الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر قصائد الشاعر أبو مسلم البهلاني رحمه الله

مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 49)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1242357

    تكب على دنياك وهي تبيد

    تكب على دنياك وهي تبيد وتفتقد النائي وأنت فقيد
    حريصا عليها جامعا لحطامها وغاية ما نافست فيه نفود
    تساور ملحاحا على نيل فائت نعم كل ما يرجو الحصاد حصيد
    تكالب فيها أهلها وتذودهم وعمرك لو كنت اعتبرت تذود
    ولو أملا أدركته لم تجد له بقاء ولم تصحبك منه عهود
    ولو وافقت أمنية في حصولها اتتك وفيها للزوال قيود
    وتبني بناء طينه نقص دارس سيدرس يوما والغرور جديد
    ولو كان طينا لم تخالطه رمة لميت ولكن رمة وصديد
    تعز عن الدنيا وأيقن بانها لئيمة طبع في الهبات تعود
    وانك ان تسكن اليها تركتها وليس بها مما تركت حميد
    تمنيك بالآمال وهي شحيحة وتعطيك لين القول وهي حقود
    تخائل حسنا وهي شوهاء غادر وأنت بها مضنى الفؤاد عميد
    تحذلق بالتمويه مكرا وخدعة ولا شيء مما تدعيه سديد
    ولونلت منها طائلا كان آفة تداجي بها مغرورها وتكيد
    تدانيك حتى تؤنس الصدق والصفا وما الشأن الا صائد ومصيد
    ولو صدقت فالصدق في طي كذبها اذا عاهدت بالوعد فهو وعيد
    تكشف في اطوارها عن خلالها وأنت لما خلف الستار شهيد
    وذلك صدق لو تشاء حذرتها عليه ونصح لوعقلت مفيد
    تقطن لها في شعرها فهي شاعر لها في أساليب النصيح قصيد
    ألست تراها ريثما واصلت جفت وان أقبلت حينا تلاه صدود
    وفي هذه الحالات تحذير مبصر وخصم اذا فكرت فيه ودود
    وان مجال الخير والشر بينهما مجال اعتبار للعقول مديد
    وان الذي تأتي به من صروفها صوارف عن تصديقها وسدود
    الا ترعوي والنوح في كل منزل ومن عشت فيهم فاقد وفقيد
    الا ترعوي والدوراقوت وأهلها لهم شققت فوق اللحود لحود
    ألست ترى الغارات شنت رعالها عليهن أودى والد ووليد
    تمر بك الأيتام والدمع جامد وآباؤهم تحت التراب جمود
    خماص البطون استحوذ الغم والأسى عليهم فها هم أعظم وجلود
    اذا رجعوا نحو المنازل أظلمت وضاقت عليهم والقلوب وقود
    نبا عنهم من كان يحنو عليهم الى القرب منهم والمزار بعيد
    سييتم أطفال عليك أعزة ويفضي بزيد ما عليه يزيد
    وتصبح والأطفال والمال تربة وتدرك ما قدمت وهو عتيد
    نرى غاية الدنيا وكيف صروفها ونحن على رأي الركون ركود
    نوبخها والذنب لا ريب ذنبنا وقد أعذرت والطارقات شهود
    ونستعقب الآ جال والحكم فارغ فما ثم تنقيض لها ومزيد
    خليلي دلاني على جزء خطوة خطونا ومن بعد المضي تعود
    خذا بيدي نحو المنازل اذ خوت عساها بخبر الظاعنين تجود
    اذا لم نجد منها مجيبا فحالها يخبر ان الظاعنين همود
    وان وجوها كالبدور تغيرت فللدود طرف أحور وخدود
    وان كراما ايقظون المجد والعلا سكون باحشاء القبور رقود
    وان شئتما أن تقنعاني فقررا لنا وحشة مثل الممات ترود
    وان تعذلاني في نحيب ألفته فاسكت عنه إنني لجليد
    دعاني أسح الدمع سحا عسى به لواقد غم في الفؤاد خمود
    خليلي ما دمع يزيل كآبة ولكن قرظ القارظين شديد
    خليلي قرظ القارظين اصارني كما جذ من دوح وحطم عود
    خليلي هد الموت أركان دعوتي فمن لي عمود بعدهم وعميد
    أبى حدثان الدهر الا انتقالهم وهذا انتقال يقتضيه خلود
    الا ان مقدار الحياة مقدر عليها وان طال البقاء حدود
    خليلي ان راعت رياض نضارة فللماء في تلك الرياض وجود
    فان غيض عنها الماء غاضت حياتها وعادت هشيما للتراب يعود
    فان نبك أهل العلم نبك حياتنا عليهم كما بالماء ينضر عود
    حنتني عوادي الدهر غما بفقدهم على شرعات فتلهن شديد
    إلى أن تشظى العود وانجرد اللحا واصلب عود في الخطوب مؤود
    خذا حدثاني عن شموس تساقطت ببطن الثرى ماذا هناك تريد
    نعم كونت تجري الى مستقرها وكل الذي يجري مداه ركود
    اذا أرسلت شمس شعاعا من الهدى دعاها فلبت للخمود صعيد
    اكل مراد الموت ان نهارنا قصير وليل الراحلين مديد
    اكفكف دمعي والرزايا تذيعه فحزني قطين والدموع شريد
    الا كل حي في يد الموت حاصل فماذا بكاء الفاقدين يفيد
    وما ندب ألأعمار مثل حدودها لان نفاذا يقتضيه وجود
    لقد صدعت قلبي صوادع للردى لهن انحدار بالأسى وصعود
    ولا كمصاب القطب يوم تفطرت قلوب بمعناه لنا وكبود
    فذاك لعمري صادع لا تطيقه جبال ولا يقوى عليه حديد
    لقد جاز نزر العمر والعمر بائد ولكن ما أبقاه ليس يبيد
    مضى وله كنزان خير مقدم وكنز علوم للعبادة عتيد
    تخلص للعقبى واعقب نافعا من العلم يبلي الدهر وهو جديد
    هنيئا مليك العلم لاقيت صالحا بما خلفه مما تركت يزيد
    لقد شقي التغرير منك برفضه وبادرت للباقي وأنت سعيد
    رفضت فضول العيش خشية ذمه وأنت غني ما حييت حميد
    وان نعيم الدهر والموت حده نعيم ولو عند الغبي زهيد
    ولم تجنح الدنيا اليك لمطمع ومطمعها فيمن عداك أكيد
    ولا قدرت تصطاد عندك لحظة وقد طفقت للغافلين تصيد
    نعم شئتها للحرث فالزرع قد زكى وباركه الرحمن فهو حصيد
    فيا قطب هذا الدين ياغوث ملكه فديتك ما عن ذا الحمام محيد
    تقربت من مولاك قربا مؤبدا وادعوك لا تبعد وأنت بعيد
    ترحلت فالإسلام مقلة ثاكل واوجه أيام السعادة سود
    ترحلت لا تبعد وهل لك اوبة وواحربا اوب اللحيد لحيد
    فهلا تركت العيش بعدك صالحا وهيهات ما عيش الحزين رغيد
    اذا شئت أن أحياء بعيدك عامدا اردت حياة للحياة تذود
    واني لأدري ان للحي غاية وان صدورا حيث كان ورود
    ولكن رفع العلم في موت أهله وهذا الأشراط القيام شهيد
    انقضي على جهل أمانة ربنا ويرقبها وعد له ووعيد
    وهذا مضيق يستحيل سلوكه وطود تزل الرجل عنه كؤود
    فقم سيد العرفان والجهل عامر وقد لزيت فوق القيود قيود
    أتتركنا والليل مرخ سدوله وما بيننا هاد اليه نهود
    وان كنت قد خلفت فينا أشعة عرا الشمس من اشراقهن خمود
    نرى السبعة السياراة امتثلت لها فهن ركوع حولها وسجود
    ولكن ما اثرت في البحر نقطة وأنت محيط والبحار وفود
    أبا يوسف انظر نظرة في مصابنا فان مصاب العارفين شديد
    من الحسر أن تبقى على الجهل أمة وليس عليها مرشد ورشيد
    ورثت رسول الله علما ودعوة تسوق على منهاجه وتقود
    ولم تأل جهدا في نصيحة دينه تقارع عنه خصمه وتسود
    كسرت على التأويل سلطان بطله وأنت على الحق المبين مجيد
    تثعلبت الأقوال حول حياضه فقمت وأنت الليث عنه تذود
    بسيف من البرهان منصله الهدى وليس له الا القرآن حدود
    فقطع أعناق الخلاف وأصبحت ملوك حجاج البطل وهي عبيد
    ودوخت بالبرهان عارضة العدى فولت لها بالخزي عنك فديد
    قفي يا زقاة البطل لا تتفرقي فليس سواء ثابت وطريد
    فدى لامام الدين نفسي وقد طغت علي من الحزن المقيم جنود
    وإني وان أطريته لمقصر وحسبي هم في الفؤاد وقيد
    وحسبي وفاء من حقوق رثائه ضمائر مفجوع اليه تعود
    وأين مقامي بين أبحر نعته ولكن دموع سبق ونشيد
    عهودي بصبري يقضم الصخر نابه فقد نسخت تلك العهود عهود
    وما كنت أدري ان بعد ابن يوسف سيلبث رشد أو يعيش جليد
    وكنت اخال الأرض بعد هويه تزلزل أغوار لها ونجود
    وكنت أرى الأفلاك بعد فراقه ستهوي ويعرو السابحات ركود
    أما وشموس للمعارف أسفرت باسفاره إني به لكميد
    وللصبر سلطان على كل نكبة وصبري فيه لا يقوم مؤود
    ولو كان هذا البحر دمعا افيضه نسبت اليه الشح وهو يجود
    ارى المزن فيه قلدتني فاسبلت دموعا وشقت جيبهن رعود
    معاشر أهل الاستقامة هل لكم عزاء وهل عيش يعد سعيد
    علام يضج الشرق والغرب ضجة به ذعر في دهشة وسمود
    وما بال هذا الكون ولهان مطرقا كما ضيم بين الأقوياء حريد
    أليس أبو الأهوال قد شن غارة فباء وقطب العارفين فقيد
    أليس لأن الحشر والنشر آزف ولم يبق الا سائق وشهيد
    أئن فرغت أيامنا من محمد وأصحابه يوم النشور بعيد
    لقد آذنتنا صعقة الموت هجمة ونحن على مهد الغرور رقود
    وماذا نرجي بعد موت خيارنا قعاصا وأنواع الفساد تزيد
    انرجو بأن نعفى من الموت بعدهم أو الحشر يلغى والحياة خلود
    لقد جد جد الخطب فلننتبه له ووافى شقي حده وسعيد
    وقد صح مصداق الحديث فديننا غريب كيوم الابتداء وحيد
    وأكثر اشراط القيامة وارد وأوشك للباقي القليل ورود
    تيقظ لهذا الشأن يقظة حازم وآخر في ثني الطريق رصيد
    وما هو إلا سكرة الموت بغتة وذلك أمر كنت منه تحيد
    أما في وصايا الله أنا سننتهي وان حياة تنتهي ستعود
    أما هذه الآجال في كل لحظة بهن على دعوى النذير شهود
    اينتقر الاخيار مثنى وموحدا ويبقى لأشرار العباد محيد
    لنا أعين في المدبرات كليلة ولكن لحظ المقبلات حديد
    اتنتظر الأجال منا فراغنا أم الموت من قبل الحياة بعيد
    ومن أعجب الأشياء وادعة النهى وحرب المنايا عدة وعديد
    واعجب منه لهوها بين مفجع تولى وآت ليس عنه محيد
    فهلا تواعدنا على نصح مبصر وأعلمنا أن الضنون همود
    وان مصيرا حل فيه قديمنا يتابعهم للحل فيه جديد
    فياصعقات الحزن كم تتعهدي قلوبا عليها للغموم غمود
    وبئست قلوبا تثبت الحرص والبقا وليس بها للموت قط جحود
    وبئست قلوبا ان الظت بحائل تنازع فيه وارث ولحود
    نلقب ما يغري تلادا وطارفا وما الشأن الا جندل وصعيد
    وبئست قلوبا ان قست وامامها رفات وهم نسل لنا وجدود
    وبئست قلوبا اذ تروح وتغتدي بامن ومحياها القصير مكيد
    أما في صروف الحادثات مواقف لفكر لملقي السمع وهو شهيد

    #1242359

    عش ما تشاء وراقب فجعة الأجل

    عش ما تشاء وراقب فجعة الأجل سينقضي العمر في بطء وفي عجل
    تلهو بتصويرك الآمال مغتبطا وبين جنبيك ما يلهي عن الأمل
    تناقلتك ليال غير راجعة وما تجاهك يوم غير منتقل
    ماذا يغرك من دنيا نضارتها نهب المنون ومجراها الى الزلل
    قالوا دسائسها في طي زخرفها وقلت قد صرحت بالسم في العسل
    لم تخف عيبا ولم تأخذ مخالسة ولا الهناء بها الا على علل
    هل في مصارع أجيال بهم فتكت عذر المحيل عليها شنعة الأمل
    فما التهافت منا في مهالكها جهل بماض ولا علم بمقتبل
    ما باينتك عواديها مصادقة ولم تعاهدك أمنا غارة الغيل
    رأي الركون الى افاتها سفه وصفوها بين نابي مهلك جلل
    ما شأن صولاتها البقيا على أحد وانما أجل يتلو خطى أجل
    بئس القرارة أهنى عيشها رنق ينتابه الحتف بالابكار والأصل
    انجاز ايعادها بالموت منتظر والقول عن مقتضاها غير مفتعل
    ما أصدق العلم بالغدر المشوب بها واكذب الظن في التغرير والأمل
    خسيسة الطبع بالأكدار طافحة ختالة تخلب الألباب بالحيل
    لا تستقيم لريعان الشباب ولا لرائع الشيب منها لحظة الجذل
    تضيع عمر بنيها تحت عرتهم بها وحاصلهم منها على دغل
    تزال تنبت نفسا ثم تأكلها وانما يحرث الحراث للأكل
    تسعى جنائزها بجرا حقائبها مما انتهبن بحرب الصبح والطفل
    ما بين صادرة في وجه واردة ينتبن فل بقايا غارة الأجل
    ما بالنا ومطايا الموت تنقلنا نلهو بما قيل ان العز في النقل
    ان الملاط الذي نبني البلاط به رفات من نقلت بالأعصر الأول
    لو كان تقديرنا تخليد قاطنها لأوجب العقل أن تلقى على العلل
    فكيف وهي حياة لا عتاد بها مغمومة بالشقا والويل والهبل
    أضحية الحتف لا ترجو مغادرة والأرض تبلع والجزار في العمل
    كم زفرة لنعي ما أذنت لها ولا مشفعة من صارخ صحل
    زمازم الموت في الأذان صادعة لكن الى فبب الألباب لن تصل
    يا رب نادبة ما جف مدمعها وعينها في نظام الحلي والحلل
    حتى متى نحن والآجال تحفزنا والجد والهزل منا تابع الأمل
    شمس المعارف يا سلطانها كسفت كسوف شمسك عن صبح وعن طفل
    والاستقامة في كسر مزلزلة يا جابر الكسر أدركتها على الزلل
    تمضي وتترك هذا الدين في جزع والأرض مظلمة والدهر في خبل
    من للحنيفة يا قيامها علم يهدي اليها ومن يحمي من الغيل
    من للشريعة قد قامت قيامتها ومن يسدد منها موضع الخلل
    قد كنت فيها مكان الروح في جسد وقمت فيها مقام السيف في الخلل
    من للطريقة من يصفي مشاربها للسالكين كؤوس العل والنهل
    قد كنت حاديها تحدو ركائبها بنغمة لحنتها زمرة الرسل
    رجعت صوتك فاشتاقت معاهدها واليوم تصغي لمن يا حادي الابل
    ياذا العلوم اللدنيات موهبة هل أنت في الرمس أم في حبرة النزل
    خلفت علمت فينا أم رحلت به اني اشاهد نورا غير منتقل
    نعم تعقب نور أنت مشعله ونور وجهك في الفردوس كالشعل
    تلك العلوم التي أوعيت جوهرها قلبا بحب جمال الله في شغل
    ما زلت تسلبح في القرآن ملتقطا در المعارف لم تضجر ولم تحل
    حتى ملأت مراد العقل معرفة ممدودة الفيض حتى لحظة الأجل
    وفزت بالسنة الزهراء محتويا على الاشارات والتفصيل والجمل
    وجئت بالدين والأحكام مكتشفا للنقل والعقل كشفا غير ذي دخل
    مستنبطا أوجه التأويل رأسخة على النصوص مصونات عن الزلل
    من الكواكب في وعد وفي شرف وفي ارتفاع واشراق وفي مثل
    ما فاتك العمر لكن نقلة حتمت الى مقر وعمر غير منتقل
    ولا انفصلت عن الدنيا وقد وصلت لك المعارف محيا غير منفصل
    ولا اعتزلت عن الدنيا لضرتها الا وأنت عن الدنيا بمعتزل
    تركت زخرفها للغافلين ولم تحفل بها في مضيق العيش والغفل
    عاملتها بمراد الله منحرفا الى نصيبك من عقباك بالعمل
    فما تقيلت منها قدر أنملة ولا أدخرت سوى الحسنى لمقتبل
    ولا نظرت إلى فتان رونقها الا بما تنظر المحتال في الحيل
    ولم تصدك عن علم ولا عمل ولا سرور ولا سم ولا عسل
    ياطائرا طار ما أضفى قوادمه نجوت من قفص في حكم محتبل
    وقفت لله من دنياك في عطل فلتسرع الآن بين الحلي والحلل
    أجهدت نفسك في مرضاة خالقها يا مجهد النفس اربح رحمة الأزل
    اربح فديتك ما قدمت موجبه نعم البضاعة لم توزن ولم تكل
    أحمد سراك فقد أصبحت أن يدا قد باركت فيك لا تكدي ولم تزل
    أحمد سراك فقد طالت متاعبه وقد حللت خيام الحي فاعتقل
    قدمت خيرا فلم تعدو جوائزه ان الجوائز عقبى صالح العمل
    أوقدت نفسك في المحراب مشتعلا فأسرع الآن نحو الكوثر اغتسل
    أوقدتها بالرجا والخوف معتجلا يا برد الله مثوى الواقد العجل
    تنحو المقامات والزلفى بمسلكها وقد وصلت ولولا الجد لم تصل
    نلت الكرامات لم تصدعك منتها عن الشهود ولم تعجب ولم تمل
    ان الكرامات أوثان لمشتغل بها عن الله أو مكر بمشتغل
    ما فاتك الفهم من مولاك اذ سفرت لك الدقائق أن يعمل وان ينل
    وكل موهبة قدرت موقعها بالشكر لله في حزن وفي جذل
    وصبرت الصبر لا تنحل عروته عند البلاء ولا يدنو من الفشل
    هما مقامان كنت العدل بينهما توفيهما الحق لم تبطر ولم تبل
    حصرت ما عند أرباب القلوب فما مقام حالك الا دولة الدول
    يا من أفات فؤادي الرشد من حزن عليه أصلحه لي يا شافي العلل
    لا غرو أن تشفي الألباب من مرض بسر قلب بنور الله مشتعل
    أعطيت قلبا بحب الله ممتزجا له التصرف في فعل ومنفعل
    في قبضة الحب يطويه وينشره فالسر في الحب لا في الشكل والعضل
    ارسل فديتك روحا شاملا أملي من سر روحك واجمع لي به شملي
    فان أرواح أهل الله فاعلة بقوة الحق لا بالحل والنقل
    لها الكرامة في الكونين موصلة في القبض والبسط وصلا غير منبتل
    ما كان رأيك في الدنيا وقد فقدت أسرار يمنك مثل العرض الهطل
    رعيتها ووصايا الله آونة فانظر رعاياك قد هامت مع الهمل
    خلفتها ووصايا الله ثاكلة والفضل والعلم والاسلام في وجل
    متى أهديء قلبي من تسعره ورنة الملأ الأعلى على زجل
    يا حاملي نعشه مهلا بمحملكم كيف احتملتم رزايا الرحلة الجلل
    تدرون من تحمل الأكتاف ما حملت من بعده هذه الأكوان من ثقل
    سيروا رويدا فكل العالمين به دفن العوالم لا يقضى على عجل
    ذروه يقضي من المحراب حاجته اني أخاف على الدنيا من الخبل
    ذروره للأمر بالمعروف محتسبا للنهي عن منكر قد عم كالظلل
    ذروه للعلم يجليه فقد سقطت بنا الجهالة في الآبار والدغل
    ذروه يقطع أعناق الشقاق فما نحن البقية غير العصبة العزل
    ذروه يرجم شيطان النفاق فما ابقى مريدا رحيما غير منجدل
    ذروه تبكي عليه كل مكرمة فانها بعده تحيا على ثكل
    ذروه أبكي عليه ما حييت فان أمت بكى في البلى عظمي بلا مقل
    ليت البكاء أفاد الحي ما فقدت عيناه لكنه فقد بلا أمل
    يا راحلا عن بني الاسلام تاركهم وللكآبة فعل السيف والأسل
    وودع معاهدك الزهراء إن بها غما لو احتل غمر البحر لم يسل
    ودع رجالك قد بانت عقولهم إن راجع العقل من توديع مرتحل
    ودع تصانيفك الحق المبين فقد صار المداد حدادا غير منفتل
    فوامصاباه ان ودعت مرتحلا وما وراءك للإسلام من بدل
    لفوك في كفن ماذا تريد به وأنت من نور حب الله في حلل
    وأودعوك ترابا لو تفوز به حور الجنان لأفنته من القبل
    ماذا الرثاء وفي القرآن صادعة تثني على اخر الأبرار والأول
    الا شجيا عقيب الظعن يندبهم ومقلة أوقفت دمعا على الطلل
    وما رثيتك تذكارا لمحمدة خلدت حمدا وان كان الزمان بلي
    سقى الاله ربوع الزاب ماطرة من رحمة الله بالابكار والأصل
    وباشرتك هبات الله دائبة بعارض من عظيم الفضل منهطل
    وروح الله بالرضوان روحك في منازل القرب والاسعاد والنزل
    وواصل الروح والريحان ذاتك في أزكى سلام من الرحمن منهمل
    ونسأل الله غفران ننال به رضوانه في جوار الله والرسل
    نشكو اليك ولي الله وحدتنا وعيشنا بين غل الدهر والكبل
    الله الله يا أهل القلوب ففي قلوبكم نظر الرحمن في الأزل
    لا تتركونا مع الأهوال ان لكم نصرا من الله وحيا غير منخذل
    خذوا بأيد قصار انها بكمو تطول وانتشلونا من هوى الفشل
    توجهوا لجمال الله وانتدبوا للغوث يا أولياء الله في عجل
    أين انتصاركم والملة انطمست والأمة التبطت في فخ مهتبل
    صلى الاله على أرواحكم وسقى اجداثكم رحمة بالرائث الهمل
    نرى مصارع قوم جل فقدهم كفقدنا في الملاهي صالح العمل
    نفني الدموع ونرثي من نظن به ومالنل برثاء الرشد من شغل
    كأننا في أمان من مصارعهم أو المنايا عن الأحياء في كسل
    كلا ولكنهم صاروا لنا فرطا والركب مرتحل في اثر مرتحل
    ومن تكن هذه الساعات أنيقة قضى المسافة لم يملل ولم تطل
    فقدت نفسي فخلت الدمع سال بها والعهد بالنفس قبل اليوم لم تسل
    وليس بدعا اذا ذابت بفادحة ذابت عليها صخور السهل والجبل
    حمت لنا حزرة لم تبق من خلد بغير خالدة الأحزان منفعل
    ما كنت أحسب أن أحياء وادركها يدا تقلد جيد المجد بالعطل
    أبكت سماء وأرضا وهي ضاحكة على السلامة ان طالت ولم تطل
    وليتها حيث أبكت كل كائنة رقت بقلب من التهويل منذهل
    ماذا نحاول من ريب المنون اذا قلنا حنانيك أو سيري على مهل
    أبعد ما طحنت أجيال أولنا يبقى الأواخر في البقيا على أمل
    أم بعد اعجالها الأبرار تنسفهم نسف الزعازع ننهاها عن العجل
    هيهات يرقأ دمع من مصائبهم أو يصبح الكون منهم مقفر الطلل
    أما تراها سهاما تنتحى كبدا مقروحة وجراحا غير مندمل
    لا تترك الجرح الا ريث تنكئه ولا تسعر قلبا غير مشتعل
    نقارع النفس والشيطان ينصرها وما لنا بقراع الموت من حيل
    في كل ناد نداء الموت مصطخب وكل دار بها دور من الأجل
    فلا نؤسس صبرا غير معتقر ولا ندافع صبرا غير معتقل
    لو دافع الصبر حزنا ثم اذهبه لكنت بين رجال الصبر كالجبل
    لكن من الخطب خطب لو يقاومه صبر الجليد انثنى بالدحض والفشل
    فقدت كفل اصطبار كان يكفلني في النائبات فخان الآن مكتفلي
    فليس بعد مصاب الدين من طمع في الصبر أو الجزع بالصبر منعزل
    يا ناعي الدين هل أبصرت من بقيت فيه بقية رشد غير منذهل
    غادرت في أنفس الأكوان حشرجة فان قضى الكون فاستسلم ولا تسل
    لا غرو إن فاضت الأكوان آسفة لفقد فرد على الأكوان مشتمل
    يا ناعي الغوث هل لاقيت من خلف ممن نعيت وهل قدرت من مثل
    يا ناعيا سيد الأبرار هل تركت بالله فينا المنايا اليوم من بدل
    يا ناعي القطب من ذا قام موقفه فصار قطب مدار العلم والعمل
    نعيت فردا أم الدنيا بأجمعها إني أحس بدهش شامل جلل
    إني أحس بدهش غم كاربه حتى الملائك حتى برزخ الرسل
    تنعى ابن يوسف فتح السالكين وخ تم الواصلين مربي الأنفس الكمل
    محمدا مدد ألأمداد روحهم مروع النفس أن يعمل وان يقل
    مقدس الشرفين المطعم الجفلى كافي الكفاة المرجى طاهر الخلل
    مرزء الأرض خلاها وحل بها لك السلامة لم تحلل ولم تحل
    نعم حللت قلوبا لا تزال بها فأين أنت وفي الألباب لم تزل
    بل أنت في الرفرف الأعلى وغبطته في البشر والروح والريحان والجذل
    لقيت وعدك من حسنى مخلدة ونحن للفقد في الأحزان والوجل
    يا خير من حل في الدنيا ليصلحها من ذا تركت لها يا خير منتقل
    ناصحت ربك في تعزيز ملته فلتنصح اليوم ندبا خيرة الملل
    قد كنت رحمة هذا الكون تنفعه خليفة قائما عن خاتم الرسل
    هلا رحمت قلوبا ذاب معظمها حزنا عليك وقد سالت من المقل
    فاجبر مصابك فينا اننا بشر فينا افتقار إلى أنفاس كل ولي
    جردت نفسك للاسلام تخدمه في جد محتسب للهول محتمل
    تقارع الزيغ والأنوار بارقة وأنت في نجدة والخصم في فشل
    كم حجة بسطت بالبطل أيديها صدعت بالحق فيها فهي في شلل
    كم مشكل أعجز الأفكار جئت به صديعة الفجر نورا واضح السبل
    كم معضل كشفته منك معرفة ذات انبساط بنور الله مشتعل
    كم قاطع في سبيل الله يمنعها رميته بشهاب منك مختزل
    كم جاهل ملأت ضوءا بصيرته بصيرة لك تدعى الشمس بالحمل

    #1242361

    الله أكبر فاز المجد واغتبطا

    الله أكبر فاز المجد واغتبطا وأسفر البشر في الأكوان وانبسطا
    بدولة لا يزاول المجد يشرطها على الزمان فوافاه بما شرطا
    هب الزمان مسيئا عامدا أله أن يمنع المجد من احسانه غلطا
    وهب مراغمة الأيام آبية الا اعتقال العلى ما باله نشطا
    لا بل هو المجد أعلى الله صولته انحى على الدهر حتى ابتز ما غمطا
    سيعلم الحي ماذا المجد فاعله أو ينثني لا غترار الدهر قد كشطا
    ارادة الملك القيوم موردة على الصروف بما لا تشتهي خططا
    لا توزع الفكر فيها لا تقوم به الا المقادير والزم جانبا وسطا
    أما ترى الدهر يسعى حيث تأخذه كأنه يتلافى منه ما فرطا
    ويح الزمان تغشت عينه سنة فهب للمجد يرضيه وقد سخطا
    أليس صعبا على ريب الزمان ولا يبغي دواهيه سعيا ومغتبطا
    نوم الحوادث لا طبع ولا ملل بل مقتضى درج الأزمات قد شحطا
    ليعل ذا المجد ولتعظم مصادره فقد تصدى له مولاه حين سطا
    وما تصدى لأمر فات همته كل المفاخر كانت عنده فرطا
    لكنه في مقام لو تقوم به من دونه السبعة السيارة انخرطا
    فقام بالملك والأقدار تنصره من السموات والدنيا لما اشترطا
    وما تشعشع من لألاء غرته يحكي بياض أياديه اذا بسطا
    اذا تصدر في دست الجلال شهد نا البدر بالفلك الدوار قد هبطا
    فهزت الأرض بشراها وهيبته كأن بالأرض ما بالسيف مخترطا
    ومن تكون له الأقدار مسعدة صار الزمان بما يقضيه مرتبطا
    أقول للمجد ذا من كنت ترقبه لعروة الدين أوفى عروة وسطا
    هذا الذي أشرقت نورا مناقبه أظنه لنثار الشهب ملتقطا
    من يشفع العدل والاحسان منه ال يه للمفرط في عصيانه فرطا
    من عنده السيف براقا كشيمته قد حالفته المنايا حيثما اخترطا
    نصل من النور الا أن شفرته نار تسابق ريح الموت ان معطا
    كأن كل حياة للعدا ثبتتذ بادنه ان تمنى قبضها ابنسطا
    أو كان يعلم أن الكفر لقمة ح ديه إذا ما تمنى سرطها سرطا
    ما جردته المنايا دون صولتها الا تمشى الى ازعاجها وخطا
    بنقض بين لهام البهم صاعقة لو صادفته الجبال الشم ما وهطا
    تلاد أسد الشرى أيديهم لجج قلامس الأرض صارت عندها نقطا
    وما على الدهر من آثار مفخرة ومكرمات فآثار لهم وخطى
    مضوا وحشو الليالي خلفهم شرف ومعجزات وحلم شامل وسطا
    يقضون قسرا على ريب الزمان ولا يقضى عليهم وان وفى وان قسطا
    قوم يحيطون بالمعروف لو طلب ال حياة من فضلهم من مات ما قنطا
    ولوعدلنا بشيء من مناقبهم شهب النجوم لقد قلنا اذا شططا
    من الألى شمخت في المجد همتهم مراتب الشهب عدوها لهم خططا
    قد أظهر الله نورا كان في أزل ال أزال في علمه المخزون منضبطا
    نور- توقد الا أنه بشر لعز إجلاله بدرالسما سقطا
    أتى بما بهر الأيام من كرم فأصبح الدهر في معناه مختبطا
    لو شاء أن يهب الدنيا لسائله إعطاه واعتقد التقصيروالغلطا
    مرزء وسع الدنيا بما حملت عدلا وعلما وحلما وافرا وعطا
    مثل اليراع بضوء النار محترق ترى الملوك على كرسيه خبطا
    من السموات ممدود بعاصفة تحمى وقاصمة تردى اذا سخطا
    وافى الخلافة والأكوان شاخصة والأرض بؤس وشيب الدهر قد وخطا
    فآنس الكون ما يرجو ولا عجب وأصبح الدهر طفلا بعد ما شمطا
    ومن يكن حوله بالله قام فما يؤوده أن يرد الكون مغتبطا
    رعى ذمامين من حلم ومن كرم فكان حفظهما بالدين مختلطا
    وهو الملي بمعروف يسد م سد الغيث يحيي موات الدهر لو قحطا
    كذا علي المزايا لو رعى الفلك ال أعلى رأى الشأن من حسن العلى نمطا
    هو العظيم الذي لو شاء طوح بال دنيا ولوشاء ربط المشتري ربطا
    يا ابن الملوك العوادي البسل منصبهم صميم قحطان يا من للعلى نشطا
    يا نخبة الله للاسلام يا حمد ال المعمور يا ابن ثويني المبدع الخططا
    يا ابن المليك الذي من عزه وهنت صعب الليالي ولم تدرك له نبطا
    خذ جوهرا آية الكرسي تنظمه أرسلته شافعا عني لما فرطا
    عز الشفيع فما عزت مشفعة في التائبين الى ذي العرش بعد خطا
    أرسلتها رائدا عني ومنتجعا غيوث حلمك فاصفح وانبذ السخطا
    لا زال مجدك محفوظا بحيطتها وقهرها حاطما للخصم مختبطا

    #1242364

    إلى أبي الحارث

    أبا الحارث اسمع حديثا جرى على قصة راق اعجابها
    تشوقت يوما للقياكم كذا يجذب النفس أحبابها
    فسرت أنص الى بابكم وقد أرهق النفس أتعابها
    ولما حللت بدار المزور ومن عادة الدار ترحابها
    اذا نحن بالباب زنجية تقض الشياطين أنيابها
    فقلنا لها ابلغى أمرنا فقالت مقابركم بابها
    وهرت علينا كما ينبغي وجاءت قضايا وأسبابها
    فقلنا لشخص الى جنبها فديتك هل أنت بوابها
    فحول عن وجهنا وجهه وجملة نحو واعرابها
    فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر فما نحن حرب وأحزانها
    دعونا لها قنبرا والفتى يصف الصحاف وينتابها
    فقال اخرجوا نحو اشغالكم فما للطفيلي أطيابها
    فقلت لنفسي لا تضجري فهذي الزنوج وآدابها
    وقال بجنبي فتى صبركم تخف على النفس أوصابها
    لعل تمر بكم ساعة فتغنى الزنوج واشعابها
    فيقضى لنا فرج عاجل وتعلم في الدار أصحابها
    فقلت وبالصبر ترجو لنا فقال بصبرك يجتابها
    فقلت نصحت وطال الوقوف وهاضت جسوم واصلابها
    وعيدانكم ودخان السجار شواظ على الدار الهابها
    وفوج يحط وفوج يطير ورقص الجواري والعابها
    وأغرق وقتي بلا طائل تمط سعال واضرابها
    فقلت العطالة مشئومة وشر وقد طال اسهابها
    فقمت أصلي الى خلوة تبين في الدار محرابها
    وطالت صلاتي ولي وقفة الى أن تقشر ارابها
    وبعد الصلاة علت ضجة من الذكر أطنب أحزابها
    الى أن ثغى الجن من هولها وفر عن الدار أوشابها
    وزلزلت الأرض زلزالها وخذ على الأرض أقهابها
    فلم تغن شيئا ً وطال المقام وحالت سنون وأحقابها
    وفيها بنينا لنا حارة وشقت من الهند أخشابها
    ومن حولها جنة زخرفت وزانت وأقطف أعنابها
    وقارنت في منزلي زوجة أطالت وأنجب انجابها
    ولم نرزق الاذن من عندكم وضوعف في الدار حجابها
    ولما ضجرنا انقلبنا الى ديار تطاول تقلابها
    وعند الرجوع جهلنا الطريق وزال عن الدرب انصابها
    ولا غرو هذا فان السنين يدور على الناس دولابها
    وأضللت داري الى أن بدت رسوم حوتهن اعتابها
    وألفيت ذريتي كلها لطول المدى شاب أعقابها
    وألفيت كتبي محشورة فقيل بنو الفار تنتابها
    فهذا أبا الحارث المنتهى لأعجوبة طال أغرابها
    فكل بلايا أبي مسلم عليك ونومك أسبابها

    #1242365

    في المواعظ

    تكترث بالليالي انها دول لا يستمر لها حزن ولا جذل
    كأن حلة حرباء تلونها لا تظهر الشكل الا ريث ينتقل
    ولا تضق بالقضايا في تقلبها في طي كل شديد خيرة جلل
    اذا اعتبرت صروف الدهر مرسلة ايقنت ان القضايا كلها نقل
    وان تفكرت في خطب لتنسفه بصولة الرأي غرت فكرك الحيل
    من اوزع الفكر في شيء يقدره إلا اعتبارا صمى ايزاعن الخبل
    ما فكرة المرء فيما ليس يملكه من أمر مولاه الا فكرة خطل
    لا تحترس بذكاء عند مقدرة قد يهشم الانف امر تتقى المقل
    تيقض الحزم والاقدار جارية هم برد قضاء ما له قبل
    جالد صروف الليالي بالتجلد واف طن أن احوالها حل ومرتحل
    بينا وقيد الرزايا في مهانتها سما به الجد واستخذى له الأمل
    ليصحب المرء في امريه منصرة من اليقين بان الحال تنتقل
    لو ابصر الحر ما بيدي مزيته من المكاره طابت عنك الغيل
    مزية الحر ما عيب الحسام به ان كان عيبا يحد الصارم الغلل
    اسنى الفضائل يبدي شر صفحته كان ضد الرزايا دونه كلل
    صك الخطوب بخطب اسمه جلد والق الامور بحلم شخصه جبل
    وصانع الناس لا نكسا ولا ملقا بما يسرك من تلقائه الرجل
    والبس لدهرك ان لم تزك سيرته من التجمل ما تزكو به الخلل
    مالي وللدهر يغري بي حوادثه كأن صبري على لأوائه زلل
    كان فضلي في عين الزمان قذى لقد درى انه في عينه كحل
    كأن همي سهم في مقاتله ومذهبي في العلى رجله كبل
    اذا تشطت لحقي في العلى عرضت أمام عزمي في اعراضه علل
    لا اجتني خطة الا مخالسة ودون اتمامها الاهوال تشتعل
    ما سرني درك مجد لا تقارعني من دونه نكبات الدهر والغيل
    ولا هنئت بفضل لا تراقبني من الرزايا عليه خطة جلل
    ارى العلى بخطوب الدهر سامية كأن طرق الرزايا للعلى سبل
    قد يكسب المجد مجدا من رزيئته كجوهر التبر تبدي حسنة الشعل
    أقول للدهر ارسلها العراك فان اجزع لحظتها فالويل والهبل
    وهات كاسك ان صابا وان عسلا فقد تساوى لدي الصاب والعسل
    اني انفت من البقيا إذا أنفت الا اغتيال السري الماجد العضل
    متى اضيق بخطب غبه فرج ونازلات الليالي كلها ظلل
    ما ان شهدت امورا وهي مدبرة لها واعقب من اضدادها قبل
    لا آمن الدهر في لين وفي شعث وطبعه للوفا والغدر محتمل
    ما أطيب العيش لولا ان يشاركني فيما ينغصه الهيابة الوكل
    ولست ارتاد ماء ما به كدر الا اذا كان دهري ما به دغل
    ليت الحوادث لا تعدو مساورتي ولا عرى يد دهر كادني شلل
    ان لم اسلط اذا اتقضت عزائمها بوادر العزم مهتزا لها زحل
    ليعلم الجد أما زل بي قدما اني على جد عزم ما به زلل
    صادر همومك والاخطار كالحة ما يلزم الوهن الا الخامل الوكل
    فان افاتك سوء الجد صالحة فحد همك في ادراكها بدل
    من يعطه الله فيها نفسه كرهت صبرا فما كرهت بالخير مشتمل
    فضيلة العزم عما لا تقاومه عزيمة الفضل فيما تبتغي خول
    لبست لمحة طرف نعمة بليت كما تمزق عن اصليته الخلل
    فما جذلت لخير في يدي أجل ولا جزعت لشر بعده أمل
    صارفت صرف زماني بالتي حسنت في اعين المجد واهتزت لها الفضل
    حتى م ارسف في قيد له ذهلت عني الجدود وصبري ليس ينذهل
    وفيم تهتضم الايام بادرتي فعل الوتير وحسن الواتر الدخل
    اليس جوهر عرضي لا ينافس في اعراضها انها الآفات والغيل
    تصدني عن مساع كلها غرر في جبهة الدهر أو في ساقه حجل
    والحظ كاب عقير في براثنها كأنه أمل ينتاشه أجل
    اراقب الجد في نصري فينشدني لا ناقة لي في هذا ولا جمل
    هذا اعتذاري الى العلياء ان طمحت ما لزني خور عنها ولا فشل
    ما ذنب امنية يغتالها قدر في امرها وقضاء الله يعتقل
    اصبحت والدهر من بغضي به جرب آسيه نبلا وما ينفك يأتكل
    اذا تطارحت اغري بي سماسمه وان تنمرت حاصت عني الحيل
    وان بسطت نوالي سامني سفها اعن سفاهة رأي يفضل النبل
    المال لا شيء عندي كي اضن به في موضع الفضل واللاشيء مبتذل
    علق المضنة ما تزكو مزيته والفضل في الله علق ما له مثل
    يزكو الثراء على التوزيع يذهبه في الله والحمد ليس اللهو والختل
    عودت ربي إنفاذي فواضله فيه وعودني التعويض ينهمل
    عوائد الله أغنى لي وان تربت كفي ونعمة ربي نعمة جلل
    يكفي من الوفر ان تبقى محامده ما أحمد الوفر حسن الحمد يأتثل
    حقائق المال كانت في العطا غررا ولا مزية أن لا تتبع النفل
    اوجب لسالبة الانفال فضل يد فانما سلبها الاعطاء والنفل
    لن يلبث المال تذروه الرياح ويب قى من صفاياه ما شدت به الخلل
    نفاسة الفضل علق لا تنافسه اضبارة من حطام حالها حول
    ضمانة الله للانسان كافية ففيم تدبيره والحرص والعجل
    ان كنت تملك بالتدبير رزق غد فلترجع فائتا من امرك الحيل
    كلا لقد اعجز التدبير ما حتمت به الامور فلا جد ولا خول
    ثبت يقينك فيما الله قاسمه لا بد آتيك لا فوت ولا ميل
    اني لا علم امرا ليس يجهله دهري ولكن صوابي عنده خطل
    أيجهل الدهر اذ خضت الغمار به ان ليس يعحزني عن خوضه الوشل
    وهل نفذت شهابا والخطوب دجى وعندي الصارمان القول والعمل
    وهل تقلد جيد المجد من أدبي مالا تنافسه الجوزاء والحمل
    انا ابن بجدة امر لا قرار له لها على خطة أس لها زحل
    على م تنحلني الايام نحلتها جهلا على خلة ما شانها خلل
    تنحو على فضل أوطاري فتعكسها فلست ابرام امرا ليس ينفتل
    قارعت اطوارها حتى خذيت لها وبي من الصبر مالا يحمل الجبل
    وارجف الغدر هيض العظم من عسر نعم ولكن وفائي الدهر متصل
    ان يعقل العسر فضلي عن مواقعه فلي خليقة بر ليس تعتقل
    اذا زكى خلق من اصله نزعت الى الكمال على علاتها الخلل
    لا تنفق النفس إلا من جبلتها والفضل في النفس ليس المال يؤتثل
    عقائل المال تؤتاها وتنزعها وما عقلية فضل النفس تنتقل
    اذا جبلت على امر حمدت به عداك ذم وان جدوا وان هزلوا
    لتبلونك أخطار فكن خطرا يكاد منك فؤاد الدهر ينذهل
    ولا تنم وعيون الدهر ساهرة وان تناوم فهو المكر والختل
    وخذ حقائق ما تخشى عواقبه من الأواخر مما آتت الأول
    وارغب بنفسك ان تخزى على طمع دع المطامع ترعى خزيها الهمل
    واختر على الذل عزا ان تسام به فدون وجهك في ادراكه سبل
    غيظ الزمان اذا عز الكرام به غيظ المفاخر تعطو نحوها السفل
    فلتشف نفسك من عز تغيظ به قلب الزمان ولو في الحتف ترتسل

    #1242366

    في العلم

    لن ترضي الله حتى تخلص الورعا ولن ترى ورعا بالجهل مجتمعا
    حق العبادة فرض لن تؤديه ان كنت تجهل مفروضا وممتنعا
    أمانة الله تسطيع الأداء لها اذا علمت بعون الله ما شرعا
    ولم يجد صانع اتقان صنعته حتى يكون على علم بما صنعا
    ومن مضى في طريق لا دليل لها ولا معالم تهدي ضل وانقطعا
    وفاقد العين محتاج لقائده لولاه لم يدر مهما جار أو سدعا
    فاستنهض النفس في ادراك ما جهلت حتى ترى العلم في حافاتها سطعا
    فهذه النفس مرآة جبلتها ما قابلت كائنا الا بها انطبعا
    مضيئة الذات والاكدار عارضة لنورها فاذا استجليته انصدعا
    والعلم أشرف ما أوليت من خطر ما حل في موضع لله فاتضعا
    فاطلبه لله يفتحه بلا تعب لا تحتجز غير ما يرضى به طمعا
    واليسر يصحب مرتاد العلوم اذا كان ارتيادا عن الأكوان منقطعا
    والعلم بحر محيط لست محصيه فكن بأنفعه في الدين مقتنعا
    ولو فرضنا انحصار العلم في بشر وقصده غير وجه الله ما نفعا
    فاصرف الى الله وجه القصد معتقلا عقائل العلم فالانسان حيث سعى
    والعلم بالله أولى ما عنيت به وما سواه الى ادراكه نزعا
    فابغ المعارف آلات لصنعته اذ يتقن الصنع بالآلات من صنعا
    ولا تقولن علم ليس ينفعني بكل علم يعيش العبد منتفعا
    فاطلب وأطلق بلا قيد ولا حرج وقف اذا كان عنه الشرع قد منعا
    وقدم العلم بالطاعات تقض به حقا لمحظوره أو ما إليه دعا
    دع المهندس في الاشكال مختبطا وصاحب النجم يرعى النجم ان طلعا
    واقصد فقيها بنور الله مشتعلا يريك ما ضاق عنه الجهل متسعا
    فلا يهمك يوم الحشر هندسة ولا سؤال عن المريخ كم قطعا
    ولن ترى من كتاب خطه ملك يوم القيامة الا الذنب والورعا
    فاعمل بعلم واشغل كاتبيك به فلا يفوتك ما تملي وما جمعا
    لا تنفق العمر بطالا فلست ترى يوم الندامة للأعمال متسعا
    في لمحة العمر امكان ومزرعة وسوف يحصد في عقباه ما زرعا
    اذا حشرت بلا علم ولا عمل عرفت كونك بالتفريط منخدعا
    أدرك بقية أيام تمر بلا مهل فان نجاز العمر قد قرعا
    وأيقظ العزم ان نامت لواحظه في الجد لله لا وهنا ولا هلعا
    واصرف حياتك من بدء لخاتمة في علم دينك للقرآن متبعا
    هو المهم الذي ترجى عواقبه ان مت أحياك أو قدمته شفعا
    مزية العلم أعلا نعمة رفعت عبدا ولولاه لم يذكر من ارتفعا
    ما فوق مرتبة المختار مرتبة ولا وساعة تسمو فوق ما وسعا
    وكل علم لمخلوق تقدمه أو سوف يعقبه من بحره نبعا
    وكل ذرة نور أو مقام هدى فمن مشارق نور المصطفى طلعا
    وكل ذلك والقرآن يأمره قل رب زدني علما فوق ما جمعا
    لأن للعلم شأنا كل مرتبة وكل شان رفيع دونه اتضعا
    والنفس قابلة للازدياد فلا تضيق عنه اتساعا كيفما اتسعا
    فارقمه في لوحها واجعله مرشدها الى حقائق أعمال لها وضعا
    فلتطلب العلم للأعمال يخدمها كالسيف يحمله للضرب من شجعا
    ماذا تريد بعلم لا يردك عن شر ولست به للخير متبعا
    ليس الحمار من الأسفار يحملها بغير أثقالها اياه منتفعا
    بئس المثال لمن أوعى العلوم ولم تفده إلا فلان عالم برعا
    وان طلبت به الدنيا فموبقة أحرى بها من خسيس الجهل ان تقعا
    جرده من كل شيء لا يشاكله ما أقبح العلم مهما قارن الطمعا
    واشرف العلم ما يهدي لصالحه تكون ذخرا وما عن سيء ردعا
    ليس السيادة في مال ولا نشب لكنها العلم مهما رافق الورعا
    لله نخبة ابرار فقدتهم كانوا الأمان فأبقوا بعدهم فزعا
    كانوا البحار فابقوا بعدهم يبسا كانوا السحاب فأبقوا بعدهم قزعا
    صحبتهم وغيوث العلم هاطلة وفارقوني فضن الغيث وانقطعا
    أولئك القوم ملح الأرض ان فسدت فأين هم وفساد الأرض قد قرعا
    ما للمعارف من افلاكها نزلت والآن حلت بطون الأرض والتلعا
    من لي بهم في زمان بعض موعده رفع العلوم وهذا العلم قد رفعا
    ورفعه موت من يبغي به عملا برا ولو حل فيمن ضل وابتدعا
    عسى لطائف روح الله منشئة بعد الاياس سحابا يمطر الطمعا
    فتنجلي غبرة الأيام عن خلف صدق يقوم بنفع الحلق مضطلعا
    فان لي املا في فنية نجب وريثما حاولوا ادراكه خضعا
    تنالوا المجد من أركان سالفهم برق الفضيلة في أعطافهم لمعا
    لهم وجوه مصابيح مشعشعة كأنما البدر في أغصانها طلعا
    نجد أماجد في أحسابهم فلق ومن أياديهم البيضاء قد نبعا
    زهر المناقب ينشق المجاد بها عن حاجب الشمس أو عن صبحها انصدعا
    مثل الكواكب في علم وفي عمل وفي قلوب وفي صيت لهم شسعا
    تنافسوا في اقتناء المجد واستبقوا والكل جلى لمجد ليس مخترعا
    سمت بهم همة كالشمس نيرة فكل هم عزيز تحتها ركعا
    وناصبوا الدهر والأيام كالحة بفضل حرية الأحرار فاندفعا
    ونظموا عقد مجد باجتماعهم لا زال عقدا بعين الله مجتمعا
    تناول المجد صعب غيرانهم تناولوه وما شدوا له النسعا
    بخ بخ يا سراة المجد انكم ذكرتم المجد ما أعطى وما منعا
    ما زال ينتخب الأحرار في زمن مقطم الوجه حتى فيكم وقعا
    فكنتم الغرة الزهراء فيه ولم يبصر بأكمل منكم لا ولا سمعا
    لنا الهناء بأن المجد بشرنا منكم بأكرم من في مفخر نزعا
    وان مستقبلا يأتي لنزعتكم من دون حصر المعالي ليس مقتنعا
    وانكم ولسان الصدق يشهد لي وصلتم من حبال العرف ما انقطعا
    ومن شعرتم بأن الجهل منقصة والعلم يعلي برغم الجهل ما اتضعا
    أسستم لعلوم الدين مدرسة كهالة الشمس أنوارا ومنتفعا
    ضمت شبيبة اطهار نفوسهم أصفى من الدر بالأصداف ملتفعا
    تعطشوا لاكتساب العلم اذ فهموا كون الجهالة في حكم الحجى شنعا
    مشمرين ذيول الجد همهم ان يعبدوا الله بالوجه الذي شرعا
    أوحت اليهم عقول غير قاصرة ضرورة العلم فانقادوا لها تبعا
    على نشاط وعزم لا يعارضه معارض فكأن البحر مندفعا
    بشراكم يا وعاة العلم ان لكم يوما سيرجع فيه الجهل منهزعا
    وتسعدون بألباب منورة يصونها الله ان تستمرئ البدعا
    يا عمدتي يا غيوث الأرض حسبكم مسح الملائك تبريكا ومنتفعا
    هل تقبلوني فردا من رجالكم حتى نعيش على هذا الفلاح معا
    قد اختصصتم بشأن كله شرف هل تسمحون بأن يبقى لنا شرعا
    ما زلت ادعوا الى أمثال نهضتكم فكنتم يا رجال الفضل مستمعا
    فثبت الله مسعاكم وزادكم تقدما في العلا ما كوكب طلعا

    #1242367

    حِكَم

    منازل النفس لاتدرى حقائقها واخطأ الزعم من قد قال يدريها
    العين تدرك إلا ذاتها نظرا والكف تقبض الا معصمها فيها
    يباعد النفس عن ادراكها ملق والنفس مغرورة ممن يداجيها
    ان التملق للالباب يجبهها مثل الغشاوة للأبصار يعميها
    قد اخلص الحب من اهداك عيبك لا مطر مداج على العواراء تمويها
    واعقل الناس من ابدى تواضعه من نفسه لانتقاد الخل ما فيها
    والحمق في سد باب الانتقاد بما للنفس من عنفوان في دعاويها
    رأيت ما لا ترى في النفس لو سمعت مغتابها وقلت خلا ّ يدانيها
    ورب رأي عدو فيك أجمل من ذي خلة قارض للنفس يغريها
    فغض طرفك اكبارا لو انكشفت لك السرائر عن اشياء تطويها
    ولتعذرنهم من حيث تنصفهم في رأيهم فيك من آراء تخفيها
    وانبذ غرورك بالنفس التي عجبت بغير شيء واقلع من تماديها
    وأسعد الناس حظا من فضيلته ذو الانتقاد الى التفضيل يهديها
    ومن رأى نفسه مرءى رآه به سواه فالنفس في اسنى مقاليها

    #1242370

    هو الله فاعرفه

    هو الله فاعرفه ودع فيه من وما

    دعاك ولم يترك طريقك مظلما

    عن الحق نحو الخلق يدفعك العمى

    تقدم إلى باب الكريم مقدما له منك نفسا قبل أن تتقدما
    تجنب قيود الحظ فالحظ مرتهن

    وأرهق جنود النفس حربا ولا تهن

    وفي ظلمات الطبع بالحق فاستبن

    وعرج على باب العليم فسله من مواهب نور العلم بحرا قليذما
    أترضى مقام الجهل تخبط في السرى

    بطامسة أعلامها متحيرا

    تطلع لنور العلم واطلب مشمرا

    فمن لم يكن بالعلم في الناس مبصرا فلا عاش إلا في الضلالة والعمى
    ذوو العلم بين العالمين أعزة

    على درجات المصطفين أدلة

    وفي ملكوت الله للقوم شهرة

    ومن لا له من عزة العلم نسبة فليس له إلا إلى الذلة انتما
    ترق به فالعلم عز وذروة

    وحبل متين للتقاة وعروة

    ووفر الغنى في الجهل عدم وشقوة

    ومن لا به من ثروة العلم ثروة فمن ثروة الدارين قد صار معدما
    قضى الله أن العلم نور وحكمة

    كما أن أصل الجهل شؤم وظلمة

    وان رجال العلم للناس عصمة

    نعم علماء الدين في الأرض نعمة على الثقلين عمت الكل منهما
    به أصفياء الله هاموا بحبه

    به أدركوا حسب الحظوظ لقربه

    وهم أوصلوا السلاك أسرار غيبه

    بهم شرف الدارين تم فهم به ملائكة باهت ملائكة السما
    ملائكة ألبابهم وسناؤهم

    أقامهم هذا المقام صفاؤهم

    على الملأ الأعلى يحق ولاؤهم

    ألم تر في القرآن أن أولياؤهم ملائكة الرحمن فالله أعلما
    لقد نطق الوحي العزيز بنبلهم

    ولا حبل للمستمسكين كحبلهم

    يقولهم نور الهدى وبفعلهم

    أقرت جميع الكائنات بفضلهم عليها فحوت البحر في البحر هينما
    إلى ربها استغفارها وخشوعها

    لهم إذ هم أمطارها وربيعها

    وخالقها في المهتدين سميعها

    ولم لا ولولاهم تلاشت جميعها ولم يبق منها في الوجود لها سما
    مصابيح أرض الله مهبط فيضه

    هاة لمسنون الاله وفرضه

    هم شفعاء العبد في يوم عرضه

    هم خلفاء الله في أهل أرضه بهديهم أمت البسيطة قوما
    لأمرهم كل الكوائن اذعنت

    لسلطانهم بالعلم بالله سلمت

    لعزهم ذلت بنورهم اهتدت

    لحكمهم الدنيا تدين وقد عنت سلاطين أهل الأرض أعظم أعظما
    على الأرض والألباب في عالم القدس

    يرون بنور الله ما غاب كالقبس

    لأفهامهم كالأنجم الزهر ما التبس

    وآراؤهم تقضي بهن ملائك الس موات فيما قد أحل وحرما
    تجلت لهم كالشمس خلف حجابها

    فجاؤا بها براقة في صوابها

    حقائق شرع في غواشي غيابها

    ولو لم يكن نص الكتاب أتى بها صريحا ولا الهادي بها قد تكلما
    هدوا ذا هم نور إلى الله اهتدوا

    إذ اتزروا بالعلم بالله وارتدوا

    حداهم من العرفان ذوق به حدوا

    غدوا قدوة الأملاك لما هم اقتدوا بما لهم رب الملائك الهما
    سما بهم العرفان أعلى المراتب

    ونالوا مقاماً فيه فتح المواهب

    وفهم خطاب الحق من كل جانب

    وذلك من أدنى رفيع مناقب لهم لم يعدوها فخارا ومكرما
    تجلى لهم باسم المبين بمنه

    ففازوا بظهر الوحي كشفا وبطنه

    وحازوا بفتح الله مكنون ضمنه

    فما استحسنوا فالله يقضي بحسنه وما استقبحوا إلا قبيحا مذمما
    لهم من مقام الاجتباء عليه

    ومن قدم الصدق الزكي رضيه

    ومن مورد الإحسان ما طاب ريه

    وربك من والوه فهو وليه ومن خاصموه كان الله أخصما
    ملوك على من يملك الأرض حوله

    لدى طولهم أدنى من الذر طوله

    فقير عديم من تولاه جهله

    هم أغنياء العصر والعصر أهله قد افتقروا والمال بينهم نما
    وما لكنوز التبر شأن لمن فهم

    إذا وزنت في جانب العلم والحكم

    كنوز رجال الله أبقى ووفرهم

    يروم كنوز الأرض غيرهم وهم أصابوا كنوز العرش وفرا ومغنما
    رقوا بكمالات الهدى منتهى العلى

    وأنزلهم من قربه الحق منزلاً

    وأوردهم من مورد الود منهلا

    وهم في الثرى قاموا وأرواحهم إلى سما العرش والكرسي أدنوهما سما
    تولاهم قهر الشهود بحوله

    وأفناهم عن كل شيء بوصله

    فغابوا عن الأكوان في غيب ظله

    وما قنعوا بالعرش والفرش كله فجازوا إلى أعلى مقام واعظما
    رمى بهم المحبوب في المحو رمية

    فما أبصروا مقدار ذا الكون ذرة

    ولا وقفوا عند الحوادث لمحة

    ولو وقفوا بالعرش والفرش لحظة لعدوه تقصيرا وجرما ومأثما
    إلى الحق إخلاصا وأخذا بحبله

    قد انصرفوا عن فصل كون ووصله

    مقاصدهم مقصورة تحت حوله

    تقدم في ذاك الخليل بقوله لجبريل دعني منك لله مسلما
    نفوسهم في الله لله جاهدت

    فلم ينثنوا عن وجهه كيف كابدت

    على نقطة الإخلاص لله عاهدت

    لملة إبراهيم شادوا فشاهدوا الت لفت للشرك الخفي متمما
    تولاهم القيوم في أي وجهة

    وزكاهم بالمد والتبعية

    ولفاهم التوحيد في كل ذرة

    فقاموا بتجريد وداموا بوحدة عن الإنس روم الأنس فيها تنعما
    محبون لاقى الكل في الحب حينه

    نفوسهم ذابت به واصطلينه

    فلم يبق منها الحب بل صرن عينه

    بخلوة لي عبد وستري بينه وبيني عن الأملاك والرسل كتما
    وأورثهم للحب ارث النبوة

    فكانوا دعاة الله في خير دعوة

    ترقوا بفيض الله ارفع ذروة

    وما بلغوا ذاك المقام بقوة ولكن بنور العلم قد بلغوا الحمى
    حباهم بمنهاج السلوك استطاعة

    فلم يتركوا فيه الحقوق مضاعة

    ونالوا أمام الله منه شفاعة

    عشية أعطوه عهودا مطاعة على طاعة منهم غداة تحكما
    قد اتخذوا العرفان بالله جنة

    تاروا اليه مطلقين أعنة

    ومذ أدركوا منه المقامات منه

    وقد بايعوه أنفسا مطمئنة ببيعته والعقد بالعهد أحكما
    هداهم سنا العرفان والليل قد سجى

    فما جهلوا وهو الدليل المناهجا

    به عرجوا مستبصرين المعارجا

    فجذبهم في السير للخير والجا بهم أخطر الأهوال حين تقحما
    فنزههم عن قيد أي ادارة

    وأفرغ مجهوداتهم في العبادة

    وميزهم عن غيرهم بالسيادة

    فأبعدهم عن كل ألف وعادة وعودهم شرب الشدائد علقما
    فجدوا وشدوا وانتووا شقة النوى

    وخير لهم في الجهد والعري والطوى

    وفي النوح والتذكار والكرب والجوى

    فمن بعد عادى النوم والشبع والروى غدوا حلف الف السهد والجوع والظما
    جروا في ميادين الشهود تقدما

    وصدق الرجا والخوف فيهم تحكما

    فلم يبق كون منهم ماتهد ما

    فندمانهم عاد البكاء تندما وأزمانهم بالنوح قد عدن مأتما
    فساروا على تغريد حاد مزعزع

    بشوق ملح والتياع مروع

    وغابوا عن الأكوان في منتهى معي

    وأوردهم بالحزن لجة أدمع وأورى بهم للخوف نار جهنما
    تبدت لهم أكوانهم فتبددت

    نفوسهم في السحق والمحق أنفذت

    إذا فارقت غورا من الدمع أنجدت

    شدائد عدوها فوائد فاغتدت عوائد أعياد السرور تنعما
    مصائب عاموا في بحور صعابها

    وقروا على آسادها وذئابها

    وطاب لديهم حسوكاسات صابها

    ولو جانبوها روم غير جنابها لعدوا بحكم العدل ذا العدل مأثما
    وتلك بفضل العلم أهنى الموارد

    وأكرم موهوب واسنى المشاهد

    أتعلم مثل العلم مجدا لماجد

    هم صدقوه وهو أصدق واعد وأوفى ذمام حبله ليس أفصما
    به قطعوا أصل العلائق والهوى

    به أخلصوا في طاعة الحق لا سوى

    به روض هذا الكون في عينهم ذوى

    به نهجوا في كل منطمس الصوى فكان لهم في كل يهماء معلما
    تبين لهم أسراره كل كائن

    ويخلصهم للحق من كل شائن

    فطوبى لهم يجري بهم في المآمن

    ويملي لهم في السير عن كل مامن وجال إلى أسوى طريق وأقوما
    مقامات أهل الله منه مصابح

    وكل مقام حله القوم رابح

    وكل مقام العارفين مذابح

    وقاسمهم بالله أني ناصح فأنهى إلى أبهى مقام وأكرما
    لقد قام علم القوم للحق معلما

    وجلى لهم بالكشف سرا مختما

    وفتح أقفالا وأطلع أنجما

    وحل لهم رمزا وكنزا مكتما من السر قد كان الرحيق المختما
    به سلكوا في حبه مسلكا جهل

    وكلهم بين المشاهد قد ذهل

    وكلهم من مورد الحب منتهل

    وقال لهم هذا المقام وهذه ال خيام وذا باب المليك وذا الحمى
    هنا موقفي وهو المقام المحدد

    فغنوا على هذا المقام وغردوا

    وما بعد هذا للمدارك مشهد

    فمالي فيما بعد ذلك مصعد ولا موعد من بعد ذلك الزما
    هنالك فهم العقل والدرك مندرس

    هناك لسان العلم في الشأن قد خرس

    هنالك حد السير من يعده افترس

    هنالك قد تطوي الصحاف وتنشر الس جاف فلا يطوى بحدك فافهما
    فما بعد هذا للمدراك غاية

    فنقطة هذا الحد فيها نهاية

    ولا باب إلا أن تكون رعاية

    ولا تفتح الأبواب إلا عناية لمن شاءه ذاك المليك تكرما
    تجرد من الدعوى فقد كمل السرى

    وراءك لا تقدم فحظك مدبرا

    فلست بلاق فوق ذلك مصدرا

    فسلم إليه الأمر واطرق المرا ولا تك في شيء من الأمر مبرما
    وقف وقفة المندك مالك حيلة

    فحالك في هذا المقام جليلة

    ونفسك في عز الجلال وذيلة

    وقل بلسان الحال مالي وسيلة ولا حيلة والهج بقولك ما وما
    وعرج على التقديس تستخلصنه

    ونفسك نسك لازم فاذبحنه

    وشأنك إن أخلصت لا تحقرنه

    فان تك لا شيئا هناك فانه رناك لما أدناك إذ لك قد رمى
    أرادك حتى قمت فيه مجالداً

    يميتك مشهودا ويحيك شاهداً

    وإن ساعة أحياك أبقاك بائداً

    وإن ساعة أفناك أبقاك خالداً بوصف له باق صفاتك أعدما
    تفرد ولا تستثن في سبحاته

    ووحد صفات الحق توحيد ذاته

    وسافر بعين الحق في حضراته

    فان هو جلى فيك بعض صفاته فما كنت أنت الآن أنت المقدما
    تفاوت حسب الفيض ذوق ملوكها

    فهم بين مثريها وبين ضريكها

    مراتبهم شتى بمرقى سموكها

    وفيها مقامات لأهل سلوكها شموسا وأقمارا تنير وأنجما
    تفاوت أذواق المحبين رغبة

    مراتبهم حسب المقامات رفعة

    هيامى إلى انا فتحنا ملظة

    فمن ذاق منها نغبة مات رغبة ومن لم يذقها مات بالغم مسقما
    وما فاض حسب الفتح من شبه وحيها

    وعينه سر الحكيم بطيها

    باثباتها ما أثبتت أو بنفيها

    معالم تستهدي الحلوم بهديها العلوم بها كان العليم المعلما
    أقام لهم فيها حظوظا مقامة

    وأنزلهم حسب الحظوظ مقامة

    وقلدهم في العالمين إمامة

    فعرفهم إياه منه كرامة وأشهدهم إياه منه تكرما
    توالهم باسم البديع تنزلا

    وفي حضرة الفتاح للقوم انزلا

    ونورهم نور السموات وانجلى

    وخلقهم باسم العليم تفضلا وكان لهم باسم المبين مسوما
    فجردهم عنهم لخالص حبه

    فما همهم إلا وسائل قربه

    عروجا به عنهم إليه بغيبه

    وكان لهم عنه فكانوا له به وقام بهم عنهم إليهم مكلما
    تحكم فيهم حبه وتصرفا

    وأوقفهم في القبض والبسط موقفا

    وأرسل في أسرارهم نفحة الصفا

    فمذ عرفوه لم يرموا تعرفا إلي غيره والغير ثم تعدما
    تشعشع فيهم صبحه فانجلى المسا

    فهم في ضياء منه والليل عسعسا

    بأية طور صبحهم قد تنفسا

    وليس لهم جهل هناك وما عسى لهم أن يروا من بعد ذلك مبهما
    تعهدهم إذ زايلوا الخلق بالمدد

    فهم في بساط الأنس بالواحد الأحد

    وكل بفتح الله فاز بما وجد

    وما علموا شيئا بعلمهم وقد أحاطوا بعلم الكل والله أعلما
    فصارت شهادات لديهم غيوبهم

    قد امتلأت بالكشف منه جيوبهم

    هم العالم الأعلى احتوته جنوبهم

    هم لوحة المحفوظ كانت قلوبهم بهم قلم الأنوار للسر رقما
    لهم درجات من لديه تحققت

    عليهم بها شمس الحقيقة أشرقت

    والطاف وهب من لدنه تدفقت

    مواهب قد دقت عن الفهم وارتقت عن الوهم رقت عن نسيم تنسما
    حوى نسخة الامكان ادراك فهمهم

    فلا كنه إلا تحت حيطة عقلهم

    لهم حضرة القيوم تملى لسرهم

    بها انطوت الأكوان في طي علمهم من العرش والكرسي والأرض والسما
    فما السر والاعلان ما الجهر ما الخفا

    وحسبهم نور المبين مكشفا

    هداهم وصفاهم وجلى الكثائفا

    فكانت جميع الكائنات مصاحفا لهم تهب السر المصون المكتما
    بدائع فيض أبدعت بعجائب

    ينوعها فتاح باب المواهب

    تباديهم بالفتح من كل جانب

    لطائف لم تودع صحائف كاتب تطالعها الافهام والله الهما
    أريدوا لها فاستنسخوها على النهى

    لقد فككوا والحمد لله رمزها

    وكم أدركوا بالعقل أمرا منزها عن النقل في الألواح لن يترسما
    لقد كان تحت الختم من قبل فضه

    فصار ظهور البرق في وشك ومضه

    وما انفتح المختوم إلا بفيضه

    يضيق فضا الأكوان عن شرح بعضه وكل لسان كل بل ظل مفحما
    علوم تجلي من لدنا ظهورها

    ولم يتعلق باكتساب سفورها

    تجلت بأسرار الرجال بدورها

    به صحف الارواح أشرق نورها وصين عن الألواح اذكن أظلما
    تجرد لها ان كنت في القرب ترغب

    ولا تغلون فالشأن من ذاك أقرب

    فلست بقرع الباب بالصدق تحجب

    لذلك فاطلب ان يكن لك مطلب ترى كل مطلوب سوى ذاك مغرما
    خذ الحزم واجعله إلي الحق مقصدا

    واخلص متين العزم صدقا مجردا

    ومن قصد الحق استقام وسددا

    ففي قصده السبيل ومن عدا سبيل الهدى نحو الردى قد تيمما
    ملابسة الاغيار عين اضاعة

    وقصد على حرف نقيض لطاعة

    فاخلص ترى الاخلاص أزكى بضاعة

    فكن واقفا بالباب في كل ساعة ترى الذل فيه عزة وتكرما
    اتعلم ان الأمر ليس كما هنا

    فدع دعوة الشيطان والنفس أوهنا

    وخل حظوظ النفس يسحقها الفنا

    وجانب رياش الجاه والعز والغنى وكن باضطرار وافتقار مؤمما
    وان شئت قرب الله فالعلم قربة

    وان شئت جاها فهو جاه ورفعة

    وان شئت وفرا فهو وفر ودولة

    وان شئت عز العلم فالعلم عزة لباس لبوس الذل لله مسلما
    طريقان فاختر ما ترى لك أحسنا

    اذا كنت تبغي الحق فاهجر له أنا

    فان انا حظ عواقبه العنا

    وان كنت تبغي العز والجاه في الدنا فدع عنك داعي العلم وارحل مسلما
    وعش لحظوظ النفس ندبا مكافحا

    وعن كل مرغوب سوى الحق جامحا

    إليه انطرح للكائنات مبارحا

    ودع عنك أدناس المطامع طامحا لولاك فيه طائعا جل منعما
    توجه اليه واجعل الفقر ديدنا

    يعدك بالفقر الحقيقي محسنا

    فخذ بطريق الفقر بالحق موقنا

    ففيه الغنى والفقر إذ رؤية الغنى هناك الغنى بل منهما اقصده معدما
    تعن ولا تستبق للنفس عادة

    اتلقى اذا لم تشق فيه سعادة

    اذبها واصبرها واسقها مقادة

    فلا راحة ترجى لمن رام راحة ومهما بذلت الروح صادفت مغنما
    تلفت لها من حيث ولت وأقبلت

    فان لها كيدا وان هي اجملت

    عليك بها انحرها وان هي ولولت

    ففي بذلها صون لها إن تقلبت وإلا فقد سيقت إلى ذلك الحمى
    فان هي عما يوجب البعد أعرضت

    وسلمت الأطوار فيه وفوضت

    وشدت بعزم في السلوك وقوضت

    هنيئا لها فخرا بما قد تعرضت لذاك الحمى لو كان مطلبها احتمى
    ذر الكون في أثوابه يتغول

    يروق لوهن الرأي حسنا ويجمل

    فما لك دون الحق فيه معول

    وان أم أبواب الملوك مؤمل فيمم الى أبوابه متقدما
    كريم لضراء الفقير مراقب

    لطيف اذا ضاقت بعبد كوارب

    له في القضايا نظرة ومواهب

    وأبوابه فتح وما ثم حاجب وأفضاله شرح وما ثم محتمى
    تخلى لربى ظاهرى والذي بطن

    وخليتهم والكون والأهل والوطن

    كفاني عن زيد وعمر وعن وعن

    لأبوابه ما عشت أغشى ولم أكن لأخشى رقيبا أو عذولاً ملوما
    رفضت له الأكوان من ذى سرائرى

    وصنت عن التعليل مرمى بصائرى

    وسيان فيه نافعي مثل ضائرى

    فعندي فيه عاذلي مثل عاذري ومن فيه عاداني كمن بي ترحما
    فلست بذي طرف بفرقتهم قذى

    بمذهب أني ذاهب أنا محتذى

    طريقة ذي صدق مع الحق احوذى

    سأرحل عنهم أجمعين الى الذي به لذَّ لي ذلي وعزي تهجما
    أراني خليل الله وشك ذهابه

    وعللني من نغبة من شرابه

    وسرت مع المختار تحت ركابه

    عسى انني ادعى دعيا ببابه اذا لم أكن باسم الخديم موسما
    فصرت بعين الحق ارفع منزلا

    بأي مقام شاءه لي وأنزلا

    دعيت دعيا أو وليا مكملا

    وإلا فان ادعى به متطفل افقدري بهذا الاسم يخترق السما
    كفاني اختيار الحق في كل موطن

    بأية حال أو بأي تعين

    فلست لما يختاره عبد ديدني

    وان أدع لا شيئا هناك فانني بذاك لقد أصبحت في الناس مغرما

    #1242372

    جرد النفس وانهها عن هواها

    جرد النفس وانهها عن هواها لا تذرها في غيها تتلاهى
    زكها بالتقوى فما تفلح النف س بحال الا على تقواها
    واستلمها عن المراعى الوبيا ت اذا استرسلت الى مرعاها
    واتخذ في مراصد الكيد منها حرسا يكسرون صعب قواها
    فلها للعصيان ميل عظيم لو نفه عن طبعها ما عداها
    ولها في المتاب شدة عجز بعدات التسويف نيطت عراها
    ولها في المتاب مكر خفي جعلته تلبسا من حلالها
    ان كيد الشيطان كان ضعيفا ودواهي النفوس لا تتضاهى
    فتيقض لها وقد أمكن الام ر فما الحزم تركها ومناها
    فاعتقلها في مبرك الزهد بالخو ف الى أن تبدو هزالا كلاها
    فاذا انحلت القوى فأثرها لمراعي اليقين تشفي طواها
    واذا ا رزمت وحنت لألف الطب ع فارفض حنينها وبكاها
    فمروج اليقين فيها زهور معصرات التوفيق تسقي رباها
    ما رعاها حي فعاش ولا مي ت فلم يحي ريثما يرعاها
    ومتى هب للقبول قبول بين روضاتها وفاح شذاها
    فاسر بالدهس لا الحزون بليل آمنا من كلالها…وحفاها
    ما سرت للأوطان نفسك الا حمدت غب صبحه مسراها
    أنت في هذه الرسوم العتيقا ت غريب فخلها وبلاها
    والبدار البدار للموطن الدا ئم حيث الحياة القت عصاها
    قد تراءات لك الخيام فما عج زك عن أن تحل وسط فناها
    شمر الذيل واركب الليل واصحب ذات صبر فما السلوك سواها
    وعلى الأين فاحتمل كل خطب سوف تحلو الخطوب في عقباها
    واذا شقت المسالك طالت قصر الشوق للحبيب مداها
    ما الكرى والبروق ساهرة ان كان في الشوق صادقا دعواها
    خلف العالم الطبيعي وارحل للتي لم تخلق لدار سواها
    هذه معبر وتلك مقام فاعبروها لا تعمروا مغناها
    عجبا من محجوبة في كثيف عنصر العالم اللطيف رماها
    نسيت انسها بمقعد صدق وتجافت لويلها وشقاها
    حبست في ضنك ووحشة طبع فتمنت ان لا يحول عناها
    ليتها حلقت الى الرفرف الأخ ضر حيث الأنوار تغذو قواها
    رجعي يا ورقاء نوحك للأل ف فان الولهى تبث جواها
    واندبي المعهد القديم عسى الرج عة قد آذنت اليه عساها
    وانقذي من اشراك سجنك شوقا لرياض نشات بين رباها
    جاذبي كفة الحبالة فالحا بل موف بمدية قد نضاها
    واسرحي في الرياض من ملكوت الله ترعين فيضه في فضاها
    لو شجاك التذكار من لوعة البي ن لمزقت القلب آها وواها
    عالم الكون والفساد بليا ت لك الاختيار فيما عداها
    رشحتك الألطاف للحضرة العلي ا أما ترغبين في لقياها
    لهف نفسي على النفوس النفيسا ت اضاعت اقدارها وعلاها
    برزت من مضارب الحق في افض ية الأمر فاستباها هواها
    تانف الوادى المقدس رعيا ورعت حيث الاسد تفري فراها
    لو تمنت خلاصها ادركته وغدت لا تراع وسط حماها
    ما ارادت من جيفة الزخرف الحا ئل لو ابصرت سبيل هداها
    تتجلى لها الحقائق لا غي ن ولا غيم ساتر مجلاها
    باهرات الجمال يدعين للوص ل فتأبى النفوس ان تهواها
    غرها الجهل فاطمأنت إليه ان جهل النفوس أصل شقاها
    أيها النفس علم معناك بحر في عميقات غمره العقل تاها
    لو شهدت المسطور في نسخة الغي ب ومعناك ما حوت دفتاها
    وكشفت المستور فيك لايقن ت بأن الوجود فيك تناهى
    أنت في هيكل خبيئة أمر من حكيم لحكمة امضاها
    فاميطي قذاة عينك من بين زواياه تدركي اياها
    فالخفايا عليك في لوحك المحف وظ لو ما كشفت عنها غطاها
    آه يا نفس والبقية من عمر ك قد اشرفت على منتهاها
    آه يا نفس ادركيها فلا مط مع بعد الفراق في لقياها
    ودعيها بالصالحات عسى نف حة توب ورحمة تغشاها
    لست في هذه الحياة على ش يء سوى ما تلفين في عقباها
    فاصدري عن غمار باطلها عط شى فاصدى عطاشها ارواها
    ومسير العطاش اقطع للب يد وخير الاظماء ما احفاها
    فاطمئني وأوّبي وانيبي واخلصي من افاتها وبلاها
    آه يا نفس والعلائق اعدا ء شداد وانت من اسراها
    يندبون اللوى واندب نجدا كل عين تبكي على ما شجاها
    ليت اني بيسجن اجتلي النو ر من العالم الذي لا يباهى
    استمد الفيوض في قبضه الوه بي أو تملأ السيول زباها
    قطعت بي قواطع الدهر عنه حاجة في نفس الزمان قضاها
    كشفت لي عنه الحقائق والحق شهيدي بأنه منتماها
    وارث الأنبياء علما وحكما وسفير عنها الى من عداها
    ادرك الملة الحنيفية البي ضاء اذ فوضت له شكواها
    تتضنى مروعة تندب الأبرا ر حزنا همالة مقلتاها
    فاثارته شربة النهر والغي رة لله في رضا مصطفاها
    فحماها وسامها وكذاك ال أسد تحمي عرينها وحماها
    ردها مثل رد يوشع للشم س وقد غاب نورها وضياها
    عجبا اشرقت من الغرب شمس فاتتنا للشرق يسعى سناها
    انها آية وان كان لابد ع من العارفين من شرواها
    درجات الكمال والفضل لاتح صى وقد حاز شانه اعلاها
    تلك آثاره له شاهدات انه للعلوم قطب رحاها
    طلعت من جبال مصعب والزا ب جبال من علمه ارساها
    ثم دارت بالأرض كالفلك الدو ار لا تحصر النهى اقصاها
    جاء تفسيره بمعجزة قد بهرت أهل الابتداع سطاها
    يبرق الحق من مصادره العل يا وينهل العلم من مجلاها
    وحدته العقول في الفن حكما فنفينا الانداد والاشباها
    فانهضي نهضة الغضنفر لا تؤ لين جهدا في قتلها وجلاها
    واستعدي الاجناد من طاعة الله فقد عزك النصير سواها
    واعلمى ان طاعة الله لا ينه ض الا بالعلم قطعا بناها
    دونك الجد آفرغي فيه انفا سك فالهزل ضاق عنه مداها
    واستمدي الأنوار من كلمات الله إن الهدى بحق هداها
    هي مرج البحرين فالتقطي الجو هر من ذا وذاك من فحواها
    شرب العارفون منها فهاموا بمذاقين من رحيق طلاها
    راع خلف الستور ما اظهرته من جمال فكيف ما في خفاها
    ان الله في الخفاء نفوسا في ميادين قدسه اخفاها
    حجبتها ستائر اللطف عنها وجلاها من أمره ما جلاها
    اخذتها عناية الله عن اطو ارها فانتهت بها في حماها
    هذه الأخذة التي احرقت قل بي وطاشت قواي تحت قواها
    ليت اني اذهبت الف حياة وتراءت لي لمحة من خباها
    أنا من تيمته غزلان نجد وخميلات الرند بين رباها
    لي نفس لولا التشقي بأروا ح صباها ذابت بحر جواها
    أن يك الغور تيم الغير فالاه واء شتى وللقلوب هواها
    حاك من قبله الضلال نسيجا غزلته خرقاؤه لشتاها
    رقعي يا خرقاء طمرك والأن واء تحدو ظعونها جربياها
    لا يواريك ما غزلت ولايد فيء في سبرة الشتاء كساها
    هذه الحلة التي نسج الح ق رصينا الحامها وسداها
    لم تحك فطرة العقول على من والها ليس صنعها من قواها
    انها فيضة لدنية سي قت لرباني وهذا سناها
    وبحور الفيوض من عالم الوه ب لأهل العرفان لا تتناهى
    ما تلقيت يا محمد ذي الفي ضة الا وأنت من خلصاها
    شمل الكون منك مقباس نور فانارت عشية كضحاها
    ارضعتك الآيات ألباب ضرع يها فبرهنت هاديا مقتضاها
    واقامتك في مقامات ذي التح قيق حتى نزلت وادي طواها
    هكذا يا ابن يوسف الحق لا يتر ك نفسا أحبها وارتضاها
    أو تجلى لها الحقائق كشفا فترى عنه عامضات عماها
    قصرت عنك بالثناء وبالحم د لساني وعزني أملاها
    نسبتي للمديح فيك كما بني وبين النجوم وسط سماها
    قد تبركت بالثناء على وجه ك ابغي به مع الله جاها
    فاجزني بدعوة تجمع الخي رات لي في الدنيا وفي عقباها
    ظهرت منك في الوجود كراما ت رجوت الامداد من جدواها
    هل اتى النحلة الاباضية الغراء ان افلحت بدرك مناها
    اذ اتاح التوفيق والقدر السا بق ارغام كل من ناواها
    بتمام التفسير طبعا على هم ة املاكها واسد شراها
    فدعتني هواتف الحق للتا ريخ والبشر شامل اياها
    قلت ارخ دوام جد وبشر ان هميان الزاد طبعا تناهى
    قيل فامدح زابا وزد قلت زاب علم الجهل ظلمة فجلاها

    #1242373

    يا أخا عبس

    يا أخا عبس الحماة الأنوف والكريم الموصوف بالمعروف
    هزك الفضل والفتوة والسؤ دد والمجد كاهتزاز السيوف
    أنت فينا مرزء تحمل الك ل وتنفي رزئية الملهوف
    ان قصدت العلى فليس عجيبا ليس قصد الشريف غير الشريف
    أنت منا كدرة التاج في التا ج ومثل الربيع حذو الخريف
    أنت دون التوصيف فخر لعبس لم تزد في علاك بالتوصيف
    رقم المجد للسراة حروفا وبيمناك رقم تلك الحروف
    قد ملأت الزمان مجدا وفضلا قف قليلا قد ضاق وسع الظروف
    كل شأو من دون شأوك والمق دار من أي تالد وطريف
    ليس من يدعي الفخار يساوي ك ولا كل ما بنوا بمنيف
    لم أصارفك بالرجال وقد أيقن ت منهم ببهرج وزيوف
    ما ظننت الزمان يجحد فضلي غير أن الزمان جم الصروف
    طالما شمر الأعادي لهضمي فدهاهم مجدي برغم الأنوف
    هذه سيرتي وسيرة دهري حسدوني وأنكروا معروفي
    إن نسيت الأشياء لم أنس يوما كنت لي فيهم غرار السيوف
    حاولوا ما رقمته من كمالي حنقا بالتحريف والتصحيف
    بخسوني وطففوا الكيل زورا ولهم منك سورة التطفيف
    هكذا يا أخا المناقب رأي الدهر قد كان في كمال الشريف
    بيني الدهر علة ليس تشفى بدواء حتى لقاء الحتوف
    لا تحاول علاجهم بكمال آفة الدهر في كمال الشريف
    وتموت الجعلان في نفحة الطي ب وتحيا سعيدة في الكنيف
    عزة العلم أمجدتني مقاما فتبينت كل رأى سخيف
    ليت شعري هل يرعوي الدهر يوما من بنات الدهر هز القحوف
    عجبا ليس يسلم المجد فيه كل حر بصخرة مقذوف
    ما يريد الزمان من رفعة الند ل ومن ذلة الكريم العفيف
    وعذير الزمان مما أقاسي ه انفراد الكرام بالمعروف
    وعزوم يثيرها كرم النف س وهم يشيب رأس الصروف
    واقتحام المجيد في الروع لا ير قب سعدا أو ينثني لمخوف
    قمت عبد الرحمن لي في مقام ظلموني فيه كظلم الطفوف
    أنكر الملحدون ما أنكروه فرددت التنكير بالتعريف
    رشحت منهم صدور مراض بحزازات السوء والتعنيف
    لم تدعهم على بساط المخازي بل دحضت الدعوى برأي حصيف
    يظهر السوء من بواطن سوء يرشح الظرف جوهر المظروف
    خذ ثنائي كأنه الجوهر المك نون فاجعله في محل الشنوف
    قلمي ساحر القلوب بديع وبديع الأقلام محض الصريف
    دعهم في المخازي والتكذيب اني متنبي الدنيا بلا تكليف

    #1242714

    اخي فتى

    سلمت يداك … فعلا جهود عظيمة تدفع بالموقع نحو الرقي في عرض المواضيع والاهتمام بالجانب الثقافي

    بنعطيك وظيفة فتى … روح ابحث عن سيف الرحبي ههههههههههههه

    #1242719
    صياد بابل
    مشارك

    ما هذا من عبير يسل عشقآ ما بين سطورك

    ورأيت ان عيناي تراقصت خجلآلما قرأت

    فرائحة الحب تفوح من شعورك

    مبدعآ انت سيدي لك مني كل الود والاحترام

    #1242931

    شكرا لمرورك اخي الصياد

    #1243272

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاتة
    اما بعد
    اتشرف بي مشاركتي وترقبو جديد من اشعاري

    #1243717

    عندما يكون الانسان راقى فانه بختار برقى مشكور اخ فتى على ما اخترته لنا

مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 49)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد