كيف يمكن ان يحتاج بعض الاشخاص لمسكنات حتى ولو لمجرد الجلوس امام طبيب الاسنان؟ وكيف يمكن للاعبي كرة القدم الامريكية (الرجبي) الاستمرار في اللعب حتى لو كانت ذراع احدهم مكسورة؟.

قضى المحاضر بجامعة سيدني لوريمر موسيلي وقتا طويلا في دراسة هذه الاسئلة وتوصل الى بعض الاجابات التي لا تثير الدهشة بشكل كبير.

وقال العقل قادر على العديد من الامور المدهشة نظرا لملاحظته لكيفية عمل الجسد والمخاطر التي يبدو انه تعرض لها..

وكلما زادت معلوماتنا عن الألم كلما أصبح واضحا ان اصابات الأنسجة ليست ضرورية او كافية لتسببه.

وفي مشروع بحث علمي نشر مؤخرا في احدث نسخة من مجلة كارنت بيولوجي توصل موسيلي وشركاؤه في البحث الى ان حجم احد الاطراف المصاب بالألم يمكن ان يؤثر على ملاحظة الالم.

ومن خلال تجربة على 10 أشخاص يعانون آلاما في الاذرع نظر كل منهم الى الذراع الذي يعاني الالم عبر نظارة مكبرة او مصغرة .
ووجد انه برؤية الطرف المصاب بحجم اكبر يزيد احساس المريض بالألم. وعند تصغير التورم بشكل اصطناعي عبر النظارة يقل حجم التضخم الحقيقي في عين المريض ويشعر بألم اقل.
ويبدو ان تفسير ذلك هو ان العقل يستجيب لما يراه ويتصرف بناء على ذلك.
وبناء على ذلك فإنه عندما تتعرض بعد ذلك لارتطام في رأسك لا تنظر في المرأة وتتحقق من حجم التورم. وستشعر بألم أقل ويمكن ان تتخيل انه لا يوجد تورم في مكان الارتطام على الاطلاق.