ماهية الأستنساخ :
هوعملية تكوين كائن حي باستخدام خلايا غير جينية من خلايا الجسم .. ويقصد هنا بالخلايا الجينية ( الحيوان المنوي و البويضة ) وهذا الكائن المتكون .. يكون مطابقاً من حيث الجينات للحيوان المأخوذة منه الخلية الجسمية , وتتم هذه العملية بالخطوات التالية :
* تؤخذ خلية جسمية من الكائن الحي الأول من أي محل في الجسم , ويتم تفريغ هذه الخلية وفصل النواة المحتوية على المادة الجينية الكاملة أي ( 46 كروموسوما ) .

* يتم إدخال النواة من الكائن رقم (1) داخل البويضة المفرغة من النواة للكائن رقم (2) , وبعد تعريضها لشحنات كهربائية يحدث إنقسام في نواة الخلية ليتكون جنين جديد .. يكون نسخة طبق الأصل عن الكائن رقم (1) من ناحية التكوين الجيني , لكن من الخطأ الأعتقاد بأن هذا التشابه هو 100% .. إذ أن هناك مادة جينية موجودة في المايثوكوندريا الموجودة في بويضة الحيوان رقم (2) والتي قد تغير من تركيبة الكائن الجديد وتحدث أختلافاً بسيطاً فيه .

دوللي .. ونجاح أول تجربة حيوانية :
[img]http://www.lebnights.net/vb/attachment.php?attachmentid=9834&stc=1&d=1218484614[/img]
كان العلماء البريطانيون قد صنعوا التاريخ قبل نحو أكثر من عشر سنوات بأستنساخ أول نعجة في العالم سميت دوللي وكانت النعجة دوللي أول حمل أستنساخي ناجح من بين 247 تجربة حمل , فأقل من 1% من الحيوانات المستنسخة عاشت فترة الحمل , لكن معظمها تعرض لشذوذ في وظائف الكبد ومشاكل في القلب والأوعية الدموية وقلة نمو الرئة ومرض السكر وعوز المناعة وعيوب جينية خفية .

فكثير من الأبقار التي أستنسخت .. كانت تعاني من عيوب خلفية بالرأس , ولم تعش طويلاً حسب متوسط العمر لمثيلتها من الأبقار الطبيعية .
وقد أثار أستنساخ دوللي ردود افعال مختلفة على كافة الأصعدة الدولية والمحلية والمستويات الإجتماعية والعلمية والفلسفية والأخلاقية حول الحدود والضوابط التي يجب فرضها على هذا النوع من الأبحاث .

وقد صرح أحد العلماء أيان ويلموت وهو بروفيسور وأحد العلماء الذين استنسخوا النعجة دوللي أن طريقة إستنساخ دوللي كانت عبارة عن عملية إخصاب بويضة وحيوان منوي لكل منهما معلومات وراثية مخزنة بشكل خاص , وما قاموا به هو سحب المعلومات الوراثية من البويضة وحقن فيها المعلومات الوراثية من خلية لها مجموعة مختلفة تماماً من البروتينات .
وأضاف يقول أنه على تلك البويضة العمل على مماثلة تلك المعلومات الوراثية بطريقة ما تمكنها من النمو بشكل طبيعي .

ويعتقد العلماء أن أبحاث الأستنساخ على الحيوان .. يمكن أن تؤدي إلى تقدم في الطب بما في ذلك استخدام الحيوانات المستنسخة لإنتاج مضادات حيوية تفيد الإنسان في معالجة الأمراض المختلفة .

وعلى الجانب الأخر .. أكدت شركة جينتيك سيغينجس أند كلون الأمريكية في سان فرانسيسكو .. أنها ستقوم بأستنساخ (9) قطط , سعر القطة الواحدة سوف يكون 50,000 $ , وسيتم بيع (6) قطط في حين تعرض الباقية في معارض تجارية حيث أكد المتحدث باسم الشركة أنها تلقت أربعة طلبات أستنساخ , وكانت الشركة قد أستنسخت من قبل أول قطة في العالم , والتي ولدت من نقل المواصفات الوراثية لقطة بالغة إلى بويضة مخصبة , وبعد ان بدأت البويضة بالأنقسام زرعت الخلايا الجنينية في رحم القطة .

تطبيقات للأستنساخ في مجالات أخرى :
هناك الستنساخ المستخدم في عالم النبات والتي تقدمت أبحاثه وأنتجت العديد من الأنواع النباتية النادرة بهذه الطريقة .
وهناك ايضاً طرق محورة للإستنساخ هو ما يسمى بالأستنساخ العلاجي أو النسيجي , ويتم ذلك بأخذ خلية جذعية من النسيج المراد استنساخه ودمجها مع بويضة منزوعة النواة ليتكون منها الجنين , ثم تؤخذ الخلايا الجذعية ( Stem Cells ) التي تكون مسؤولة عن تكوين نسيج معين من الجسم مثل الجلد أو البنكرياس أو الخلايا التناسلية ( خلايا الخصيتين أو المبيض ) وتتم زراعة هذه الخلايا في كائن حي آخر لتبدأ بالتكاثر وتكوين النسيج المراد استخراجه بهذه الطريقة .

وهذه العمليات في طور البحث .. ولم يثبت نجاحها على الإنسان بينما نجحت هذه التجارب مع الفئران , حيث تمت زراعة خلايا جذعية داخل خصيتي الفئران ونتجت عنها حيوانات منوية ومن الممكن في حالة نجاح هذه البحاث .. أن يتم علاج العديد من الحالات المستعصية مثل الأورام السرطانية وأمراض القلب و الأمراض العصبية , وكذلك المرضى الذين تعرضوا للعلاج الكيميائي وفقدوا الأمل بالأنجاب بصورة طبيعية .
وهناك استخدمات أخرى للأستنساخ .. وهو ما يسمى الأستنساخ الجيني لمادة DNA حيث يتم فصل الجزء المراد استخدامه وزرعه في بعض أنواع البكتيريا القابلة للأنقسام السريع ودمجه مع DNA .