لندن رويترز: ارتفعت أسعار النفط متجاوزة 40 دولارا للبرميل امس بزيادة نحو ثمانية بالمائة عن الجلسة السابقة مع تواصل الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة الامر الذي اعاد للاذهان ان التوترات قد تهدد امدادات النفط من الشرق الأوسط.
وارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف 3,18 دولار الى 40,89 دولار للبرميل بعد ان وصل في وقت سابق الى اعلى مستوى خلال الجلسة عند 42,20 دولار للبرميل.
والنفط في طريقه لتسجيل خسائر تبلغ نحو 60 بالمائة هذا العام في اكبر هبوط سنوي منذ بدء تداول المعاملات الاجلة قبل نحو 25 عاما.
وقال اوليفييه جاكوب المحلل في بتروماتريكس في مذكرة ابحاث العوامل السياسية اختفت من ساحة النفط خلال الشهرين الماضيين ولكن ستستعيد دورها في رفع الاسعار مع احدث هجوم اسرائيلي على غزة.
وواصلت الطائرات الحربية الاسرائيلية قصف قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي أمس وتستعد الآن لغزو محتمل للقطاع بعد ان قتلت حوالي 307 فلسطينيين في الغارات الجوية.
واثارت الهجمات غضب العرب في شتى انحاء الشرق الاوسط وابرزت احتمال ان يهد د الصراع امدادات النفط من المنطقة.
وقد صعدت اسعار النفط نحو سبعة بالمائة الجمعة الماضي متخطية 37 دولارا للبرميل ان حذت دولة الإمارات العربية حذو السعودية في زيادة التخفيضات في امدادات الخام تنفيذا لاكبر خفض انتاجي على الاطلاق لاوبك الذي قررته المنظمة الاسبوع الماضي.
من جانب آخر تكهن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس بان اسعار النفط ستنتعش لتصل الى حوالي 100 دولار للبرميل بين عامي 2010م و 2015م.
وقال بيرول أمام مؤتمر عن الطاقة في اسطنبول انه يتنبا بتعرض اسعار النفط لضغوط نزولية في عام 2009م ولكن يتوقع تحسن الاسعار مرة اخرى في عام 2010م مع انتعاش ا لاقتصاد العالمي.
وقالت شركة بترول ابوظبي الوطنية (ادنوك) الخميس الماضي ان الإمارات خامس اكبر مصدر للنفط في العالم ستخفض صادراتها النفطية من خامي مربان وزاكوم العلوي لشهر فبراير بنسبة 15 في المائة ومن خامي زاكوم السفلي وام الشيف بنسبة عشرة في المائة تطبيقا لتخفيضات الامدادات التي قررتها منظمة اوبك.
وخفضت اوبك الانتاج ثلاث مرات في محاولة لسحب نحو خمسة بالمائة من الامدادات العالمية من اجل وقف هبوط اسعار الخام.
وقال رئيس اوبك شكيب خليل يوم السبت انه يتوقع استقرار أسعار النفط خلال الشهرين المقبلين بعد تخفيضات الانتاج.
وقال مسؤول صيني كبير في مجال الطاقة ان الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة ستستغل هبوط اسعار النفط في زيادة وارداتها وتعزيز احتياطياتها النفطية.
من جهة اخرى قال ارفع مسؤول بقطاع النفط الليبي أمس: ان ليبيا طلبت من شركات النفط العاملة فيها خفض الانتاج بمقدار 270 ألف برميل يوميا بدءا من اول يناير المقبل بما يتجاوز حجم التخفيض الذي تحتاج لتطبيقه تنفيذا لاتفاق منظمة اوبك على خفض الامدادات.
وقال شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية لرويترز هاتفيا أمس اصدرنا تعليماتنا لشركات النفط العاملة في ليبيا لخفض انتاجها 270 ألف برميل يوميا من اول يناير التزاما بقرار اوبك. واضاف شكري انه لاسباب فنية فإن الخفض اكبر من المستوى المستهدف للانتاج الليبي بمقتضى الاتفاق الذي توصلت اليه منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) في 17 ديسمبر الجاري لخفض الانتاج 2,2 مليون برميل يوميا لدعم اسعار النفط.
ولم تنشر اوبك سقف الانتاج المستهدف لكل دولة على حدة لكن مصادر وتحليلات بيانات رويترز تشير الى ان الخفض الليبي المستهدف يبلغ نحو 250 الف برميل في اليوم.