الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات زيارة السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية للعراق

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #108472
    زيارة السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية
    منطلقات لبناء الثقة وتجديد التفاؤل للعراق الجديد

    باسم الشيخلي

    جاءت زيارة السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية الى العراق ولقاؤه بأغلب السادة المسؤولين في الدولة العراقية الجديدة ومنهم على الخصوص سماحة السيد الحكيم زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، لتعطي دلالات وإشارات واضحة إلى المتابعين للشأن العراقي مفادها ان العراق بتجربته السياسية الجديدة قد نجح وحقق الكثير على مسار بناء الدولة وفق معايير الأنظمة الديمقراطية في العالم ومقاسات التقييم لهذا النجاح من لدن المتخصصين والمضطلعين بالشؤون الدولية عبر توظيف خبراتهم في هذا المجال ، وبعيداً عن المجاملات السياسية ، نرى ان للقوى الفاعلة في العملية السياسية ومنها القيادة الحكيمة لتيار شهيد المحراب والقوى السياسية الاخرى دوراً بارزاً في الحفاظ على المكاسب المتحققة التي صانت وحدة العراق وحفظت اهله وماله أمام السيل من الضغوطات والتحديات الكبيرة والواسعة وفي مقدمتها العمليات الارهابية بكل تفاصيلها وتشعباتها والتي كانت الأبرز في تلك المرحلة ….. .

    لم تكن زيارة السيد (عمرو موسى) للعراق هي الأولى ولن تكون الاخيرة ، لأنها تدخل ضمن وظائف متعددة تحددها طبيعة المرحلة فالزيارة هي بمثابة البوصلة التي تشير وتحدد مقدار الاتجاه الصحيح في المسار وكأن السيد الأمين العام يريد من زيارته معرفة المقادير العملية المتحققة والتي آلت إليه تجربة العراق الجديد كنظام سياسي يضم جميع الإطراف السياسية العراقية دون تميز في لون أو في عرق شرط إن يكون ولاؤها للوطن وخدمة الشعب وما تحقق منه على الأرض ، وكوظيفة أخرى لهذه الزيارة يريد ان يقول للعراقيين جميعاً ان الجامعة العربية ستوظف قدراتها وخبرتها في إعادة العراق (كبلد قوي وفعال ) الى سابق عهده والى أحضان محيطه العربي باعتباره لاعبا أساسا ومؤثرا على الساحة العربية والدولية ، وكتوظيف اخر يضاف الى جدول زيارته .
    ان هذه الزيارة تعبير عن الشكر والتقدير للانجازات المتحققة على ارض وادي الرافدين ، لان الأمن والاستقرار في العراق هو عامل مهم في استقرار الأمن في المنطقة وبالتالي فان تحقق الامن والاستقرار يساعد على توجيه وتوظيف الجهود العربية لخدمة المشروع العربي في مناهضته للظلم والحيف الذي لحق بالأمة العربية طيلة السنوات المنصرمة .

    اليوم وبعد ان اطمأن الجميع بما فيهم القادة العرب ورئيس جامعة الدول العربية على ان العراق قد خرج مشافى معافى من جميع التحديات والصعوبات والجراحات وقدرته على ان يستمر في العطاء والبذل والتضحية ، تأتي هذه الزيارات ضمن هذا الإطار ولتؤكد عليه ، ولكن يبقى السؤال المهم : هو كم ستؤدي هذه الزيارة في تلبية مطالب العراقيين وكم ستكون فاعلة في توظيف القدرات العربية المتوفرة في خدمة العراق والذي بحاجة الى مواقف جادة ومخلصة وصادقة ومنها على سبيل المثال إعادة بناء ما خربته أيادي النظام البائد في جميع مجالات البنى التحتية والفوقية وفتح أبواب الاستثمار والمشاركة في توظيف الخبرات التنموية الاقتصادية وكسر حواجز الخوف والدخول إلى العراق من أوسع أبوابه بعد رفع العوائق التي تقف حائلاً دون ذلك كالرسوم الكمركية العالية ومشاكل الحدود وما شابه ذلك ….

    ما هو السقف الزمني الذي سينتظره العراق من الإخوة العرب للقدوم الى العراق وفتح سفارات لهم والمشاركة في الأنشطة الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول ، ونريد ان نعلم من السيد الامين العام لجامعة الدول العربية مقدار قوته وتأثير نشاطه الدبلوماسي الملحوظ في تفعيل كل ما من شانه تدعيم المسار السياسي العراقي الجديد ، وهل ما زال العراق في نظر بعض القادة عدم استطاعته تأهيل قدراته ليكون لاعباً فعالاً ونشطاً في القرار العربي ! وان كان كذلك …. فأين هي مكامن الضعف ونقاط الخلل !!!

    ان المرجو من هذه الزيارات الميدانية والمتوقع منها الشيء الكثير ، فكاريزما شخصية السيد (عمرو موسى) ذات التأثير السيكولوجي الذي يتمتع به وقدراته العالية تمكنه من ان يكون الى جانب إخوانه العراقيين في جعل هذه الزيارات داعمة ومساندة للعراق والعراقيين ويجعل جلّ اهتمامه توظيف المشاهدات الميدانية التي لمسها في زيارته برنامجاً عملياً تخرج بنتائج ايجابية تخدم هذا الشعب المظلوم الذي وقع بين مطرقة العبث والفوضى والإرهاب والتخريب المتعمد وسندان القوى المساهمة والداعمة لها ….

    نريد ان لا نجعل من التفاؤل الحذر طريقاً الى نفوسنا ، وبالتالي تأتي التقييمات والنتائج لمثل هذه الزيارات دون المستوى المطلوب ، فالسيد الأمين العام لجامعة الدول العربية قد عاش طيلة فترة زيارته بين أحبته وإخوته في دار ضيافة اسمه العراق الكبير ونحن ننظر إلى انه لم يأت إلا لبلده وشعبه ، فاليوم وغداً فسيادته والإخوة الآخرون من القادة العرب سيكونون في موضع ومحل ترحاب جميع العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد