يضيف محسن البوسعيدي وطاقم القارب مسندم صفحة جديدة إلى كتب التاريخ البحري العماني والعالمي قريبا عندما يرسون على رصيف ميناء السلطان قابوس. وقد بدأ فريق عمان للإبحار وبعض أهالي مدينة مسقط وكل من يساندون هذه الرحلة البحرية التي تحمل شعار السلطنة حول العالم بالتطلع بشوق لعودة البحار العماني محسن بن علي البوسعيدي وجميع أفراد طاقم القارب مسندم الذين يبعدون حوالي 48 ساعة عن خط النهاية.
وبهذا الحدث التاريخي العظيم الذي سيدخل محسن به إلى كتب التاريخ كأول بحار عربي يبحر بقارب شراعي حول العالم بلا توقف مارا بثلاثة رؤوس ومضيق، وستنظم عمان للإبحار حفل استقبال كبير على كورنيش مطرح بالقرب من ميناء السلطان قابوس وسيحضره العديد من كبار الشخصيات وجمع غفير من الجمهور الذي تابع الرحلة طوال أسابيعها العشرة.
ولقد واجه محسن البوسعيدي العديد من التحديات والمصاعب في رحلة الإبحار الشراعي حول العالم بلا توقف والتي لم يسبق له أن واجه مثلها من قبل وقضى الآن أكثر من 76 يوما في عرض البحر. ومنذ مغادرته مسقط في الثامن من ينايرالماضي واجه محسن والطاقم العالمي للقارب مسندم درجات حرارة منخفضة للغاية في عرض المحيط الجنوبي الشرس ورياح باردة تصل إلى درجة التجمد وأمواج عالية يصل ارتفاعها إلى أكثر من 20 مترا. كما أنهم مروا بظروف أبطأت من إبحارهم نحو الهدف في منطقة الالتقاء المدارية (منطقة النسيم الهادئ) فأبحروا بسرعات بطيئة للغاية في منطقة امتدت مساحتها إلى أميال بحرية كثيرة. هذا ولم يحظ الطاقم برؤية اليابسة بعد مغادرتهم لمسقط سوى مرتين فقط، كانت الأولى في مضيق كوك بنيوزيلندا والثانية عندما أبحروا بالقرب من رأس القرن بأميركا اللاتينية، ورغم إبحار الطاقم في بحار عديدة ومحيطات واسعة إلا أن أقدامهم لم تطأ اليابسة أبدا ولم يروا أي إنسان آخر طوال تلك الفترة.
لقد حانت ساعة إنهاء رحلة الإبحار وبدأ القارب بالاقتراب من خط النهاية والعودة إلى أرض الوطن.