كم هو بائس هذا الجيل الذي يتخبط في متاهات هذا الزمان الأكثر بؤساً وشقاء ، فلكل منا دفتر ذكريات يلملم فيه ماضيه الذي ينتمي إليه وينفح في سطوره من روحه ، يلملم فيه اشلاء طفولته الجميلة …
ومع سرعة دخول المستقبل إلينا تتلاشى من العديد منا دفاتر ذكرياتهم ، ويسكن في خزنة عقولهم بدل هذه الدفاتر هم المظاهر والحصول على كل شي  فيا ليت الماضي لم يزل حاضراً ، لايأتي المستقبل ابداً ! نبقى في الماضي بكل نقائه وجماله : أنا لااقصد بالجمال الذي يلون العمر بثوب الحرير والجواهر بل اقصد بالجمال الذي كان يجمع الناس على المحبة والعطاء دون مقابل ، الجمال الذي يجمع الناس ويملاء قلوبهم بالرضى والقناعه والتحلي بالصبر ماذا حل بالناس ؟ فقدوا الحب والقناعه !! فقدوا حتى دفتر ذكرياتهم  الذي هو من صنع ذاتهم .
             للاسف أيها الجيل ان من يفقد ذكرياته ولوحات طفولته وينسى أحبابه وعشيرته يخسر كل شي من الحب والمحبة في حياته ، الملم اوراقا وابعثر اوراقا .. واعود لألملم تلك الاوراق من جديد .. امزق هذه الاوراق وابعثرها لتسافر بدون جواز عبر الزمن … في مهب الريح تسافر الى حد من حدود الافق البعيد .. تحملها الرياح الى عالم آخر بعيد عن الحقد والشك والخيانة .. امزق هذه الذكرى وابحث عن جيلي .. جيل يبحث عن طريق يسلكه من على مفترق الطرق .. جيل يرقص على مهب الريح  ، انه جيل يحلم بالسفر بعيدا عن عالم الضجر بدون تأشيرة وبدون عودة ، جيل يحلم ان يسافر في كل ساعه الى مدن جديدة وديار غريبة .. جيل بلا هويه لاتهمه عواصف الاقدار .. لايخاف من شيء حتى من المستقبل المحاصر بالافكار ، لاتضايقه أي حواجز , ولاتقف في دربه اية عوائق .
text