بسم الله الرحمن الرحيم

أنتظرك ..

فلا تــكثرين الرحيل

أرقبك

فلا تطعميني التمثيل

أحبك

فلا تطرحين التعـليل

أيتها القطرة

إحرقي ما تشائين من شبه جسمي .. أهجري عالمي .. وأقطفي من على جبيني سجده الذكريات .. حاصري مستوطنه عشقي – وشكي – ويقيني .. وأعدمي عيوني .. ولفته الجمال من على لساني .. أتركيني أتلطخ بدمائي .. وأزعي من على روحي البواقي المتبقيه من الدموع .. أهجريني متى تشائين .. وليكن قلبك كجحدا لصراخي .. مستنكرا لعواطفي .. لا تترددي بقتلي .. فما عاد سكينك لها تأثير على عنقي .. أرقصي على قبري .. دمري أحلامي وأمنياتي .. وأحرقيها – وأنثري رمادها على العالم الحزين .. وتذكري أنني سأحن يوما لديارك .. ويأخذني الشوق لعيناك .. وسأرخص روحي كي أراك من بعد الرحيل .. وأنت بثوبك الابيض .. ومولدا مجيد .. حين تتعالى صرخات الليل .. ويجن تفكير من يعشق .. وحين تقصف الرعود مستوطنه أفكاري .. وتغزوا جموع ذكرياتك قلبي .. وحين تأسرني عيناك من من جديد .. من بعد عام طويل .. سأراك .. وستعلمين أن للحق وصيه .. وأن لمن يموت حساب .. وستندثر سيئاتك وقتها .. ويداك الملطختان بدمائي ستفضحك حينها .. ستعلمين أن للجرح ألم .. وأن للسكين تأثير خوف .. وحينها سيكشف الغطاء .. وستدركين كم هو صعب الفراق .. وكم هو سهل معاشره النفاق وستعشقين من بعدي الاف المجانين .. من عاشق – من كاذب – من مغرم صغير – لكن .. ولتنفضي قليلا وصيتي .. وتحسسي كلماتي جيدا .. أن لن تجدي من بعدي رجلا يجيد ترتيل الكلمات .. ولن تجدي مغرما يقدس قلبك وحبك مثلما أنا قدست .. ولن ترتعش يداك خجلا إلا معي .. ولن تتنعمي بحضنا لا أطيب ولا أحن من صدري فما كنت صغيرا حين تعالت حماقاتي لوصلك .. ولم أكن أعمى حين أخترتك من جموع النساء .. ولم أكن صاحب صنعه .. لا ولم أكن دجالا حقير .. إنما كنت أسيرك أطالب بأبسط حقوقي كإنسان .. أن أحظى بصديقه .. تغمرني بصدقها .. توقظ أنفاسي المكبتة .. وكأبسط حقوق الآختيار .. أولا يحق لي هذا .. لا أنكر أبدا أن تلك الليالي ألتي قضيتها معك .. وأنا أتنعم بقربك .. أنستني من أكون .. أصبحت كالقطه التائهه تبحث عن مأوى بين الجدران .. أصبحت أجر خلفي قصاصات الالم .. وأثار جرح قديم .. وأركل الحجر بقدمي شغفا .. متطلعا إليك بخفاء .. مستجديا طيفك الغجري .. يحوم على كتفي .. يراقص خاطري .. ويجعلني أتصرف كالصبيان .. أن أكتب أسمك على معصمي .. على كراسه مدرستي .. لا أنكر أبدا أن الحب يداك .. وأن الصدق عيناك .. وأنني وما أحببت إلا ساعه لقياك ….. والآن أصبحت الايام متشابهه .. كما لو أنني أدور في حلقه مقفله .. تحت قدماي شوك الانتظار .. وعلى رأسي نار الغيرة .. وذابت الشوارع .. وماتت الارواح .. ولم يبقى سوى دبيبك في قلبي .. وكأنه قادم من البعيد الراحل .. وكأن حلمي يتجدد .. حين أعاود التفكير بيداك .. فما عدت أطيق دموعي السائلة .. ولا أفكاري الهوجاء .. ما عدت قادرا على ردع أنفاسي الزائرة .. ولا على لساني المحبطة .. وما عادت الليالي تبارحني المنام .. وفي تلك الليلة الهوجاء .. وعلى ذائقه التفكير الممل .. كان قراري في نسيانك .. رغما عني هربت .. لآبكيك في العراء .. هربت جريا .. أبتعدت عن عيناك لم أشأ أن أريك قوتي تتماوج بالبكاء .. لم أشأ أخبارك أنني ضعيف أمام النساء .. لم أشأ أن أطعمك نقطه ضعفي .. حين قلت لك أن لا توجد للرجال نقاط ضعف .. هربت عنك .. نعم .. ولكنني تريثت بضلال قدرك .. تأملت طيفك .. وبكيتك .. في عراك مع ذاتي .. وندمت .. ونحت .. وشققت شعري .. وخبطت يداي على الصخر وأنتهى ذاك الضمير الحاقد من على نفسي .. ورجعت أليك .. أقولها شرقيتي من دفعني للرحيل .. عيناك من عودتني المسير .. عيناك المترددتان بالرجال قتلتني .. حبستني .. حاصرتني .. دمرتني .. لكنني الان أحبك .. دعيني أختم ندائي .. دون عراك منك ودون عناد مني .. عزيزتي .. وإنني لنادم على قولها .. بعدما كان لفظ السلام بيننا حبيبتي .. أطالبك بذكر الماضي .. وكيف كانت سلاله عشقنا متينة .. فلا تتركي للحاقدين ملجأ لعواطفك .. فقط أنت وقرارك .. أأقولها من بعد ذاك الرحيل أحبك .. أم عساي سأضل مستمرا بالتجديف .. أميالا وأميال .. حتى أصل إلى قدري وأعلنها وصيتي .. أم عساي سأختار طريقا أسهل للقدر .. وأختم على الفور مماتي بالله أثري – أرحمي – أرفقي – فما عدت قادرا إلا على السفر ؟

فما سفري إلا أليك

وما حبي إلا اليك

وما بكائي إلا أليك فها نحن نشق الماظي ، على أن لا نبالي ، بما ستخطه الايام لنا ، وما ستدسه الاقدار لنا ، فقط نحن الاثنان ولا سوانا ، سنأسر العالم بخطانا ، فقط ، أطعميني الحب ، لآقم صلب كلماتي ، وأبدأ على الفور نفحات حبي الشرقي ، لك يا شرقيتي الابديه ؟

دمت إلى الابد ……