طاعتهم للشيطان..؟؟؟

.لماذا لا نعلم أبنائنا ونرشدهم للطريق الصواب ..؟؟؟

لماذا نتداول قصص ومعاناة تلك العوائل للتندر أو للنميمة على موائد الجلسات سواء العائلية أو غيره..دون أن نستخلص العبر مما حدث …؟؟؟

.لماذا ننظر إليهم نظرة دنيوية وكأننا معصومون عن الخطأ ولن يصيبنا ما اصاب تلك العائلة البائسة..؟؟؟
بالنهاية

أتمنى للجميع دوام الصحة والعافية

دمتم بود