الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › الجديد في ركن الكتاب – الآن في مركز الخميس بلازا بالقرم
- This topic has 25 رد, 6 مشاركون, and was last updated قبل 22 سنة، 4 أشهر by عاشقة الحريه.
-
الكاتبالمشاركات
-
12 يوليو، 2002 الساعة 7:39 م #372637ركن الكتابمشارك
ليل البلاد
تأليف: جنان جاسم حلاوي
الناشر: دار الآداب“على ضفتي شطّ العرب ترقد البصرة أطلالاً، أكوام حجارة وخشب وزجاج وقبوراً وأشلاء نخيل وجثث بشر وحيوانات تحت الخرائب، وعلى الضفتين لا زالت تسمع أصداء قذائف وزر الإيرانية وهي تراكم فوق الركام ركاماً، تفتّت ما تفتّت وتسمم الجوّ برائحة البارود، فدفنت ما اندفن وما لم يندفن.. عند جسر الخندق المهدم وقف عبد الله شبحاً بين الأشباح، تضفي الظلمة على ملامحه وجوداً غير حقيقي وغير إنساني بالمرة، شبحاً حائراً في أمره لا يتعرف طريقه غلا بصعوبة”.
من خلال “عبد الله” الشخصية المحورية في “ليل البلاد” يكشف الروائي عن ظلال الحرب القاتمة التي لفّت العراق، وعبد الله شكل رمزاً للمواطن العراقي الذي وبعد أن نجى بنفسه وبأعجوبة من براثن الموت المحتم بعد وقوعه في أسر القوات الإيرانية العراق لم تنته لأن الحروب لا تنتهي إنما تلد بعضها البعض مثل سلالات الجن.
“ليل البلاد” رواية القدر الإنسانيّ والحرب في أصقاع العراق الملتهبة، في لغة ثريَّةٍ وملوَّنةٍ. من معسكرات التدريب القاسية في جنوب العراق، إلى السجون، فجبهات القتال ومسالك الجبال الوعرة، تزخر هذه الرواية بحوادث الحرب الطويلة التي رسمتْ مصير عبد الله: الجندي الذي قاوم موته حتى النهاية.
“ليل البلاد” هي سيرته في دروب الجحيم.
12 يوليو، 2002 الساعة 7:48 م #372638ركن الكتابمشاركصراع امرأتين
تأليف: حنا مينه
الناشر : دار الآدابكما في الحياة، كذلك هي الأحداث في رواية حناّ مينه “صراع إمرأتين” وهي الجزء الثاني من روايته “حارة الشحادين”. تطل الأحداث ممتزجة بألوان الحياة، حب، غيرة، وطنية وتضحية، يفتح حنا مينه وبأسلوبه السردي الممتع نافذة التاريخ على قصة النضال السوري البطولي ضد المستعمر الفرنسي ومسانديه من أهل اللاذقية.
في اللاذقية حيث مسرح الأحداث، والمنطلقة تحديداً من حارة الشحادين حيث برزت شخصيات جمّلها حنّا مينه من المعاني الإنسانية والوطنية ما شاء لتنطلق على سجيتها في تكوين مناخ القصة الروائي الذي يموج بالحركة المترافقة بالأحاسيس والمشاعر الحية على هذه الصفحات.
يتابع حنّا مينه مسيرة بطله حمداش البطولية المترافقة مع تداعيات درامية تنسجهما تحديداً شخصيتا شكّوس العاقلة وغنوج، وقد كان لأسماء أبطاله مداها الرمزي في تحديد طباعها، امرأتان تتصارعان تغزلان الوقت كله، أطوله، حول فكرة واحدة: الفوز بحمداش، ليست فحولته ما تجذبهما هذا الانجذاب كله إليه، بطولته هي الأصل، موقعه في السجن، بعد السجن في الحارة، في اعتزامه قتل الكابتن روجيه، في كل الخصال التي يتحلى بها كرجل، له موقف، كلمة قضية، وفاء، وحب أيضاً… حبّ لمن؟ له تقول شكوس، وله تقول غنوج، المهم هو، حمداش، يحب من منهما؟ هذا ما سيقرره لاحقاً بعد تأديب الرقيب أبو جاسم، عندئذ يكون الاختيار، وهو اختيار حمداش الصعب.
12 يوليو، 2002 الساعة 7:50 م #372639ركن الكتابمشاركأرض ورماد
تأليف: عتيق رحيمي
ترجمة، تحقيق: إسكندر حبش
الناشر: دار الآداب“ركضت نحو المنزل فوق غيمة من اللهب والدخان. على الطريق، رأيت والدة ياسين. كانت تركض عارية بالكامل… لم تكن تصرخ، بل تضحك وكأنها مجنونة تركض في جميع الاتجاهات. كانت في الحمام حين سقطت القذيفة… انفجر الحمام… ماتت بعض النساء، ودفن البعض الآخر وهنّ أحياء… لكن كنتي… لو فقدت عيني لحظتها كي لا أراها في عراها هذا. أردت التقاطها لكنها اختفت في اللهب. لا أعرف كيف وجدت المنزل لم يبق منه شيء لقد تحول إلى قبر لزوجتي، لابني الآخر، لزوجته وأطفاله. حلقك على شفير الانفجار. تسيل دمعة. تذهب لاستقبالها على عينيك بذيل عمامتك. من ثم تتابع! لم يبق سوى هذا الحفيد على قيد الحياة، ولا يستطيع أن يسمعني. اشعر كأنني أكلم حجراً. يحطم ذلك قلبي… لا يكفي الكلام يا أخي، إذا لم يسمعك أحد، إنه لا يفيد بشيء، مثل الدموع..”.
كانت الحقيقة عند الروحانيين الفرس؛ بمثابة مرآة مهشمة، كل إنسان يمر من أمامها، يستل منها قطعة إذ يؤمن أنها تحتوي الحقيقة كلها. أفغانستان-التي كانت فيما مضى وحتى العهد القريب أرض الصوفيين والروحانيين تبدو اليوم لهذه المرآة. حطمتها الفصائل المتحاربة فيما بينها، بعد نضالها ضد جيش “الاتحاد السوفياتي” كما حولتها إلى بقاع متعادية، إذ نجد كلّ فصيل وقد أسس-في الجزء الذي ارتضاه لنفسه وبسط سيطرته عليه-حكمه.
ولد “عتيق رحيمي” مؤلف هذه الرواية في كابول وهو يعيش ويعمل اليوم في باريس بعد أن طلب اللجوء السياسي إليها.. وقد اصدر مؤخراً روايته هذه “أرض ورماد” وهي الأولى في ترجمة فرنسية وفيها يروي قصة رحلة عبور الرجل العجوز الذي يدعي “داستاغور” وحفيده “ياسين” الذي أصيب بالصمم في أفغانستان.
فالعجوز يرغب في الذهاب لطعن ابنه “مراد” والد ياسين بشفرة الحزن، رغب في أن يخبره عن موت والدته وزوجته وأخيه وعن عاهة ابنه. كان مراد يعمل في منجم فحم، يتعلّم فيه. أن يصبح بروليتاريا مثالياً كي يستطيع النظام الشيوعي أن يعتمد عليه وأن يؤسس من خلاله أفغانستان الجديدة. وعلى الرغم من أن الرجال في أفغانستان، لا يبكون أبداً، إلا أن العجوز ترك دموعه تنساب-وهو يروي القصة-بهدوء لتعبر عن آلامه. ترك دموعه تتدحرج في الغبار، وتسيل ببطء وهدوء لغاية صدره الذي هشمه الحزن وألم الفراق.
الناشر:
نحن في هذه الرواية أمام الشعب الأفغانيّ الذي يواجه الرّعب في كل لحظة من لحظات حياته. يبدأ كل شيء عبر مجزرة ارتكبها الجيش السوفياتي بحق قرية أفغانية. ولم ينجُ من هذه المذبحة سوى جدّ عجوز وحفيده ياسين الذي أصيب بالصمم: “القنبلة كانت قوية جداً أسكتتْ كلّ شيء. اخذت الدبّابات أصوات الناس ورحلت”. والدبّابات أخذت صوت الناس ومضت.يروي الكاتب قصّة الرحلة التي يقوم بها الجدّ والحفيد للقاء والد ياسين. رحلة آلام عبر أفغانستان المهدّمة التي يلفّها الغبار والرّماد.
12 يوليو، 2002 الساعة 7:52 م #372640ركن الكتابمشاركعشاق بية
تأليف: الحبيب السالمي
الناشر: دار الآداب“الطيب الذي لا يجيد رواية القصص والحكايات فضلاً عن أن ما يرويه لا يثير غالباً انتباه الآخرين تتملكه بين وقت وآخر رغبة قوية في أن يكون محط أنظار الجميع فيشاكس “البرني” ساخراً منه ومنتقصاً من قيمة أعزّ شيء إلى نفسه. يحب حماس البرني ويلتذ برؤيته وهو يتطلع حوله بعينيه الضائعتين داخل محجريهما، بل يفرح أحياناً حين يسميه الأعمى، فهو يشعر في أعماقه أن هذه الصفة التي يصر عليها البرني ليست شتيمة إذا وردت في مثل هذا السياق. إنها بالعكس تعبير عن شيء من الودّ والمحبة والحميمية… أما البرني فإنه يحوّل كل هجوم إلى فرصة للتباهي بساعته مركزاً في كل مرة على فضائل ومزايا نسيها أو أشار إليها بسرعة في المرات السابقة. ويبلغ التباهي ذروته حين يردّ في سياق دفاعي إثر هجوم واضح ومتعمد تماماً كالذي يشنه الطيب بين وقت وآخر”.
نحن في هذه الرواية أمام أربعة شيوخ مسنين يبدون مثل أطفال، لكنهم يقدّمون عالماً يفصح عن كل ما يعرّي الشيوخ المسنين من مشاعر لا يحبون الإفصاح عنها، كغروب حياتهم الجنسية، كمثول الموت في هيئتهم، في أجسادهم النحيلة، الساكنة في زمن ميّت مرهون للتأمل والكلام. أربعة شيوخ مسنين، يعشق اثنان منهم المرأة نفسها التي سيتزوجها فيما بعد ابن أحدهما. حول هذه المواضيع تدور رواية “حبيب السالمي” التي يسردها بلغة بسيطة شفافة ترتقي بحواراتهم الساذجة إلى مستوى فني رفيع.
14 يوليو، 2002 الساعة 7:24 م #372854ركن الكتابمشاركأجملهن
تأليف: عبد السلام العجيلي
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر“وسوزان.. أية حورية رائعة هذه الفتاة! لم يقصر في حق نفسه أو يخدعها، يخدع نفسه، حين وعدها، وعد نفسه، بأن لن يتعرض في وقفته صباح هذا اليوم أمام سان ستيفان كيرخه إلا لأجمل فتيان فيي نا. حتى لو لم تكن سوزان أجملهن تكوين وجه وقدّ؛ فإنها بلا شك أصفاهن نفساً وأرقهن طباعاً”.
يمضي القارئ مع عبد السلام العجيلي في شوارع النمسا وضواحيها، وأزقتها وأماكنها الأثرية، مشبعاً نظره بمرأى صفحات الدانوب الأزرق، مسترسلاً معه في وصفياته التي تستحضر شيئاً من التاريخ، وشيئاً من الجغرافيا وشيئاً من الفن وشيئاً من التراث، وشيئاً من العادات والتقاليد وشيئاً من الأدب، وكثيراً من الشاعرية المفعمة بالأحاسيس الصادقة التي أطلقت العنان لها الأجملهن روحاً قلباً وقالباً.
ورواية العجيلي هذه هي دفقة من دفقات نتاجه الغزير الذي ألهب حماس دارسي الأدب، فشكل بمعظمه، أو مجتزأ منه مادة لأكثر من رسالة جامعية أو أطروحة لنيل الدكتوراه، سواء أكانت باللغة العربية أم بأي لغة أجنبية أخرى، وقدمت في العالم العربي كما في خارجه، ابتداءً من سنة 1957. والأطروحات المعروفة حتى الآن بالفرنسية وحدها، تبلغ السبع ما بين جامعتي ستراسبورغ والسوربون. علمً أن الدارسين ليسوا جميعا عرباً بل بينهم الروس والألمان والهولنديون المهتمون بالأدب العربي الحديث.
يقول الناشر عن الرواية:
رواية الدكتور عبد السلام العجيلي الجديدة “أجملهن” تحكي قصة شاب عربي يزور النمسا لأول مرة ويلتقي فيها بالفتاة التي هي “أجملهن”. ومن طريق صلته بها يتعرف البطل على عقلية المرأة الأوروبية وعلى نظرتها إلى قضايا الفكر والروح والجسد، ويقارنها بنظرته الشخصية ونظرة الناس في بلاده إليها
14 يوليو، 2002 الساعة 7:26 م #372856ركن الكتابمشاركتل اللحم: قصة مرايا سيد مسلط
تأليف: نجم والي
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر“برهة قصيرة تطلعت حولي. شعرت بنفسي وحيداً وسط ظلام المقبرة، صوّبت بصري باتجاه المقبرة، فرأيت على الجدار القريب من الباب، شبحاً بلباس أبيض، متمثلاً بشكل امرأة، في الحقيقة، شكله الخارجي امرأة، بلباس أبيض، بشعر أبيض، بجسم أبيض، بشفافية مفرطة، غير طبيعية، مثل مرآة، واقفة عند نهاية قمة جدار المقبرة، رافعة يديها، وكأنها بدأت للتو بالصلاة، ولكن وهي مدلية ظهرها للقبلة، ركزت النظر عليها، ولم أصدق ما رأيته، حاولت بطريقة أو بأخرى تفسير المشهد بشكل منطقي لكي أعرف، فيما إذا كان ما أراه حقيقياً أم خيالياً، ولكن قبل أن أصل إلى قرار، رأيت أضوية تخطف، تشبه أضوية قطار يمرّ بسرعة جنونية، وسط الظلام الذي كان ما يزال مسيطراً، وهي لا تزال واقفة كما هي، مثل تلك الحمامة التي ضلت طريقها، حينها عرفت، علي أن أسير بخطوات أسرع، خلف تلك المرأة، المرأة التي أحبها، أو المرأة التي بدأت أحبها، وفي النهاية، فقط معها، مع مرايا سيد مسلط، يمكنني الخروج من المقبرة، مقبرة الغرباء ‘تل اللحم’.”
بشيء من الواقعية، وبكثير من الخيال يصوغ نجم والي روايته “تل اللحم” التي تختلط فيها الأوراق: الحرب العراقية، قصص الحب، الأساطير، الأوهام، تختلط تلك الأوراق بإبداع الإنسان لينسج عالماً يدخله القارئ بوجل، يضيع في أرجائه، ينصت إلى إيقاعات الراوي الإنسانية الفلسفية، الحياتية، يمضي معه في استدراجاته، بشغف لمتابعة حكايته إلى آخر حروفها.
14 يوليو، 2002 الساعة 7:28 م #372857ركن الكتابمشاركالحروب الصليبية كما رآها العرب
تأليف: أمين معلوف
ترجمة، تحقيق: عفيف دمشقية
الناشر: دار الفارابيينطلق هذا الكتاب من فكرة بسيطة: سرد قصة الحروب الصليبية كما نظر إليها وعاشها ورويت تفاصيلها في “المعسكر الآخر”، أي في الجانب العربي، ويعتمد محتواه بشكل حصري تقريباً على شهادات المؤرخين والإخبارين العرب في تلك الحقبة. ولا يتحدث هؤلاء عن حروب صليبية بل عن حروب أو غزوات إفرنجية.
وقد كتبت الكلمة التي تدل على الإفرنج بأشكال مختلفة باختلاف المناطق والمؤلفين والأزمنة: فرنج، فرنجة، إفرنج، إفرنجة… وقد اختير الشكل الذي لا يزال مستخدماً حتى اليوم في المحكية الشعبية لتسمية “الغربيين” وبصورة أخص “الفرنسيين” “فرنج”. وهدف المؤلف من وراء هذا الكتاب، ليس تقديم كتاب تاريخ ولكن تقديم كتاب يوضح وجهة نظر أهملت حتى الآن، “رواية حقيقية” عن الحروب الصليبية وعن هذين القرنين المضطربين اللذين صنعا الغرب والعالم العربي ولا يزالان يحددان حتى اليوم علاقتهما.
14 يوليو، 2002 الساعة 7:29 م #372858ركن الكتابمشاركحدائق النور
تأليف: أمين معلوف
ترجمة، تحقيق: عفيف دمشقية
الناشر: دار الفارابييوغل أمين معلوف بعيداً في أعماق التاريخ… يطرق أبواب مدائنه… يشرعها له خياله… وتتراءى الأحداث له… في بقعة خارجة من حدود الزمان والمكان… وينسج حكاية من التاريخ في وجدانه لها مكان… حتى أضحت أماكنها حدائق ماني فغلب عليها النور… وماني هو ذاك الرجل الطيب الرسام والرسول، الذي وضع في القرن الثالث رؤية جديدة للعالم وهو الذي كان يقول: “قدمت من بلاد بابل لأجعل صيحة تدوي في أرجاء العالم” سمع أمين معلوم صيحة خلال ألفي عام… وكأنه من خلال هذه السطور حلق به ومعه مستعيراً من الخيار صورة، ومن التاريخ حادثة، ومن الوجدان تأملات وفكر، ألف بينها بسحر البيان ليشرق ذاك العمل حدائق النور.
14 يوليو، 2002 الساعة 7:31 م #372859ركن الكتابمشارككتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس
تأليف: معروف الرصافي
الناشر: منشورات الجمليقول معروف الرصافي في مقدمة كتابه “الشخصية المحمدية” بأن أعظم رجل عرفه التاريخ، أحدث في البشر انقلاب عام في الدين والسياسة والاجتماع، وقد أوجد هذا الانقلاب بواسطة نهضة عربية المبتدأ عالمية المنتهى، بدلت مجرى الحياة الإنسانية وحولتها إلى ما هو أعلى مما كانت عليه قبلها حتى أن آثارها في قليل من الزمن عمت الشرق والغرب ولم تزل آثارها باقية إلى يومنا هذا وستبقى إلى ما شاء الله.
إن تلك الشخصية العظمى التي يمثلها شخص محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله في بني آدم قد اجتمع فيها من عناصر الكمال البشري ما لم يعرف التاريخ اجتماعه في أحد قبله: عزم لا يرده راد، وتفكير عميق الفوز بعيد المرمى، وخيال واسع قوي يكاد يقاوم الحقيقة بقوته، وطموح إلى العلى لا يعلو عليه طموح.
هذه من العناصر الأصلية التي تتكون منها شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ذلك ما أوتيه من غزارة عقل وثقوب ذكاء؛ إلا أنه في هذه الناحية لا يفوق إلا المحيط الذي نشأ فيه والعنصر الذي هو منه، أي أن عقليته لا تتجاوز في تفوقها إلا العقلية العربية في زمانه وبيئته. ولئن جاز أن يعلو عليه عال في العقل والذكاء فلا يجوز ولن يجوز أن يفوقه أحد فيما أوتي من صبر وحزم، وهو مع ذلك بشر يتعاوره من أحوال البشر ما يتعاور كل إنسان. وإذا تمّ دحض ما جاء به الرواة من الأخبار الملفقة بما يكذبها من المعقول ومن آيات القرآن لم نرَ في حياته ما يخرق العادة ويخالف سنة الله، التي لا تقبل التبديل ولا التحويل، ويعني هنا بسنة الله نواميس الطبيعة، بل نرى حياته كلها لم تكن إلا طبق ما تقتضيه سنة الله في خلقه. وبما أنه بشر لا يخلو من معايب، لأن جلّ ما لا عيب فيه وعلا، فالعبارة تنصّ على أن الكمال المطلق هو لله وحده. على أن المعايب البشرية كلها لم تكن معايب، لذاتها بل لأمور اقتضتها المصلحة العامة في المجتمع، وإذا كان المرء عاملاً للمصلحة العامة فمعايبه التي تبدو في عمله لا تكون معايب، إذ يجوز أن تقتضي مصلحة العموم أن يعمل عملاً يكون عند الفرد معيباً والفرد لا حكم له في جنب العموم. ثم هي تختلف باختلاف مراتب الناس وقد قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وينهي معروف الرصافي كلامه بالقول بأنه لا ريب أن الأمور التي يسردها في كتابه والتي يؤاخذ فيها شخصية محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن معايب إلا بالنسبة إلى تلك الشخصية من المقام الأسمى والمرتبة العليا. ذلك مجمل الكلام الذي ألَمّ المؤلف من خلاله في مقدمته بالشخصية المحمدية الرائعة والعجيبة. ذاك الكل المجمل سيستمتع فكر القارئ وعقله ومشاعره وقلبه بتفاصيله التي يسوقها المؤلف مدعماً بالدليل، وموثقة من المصادر والمراجع.
المؤلف:
… أصبحت لا أقيم للتاريخ وزناً ولا أحسب له حساباً لأني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم هواء الناس، إذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الأباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة.ولئن أرضيت الحقيقة بما أكتبه لها لقد أسخطت الناس عليَّ، ولكن لا يضرني سخطهم إذا أنا أرضيتها، كما لا ينفعهم رضاها إذا كانت على أبصارهم غشاوة من سخطهم عليَّ، وعلى قلوبهم أكنة من بغضهم إياي.
فإن قلت أيها القارئ الكريم من يضمن لك أن ترضي الحقيقة؟ وهل رضاها عنك فيما تكتبه هنا إلا دعوى مجردة. قلت كفى بحرية الفكر ضامناً لي رضاها وما عليّ في نجاح هذه الدعوى مني وصدقها إلا أن أفتكر حراً وأكتب حراً فإن أصبت ما أردته لها فقد أرضيتها، وإن أخطأت فلي ما يعذرني عندها من أنني لا أقصد إلا رضاها ولا أنحاز إلا إلى جانبها. وإذا كنت لا أتبع هوى النفس فيما أكتبه عنها فما أنا بمسؤول عما لا طاقة لي به منها.
أما سخط الناس من أجل أنني خالفتهم لوفاقها وصارحتهم في بيانها جرياً على خلاف ما جروا عليه من عادات سقيمة وتقاليد واهية فلست مبالياً به ولا مكترثاً له. وإني لأعلم أنه سيغضبون ويصخبون ويسبون ويشتمون، فإن كنت في قيد الحياة فسيؤذيني ذلك منهم، ولكني سأحتمل الأذى في سبيل الحقيقة وإلا فليس لي أن أهتف باسمها ولا أن أدعي حبها كما يدعيه الأحرار، وإن كنت ميتاً فلا ينالني من سبابهم خير كما لا ينالهم منه خير فإن سب الميت لا يؤذي الحي ولا يضرّ الميت، كما قال محمد بن عبد الله عظيم عظماء البشر.
===============
معروف الرصافي (1875 – 1945) شاعر و أديب عراقي. عضو مجلس المبعوثان العثماني في اسطنبول. اشتغل معظم حياته في التدريس و مارس الصحافة. صدر أول ديزان له ببيروت عام 1911، كما مارس الترجمة عن التركية: نامق باشا: الرؤيا، رواية (بغداد 1909) و له العديد من المؤلفات النثرية و الشعرية، و ديوانه طُبع عدة مرات. كما أن له العديد من المخطوطات التي لم تُطبع و منها هذا الكتاب الذي أنجزه عام 1933 في الفلوجة بالعراق.
هذا الكتاب نسخة من الأصل كان محفوظا مع الوثائق الملحقة في إحدى مكتبات جامعة هارفارد.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:34 ص #372886ركن الكتابمشاركالحريم السياسي
تأليف: فاطمة المرنيسي
ترجمة، تحقيق: عبد الهادي عباس
الناشر: دار الحصاد للنشر والتوزيعإن من أبرز المسائل المعروضة على ساحة الفكر في هذا المجتمع هي قضية المرأة في المجتمع العربي، وإن في علاجها من مختلف الزوايا مفتاح لكثير من العقد الأخرى. وقد كان لهذا الموضوع العديد من الكتابات، وكتاب الحريم السياسي لفاطمة المرنيسي الصادر باللغة الفرنسية، واحد من الكتب التي تناولت هذا الموضوع حيث عالجته بجرأة غير معهودة. وقد رأى المترجم ضرورة ترجمته لأن المؤلفة تطرح فيه بلغة أجنبية موضوعات خطيرة وتستند فيها على كتب التراث كمرجع لها فيما تعرضه، وتتناول فيه بعض الشخصيات من الرواة والصحابة بما لا يقرها عليه الكثيرون… كل هذا اقتض بل أوجب نشره في اللغة العربية لمعرفة الرأي النقيض والمخالف. وذلك لجلاء حقيقة ما تتباين حوله الأفكار وكي لا يبقى الاتهام بالتسلط والتمسك بفردية الرأي، والذي ظهر في عصور القهر قائماً، ذلك الاتهام يدحضه الإسلام بجوهره، فهو لم يجزه بل أجاز، على العكس منه، الاستماع بكل حرية للرأي المخالف. وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا، القدوة الحسنة عندما أعلن للمؤمنين في زمنه بما يجب أن يعتبر قدوة في عصرنا ومعلماً من معالم الطريق: أنتم أعلم بأمور دنياكم.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:35 ص #372887ركن الكتابمشاركسلطانات منسيات
تأليف: فاطمة المرنيسي
ترجمة، تحقيق: فاطمة الزهراء أزرويل
الناشر: المركز الثقافي العربيأمام حشد الملكات، اللائي لا يفتأن ينازعن الخلفاء سلطتهم والملوك عروشهم، على الصفحات المصغرة في مصنفاتنا التاريخية تطرح فاطمة المرنيسي السؤال البديهي جداً: كيف تلقب الملكة في البلاد الإسلامية؟ لتبادر إلى القول انطلاقاً من معرفتها بأن أي امرأة لم تحمل لقب خليفة أو إمام بالمعنى المتعارف عليه، والذي يدل على من يؤم الصلاة بالمسلمين. وأن أحد الأسباب الذي يدفعها إلى هذا التسرع، هو أنه ليس بإمكانها التخلص من الإحساس بالذنب لمجرد طرحها للسؤال: هل تقلدت امرأة مهام الخليفة في الإسلام…؟ لنجد الجواب حاضراً في أن أية امرأة مارست السلطة لم تحمل لقب خليفة أو إمام وبالتالي هل يؤدي هذا إلى القول بإن النساء لم يكنّ قط على رأس الدولة الإسلامية..؟
تمضي فاطمة المرنيسي في استجوابها التاريخ الإسلامي وصفحاته التي تحدثت في زواياه عن بعضهن… وهن هؤلاء السلطانات، حيث لم يكن لهن حق امتلاك لقب الخليفة، وهن المنسيات اللواتي لم يلق الضوء على ذكرهن المشرق في التاريخ الإسلامي، فجاءت فاطمة المرنيسي لتميط اللثام عن هذا الجزء المتناسي في التاريخ الإسلامي من خلال دراسة جرت على صفحات كتابها “سلطانات منسيات” هدفت من ورائها كشف الحجاب عن نساء كان لهن دورهن في الحياة السياسية الإسلامية للوصول ومن خلال تلمسها لمواقع الديمقراطية في دورة الحياة السياسية الإسلامية بأن في الدور النسائي السياسي حضور للديمقراطية واضح المعالم.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:37 ص #372889ركن الكتابمشاركصدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي
تأليف: صموئيل هنتنغتون
ترجمة، تحقيق: مالك عبيد أبو شهيوة-محمود محمد خلف
الناشر: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلانصموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفرد وهو من أشهر المفكرين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كتابه “صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي” يطرح هنتنغتون أفكاراً نظرية في هذا السياق ثم يقدم العديد من البراهين والأدلة لتأييد أفكاره النظرية تلك وهو بالإضافة إلى ذلك يغطي الكثير من الموضوعات والقضايا التي تطرق إليها وهذه تشمل: فكرة الحضارات، إشكاليتها حضارة إنسانية أو كونية، العلاقة بين القوة والثقافة، توازن القوة المتغيرة بين الحضارات، والتأصيل الثقافي في المجتمعات غير الغربية والتركيب السياسي للحضارات، الصراعات التي ولدتها العالمية الغربية، الأصولية الإسلامية، وإعادة تأكيد الصينية، ردود الفعل لنهوض القوى الصينية، أسباب وديناميات حروب خط الصدع (بين الحضارات) ومستقبل الغرب وعالم الحضارات.
هذا وإن الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب هي أن الثقافة أو الهوية الثقافية، والتي في أوسع معانيها الهوية الحضارية، هي التي تشكل نماذج التماسك والتفكك والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة. وعلى هذا تكون الكتاب من خمسة أجزاء تحتوي على 12 فصلاً، وهذه الأجزاء الخمسة هي عبارة عن توسع وتطوير نتائج ذلك الافتراض الرئيسي: الجزء الأول: يرى المؤلف بأنه ولأول مرة في التاريخ فإن السياسة العالمية هي في آن واحد متعددة الأقطاب ومتعددة الحضارات وأن التحديث مختلف عن الغربنة. الجزء الثاني: يتحدث عن توازن القوى بين الحضارات الآخذ في التغير؛ فالغرب يتقهقر في نفوذه النسبي، والحضارات الآسيوية تقوم بتوسيع قواها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، والإسلام يتفجر سكانياً مصحوباً بنتائج عدم الاستقرار للدول الإسلامية وجاراتها والحضارات غير الغربية بشكل عام، وهي الآن تؤكد مرة أخرى قيمة ثقافاتها وفي الجزء الثالث تحدث هنتنغتون عن انبثاق النطاق العالمي الذي أساسه التنوع الحضاري. فهناك مجتمعات تتقاسم روابط ثقافية تتعاون مع بعضها البعض، والدول تجمع نفسها حول الدول الأساسية أو الرائدة أو الكبرى من نفس حضارتها.
ويؤكد المؤلف في الجزء الرابع على دعاوي العالمية والإنسانية التي يطرحها الغرب والتي تضعه بشكل متزايد في صراع مع الحضارات الأخرى، وبشكل أكثر خطورة مع الإسلام والصين، وعلى المستوى الإقليمي حروب خطوط الصدع والتي تقع بشكل رئيسي بين المسلمين وغير المسلمين تؤكد الحشود التي تؤيدها دولة تشاطرها حضارتها، وتهدد بتوسع حدود الصراع، وبالتالي تبذل الدول الكبرى مجهوداً من أجل إنهاء هذه الحروب.
وفي الجزء الخامس والأخير يؤكد هنتنغتون على أن استمرار حياة الغرب تعتمد على الأمريكيين وهم بعيدون تأكيد هويتهم الغربية وعلى سكان العالم الغربي وقد هيأوا حضاراتهم على أنها متميزة وليست عالمية، وقد اتحدوا لغرض تجديدها وصيانتها ضد التحديات من المجتمعات غير الغربية.
هذا وقد شغل كتاب صدام الحضارات الجماهير والمثقفين منذ أكثر من ستّ سنوات، ولقد كتبت تعليقات ضد صاحب أطروحة صدام الحضارات برفضها، ومنها ما يؤيدها بصورة صريحة أو ضمنية ومنها من يقترح بديلاً عنها حوار الحضارات، وبما أن العرب أكثر المستهدفين في هذا العالم الجديد ولنشر الوعي بهذه الأطروحة تمّت ترجمتها وتحليل مضمونها، وآلياتها المختلفة ودلالاتها بالنسبة للعالم والوطن العربي وتداعياتها المختلفة، وخاصة أن هذه الأطروحة تؤدي وظائف متعددة في المنظومة الأيديولوجية للغرب.
ونظراً لما ساد هذه الأطروحة من فوضى وعدم تنسيق في النسق، وخللٍ في المنهجية التي يتبعها المؤلف، وسعياً للمساهمة في تحديد الأهداف الكامنة خلف أطروحة صدام الحضارات، كان لا بد من فك آليات ومنطلقات خطاب صدام الحضارات، فقام الدكتور عبيد أبو شهيوة بإعداد دراسة حول المنطلقات الفكرية والسياسية لخطاب صدام الحضارات والآليات التي يعتمد عليها في طرح المفاهيم وفي إقناع الآخرين واكتساب المؤيدين، جاءت هذه الدراسة في البداية تحت عنوان: مساهمة أولية للوعي بالآخر: منطلقات وآليات صدام الحضارات.
الناشر:
يسعدنا أن ننقل إلى قراء اللغة العربية كتاب صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي، لمؤلفه صموئيل هنتنغتون، الصادر في سنة 1996. هذا الكتاب تطويراً لمقالته التي نشرها في مجلة (Foreign Affairs, Summer, 1993) تحت عنوان صدام الحضارات. وحسب ما جاء في الكتاب فإن المؤلف تجاوز المثالب والسلبيات التي تعاني منها تلك المقالة.في هذا الكتاب يقول المؤلف بأنه يقدم العديد من البراهين والأدلة لتأييد أفكاره النظرية، ويغطي الكثير من الموضوعات والقضايا التي تم التطرق إليها إلا بشكل يسر في المقالة المذكورة. وهذه تشمل: فكرة الحضارات، إشكاليتها حضارة إنسانية أو كونية، العلاقة بين القوة والثقافة، توازن القوة المتغيرة بين الحضارات، والتأصيل الثقافي في المجتمعات غير الغربية والتركيب السياسي للحضارات، والتأصيل الثقافي في المجتمعات غير الغربية والتركيب السياسي للحضارات، الصراعات التي ولدتها العالمية الغربية، الأصولية الإسلامية، وإعادة تأكيد الصينية، ردود الفعل لنهوض القوى الصينية، أسباب وديناميات حروب خط الصدع (بين الحضارات) ومستقبل الغرب وعالم الحضارات.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:39 ص #372890ركن الكتابمشاركالتأزم السياسي عند العرب
تأليف: محمد جابر الأنصاري
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشرإن علاج الأزمة السياسية العربية في هذا العصر لا يمكن أن يبدأ، بشكل ناجع ومنهج سليم، إلا بفتح “ملف” المعضلة السياسية الكاملة للعرب طوال تاريخهم، قبل الإسلام وفي الإسلام، والتعرف إلى جذورها كاملة، تحت السطح السياسي الظاهر في الاجتماع، في الجغرافيا، في التاريخ، في الفكر السياسي، وفي النظم والتنظيمات والمؤسسات، وقبل هذا كله: في الممارسة الواقعية… في الواقع السياسي “علم الطبيعة” كما حدثت الأحداث والظواهر والكوارث بلا تنظيرات… ولا تبريرات أو اعتذاريات أو إدانات، وذلك ما يهدف إليه، بشكل أساسي هذا الكتاب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الكتاب لا يهدف إلا إلى تشخيص “الواقع” السياسي في تكوينه وخلفيته المجتمعية وعوامله الموضوعية، وهو ليس بحثاً نظرياً في الفكر السياسي ولا في الأيديولوجيا السياسية وإنما هو في مجمل دراساته يمثل جزءاً من مشروع بحثي متجه إلى دراسة الجذور التاريخية والمجتمعية والجغرافية للسوسيولوجيا السياسية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية في محاولة للبحث عن جذور التروي السياسي العربي في الماضي والحاضر، بما يتعدى هاجس “المؤامرة”، والاكتفاء بإلقاء اللوم على أنظمة بعينها أو قادة بمفردهم، وصولاً إلى تبني التكوين المجتمعي في القاع السوسيولوجي العربي بأبنيته وتشكيلاته التي تنتج، في الواقع، و”تعيد إنتاج” الكوارث والأنظمة والقيادات المسببة لها، وسيجيد القارئ في خاتمة هذا الكتاب تبياناً للمغزى السياسي المعاصر لهذه الرؤية التاريخية المجتمعية.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:41 ص #372891ركن الكتابمشاركطالبان جند الله في المعركة الغلط!
تأليف: فهمي هويدي
الناشر: دار الشروقبعد خمس سنوات من تولي حركة طالبان للسلطة لم يعد كافياً أن يقال أنها حققت الأمان فحسب، حيث إن ذلك يحسب رصيداً للسنة الأولى وربما الثانية أو حتى الثالثة. أما بعد ذلك، فثمة سؤال كبير لا بد أن يفرض نفسه، هو: ما الذي بنته الحركة على أرضية الأمان والاستقرار التي أقامتها؟ في الوقت ذاته؛ فإن أخطر ما فعلته الحركة أنها أقامت نظاماً عدّته نموذجاً إسلامياً؛ وصور للعالم بأنه النموذج الذي يسعى المسلمون إلى تحقيقه، وهي ليست الوحيدة في ذلك الباب، فثمة نماذج إسلامية أخرى، يشوبها النقصان بدرجة أو أخرى، لكن أياً منها لم يعثره ذلك القدر من النقصان الذي تبدى في النموذج الطالباني. والشيء الوحيد الذي يمكن أن تعذر به الحركة هو أن ما يفعلونه وهم في السلطة هو ما تلقوه في المدارس الدينية التي حصلوا فيها تعليمهم وتخرج بعضهم منها. أي أنهم عبئوا بثقافة مغلوطة وفكرٍ ضيّق الأفق وشديد التخلف، فتصرفوا على ذلك النحو المأساوي الذي نراه في نظام حكمهم. وأغلب الظن أنهم لو تلقوا ثقافة إسلامية أكثر وعياً ورشداً، لجاءت تصرفاتهم على نحو مختلف، الأمر الذي قد يعني أن طالبان ضحية للثقافة الجامعة والمتخلفة السائدة في بعض أركان الساحة الإسلامية، وهي التي انعكست على تصرفاتهم ومواقفهم ونظرتهم إلى غيرهم، في داخل أفغانستان وفي أنحاء الدنيا.
ضمن هذه المقاربة تدور حلقة البحث في كتاب فهمي هويدي الذي هو بين يدي القارئ “طالبان جند الله في المعركة الغلط!” ومن أجل ذلك ذهب الباحث ليستقصي واقع حركة طالبان على أرض الواقع وهو يقول بأن السكوت على ما تفعله طالبان لم يكن ممكناً، وهو ليس لأجل ذلك ذهب إلى أفغانستان، وكذلك فهو ليس في وارد تبرير ما يفعلونه وتبرئتهم من مسؤولية ما يجري، ولكنه، في عمله هذا، يحاول جهده نقل الصورة كما هي، عن طالبان، وإذا كانت قد بدت صارمة أو صادقة، فلا حيلة له في ذلك.
وقد وجد أن انحيازه إلى النموذج الإسلامي، كما يفهمه، فرض عليه تسجيل موقف صريح لا مجاملة فيه، ازاء بعض الممارسات التي تقوم بها الجماعة في أفغانستان، حتى إذا اتسمت تلك الصراحة بما عدّه البعض شدة أو قسوة… وأمله أن يدرك القارئ أن ما أقدم عليه في هذا الصدد كان غيرة على الإسلام ونموذجه بأكثر من قسوة على طالبان وتجربتهم. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب فصول هذا الكتاب كانت قد نشرت على فترات متقطعة في صحيفة “الشرق الأوسط” خلال العامين الأخيرين.
15 يوليو، 2002 الساعة 6:42 ص #372892ركن الكتابمشارككم بدت السماء قريبة
تأليف: بتول الخضيري
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشركم بدا العالم قريباً صغيراً من نوافذ “بتول الخضيري” التي شرعتها على السماء التي بدت قريبة… عذابات العالم تقلصت وآلام الخليفة تجلت في هؤلاء الذين كان قدرهم أن يكونوا في العراق ومن العراق… صادرهم العذاب حتى بدوا قطعة منه… مناخات ترحل في أجواءها بتول لتحكي صبية حكاية هي للحديث أقرب… حديث وجداني يفيض ألماً… يفيض عذوبة… ويفيض عطاءً فكرياً روائياً نسجه خيال بأنامل الواقع… بخيوط العبارات والأفكار المنسابة كمياه جدول تمضي بعيداً… تتداخل في ثنايا المشار لتصب في أعماق الوجدان.
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.