دشنت معالي الدكتورة راجحة بنت عبدالأمير وزيرة السياحة صباح امس بمقر الوزارة بالغبرة اللوحة الترحيبية الخاصة بعودة البحار محسن البوسعيدي الذي يتوقع وصوله الى السلطنة ما بين الفترة 18 و23 مارس الجاري بعد ما تمكن من الطواف حول العالم بقاربه الشراعي مسندم بدون توقف لمدة 66 يوما وهو بذلك يعتبر اول بحار عربي ينجح في ذلك والذي يرافقه في هذه الرحلة البحرية 4 بحارين اثنان من فرنسا هم لوبك جالون وثيري دابري ومثلهما من بريطانيا هم نيك هوشين وتشارليز دار بيشاير ويتوقع ان يقطع 40 الف ميل بحري بعدما كانت الانطلاقة من مسقط يوم 8 يناير الماضي مرورا بسواحل استراليا وامريكا الجنوبية وجنوب افريقيا. وأكدت معالي وزيرة السياحة أن الفكرة من هذه الرحلة باعتبار الحكومة تسعى الى تحقيق إنجازات فريدة من نوعها وليست تكرارا بما يقام في دول العالم الأخرى. وأشارت الى أن عمان لها ماض في مجال الابحار الشراعي لذلك سعينا الى ايجاد مشروع بهذا الحجم وهو إعادة ماضي عمان البحري. وأضافت معاليها لقد حظينا بموافقة سامية لهذا المشروع وبدا العمل له من خلال حصولنا على شخص وهو محسن البوسعيدي للقيام بهذه المهمة ونعتبره نجاحا كبيرا. واضافت ان هذا المشروع نعتبره بداية لمشاريع اخرى جديدة في المستقبل ويتوسع للافضل ويكون لدينا العديد من البحارة من الشباب والفتيات يقومون بجولات مماثلة حول العالم. وحول ايجاد رحلات اخرى مماثلة سواء كانت بحرية او برية قالت معاليها: اننا نبدأ بفكرة ثم نحقق من خلالها النجاح وبعدها تأتي الأفكار الاخرى وربما هناك افكار من المواطنين ومن ثم تطرح وتدرس ويمكن تحقيقها.

تفاصيل الرحلة

هذا وكان مركز الابحار الشراعي التابع لوزارة السياحة قد قام بشرح تفصيلي عن سير الرحلة وعودتها من جديد والاماكن التي مرت بها بالاضافة الى حياة البحارة اليومية حيث اوضح صالح الجابري وصفية الحبسية أمس ان الرحلة تعتمد على سرعة الرياح باعتبار القارب شراعيا حيث امضى حتى الآن 66 يوما بلا توقف ولم ير البحارة اليابسة سوى مرتين الاولى كانت بعد 28 يوما في نيوزلندا بمضيق كوك والثانية بعد 41 يوما في رأس القرن بأمريكا والباقي كان جميعه في مياه البحار والمحيطات, كما أن القارب لصغر حجمه يوجد به 3 اسرة للنوم فقط حيث يكون التناوب لاثنين من البحارة للمراقبة لخط سير الرحلة بالاضافة الى عدم وجود مطبخ ودورة مياه مع تناول وجبات خفيفة مختلفة جميعها مجففة تحدد دائما من قبل قبطان الرحلة وهي تتنوع حسب الطقس والمناخ ما بين البرد والحر والجو المعتدل باعتبار الرحلة تمر على 5 محيطات مختلفة ولعل المحيط الاطلسي كان اكثر برودة مع ارتفاع الامواج الى 6.5 قدم وسرعة الرياح تصل الى65 عقدة في الساعة وكان القطب الجنوبي أكثر برودة الذي وصلت فيه الى 20 درجة مئوية تحت الصفر.
واشار الجابري الى ان القارب كان يمر بالقرب من الجبال ليتفادى الجبال والكتل الجبلية والحيتان وكذلك الابتعاد عن الرياح.

حاليا في إفريقيا

واوضحت صفية الحبسية أن القارب يوجد حاليا في القارة الافريقية وبالتحديد بالقرب من خط الاستواء ومن المتوقع ان يتبقى له 4 آلاف ميل بحري حتى العودة مجددا الى مسقط ونحن على تواصل مع أفراد الطاقم البحري للتعرف على احوالهم واخبارهم اولا باول وتعتمد سرعة التحرك على سرعة الهواء لانه احيانا يمكن ان يقطع في اليوم الواحد الف ميل بحري وبعض الاحيان لا يتعدى عشرة اميال فقط.

متابعة متواصلة

واشارت الحبسية إلى ان الاتصال بالطاقم متواصل سواء عن طريق مركز الابحار الشراعي بالسلطنة او من خلال المتابعة من قبل المنسق الاعلامي الموجود في بريطانيا الذي يقوم بالتنسيق ما بين القارب والمركز وتوزيع الاخبار للمؤسسات الاعلامية والصحف الاوروبية والفرنسية والبريطانية بالاضافة الى وجود موقع خاص بهذه الرحلة وكذلك يقوم طاقم القارب مسندم بالاتصال المباشر بمركز الارصاد الجوية بالولايات المتحدة للتعرف على احوال الطقس خلال خط سير الرحلة التي تعطيهم التنبؤات اولا باول قبل حدوثها بفترة زمنية جيدة.

ظروف مختلفة

واجه البحارة خلال الرحلة الكثير من الظروف المناخية وصعوبات كثيرة كالعواصف الثلجية والأمواج القوية والجبال والتكوينات الجليدية العائمة وكذلك الحيتان لكن بالخبرة والصبر تمكن البحارة من تحديها واقتحامها الى الامان وبذلك يتوقع ان يصل القارب وطاقمه الى كورنيش مطرح بميناء السلطان قابوس.

لوحة الاستقبال

لوحة الترحيب التي دشنت امس سيكون لها جدول تطواف في عدد من الاماكن بمحافظة مسقط حيث ستتجه الى مركز البهجة وبعدها مركز رامز ومركز العاصمة بالقرم ومركز مسقط ومركز الشاطئ بلازا ومحطة شل بدارسيت لتعطي الفرصة للجماهير بكتابة عباراة التمني والترحيب للبحار محسن البوسعيدي التي يصل طولها الى 6 امتار وعرضها 3 امتار.

انطلاقة نحو المستقبل

وعاود صالح الجابري الحديث عن هذه الرحلة بان محسن البوسعيدي فتح الباب للشباب العماني للابحار الشراعي وهو اعادة تاريخ عمان في الامجاد البحرية حيث سيكون معنا برنامج زيارة بعد ختام الرحلة الى محافظات ومناطق السلطنة لتوضيح اهمية هذه الرحلة من خلال مكتب عمان للابحار الشراعي واعطاء شرح كامل للشباب وطلبة المدارس والكليات لاننا في طور انشاء اكاديمية بحرية لتعليم الابحار الشراعي للجنسين تتبع وزارة السياحة.

66 يوما حول العالم

لا يزال الدوران حول العالم بالقارب الشراعي مسندم الذي يحمل شعار السلطنة والعلم العماني يتواصل حيث أمضى حتى الآن 66 يوما بلا توقف وهو الهدف الاسمى لرحلة البحار الشراعي التاريخية التي بدأت في 8 يناير الماضي ويوجد الآن القارب مسندم ثلاثي البدن في مياه المحيط الهندي قادما من القارة الافريقية مبحرا نحو الوطن حيث خاض القارب والبحارة غمار احوال الطقس الرديء في المحيط الجنوبي بكل شجاعة من خلال الابحار في بحار ومحيطات العالم المفتوحة وكان أهم الاماكن التي مر بها بالقرب من رأس لووين الموجود باستراليا ورأس القرن الشرس بأمريكا اللاتينية وأخيرا رأس الرجاء الصالح الواقع جنوب افريقيا حيث تصارع القارب وطاقمة مع الرياح الاستوائية العاتية والامواج المرتفعة وقاوموا الجبال والكتل الجليدية.

البوسعيدي يدخل التاريخ

دخل محسن البوسعيدي التاريخ قبل ان يختتم رحلته البحرية المثيرة على متن القارب مسندم الذي يبلغ طوله 75 قدما وهو من اكبر التحديات التي يحلم البحارة بتخطيها لان الابحار حول العالم دائما ما يكون صعبا وشاقا، وتعتبر المرحلة الأخيرة من الرحلة عادة ما تكون الأصعب فالقارب أوشك على وصول السلطنة الا ان الطاقم لا يزال يشعر بان الطريق لا يزال طويلا بالرغم من قطعه حتى الآن 36 الف ميل بحري وبذلك يكون البوسعيدي البحار العماني بل العربي الذي ينجح في الابحار الشراعي دون توقف.

نقلا عن جريده عمان