و أنا بينهم حائرة تائهه .. أراقب من بعيد .. و لا ادري اي حب من انواع الحب اختار !! فكرت كثيرا وطويلا أيهما أختار .. ؟؟؟؟
أي شاب يستحق حبي الدافيء الصادق ؟؟ أهو ذاك الشاب الطويل الوسيم ذو العضلات المفتوله ؟؟ أم ذاك الشاب القصير الممتليء ؟؟ ام ذاك الشاب الملتزم دينيا و مرتديا ثوبه الابيض النقي ؟؟ أم ذاك الشاب المهووس بالأغاني و الطرب ؟؟؟؟؟ .

فكرت كثيرا و لم اجد في داخلي سوى إجابة وقناعه داخليه باعماقي تقول لي لا حب بلا ثمن …. وقد يكون الثمن ثمنا غاليا لا استطيع سداده يوما ما .

فقررت أن أبقى في زاويتي الخاصه , أراقب قصص الحب و المراهقه من بعيد .. أقدم النصائح بلا خبرة أو تجربة … وإنما فقط من قناعة داخلية و تربية أخلاقية نشأت عليها .

وهكذا ……. مرت الأيام ومضى العمر الطويل .. وكبرت أكثر واستطعت خلا ل تلك الفترة المحافظة على قناعتي الداخلية … رغم ما تعرضت له من مواقف كثيره … من اعجاب و حب و اطراء من الشباب … وما أكثرهم الذين طرقوا باب قلبي .. و لكن ليس هناك من مجيب !! كان محكم الاغلاق .

كنت دوما أقول في نفسي اصبري و انتظري الفرج القريب … فلا بد أن يأتي اليوم الذي يطرق باب قلبك زوجا رائعا , لتعطيه كل الحب و المشاعر الصادقة الدافئة … بثمن عظيم تكون ثمرته الحب الصادق الحقيقي في رضا الله ورضا الوالدين .

وذات يوم .. جائتني إحداهم تسأل … ما هي مواصفات فتى أحلامك ؟؟؟

فتبسمت وقلت لها : – فتى أحلامي شاب بسيط مختلف عن أي انسان ,, لذلك مر بي العمر و لم أجده بعد .
فقالت لي : هل تريدي شاب ذا مال و جاه و جمال .

فضحك بسخرية و قلت لها : كلا .. لا اريد مالا , أو جاها , أو جمال … فكل ذلك مصيره الزوال .
أنما اريد شابا يضع على رأسه تاج من الأدب و الخلق الحسن و الوقار .. لا يحمل بيده سيجارة سخيفة .. ليدعي بها رجوليته الكاذبه .. أريد شابا وسيم جميل لا بالمظهر و الشكل و انما بجمال الروح و الطيبه و الصدق .

فتى احلامي الذي اتمناه كريم بحسن معاملته و لطفه .. صادق في حبه و مشاعره .. ليس بالكلام المزيف الخادع ,, التي هي فقط كلمات عابره حبر على ورق .. لا تكاد تلبث دقائق الا و تتبخر فلا تترك اثر .

فابتسمت و سألتني قائلة : و أي الصفات لا تتمنينها في أي شاب ؟؟
فقلت لها : ذاك الشاب الذي يعتقد أن رجوليته في أن يكون قاسيا , معاندا و رافضا لرغبات المرأه متجاهلا لها .. فلا يبدي أي اهتمام أو حب … يسعى دائما لأن يحطم آرائها و أفكارها … ويتعالى عليها و كأن الله لم يخلق غيره رجل .

ذاك الشاب المحتال الذي لا يعرف معنى الصدق .. و لا تدرين من أ ي الابواب تدخلين له .. فعند كل باب تجدين صخره كبيره هائله من النفاق و الكذب و المراوغه … و الوعود الكاذبة .
تحاولين جاهده تحطيمها و لكن عبس و بئس المصير .

و أخيرا ….
ذاك الشاب الذي لا يعترف بحبه و بالمشاعر التي في أعماقه ,, و بحاجته لمن يحب .. فهو يعتقد أن ذلك منافيا لمعنى الرجوليه عنده .. و كأن الرجوليه تقتصر على ذلك و حسب .

فضحكت مني قائلة : – وهل تعتقدين أنك سوف تجدين فتى أحلامك في هذه الدنيا المليئه بالغش و الخراب ؟؟؟؟!!!!
فقلت لها بكل ثقة و عزم : – نعم .. فالدنيا لم تفسد بعد يا عزيزتي الى هذا الحد الذي تعتقدينه .
وليس من المعقول أن يفقد كل الرجال معنى الرجوليه الحقيقه لديهم .. فلا زال هناك الكثير من الرجال الذين عرفوا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .. و تأسوا به أسوة حسنه .. وكانوا لزوجاتهم سكنا و أمنا و طمأنينه …
وكانوا لها بمثابة الأب و الأخ و الصديق و الزوج الحبيب .

كما أن هناك الكثير من الفتيات الذين لا يزالوا ينتظرون الرجل الحقيقي ليسعدوه و يكونون له الغطاء و الدفء .. و يسعون لجنة عرضها السموات و الأرض .. ليدخلوا من أي أبواب الجنة شاؤوا .

الصبر مفتاح الفرج …. و ما ترك الإنسان شيئا لله .. إلا و عوضه الله تعالى به خيرا .