فهد عامر الأحمدي
قليلاً ما يقرأ الناس عن الدولة التي ينوون السفر إليها وقليلاً ما يؤقت السائح زيارته من المهرجانات الوطنية والشعبية في تلك البلدان.. وأذكر أنني تجولت في كامل أوروبا قبل عدة أعوام ووضعت جدولاً يسمح بتواجدي ضمن احتفالات مهمة أو مهرجانات شعبية طريفة.. وهكذا صادفت مهرجان جنيف السياحي، ومسابقة الشوارب واللحى في برلين، ومهرجان الزهور في بلجيكا، واليوم الوطني في المجر، بل وكسوف الشمس في بيرنا السويسرية – في حين لم أستطع توفيق جدولي مع مهرجان التراشق بالطماطم في لاتوماتينا الأسبانية!!
.. والمهرجان الأخير يعد أنموذجاً لكيفية جذب السياح إلى المناطق التي تفتقر للمقومات السياحية (كما هي الحال في شرق أسبانيا).. فهو يجري منذ 62عاماً في الأربعاء الأخير من أغسطس حيث يقوم مواطنو لاتوماتينا بالتراشق ب 115طناً من الطماطم في الشوارع التي تتحول بنهاية المهرجان الى كتشب حقيقي. وبصرف النظر عن رأينا بهذه الفعلة تمكن المهرجان من جذب آلاف السياح الى منطقة بينول في شرق اسبانيا (يصرفون خلاله عشرة أضعاف قيمة الطماطم المهروسة)!.

… ومن المهرجانات العالمية الغريبة التي لم أحضرها.. حتى الآن:

@ مهرجان العراك الوسائد الذي يقام منذ 42عاماً في كينوود بكاليفورنيا..

@ ومسابقة قتل البعوض باليدين الذي يقام سنويا في بلكوسينيمي بفنلندا..

@ وكأس العالم لتدخين الغليون لأطول فترة (دون إعادة إشعاله) الذي يقام سنويا في مدن مختلفة..

@ ومهرجان مدينة بامبلونا في شمال أسبانيا حيث تنطلق الثيران وراء الناس لمسافة 825متراً.

@ ومسابقة عد الخراف (في أقصر وقت ممكن) في نيو ساوث ويلز بأستراليا..

@ ومهرجان طبخ الخصي (بطرق جديدة ومبتكرة) في غورنجي ميلانوفاك في صربيا..

@ ومسابقة أغبياء الريف التي تقام في كمبريا في بريطانيا وتتضمن تشويه ملامح الوجه دون الاستعانة باليدين..

@ أما الغباء الحقيقي فهو المشاركة في مسابقة رفس قصبة الساق التي تقام في المملكة المتحدة منذ عام .

1612.@ أما أكثر المهرجانات إثارة للقرف فهو بصق التبغ لأطول مسافة ممكنة في كاليكو غوست في كالفورنيا..

@ أما أكثرها رومانسية فمسابقة حمل الزوجات – والجري بهن لأطول مسافة ممكنة – في سونكاجارفي في فنلندا!!

@ أما مسابقة الشوارب واللحى لهذا العام فأقيمت في مدينة برايتون البريطانية وشارك بها 250متنافسا عالميا ضمن 17فئة مختلفة!!

… على أي حال

لا نحتاج للتذكير بأن كل مهرجان ينبع من ثقافته الخاصة وتاريخه المحلي – وبالتالي – يصعب تقليده أو نقله لأي مجتمع آخر.. غير أن الفكرة بحد ذاتها تستحق الدراسة كون (كل مجتمع) يملك خاصية فريدة ومنافسة غريبة يمكن إشهارها وتسويقها سياحيا.. فلو كان الأمر بيدي مثلا لما ترددت في تنظيم شيء من قبيل: المسابقة العالمية لصيد الضبان أو المهرجان السنوي لقتل الجراد أو المنافسة الوطنية للتطعيس واقتحام الكثبان!!

… وياليت تتحفونا بمزيد من الاقتراحات

64 تعليق
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)

1

التجديد في أفكار المهرجانات أمر مطلوب، فقد مللنا من تكرار الجنادريه والتراث والعقيلات ومسيرات الإبل وكأن العقل العربي لا يعرف غير هذا !

انتظرو الجديد مع تحيات الزعيم ندم الحب