أحسست بك أمواجاً تعلو وتهبط بمشاعري ، بل عواصف عاتية سخرها أسلوبك ولباقة ذكائك

وصراحة ذاتك فمن أنتي ؟ ومن أنا ؟ 0

أنتي نجمة في السماء الرابعة وأنا صخر على سطح الأرض تكالبته الرمال من جميع الجهات

أوشك أن يُطمر ولا يراه المارة في الصحراء ، لا يصلني منك سـوى شـعـاع استضيء به

عندما يداهمني غلس الليل لا أرى بشعاعك رمق الوجود فكأنك أنتي الوجود في سـماء الأمل

ولكن كيف يأمل صخر الصحراء الصعود إلى السماء الرابعة ؟ 0

أو كيف يأمل نزول النجمة المتألقة في السماء إلى الأرض ؟ 0

فأعتقد لا سبيل إلى الوصول إليك لأن سمائي ملبدة بالغيوم فلا أحب أن تحـجـب شـعـاعك

ولا تعكر صفوك وبهائك وتعلمين أن كل بحر وله أمواج وكل سماء ولها غيوم وكل مشـتاق

يبحث عن وسيلة للوصول إلى من إشتاق إليه 0

نعـم طريق الحب بيني وبينك صعب المسالك وكثير التعرجات والمنحدرات وأنا لا أحسن القيادة

لمركبة عالية لأنني كثير الخوف من التقلب والإنقلاب ! 0

فإن قلت أحبك كيف أعطي الحب حقه والمسافات تبعدني عن منطقتك ؟ وإن قلت أكتفي بصداقتك

لا أعلم ماذا أقول لمشاعري نحوك وهل تسعدني صداقتك أم يسعدني حبك ؟ أم تكوني شقائ0

ولتعلمي أن الحب والصداقة مجموعتان أحدهما جزئية من الآخر 0

فالحب أعم من الصداقة وقد تؤدي الصداقة إلى الحب إذا غلبت عليها صفات الحـب 0

فالحب رغبة ملحة تحلل ولا تحرم كل شيء مباح بين المحبين وآفته الغيرة والعتاب0

ولنعلم أن التضحية شعاره والحرمان ناره والوصل عمارة والعتاب دماره والغيرة إعصاره

والحمل الثقيل أسراره لا يطيق على حملها إلا أمين ولا يُسمَعْ له أنين 0

اللقاء فيه شفاء والبعد فيه شقاء والخيانة فيه اعتداء والإخلاص فيه وفاء 0

فالحب فيضان جبار وحاكم جائر بل بركان ثائر يفجر الأشواق ويدمي الأحداق ولا تحده الآفاق

فالحب الصادق ليس برقٍ لامع يضيء ويختفي ولذلك أقول ليس كل من حب يعرف معنى الحب

وكثيراً من الأفواه تنطق كلمة ( أحبك ) ولكن لا تعلم معناها ومداها وحقوقها 0

أما الصداقة فهي رغبة عادية تحلل وتحرم لها حدود ، وتعطي وتمنع وتقبل وترفض لا غيرة

فيها ولا عتاب لا حضور فيها ولا غياب لا ثواب فيها ولاعقاب فالعاجز عن الحب يمتهن الصداقة

لأن الصداقة حلقة مفتوحة && والحب حلقة مغلقة بين طرفين لا مجال للطرف الثالث بينهما 0

فهل ترين أن نكون أصدقاء بلا غيرة ولا عتاب ؟ أم نكون أحباء ونكتب عقدا أبدياً مع الصبر؟