وبعد عباد الرحمن فإنني أقف بينكم في هذه الجمعة لأعرض على مسامعكم الحلقة الأخيرة من المسلسلات

المدبلجة والتركية والعربية هذه المسلسلات التي تعد من أفتك أسلحة طغيان العولمة التي تستهدف أخلاق

المسلمة وعقيدتهم وغيرتهم .

هذه المسلسلات التي دفعت لأجلها الموال الكثيرة لاستجلابها من أقصى الغرب من أمريكا والمكسيك وترجمتها

والعكوف على صيانتها وصيانة كل مشهد في ما لا يقل عن مئات الحلقات .

هذه المسلسلات التي قارنها مؤخرا مسلسلات تخرج من بلاد المسلمين تحمل نفس الخنجر المسموم لتغرسه

في قلب المجتمع الإسلامي .

هذه المسلسلات التي تحمل نفس القصة : قصة فتاة ولدت من الزنا وولدت من الزنا لتكون قدوة لكل فتاة اتخذت

من التلفاز مؤدبا ومعلما وحلا لمشاكلنا الاجتماعية .

هذه المسلسلات التي تألق وترونق وترقرق وترقق ممثلوها بأبهى صورة وأجمل ثياب واختاروا لتصويرها أجمل

المواقع على بقاع الأرض ليخفوا صورة الزنا القبيحة التي يبغضها المجتمع المسلم ويمقتها : {وكره إليكم الكفر

والفسوق والعصيان } .

واختاروا من أسماء المسلمين ما يمكنهم من تشويه الأخلاق الإسلامية من يحي وعمر بل اختاروا لقبا من ألقاب

النبي صلى الله عليه وسلم مهند قال الصحابي كعب ومادحا رسولنا صلى الله عليه وسلم :

ومحمد رسول الله فينا*** مهند من سيوف الله مسلول .

اختاروا لقبا شريفا طاهرا ليلطخوه بوحل الزنا .

أقف اليوم لأعرض لكم مشاهدا من الحلقة الأخيرة للمسلسلات المدبلجة والتركية و العربية .أعرض مشاهدا

من الحلقة الأخيرة الحقيقة التي لم يصورها المخرجون بعد فليست الحلقة الأخيرة هي التي يخبر عنها

المخرجون في المسلسلات ،لا، الحلقة الأخيرة هي التي تكون في الموت والقبض والنزع والقبر والقيامة والنار

هذه هي الحلقة الأخيرة الحقيقة .

فمع المشهد الأول :

روى الإمام احمد في المسند من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى اله عليه وسلم قال فيمن

خبث عمله :{ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ

الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ

الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ

فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ

وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ

فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا

يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

{ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ }

فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ

{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }

فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ

فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ

أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ

أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ

فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ} نعم هذا المشهد

الأول من الحلقة الأخيرة وإليكم المشهد الأخر : روى أهل العلم أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه قال : دخلت

على النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفاطمة رضي الله عنها ووجدناه يبكي بكاء شديداً فقلت له فداك أبي وأمي

يا رسول الله ما الذي أبكاك قال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي يعذبن بأنواع العذاب

فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن ورأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغها ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم

يصب في حلقها ورأيت امرأة قد شدت رجلاًها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها ورأيت امرأة معلقة بثدييها ورأيت

امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل

من فيها وتخرج من دبرها والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار.

فقامت فاطمة رضي الله عنها وقالت: حبيبي وقرة عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وضع عليهن العذاب فقال صلى

الله عليه وسلم: يا بنية أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال وأما التي كانت معلقة

بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد فراش زوجها وأما التي تشد رجلاها إلى

ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد سلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة والحيض

وتستهزئ بالصلاة.

وأما التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمامة كذابة وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل من

فيها وتخرج من دبرها فإنها كانت منانة حسادة.

فهذا مشهد آخر من الحلقة الأخيرة لهذه المسلسلات قل لمن تبرجت وزنت في الحلقات الأولى من مسلسلها

أن هذا عذاب لنساء من أمة مرحومة فكيف بغيرها من الأمم .

كان مجرد عدم النظافة من الجنابة الحلال كافيا لأن تعذب لأجله امرأة فتربط رجلاها بثدييها وتربط يداها مع ناصيتها

وتسلط عليها الحيات والعقارب فكيف بالتي تجنب من محرم ؟؟؟

في الحلقة الأخيرة يكون هؤلاء الزناة أنتن أهل الخليقة جميعها .هؤلاء الذين زينوا الزنا بالعطور والزهور تفوح منهم

في الحلقة الأخيرة يوم القيامة أنتن ريح كانت فترسل على الناس يوم القيامة حتى تبلغ منهم كل مبلغ فينادي

مناد من السماء هل تعلمون ريح من هذه التي تجدون ؟؟ فيقولون لا فيقول : هذه ريح تخرج من فروج الزناة

الذين لاقوا الله عز وجل بالزنا ولم يتوبوا منه .

وإليكم المشهد الذي يمثل حقيقة الزنا : {يقول صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج : ثم نظرت

فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم، وإذا حولهم جيف ، فجعلوا يميلون على

الجيف يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم، قلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الزناة ، عمدوا إلى ما حرم الله

عليهم وتركوا ما أحل الله لهم) فتلك التي تمثل دور البطولة في الزنا مستترة باللباقة والأناقة هي في حقيقتها

تمثل دور الجيفة التي ولدت من جيفة وحملت من جيفة .

في الحلقة الأخيرة تعلق هذه الجيفة من ثدييها ولها صراخ وخوار من عذاب أليم شديد .

وإليكم المشهد الآخر : روى البخاري في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أن جبريل

وميكائيل عليهما السلام جاءاه قال صلى الله عليه وسلم:{ فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفلُه

واسع فيهوغيبها، يقول النبي لغط و أصوات. فاطلعنا فيه فإذا رجال و نساء عراة يأتيهم لهب من أسفل منهم،

فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة حره، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الزناة و الزواني وهذا عذابهم

إلى يوم القيامة. هذا هو التمثيل الحقيقي الصحيح للزنا وهذا هو المسرح الحقيقي الذي يعذب فيه الزناة إلى

يوم القيامة. يحبسون عراة في مثل التنور فتلفحهم سياط جهنم من تحت أرجلهم لا تبقي لهم أناقة ولا لباقة}

قال تعالى {وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}

إخواني في الله لا زنا نتابع مشاهدا من الحلقة الأخيرة من المسلسلات المدبلجة والعربية والتركية .

الحلقة الأخيرة عذاب أليم وعقاب شديد { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي

الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.

علِم الله عز وجل ما يمكن أن يدمر المجتمع الإسلامي من زنا ونحوه فشدد عليه العقاب والعذاب في الدنيا

والآخرة فقال تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}

انتقلت الرأفة والرحمة من الزاني المسلم إلى الزاني الكافر في هذه المسلسلات التي عجزوا عن عرض

الحلقة الأخيرة منها فلهذه كشفنا عن قبيح صورة الزنا التي يراد تجميلها بالوسامة والأناقة واللذات والقصور

الفارهات تأتي الحلقة الأخيرة لتبدل هذه الثياب الراقية في نظرهم العارية عن الأخلاق والآداب بثياب من نار {

قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد

كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق }.

أين الذين كانوا في اللذات يتقلبون وفي المنكرات يرتعون وبالزنا والتبرج يمثلون مزجت لهم كؤوس المنايا فباتوا

يتجرعون {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }

مدوا أيديهم إلى الحرام وأكثروا الزلل والآثام فياليتهم كانوا يسمعون .

في الحلقة الأخيرة حمل البطل والبطلة في الكفن من بعد الأناقة والحسن إلى بيت الدود والحيات والعقارب

والعفن { ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }.

فأين أموالهم الذخائر أين الممثلون بالكبائر دارت عليهم الدوائر وما كانوا بوعظ يتعظون {ما أغنى عنهم ما كانوا

يمتعون } أما علم أهل المسلسلات الحلقة الأخيرة يوم الحسرات فوالله لتعظمن عليهم الأفات

ولتحرقن أجسادهم من بعد الشهوات ولتمورن السُوق يوم السَوق إلى سوق المحاسبات وليذرفُن الدماء على

الخدود والوجنات بدل الضحكات ولينادُن على شيطانهم فيقول لهم { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ

فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

هكذا هي الحلقة الأخيرة من المسلسلات المدبلجة والتركية والعربية التي يعمل لأجلها قوم { ودوا لو تكفرون

كما كفروا فتكونون سواء }.

سلمنا اله وإياكن من الفتن ما ظهر منها وما بطن وطهر قلوبنا وفروجنا وأجسادنا وأبصارنا وأسماعنا وقذف فيها نورا

من عنده إن ربي لسميع الدعاء .

‏07‏/11‏/2008م

——————————————————————————–
عاشق حور الجنان،الطالب لمغفرة المنان،الساعي لجنة الرضوان، أبوعبدالرحمن
{إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}