استمر انقطاع المياه في بعض أحياء محافظة مسقط أمس لليوم العاشر على التوالي في حادثة نادرة تعيشها العاصمة باسثناء تلك التي كانت أثناء الأنواء المناخية العام الماضي.
و شهدت معظم مناطق ولايتي السيب وبوشر انقطاعا متواصلا للمياه بدأ منذ أسبوعين تقريبا تفاقم خلال الأيام الثلاثة الماضية وهو ما أدى الى عدة تداعيات أبرزها غياب الكثير من طلاب المدراس والجامعات عن مقاعد الدراسة ، إضافة إلى أن العديد من الجهات الحكومية بدون ماء.
وقد وصل سعر ناقلة الماء الواحدة الى 40 ريالا عمانيا في بعض المناطق ، وهو ما يرهق (جيب) المواطنين من ذوي الدخل المحدود الذين يمثلون شريحة واسعة من السكان، و طالبوا الجهات المختصة بحل جذري وسريع للمشكلة، من خلال إعادة هيكلة البنى الاساسية لشبكات المياه.
وكان من الحلول المقترحة لحل أزمة المياه هو الاستعانة بمحطة تحلية بركاء إلا أن الجهات المختصة قالت انها تخضع حاليا للصيانة الدورية وهو عكس ما أشارت إليه مصادر الزمن التي تحدثت عن أن أسبابا (مادية) تقف وراء عدم الاستعانة بها، ذلك بسبب عدم سداد مستحقات سابقة.
ومن المتوقع أن يتم ربط محطتي التحلية بصحار والغبرة عبر توصيلات أنابيب، كما هي الخطة المعدة حاليا لربط محطة صحار بمحطة بركاء التي من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري فيها خلال النصف الأول من العام المقبل وهو حل مستقبلي لأزمة المياه.

تكرار انقطاع المياه أمر متوقع في المستقبل نظرا لأن العمر الافتراضي للمغذي الرئيسي لشبكة المياه في محافظة مسقط والتي هي محطة تحلية الغبرة تعاني من أزمة أصبحت شبه مزمنة وذلك لغياب عمليات الصيانة فيها والاعتماد على شركات أجنبية ليس لها دراية بتلك العمليات وهو ما اتضح جليا أمس الأول من خلال توقف المرحلة الثالثة عن العمل تماما بسبب مشكلة كهربائية متعلقة بالصيانة في الكابلات ، وتم استبدالها ولكنها بعد ساعة وجدت متفحمة لزيادة الضغط عليها وهو ما أدى إلى توقف انتاجها مرة أخرى ، كذلك إحدى آلات التشغيل والتي دفع فيها مبلغ تعدى 500 ألف ريال عماني لم تعمل منذ أربعة أشهر تقريبا وتم تشغيلها منذ أربعة أيام وأحدثت هزة داخل المحطة لعيوب ميكانيكية واضطر المختصون لتخفيض الضغط عليها.

محطة تحلية الغبرة تتكون من 7 مراحل تكمن عيوبها في مشكلة خطوط المياه والملوحة وذلك بالمرحلة الأولى وفصل الكهرباء المتواصل في المرحلة الثانية والتي توجد بها الغلايات، ومن المفارقات أن أحد الأنابيب الرئيسية توجد به فجوة كبيرة مسدودة (بقطعة من الخشب) في مشهد ليس له علاقة بالصيانة إطلاقا.
ومن المفترض في أن كل مرحلة من مراحل المحطة تنتج 6 ملايين جالون يوميا باستثناء المرحلة السابعة والتي تنتج 7 ملايين جالون ، إلا أن هذا الرقم تراجع أكثر من النصف بسبب الأعطال المستمرة لغياب الصيانة.
المصادر تساءلت عن جدوى وجود مسؤولين ليست لهم دراية بحيثيات العمل داخل محطات التحلية وهم بدون (شهادات أو خبرات).

إن أحد أهم أهداف التنمية هو الارتقاء بمستوى خدمات المياه ليكون توزيعها عن طريق شبكات التوزيع والتوصيلات المباشرة إلى المساكن والمباني في جميع المراكز وترشيد الاستهلاك والحد من الفاقد في الشبكات القائمة له اهمّيّته ، وإدخال وسائل مراقبة الفاقد في جميع تصاميم شبكات التوزيع الجديدة ، ومراقبة نوعية مصادر مياه الشرب والتأكد من مطابقته للمواصفات العمانية للمياه الصالحة.

بتاريخ (2 يناير 2008) أي قبل أكثر من 9 أشهر تقريبا نشر تقريرا ينبه إلى أن محطة الغبرة وهي المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة وتحلية المياه على وشك أن تواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم الصيانة وذكرت بعض الحقائق ولكن الجهات المعنية حينها بدلا من البدء في معالجة المشكلة هدد التقرير بعدم الدقة في نقل الحقائق وبعد التهدئة ردت في مقال نشر بأن ما ذكر بعيدا عن الحقائق ومبالغا فيه (طبعا كالعادة) يتم الاتهام بعدم الدقة.
بعد أيام فقط من نشر التقرير واجهت المحطة أولى المشاكل حيث شب حريق في المرحلة الأولى وتوالت الصعوبات في الأيام التالية من خلال تكرار التوقف والحرائق.