مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #109791
    هذيان كهل
    مشارك
    في منتصف ثمانينات القرن المنصرم, ذهبت على رأس وفد الى دولة المانيا الصديقة. ونزلنا في احد فنادق مدينة هايدلبيرج. وكما تعلم عزيزي العربي ان العرب فضوليون بالفطرة, فقررت ان اتنزه في تلك المدينة كلما سنحت لي الفرص وكلما نجحت في التهرب من بقية اعضاء الوفد.
    نزلت الى الشارع وبدأت اتلدد يمينا ويساراً وأشبع ناظري بشكل المباني وبحسن تنظيم الاسرة عندهم, فكل اطفالهم لديهم شعر ذهبي وعيون زرقاء. ولاأعلم كيف فعلوا ذلك.
    المهم, وانا في عز دهشتي لكل ماهو حولي, جاءني شرطي تبدو عليه ملامح هتلرية واضحة, وبدأ يكلمني ولم افهم منه شيئاً واكتفيت بالابتسام في وجهه والمضي في طريقي, فأنا اعرف ان ثقافتهم مختلفة وان لهم في الجنون فنون. ولكنه تبعني وبدأ يلقي علي خطبة اظنه حفظها عن هتلر وفي اخر الخطبة طلب جواز سفري كما فهمت وكتب لي ورقة. فأخذتها منه ولعلمي ان مدينة هايدل بيرج تعتبر عاصمة الانفتاح والشواذ فلم القي له بالاً ودعوت له بالشفاء العاجل.
    تكرر هذا الموقف ثلاث مرات ولكن في المرة الأخيرة اقترب احد العاملين في المحلات المجاورة وسألني بلهجة عربية مغاربية: الاخ عربي؟؟ فقلت نعم عربي وقد اشتقت للغة العربية. فضحك وقال: ياأخي هل فلوسك زائدة؟ فقلت انا في نعمة ولكني لا اقول انها زائدة. فقال لي: اذاً مابالك كل يوم تجعل هذا الشرطي يعطيك مخالفة سير؟؟ فأنت تمشي على ارض مخصصة للدراجات فقط. فعرفت اني قد وقعت في مصيدة اسمها الفجوة بين الثقافات. فعندنا الدراجات تسير فوق البشر والطائرات تسبح في الماء, ولكنهم الألمان متخلفين حضاريا ليجعلوا مكاناً لسير الدراجات.
    في اخر الحديث مع الاخ العربي ضحكنا كثير..وكان هو يضحك على عدم فهمي للغة الألمانية وانا اضحك على تخلف الالمان الفكري والحضاري وحتى الانساني.
    #1268906

    مشكور اخى الكريم

    #1269011
    هذيان كهل
    مشارك

    اشكر مرورك اخي.. ولكن هناك تعديل بسيط وهو ان الحادثة حصلت في منتصف التسعينات وليس الثمانينات. فلم يكن لنا ان نزورها في الثمانينات. هذا تعديل دراماتيكي عزيزي القاريء ونعتذر عن الخطأ.

    #1269118

    يسلموووووو ع الموضوع

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد