الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › دع الجيفة للكلاب
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 22 سنة، 5 أشهر by الليل المنير.
-
الكاتبالمشاركات
-
9 يوليو، 2002 الساعة 11:01 ص #10862الباسلمشارك
ما أتفه الدنيا , وما أحقرها , وما أقلها !
وما هي إلا جيفة مستحلبة ** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها ** وإن تجتذبها نازعتك كلابهاولذلك دع الكلاب فيما هي عليه متقاتلة , فأنا أشبه لكم الدنيا عند ربنا – ولله المثل الأعلى – أنت إذا أكلت لحما يبقى بعد اللحم العظام , هذه العظام تلقيها على باب دارك , أو تأبه أي كلب من كلاب الجيران يأخذ عظمة كبيرة , وأي كلب يأخذ عظمة صغيرة , فالذي يأخذ عظمة كبيرة , يخرج رئيس والذي يأخذ عظمة صغيرة يكون كناسا , أو كاتب في شركة , أو مسكين , تعب من الصباح حتى المساء , حتى يحصل لقمته , عظمته صغيرة لا يسد منها شيء – ولله المثل الأعلى – هكذا الدنيا عند الله عزوجل , يرميها للكلاب , فكلب يخرج له عظمة كبيرة , وكلب يخرج له عظمة صغيرة , وانظر إلى الكلاب وهي تتهارش على عظمة صغيرة انظر إليهم .
ولذلك لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء .
عندما دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورآه متكئا على حصير قد أثرّ في جنبه , بكى , قال : يا رسول الله , أنت ها هنا وكسرى وقيصر على الأسرة ؟!قال : (( أوفيّ شك يا عمر ؟ أولئك قوم عجلت إليهم طيباتهم في الحياة الدنيا ))
قال تعالى : ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) سورة الاحقاف : 20
وضع طعام شهي أمام عمر بن الخطاب , فبكى , وقال : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال : أخاف أن نكون ممن قال الله فيهم : ( أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا واستمتعتم بها ) .
فما الفرق الآن بين أفقر أفغاني في هيرات , وبين أغنى أمريكي في فلوريدا ؟ فقط أن هذا قطعة اللحم أو العظم كبيرة , وهذه قطعة العظم صغيرة , وهذا الأفغاني ينام مطمئنا مرتاحا بعد أن يأكل قطعة الخبز الجافة مع الملح , وذاك فيه القرح وتصلب الشرايين, والضغط والأزمات , والقلق النفسي .. غير ذلك ؟ , ودائما معه حقيبة الحبوب , إذا تأخرت عنه ست ساعات يبدأ يتأوه .. نعم لا فرق طبعا , هذا إذا تغاضينا عن الناحية النفسية , السعادة الغامرة التي يفيضها رب العالمين على النفس التي تعبده .
ولذلك أنت من ناحية الجهاد , إن نظرت إلى أصل القضية تهون الدنيا في نفسك , وإن نظرت إلى النتيجة ينبعث الشوق في قلبك , وإن نظرت إلى الواقع الذي أنت فيه كذلك تستريح لما أنت فيه , الأصل أن الدنيا التي تركناها لا تعدل عند الله جناح بعوضة , ولا تعدل الجدي الميت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
الواقع (( عليكم بالجهاد , فإنه باب من أبواب الجنة , يذهب الله به الهم والغم )) والنتيجة إنما هي إحدى الحسنيين :
قال تعالى : ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ) – التوبة : 52
الجهاد أصلا وواقعا , ونتيجته هو أفضل وسيلة للنفس البشرية , لكن الجهاد لا يمكن أن يكون إلا بالولاية , يعني الجهاد ليس عملية فردية , لولاية المؤمنين , ومعاداة الكافرين .. ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) .. ( ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) .
مع ولايتك للمؤمنين , ونصرتك لهم , ووقوفك بجانبهم , ومعاداتك عدوهم , ومشاركتهم آلامهم , ومشاطرتهم أفراحهم . هذا شيء ضروري لا ينفك عن الجهاد , ( ولا تخشون الناس واخشون ) عدم خشية الناس , خشية الله عزوجل ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) عدم النظر إلى الدنيا , وولاية المؤمنين , هذه أحكام أربعة مهمة جدا , من أجل الجهاد الذي هو النجاة
9 يوليو، 2002 الساعة 1:34 م #372423الليل المنيرمشاركالباسل .. أيها العزيز ..
فعلا إنها منتنة وقذرة … ونحن فيها كعابري سبيل …
ولكن ألا تلاحظ أخي أننا ركنا إليها كثيرا … حتى أصبحت شغلنا الشاغل …
وأصبح اعتمادنا على الأسباب أكثر من اعتمادنا على رب الأسباب … اعتمادنا على المخلوق أمسى أكثر من
اعتمادنا على الخالق … أصبح لا نعرف من هو النافع ومن الضار .. من الرازق .. من المحيي من المميت …
نسينا قول الله تعالى في الحديث القدسي : عبدي كن لي كما أريد أكن لك كما تريد … نسينا أيضا : من
عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب … كما نسينا : عبدني أطعني تكن ربانيا تقول للشيئ كن فيكون …
تحياتي الليل المنير
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.