بسم الله الرحمن الرحيم

أعذرني باأبي…

فقد أثرت عن طريق النصر أن أنتحي…

أعذرني … فقد فات الأوان…

وأرى الموت قادمٌ من كل مكان..

أعذرني إن لم أستطيع أن أحمل سيفك الذي..

ماعاد يجدي في هذا الزمان..

أنا وأخوتي..قد خنا الأمانه..

والأمل سيبقى في أيدي المستقبل…

زهرة … قد تقتلها الخيانه

أعذرني- أبي- يا صاحب الأرض..

فالقدس لا تقوى أن تنهض..

والقدس تبكي كل ليلة..

وتجمع ما تفتت من قواها..

فهذا سلامٌ من الأرض للأرض..

وإن كان الأمل فينا قد إنعدم..

فلا تخف يا أبي..

فبالأمس رجال قاتلوا.. واستشهدوا..

وهنا رجالٌ قد شحذوا الهمم..

أبي.. لا تبكي.. فالبكاء لا يجدي..

ودمعك الحزين يؤرقني… ويُلهبُ وجدي..

أبتي… أسمعُ لومكَ لي كل يومٍ… ومعكَ حق..

فأنا لم أفعل شيئاً ولن يرجع في زماني الحق..

ومع هذا…

فلا زال الألم يقطّعني..

وصراخ الأطفال يعذبني..

وبكاء الأرامل… كاللهيب يحرقني…

أبتاه أعذرني إن لم استطع أن أحمل الراية..

ولا أعلم لماذا لم أستطيع..

ولكن رجائي سيبقى بين الثنايا..

حُلماً.. سيتحقق.. وهذا منايا..

أبي..

سامحني يا أبي..

فهذا.. لم يكن قصدي..

أن أبيع وطني وعرضي..

للكفر.. والموت والفقر..

سامحني.. ولا تقف ضدي..

ولكن.. بسيفك العتيق أطعني..

وكما غدرت فيك… فأغدرني..

راحل