الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › بيني وبين نفسي
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 22 سنة، 5 أشهر by أبو لينا.
-
الكاتبالمشاركات
-
8 يوليو، 2002 الساعة 11:53 ص #10845الباسلمشارك
اللهم إني أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين
أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي…
إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي…
إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي…..
ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
عندما يخطأ الإنسان، عندما يريد الخير ويخطأه، عندما يفعل الخير فيخطأ، عندها تتفاوت انظار الناس إليه، فمنهم من يلومه ويعنفه ويتهمه في نيته، ومنهم من يعذره ويرشده، ليس الخطأ هو الذي يحزن الإنسان، فما يحزن من أخطائه إلا أحمق، والخطأ خير وسيلة للعلم، إنما الذي يحزن الإنسان أن يتهم في نيته، إن اتهام النوايا كالسهام إن أصابت فإنها تقع في قلب القلب، ولوقعها تثور جراح في الصدر لا تندمل أبداً.
إن جراح الجسد قد تختفي، وقد ينساها صاحبها، أما جراحات القلوب فتلك أشد على المرء من ضرب بالسياط، عندما تقع تلك الضربات، عندها يبحث الإنسان عن من يواسيه، يعينه، يخفف عنه، فمنهم من يجد ألف خليل، ومنهم لا يجد إلا الجدران يخاطبها، والأوراق يناجيها، يبث فيها همومه لعل وعسى أن تخفف عنه، إن القلم لنعمة لمثل أولئك الناس.
الناس كلهم بلا استثناء أصحاب قلوب نقية، وقلوب صافية، وإن خالطها شيء من أوساخ هذه الدنيا، فإن الفطرة السوية لا تغش أبداً، أصحاب القلوب الطاهرة قد يبكون في صدورهم آلام وأشجان وهموم، ولا يدري بهم أحد، فهم الذين يستمعون لغيرهم، ويحملون هموم غيرهم، ويحملون هموم أمتهم، لكن لا يجدون من يحمل عنهم بعض همه، فما يملكون إلا قول: إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي.
عندما يدرك هذا الصنف من الناس أنهم أخطأوا في حق شخص ما، تثور في صدورهم وعقولهم عاصفة هوجاء من الحرج والشكوك والأسئلة والرجاء، مشاعر مختلطة تثور وتنتشر فلا تترك فرصة لفكرة جميلة أو لحظة سعيدة فرصة الظهور، تثور كأنما هي عاصفة اشتدت على رمال فحملت الغبار وأفسدت الجو وانعدمت الرؤيا وانتظر المسكين المجهول الذي يعقب هذا الثوران، فإما عفو ومغفرة، وأما غضب وصد، لكنه يردد في نفسه دائماً: إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي.
إن هذا الصنف من الناس يعيشون حياتهم وحياة غيرهم، بهمومها وأفراحها، فيصبحون كالنبراس يضيء للتائهين في ظلمة جهلات الدنيا الطريق، فيدلهم على طريق النجاة، ويرشدونهم لخيرات هذه الحياة، لكنهم إن أخطأوا لن يغفر لهم أحد خطأهم، ولن يقدروا لهم بذلهم، إنهم فعلاً شموع تضيء للآخرين طريقهم وتحترق حتى تذوب وتتلاشى.
وصدق المتنبي حين قال:
رب كئيب ليس تندى جفونه . . . . ورب كثير الدمع غير كئيب
إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله…
أخوكم في الله الباسل12 يوليو، 2002 الساعة 11:26 ص #372584أبو لينامشاركالأخ الباسل
موضوعك جميل
لماته هي الأروع
اشكرك عليها
اتمنى لك التوفيق
الى الأمام
أبو لينا
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.