الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات المغرب والجزائر ……. باسم الشيخلي

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #108688
    (المغرب والجزائر)
    بلدان شقيقان للعراق … ومجريات الإحداث ضده … هي زوبعة في فنجان
    باسم الشيخلي

    إثناء مطالعاتي لبعض الصحف وكالعادة استوقف عند بعض الإخبار التي تناولتها الحالة العربية للشأن العراقي ، فمررت بخبرين مؤلمين صادرين من دولتين عربيتين في القارة الإفريقية هما المغرب والجزائر ، الخبر الأول يشير إلى إن الحكومة المغربية تغلق المدرسة العراقية في الرباط والثاني هي التصريحات الجزائرية التي يطلقها رئيس البرلمان الجزائري السيد (عبد العزيز زيادي) ، حيث أشار إلى إن الجزائر تدعم المقاومة العراقية المسلحة وأي مقاومة أخرى للدفاع عن الأرض والوطن …. .

    فعلى الرغم إن الخبرين الواردين لا يجمعها مشترك أو تقارب كمضمون ، ولكن نقطة الالتقاء التي يجمعهما هو إنهما صادرين من بلدين عربيين عضويين في الجامعة العربية منذ تأسيسها حالهما حال الدولة العراقية وبالتالي فأن العلاقات الثنائية التي تربط هذين البلدين بدولة العراق هي علاقات تاريخية مشتركة تجمعهما عناصر اللغة والدم والثقافة والتاريخ ، ولعل من المحزن أن نتحدث يوماً ما كعراقيين إننا أصبحنا لسنا بقريبين عن هذين البلدين المهمين أو إن تعتري العلاقات قضايا تعكر أجواء الود والمحبة القائمة عليها تلك العلاقات .

    اليوم يشهد العالم تقارباً أكثر فأكثر على رغم النزاعات في بعض مناطقه ، ولكن النسبة الغالبة هي أجواء الالتقاء والتقارب وتعزيز التعاون في مختلف أوجهه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لان العالم بطبيعته ومن خلال منظومة المعلومات الهائلة وتطور وسائل النقل والمواصلات أصبح كالقرية الواحدة التي تشدها أواصر ومتبنيات ثقافية وعلمية وتكنولوجية لا يستطيع احدً الاستغناء عن الأخر أو النأي بنفسه عنها ، ومن هذه المنطلقات تبنى العلاقات لتعزيز الوحدة ومد جسور الثقة والتعاون بين البلدان . ولعل العالم العربي بما يحتله من مواقع جغرافية وسياسية إستراتيجية على الخارطة الجغرافية والسياسية في العالم وبما لديه من قدرات اقتصادية واجتماعية وثقافية هائلة تساعده ان يكون في مقدمة بلدان العالم التي من خلاله يستطيع ان يرسم الخارطة التي يريدها والتي يضمن عبرها مصالحه المشتركة ، هذا يعني ان الوحدة والمصالحة والتقارب والبحث عن أوجه التعاون ونبذ طرق الاختلاف والتفرقة هي من الضرورات التي تحتمها طبيعة المرحلة وتفرض أجندتها على الواقع العربي بعيداً عن كل المزايدات والشعارات الجوفاء والتي لا تغني ولاتسمن من جوع .

    العراق بتجربته الجديدة لا يريد ان يفتح من الماضي المؤلم صفحة لأنه قد تجاوز ما هو أصعب منها والعراق كبلد مؤثر على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية بما يمتلك من رصيد متحقق وناجز على هذه الأصعدة فهو يتطلع دائماً الى طي صفحة الماضي بكل ترهلاته وتقاطعاته وليعاود نشاطه باعتباره قوة فاعلة في المنطقة العربية لا يمكن الاستغناء عنه ، فغلق مدرسة هنا وحديث غير مسؤول هناك قد لا يؤثر شيئاً على مستوى العلاقات المتينة التي تربط هذه البلدان بالعراق ولا هي من المرتكزات التي تبنى عليها تطلعات وأمال الشعب العراقي ولكن ….يبقى السؤال هو: لماذا هذا التوقيت في المحطتين المذكورتين (غلق المدرسة العراقية في المغرب ، وتصريحات رئيس البرلمان الجزائري) ؟ … وما الغاية التي يرسوا عليها هذين الأمرين…؟ وفي مصلحة أي طرف تصب هذا الحراك الخاطئ من قبل الشقيقتين المغرب والجزائر …..؟ .

    لعل الجواب البديهي …. هو ان لا مصلحة لأي طرف في هاتين القضيتين والخاسر فيهما هو وحدة وتماسك العرب أمام التحديات والإخطار والصعوبات ، الخاسر فيهما هو التاريخ المشترك الذي سيكتب بأحرف يشم منها شماتة الأعداء عن توتر بين البلدان بسبب عدم اكتراث بعض الاطراف عن تصرفات لا تمت للعروبة والإخوة بأي صلة ، الخاسر فيهما إن لا يرى طرفاً نفسه إلا عبر مماحكاة لا طائل منها ولا تعتبر في تقيمها هي من اقل مصاديق الديمقراطية السائدة في تلك البلدان .

    نعم …. أغلقت مدرسة عراقية في المغرب كانت قد تأسست منذ عام 1976 وتضم أكثر من (400) طالب اغلبهم مغاربة مع تأكيد لأولياء التلاميذ ان المدرسة تعدّ نموذجية من حيث السيرة الأخلاقية وكذا من حيث كفاءة الأساتذة في تلقين المناهج ، فهل يا ترى ان تلك المدرسة شكلت خرقاً قانونياً للقانون التعليمي المغربي …. ولماذا هذه الاتهامات بأنها تشكل منطلقاً طائفياً في دروسها وطريقة تدريسها ؟ الم يعد الطرف الأخر في المذهب والعقيدة مقبولاً إلا عبرّ كتم الأفواه والإغلاق والإبعاد ، ولماذا يدعي البعض انه يستطيع ان يتحاور مع الديانات اليهودية والنصرانية او المجوس والبوذيين ولا يستطيع ان يلتقي بأخيه الذي هو من ذات الملّة والعقيدة !…. كيف نستطيع ان نفسر ان الديمقراطية كنظام سياسي يقبل بادعاءات المنحرفين خلقياً ويفتح لهم الأبواب على سعتها لبيان ملاحظاتهم وأرائهم ولا تستطيع دولة كبيرة (كدولة المغرب الشقيق) إن يكون للأخ في الدين والعقيدة رأي مسموع للتعبير عنه .

    وكذلك فنحن لا نتوقع من دولة كالجزائر وخصوصاً من رئيس البرلمان فيها ان يكون متصدياً ويجرح كرامة الشعب العراقي بتصريحاته (غير المسؤوله) عن دعمه للمقاومة ، فأي مقاومة هذه التي أجرمت بحق الشعب العراقي واقل ما يمكن ان تفعله هو قطع رؤوس الأبرياء والمساكين من أبناءه ، لماذا لا تكن اليد ممدودة إلى القوى السياسية الفاعلة التي حافظت على وحدة العراق ارضاً وشعباً ؟ ولماذا كل هذا التغاضي عن من سبب كل هذا الخراب والدمار وجلب الإرهاب الأسود الى العراق ؟ لماذا هذه السوداوية القاتمة في القراءة للمشروع السياسي العراقي الجديد وقواه الفاعلة للعراق وأهله …. .

    العراق ينظر الى البلدين الشقيقين المغرب والجزائر نظرة احترام متبادل ولا يتقاطعان معه في أي شيء على رغم الجراحات التي ألمت بالعراق الجديد ولعل حدود هذين البلدين كانت مفتوحة بشكل غير رسمي أمام تجنيد الإرهابيين وإرسالهم الى العراق …. إلا ان ما يهمنا الموقف الرسمي والشعبي لهذين البلدين العزيزين لأنهما استنكرا هذه الإعمال واعتبراها منافية للمبادئ والثوابت الدبلوماسية التي تربط البلدان فكيف ان كانت هذه البلدان هي بلدان شقيقه ؟ … .

    نأمل وأملنا وطيد ان المغرب والجزائر تتفهم جيداً ظروف العراق الجديد وتجربته السياسية القائمة على مبادئ عدم التدخل بشؤون البلدان الاخرى حتى على مستوى التصريح والتلميح ، وتعتبر ان ما جرى من أقوال وأفعال هي زوبعة في فنجان سكن هيجانها ولم تعد تشكل حائلاً دون التفاهم وإعادة المياه الى مجاريها لان الأتي هو اكثر من الذي مضى …. فإلى مزيد من التفاهم وطرق ابوابه ووضع العلاجات الصحيحة دون تأخير .

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد