تنظري لأعين البشر لعلهم يصلحون..؟! فلا تري سوى النشوة بالفرح مع إخفائها وشماتة بالكلام والنظرة الكاذبة …

تتمني حينها أنك لو كنت وحيدة .. بلا أهل .. بلا أخوة وبلا أصحاب لعل ذلك يخفف من وطأة الألم والإحساس بهؤلاء البشر ويتكاثر الكلام وكأنه زبد البحر .

تجلسين وحدك تعيدي زمنً مضى بحذافيره .. تقارني بينه وبين ما أنت عليه الآن ..فرق شاسع كالفرق بين الليل والنهار .. الضحك والبكاء .

تنظري إلى الإنسان من بعيد عاش معك عمراً بحلوه ومره وقد قاسمتي معه لقمة والماء .. الضحك والبكاء … الفرح والحزن حتى غدى كالروح .

الروح التي تجول في جسد الإنسان ..

الروح التي تنتشي السعادة ..

الروح التي تتعذب بالألم ..

الروح التي تموت بموت صاحبها ..

هكذا غدوت مع هذا الإنسان دون كلل أو ملل ينظر إليك الآن بعد مرور زمن من هذا .. لا سلام.. ولا فرحة باللقاء .. يحول النظر عنك ليعود إلى آخر يمضي معه عمراً آخر ليزداد الألم والحرقة فيك بلحظة ضياع وتشتت ولا عزاء لذلك ..

ولا أعذار ..

ولا أسباب …

ربما الزمن انقلب على البشر أو أن البشر قلبت الزمن في لحظة تكوني فيها على وشك الانهيار دون أن تنطقي بكلمة آه ..آه لتحذري شماتة الأعداء ..واستضعاف الأصدقاء .. لتنهضي من جديد بقوة وجبروت وتتعلمي أن عزة الإنسان وكرامته استغناءه عن الناس .