الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان من لطائف و خصائص شهر الصيام

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #100372

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، إمام الصائمين والقائمين والعاكفين والصالحين .. وبعد :

    لقد أظلنا شهر كريم مبارك ، كتب الله علينا صيامه ، وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه ، فيه تفتح أبواب الجنة ، وتُغلق أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، من صامه إِيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إِيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ، وقد بارك الله في هذا الشهر، وجعل فيه من الخصائص واللطائف والعبر ما ليس في غيره من الشهور
    فمن لطائفه وعجائبه أنه أسرع قادم ، وأسرع ذاهب ، فإِن شهور السنة – وهى جزء من عمر الإِنسان – تمر مر السحاب ، ولا تشعر بذلك إِلا بقدوم رمضان لسرعة عودته بعد رحيله .

    وهو أسرع ذاهب ، لأنه ما أن يبدأ حتى ينتهي ، وتمر أيامه ولياليه مرور النسيم تشعر به ولا تراه.

    وأعجب من ذلك كثرة دموع التائبين التي تنهمر في ليل رمضان كأنها سيل جارى ، أين كانت هذه الدموع الغزيرة عبر شهور كثيرة مضت وانقضت ؟ لقد حبستها المعاصي وسجنها القلب القاسي ، ثم أطلقتها التوبة فسالت وانحدرت من مآقيها لتنقذ العين من عذاب الله ، لأنها بكت من خشية الله ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار :عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله رواه الترمذي ( 1639) وفى رمضان يقبل المسلمون في المشارق والمغارب على القرآن ، في الليل والنهار و يتنافسون على تلاوته في الصلاة ، يدفعهم إلى ذلك رجاء رحمة الله ، والخوف من عذاب الله .كما يختص رمضان دون غيره من الشهور بكثرة التائبين والعائدين إِلى الله ، فهو شهر توجل فيه القلوب ، وتدمع العيون ، وتقشعر فيه الجلود ، وهذه الصفات الثلاثة كانت ملازمه للجيل الأول في كل شهور العام ، كما أن هذه الصفات قد جعلها الله عز وجل علامة صادقه على الإِيمان ؛ فقال سبحانه وتعالى عن الصفة الأولى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }[ الأنفال : 2 ] .وقال عن الثانية : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }[ الزمر : 23 ] .وقال في الثالثة : { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ } [ المائدة : 83 ] وقد أثمر هذا الإيمان الراسخ ، واليقين الكامل عند السلف الصالح مجموعة من الخصال التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتي لا تجتمع أبداً إِلا في مؤمن صادق ، ويجمعها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله ( ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إِذ الناس نائمون ، وبنهاره إِذ الناس مفطرون ، وبحزنه إِذ الناس يفرحون ، وببكائه إِِذ الناس يضحكون ، وبصمته إِذ الناس يخوضون ، وبخشوعه إِذ الناس يختالون ) .إِنها : قيام ليل ، وصيام نهار ، وحزن وندم على التفريط والإِسراف على النفس ، وبكاء من شدة الخوف ، وصمت يحفظ من الزلل ، ويدعوا إِلى التفكر والتدبر، وخشوع محاطٌ بذل العبودية لله رب العالمين .

    #1144337
    hams55
    مشارك

    جزاك الله كل الخير و الثواب جعل الله مشاركتك في ميزان حسناتك
    تقبل مروري

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد