نزلت في فندق اربع نجوم في جاكرتا. ولم يكن اختياري للفندق محض صدفة, وإنما كان بنصيحة احد اصدقائي من عتاولة السفر والسياحة وتوسيع الصدر في الصيف. المهم,اعلم عزيزي المتصل أني عندما وصلت لمطار جاكرتا فوجئت وضللت فاغرا فاهي لذلك المطار الصغير في حجمه والكبير في تنظيمه ونظافته وجماله, وأصبحت افكر جديا في العيش في ذلك المطار. وما أن وصلت وختم على جوازي بختم الجودة الاندونيسي, توجهت الى مكاتب حجز الفنادق والمركبات (أي السيارات عزيزي المثقف)وبدأت ادعو الله بيني وبين نفسي ان اجد غرفة في هذا الفندق. بالفعل قمت بحجز غرفة في الفندق عن طريق أحد المكاتب والذي ايضا وفر لي المركبة التي ستقلني الى حيث ذلك الفندق. وصلت الى مبنى جميل و فخم ونزل سائق المركبة فنزلت وسألته باللغة الانجليزية ما إذا كان هو المكان فرد علي انه لا يتكلم لغة الفرنجة فخاطبته بالعربية وقبل ان اتمم كلامي قاطعني موضحا انه لا يتكلم لغة العربان. فوجئت برجل يلبس زي يشبه زي فرقة حسب الله ولكن على أشيك, فوجئت به يحمل حقيبتي اليتيمة الى داخل الفندق. دخلت الى الاستقبال فوجدت الانسة تنطق اسمي, بلغة انجليزية تكاد تكون هيروقليفية, موضحة انها تتوقع وصولي في هذا الوقت. عندها عزيزي المشترك عرفت انه هو الفندق المطلوب. لكن مافاجأني حقيقة هو انه اربع نجوم بينما لو نقلوا هذا الفندق الى حيث وطني الأم ومسقط نافوخي, فلن يقيم بأقل من سبع نجوم وقد اكلم احد المسؤولين ويجعله من فنادق العشر نجوم.
اعلم عزيزي المسافر أن في جاكرتا الكثير من الفنادق والمباني الضخمة ما يبهرك ويجعلك تستغرب من هذا الشعب البسيط والمعدم كيف لهم ان يتطاولوا على الصورة التقليدية لدولة تعتبر فقيرة.كل ذلك وهم شعب لا يتكلمون الانجليزية ولا العربية إلا ماندر.لاتتقدم الامم الا عندما تفكر وتبدع بلغاتها.
نحن ندرس الانجليزية والفرنسية ونعيب على من لا يتحدث لغات اجنبية. وإذا اردنا ان نتكلم في موضوع وأردنا ان نلفت المستمع المسكين الى مدى علمنا وثقافتنا, ندخل على حديثنا كم مصطلح انجليزي على كم جملة فرنسي. وبالهناء والشفاء للمستمع أو القاريء الكريم.